تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

رمضان بين الواجب والواقع

لا شك أن الله- تبارك وتعالى- بحكمته ورحمته بعباده أن نوع لهم العبادات وها نحن عما قريب سيهل علينا هذا الشهر الكريم شهر رمضان والذي ينبغي على كل مسلم ومسلمة قبل أن يدخل في هذه العبادة ويتلبس بها أن يتعلم ما يجب عليه وما يحرم عليه…

خطبة بعنوان : ( رمضان بين الواجب والواقع)

العناصر:

1. فضائل الصيام .        2. تعلم الأحكام الشرعية .                   3. استقبال الشهر .       4. السلف وآداب الصيام .                   5. رمضان والسهر .       6. رمضان و الإفراط في النوم .     7. رمضان وقراءة القرآن .           8. الإسراف في الأكل والشرب .         9. رمضان وصلاة الجماعة .         10 . صلاة التراويح .     11. رمضان و تفطير الصائمين .

إن الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعود بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله .

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) سورة آل عمران آية (102).

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَساءلون بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء(1).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).

أما بعد:

 فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد- صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار..

لا شك أن الله- تبارك وتعالى- بحكمته ورحمته بعباده أن نوع لهم العبادات وها نحن عما قريب سيهل علينا هذا الشهر الكريم شهر رمضان والذي ينبغي على كل مسلم ومسلمة قبل أن يدخل في هذه العبادة ويتلبس بها أن يتعلم ما يجب عليه وما يحرم عليه ذلك لأن الله- تعالى- فرض على عباده المؤمنين العلم وتعلم أحكام الصيام من الأمور المهمة بل هي من الواجبات العينية التي تجب على الذكر وعلى الأنثى ولا يشك أن دروساً قد أقيمت في هذا المسجد إن شاء الله تعالى ولا تزال تقام في مساجد أخرى غير أننا سوف نتكلم في هذه الدقائق حول رمضان من منظور آخر أو من وجه آخر فهو في نظري مهم جداً حتى يصوم المسلمون كما يرضى الله –عز وجل- عنهم .

محاضرتنا لهذه الليلة بعنوان : رمضان بين الواجب والواقع وسوف نتحدث حول محاور عدة :

الأول : فضائل الصيام:

 لن نتحدث حول فضائل الصيام مجتمعة بل نلمح إلماحة فقط لفضائل الصوم وما من عبادة إلا ولها فضائل فمن فضائل الصوم أن ربنا- سبحانه وتعالى- يفتح أبوب الجنان ويغلق أبواب النيران كما جاء في الحديث الذي صح عنه- صلى الله عليه وسلم- ((إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ))[1] .

هذه الثلاث النقاط أو هذه الثلاث الفضائل لا تكون إلا في شهر رمضان … ولذلك جاء في الحديث أنه ينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر وهذه مسألة منظورة ملموسة في شهر رمضان تفتح أبواب الجنان فلا يغلق منها باب فتجد أن المسلمين بعصاتهم يرجعون إلى الله- تعالى- في هذا الشهر الكريم يقلعون عن المعاصي والذنوب والآثام يترفعون عن سفاسف الأمور ويقبلون على الله – عز وجل- ويكثرون من الطاعات يترقبون إلى الله- عز وجل- ولذلك نجد أن الشر في رمضان ينحصر حتى أولئك الأشرار الذين عهدهم الناس بشرهم نجد أنهم في رمضان يقصرون عن شرهم كما جاء في الحديث و يا باغي الشر أقصر أولئك الذين كنا نعتاد منهم الأذية ونعتاد منهم أن يفعلوا آثاماً وجرائم واضحة على العيان في الشارع نجد أنهم في رمضان تتبدل أحوالهم وتتغير فهذه من فضائل شهر رمضان من فضائل الصوم أن الناس يقبلون على الله تعالى يكثرون من الأعمال الصالحة يكثرون من الطاعات يقصرون عن الشر ويحدون عنه كما جاء في الحديث تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد مردة الشياطين لأن هذه المردة هي التي تكون سبباً في إغواء الناس وفي دفعهم لمعصية الله- تبارك وتعالى- فهي تسلسل أعني المردة لكن يبقى القرين ويبقى من ليس بمارد يبقى يعبث ببعض الناس ولذلك نجد شيئاً من الشكس نجد شيئاً من المعاصي والمخالفات لكنها ليست بتلك العظائم وإن كان يوجد من الناس من يفعل عظائم في رمضان لكن ليس كغيره من الشهور .

من فضائل الصوم أنه جنة يتخذه الإنسان جنة ووقاية يتقي بالصوم من سخط الله –عز وجل- من عذاب الله- عز وجل- يتقي بالصوم من الوقوع في الآثام من الجرائم من المعاصي كما قال- صلى الله عليه وآله وسلم- (( والصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل وإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم ))[2] .

من فضائل الصوم أيضاً أنه يحد من الشهوة وهذا في رمضان وفي غير رمضان كما جاء في الحديث أنه- صلى الله عليه وآله وسلم- قال : ((يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء))[3] .

ومن فضائله أيضاً أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .

ومن فضائله أيضاً أنه موسم لغفران الذنوب كما جاء في الحديث: (( ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة ))[4] .

وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم صعد المنبر فقال : (( آمين آمين آمين  قيل : يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت : آمين آمين آمين؟

 قال : إن جبريل أتاني فقال : من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله.

 قل : آمين؟

 فقلت : آمين .

ومن أدرك أبوية أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله.

 قل : آمين ؟

فقلت : آمين.

 ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله.

 قل : آمين ؟

فقلت : آمين ))[5] .

فالