لنعلم جميعاً أن الصيام الحقيقي ليس هو الصيام عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس إنما الصيام عن اللغو والرفث كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم…
خطبة بعنوان : ( استقبال رمضان)
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) سورة آل عمران آية (102)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1)
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )) سورة الأحزاب الآيات (70- 71)
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد –صلى الله عليه وآله وسلم – وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
فهاهو موسم الطاعات والقربات على الأبواب فعلينا أن نستعد لاستقبال هذا الضيف العزيز على قلوبنا نستقبله استقبال المحبوب الذي طال غيابه . إن من نعم الله تعالى – على هذه الأمة أن عوضها عن قصر عمرها بمواسم الخير والطاعات والبركات عوضها –سبحانه وتعالى- بمضاعفة الأجور على الأعمال تعويضاً لنقص الأعمار في هذه الأمة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . أيها الإخوة الفضلاء : تطوى الليالي والأيام وتنصرم الشهور والأعوام فمن الناس من قضى نحبه ومنهم من ينتظر عد إلى الوراء قليلاً لتتذكر أناساً كانوا معنا في العام الماضي في هذه الحياة قبل هذا اليوم من بعد انصرام العام الماضي إلى يومنا هذا عد كم من الناس قد قضى نحبه من حمل على أكتاف الرجال من ذهب إلى الدار الآخرة وليس معه إلا عمله إن خير فخير وإلا فلا يلومن إلا نفسه . عباد الله : هاهو شهر رمضان على الأبواب إنه شهر كريم عظيم الفضائل إنه كثير النوائل جليل الفوائد والمكارم أيام وليالي رمضان نفحات الخير ونسائم الرحمات والرضوان فما ألذها من أيام وليالي عطرة إنه شهر اختصه الله تعالى- بنزول القرآن واصطفاه ليكون زماناً للصيام .(( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ…)) سورة البقرة آية (185) إنه شهر وموسم للغفران عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) [1]
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))[2]
وعن مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فلما رقي عتبةقال آمين ثم رقي أخرى فقال آمين ثم رقي عتبة ثالثة فقال آمين ثم قال أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فقلت آمين قال ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله فقلت آمين قال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله فقلت آمين))[3]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))[4]
إذاً هو شهر الغفران وما أحوجنا إلى أن يغفر الله لنا ذنوبنا.
شهر يفوق على الشهور بليلة من ألف شهر فضلت تفضيلاً طوبى لعبد صح فيه صيامه ودعا المهيمن بكرة وأصيلاً وبليله قد قام يختم ورده متبتلاً لإله تبتيلاً
إنه شهر البركات والرحمات . عن أبي هريرة : قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة))[5] الصيام أيها الإخوة يصلح النفوس ويدفع إلى اكتساب المحامد والبعد عن المفاسد به تغفر الذنوب وتكفر السيئات عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))[6] رمضان فيه إجابة للدعوات(( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَالدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )) سورة البقرة آية(186).
ويقول –صلى الله عليه وآله وسلم – (( ثلاث دعوات لا ترد : دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر))[7] ودعوة الصائم لا يدرى متى هي هل في أول النهار أو في وسط النهار أم في آخر النهار ومن الخطأ ألا يدعو الصائم ربه إلا قبيل الإفطار فإن هذا مما لا دليل عليه فالدعوة تكون في نهار رمضان كله وللصائم دعوة لا ترد إي في حال صومه من ابتدائه إلى أن يفطر بأذن الله تعالى- أيها المسلمون إن شهراً يحمل هذه الفضائل لحري بالاهتبال والاهتمام عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم))[8]
عن أبي هريرة : قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة))[9] : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال الله كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم . والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه))[10]
الصوم عبادة سرية بين العبد وربه ليس لها إي مظهر خارجي يستطيع الناس أن يتعرفوا على هذه العبادة ولذلك كانت مختصة بالله –تعالى- كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به .. ذلك لأن الإنسان لا رقيب عليه إلا الله في هذه العبادة فهو يترك طعامه وشرابه ويترك شهوته لا يطلع على ذلك إلا الله –جل وعلا – أيها المسلمون : رمضان مزرعة للآخرة فهل من زارع ؟ورمضان فرصة للتائبين فهل من تائب ؟ في الصيام تتجلى عند الصائم القوى الإيمانية والعزائم التعبدية يدعون ما يشتهون ويصبرون على ما يشتهون . في الصيام يتجلى في نفوس أهل الإيمان الانقياد لأوامر الله وهجر الرغائب والمشتهيات . يدعون رغائب حاضرة لموعد غيب لم يروه إته انقياد لأمر الله –تعالى – أيها الإخوة : رمضان مدرسة للتعليم والتعلم والمعرفة نفحات إيمانية وشذرات قرآنية رمضان معهد دراسات وإعداد للنفوس والطاقات . برامج للدعاة و أخرى للطائعين والعصاة إعداد للنفوس وتهيئة لعبادة الله عز وجل – ولنقتطف بعض الدروس من هذه المدرسة : أولاً : إعداد النفوس في هذا الشهر المبارك الكريم : فإذا كان الجهاد في سبيل الله تعالى- يعد انتصاراً ونتيجته انتصار على الأعداء فإن في الصيام انتصار على هذه النفس التي بين جنبيك وهي ربما تكون من ألد أعدائك ففي الصيام تنتصر على شهوات هذه النفس ما كان منها محرماً وما كان منها مباحاً كل ذلك امتثالاً لأمر الله –عز وجل – إذاً الصيام مدرسة لإعداد النفوس يظهر فيها جلياً قول الله –عز وجل((… سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)) سورة البقرة آية (285).
الدرس الثاني : الانتصار على الهوى . فالصائم يختلي بنفسه ويستطيع أن يأكل ويشرب ويأتي شهوته ولا يطلع عليه أحد من خلق الله عز وجل – إنما يطلع عليه الله –عز وجل- لكن الصائم يربأ بنفسه عن أن يرتكب إثماً أو أن يأتي شيئاً من شهوات هذه النفس امتثالاً لأمر الله عز وجل- وابتعاداً عن داعي الهوى . وفي هذا يتجلى بوضوح انتصار هذا الإنسان على هواه (( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)) سورة النازعات الآيات(40- 41) الدرس الثالث رمضان مدرسة الإخلاص : فالصيام عبادة سرية ليس لها مظهر خارجي كما ذكرنا وبالتالي يتعلم الإنسان من هذه العبادة كيف يخلص عبادته لله –عز وجل – فلا يرائي أحداً من الناس ولا يظهر شيئاً من هذه الطاعات لأحد من خلق الله- عز وجل – فالصائم لا رقيب له سوى الله لا رقيب له سوى الوازع الداخلي في نفسه وهو الإيمان الذي يزعه والذي يدفعه كي لا يقترف ما حرم الله عز وجل _ وفي هذا تحقيق للغاية الكبرى من مقاصد الصيام وهي تحقيق تقوى الله عز وجل _ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) سورة البقرة آية (183) فالتقوى: هي الخوف من الله –عز وجل –ألا يقترف الإنسان شيئاً مما حرم الله –عز وجل –عليه في نهار رمضان التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل أن يراك الله حيث أمرك ويفتقدك حيث نهاك أن تفعل المأمور وأن تجتنب المحظور .
الدرس الرابع : دعوة للائتلاف بين المسلمين فإذا كان الائتلاف يتجلى في رمضان ويتجلى التعاضد وتتجلى وحدة المسلمين من خلال عمل الطاعات نفسها في وقت محدد ابتداء وانتهاء وبنفس الكيفية التي أمر الله –عز وجل – بها محافظين على ما أمرهم به نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم- فإذا كان قال في الصلاة صلوا كما رأيتموني أصلي فالصيام كذلك ينبغي أن يكون موافقاً لهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم- فلصم كما صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- وعلى المسلم أن يتعلم أحكام الصيام وأن يقرأ أحكام الصيام وألا يدخل في هذه العبادة قبل أن يتفقه فيها فطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة وطلب العلم صار ميسراً للغاية فيمكن للقارئ أن يقرأ ويمكن لغير القارئ أن يستمع شيئاً من أحكام الصيام دعوة للائتلاف فالمسلمون تراهم متحدون في هذه الطاعة وفي هذه القربة لا يختلفون إطلاقاً وإن حدثت مخالفة في بعض الجزئيات فالاتفاق في أصل هذه الطاعة وفي أصل هذه القربة إنهم يصومون في يوم واحد في البلد لا يختلفون إذاَ فلا داعي لأن يختلف المسلمون بمجموعهم ولا هم متفرقون في بلدانهم فالمحبة والإخاء يجب أن يسود في رمضان وفي غير رمضان .
الدرس الخامس : المحافظة على الوقت والحرص على اغتنامه فالوقت هو العمر وهو رأس المال ولا ينبغي لمسلم أن يفرط في وقته فالوقت أنفاس وثواني إذا خرج منك لا يمكن أن يرجع ولذلك فرق بين ما كان عليه أولئك الأسلاف الذين عرفوا أهمية الوقت وأحسنوا إدارته سواء كان في شهر رمضان أو في غيره وما هو الحال في أيامنا هذه فالأوائل كانوا يحافظون في الثانية الواحدة ونحن اليوم نفرط بالأيام بل بالأسابيع بل بالشهور نبحث عن مخرج لإضاعة الوقت ونتفنن في ذلك وفي إيجاد الوسائل التي تضيع علينا الوقت ألا ترى أن الوقت نفيس من خلال أن الصائم لو أفطر قبل أن تغرب الشمس بطل صيامه وذهب أجره فهكذا يجب على المسلم أن يغتنم الفرصة ويغتنم الوقت فالوقت مهم جداً في حياة المسلم وعلى المسلم أن يحسن إدارته شهر رمضان ساعاته أيامه لياليه دقائقه ثوانيه على المسلم أن يستغل كل ذلك وألا يفرط فيه وأن يكون شحيحاً وبخيلاً في وقته سواء كان في ليله أو نهاره وليربأ المسلم بنفسه عن المشاغل التي تشغله والتي تسرق عليه وقته وإن كان ولا بد فليجعل وقتاً يسيراً للترويح وللترفيه عن هذه النفس كي لا تمل وإلا فالأصل أن وقت رمضان ثمين يحرم على المسلم أن يضيعه أو أن يفوته فلا تمر عليك دقيقة ولا ثانية إلا وأنت في قراءة للقرآن أو دعاء أو ذكر أو تفكر في آيات الله عز وجل _ القرآنية أو الكونية كي تخرج من رمضان وأنت مستفيد بأذن الله عز وجل _
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :
أيها الإخوة لنعلم جميعاً أن الصيام الحقيقي ليس هو الصيام عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس إنما الصيام عن اللغو والرفث كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم- الصيام عن اللغو والرفث اللغو هو الكلام الذي لا فائدة فيه والرفث هو الكلام الهجر الفاحش هذا هو الصيام الحقيقي إذاً الصيام ليس محصوراً على ترك الطعام والشراب والشهوة وإنما المسلم صيامه أعم من هذا فهو يصوم عن اللغو والرفث تصوم جوارحه عن أن تقترف إثماً فإذا كانت معدته تصوم عن الطعام والشراب فلسانه يصوم عن الفحش ويصوم عن المنكر لسانه فمه يصوم عن ذلك ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال الله كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم . والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه))[11]
إي يربأ عن نفسه أن يقابل الإساءة بالإساءة وليتذكر أنه صائم وأن على لسانه صياماً وهكذا عيناك لابد أن تصوم عما حرم الله عز وجل – من النظر إليه وأذنك يجب أن تصوم عن سماع ما حرم الله عز وجل- عليها ويدك يجب عليها أن تصوم عما حرم الله عز وجل – البطش فيه ورجلاك يجب أن تصوم عن السعي والمشي إلى الأماكن التي حرم الله عز وجل – المشي إليها هذا هو الصيام بمفهومه العام الذي جاء به نبينا صلى الله عليه وآله وسلم- ولا يحل لمسلم أن يكون في صيامه انفصاماً في النهار شيء وفي الليل شيء فالذي حرم عليك بعض الأشياء في النهار هو الذي حرمها عليك بالليل ورب النهار هو رب الليل فلا يحل لإنسان أن يكون في حياته انفصاماً بل عليه أن يسير في وتيرة واحدة وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم- إذاً الصيام الحقيقي ليس من الطعام والشراب وإنما من اللغو والرفث ولهذا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))[12]
ليس المقصود بالزور هو شهادة الزور وقول الزور هذا نوع ولكن الزور أن يتواجد الإنسان في الأماكن التي فيها محرمات وتغضب الله عز وجل – فهذا من شهادة الزور كما فسر العلماء ذلك عند قول الله تعالى((…وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً)) سورة الفرقان آية (72) فسروه بمثل هذه الأماكن التي يتواجد الإنسان فيها حياة المسلم يجب أن تكون على كل حال يجب أن تكون منضبطة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم-النية أيها الإخوة _ نية صيام رمضان يجب أن تكون من أول يوم إذا رؤى الهلال وأعلن الصوم يجب على المسلم أن ينوى صيام هذا الشهر كاملاً وهذه النية هل تكون لكل يوم أم تجزئ أن تكون في أول ليلة فيه خلاف بين أهل العلم الصحيح أنه يجزئ الإنسان أن ينوي في أول ليلة للشهر كله وقيام الإنسان لوجبة السحور يعد من النيات والنية لا يتلفظ بها وإنما محلها القلب لكنه إذا عرض على الإنسان عارض فسافر فإنه يجب عليه أن يجدد النية علينا في رمضان أن نكثر من قراءة القرآن لأنه شهر القرآن علينا أن نكثر من الدعاء لأنه وقت إجابة الدعاء علينا أن نحافظ على صلاة التراويح وألا نضيعها وعلى الأئمة أن يخففوا على المصلين الصلاة كي يرغبوا في هذه الصلاة ولكي لا ينفروا من بيوت الله تعالى-هذه بعض القضايا التي أحببت أن أذكرها لنفسي وإخواني استقبالاً لهذا الشهر المبارك الكريم وأساله –سبحانه أن يبلغنا رمضان وأن يعيننا على صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً
والحمد لله رب العالمين .



اضافة تعليق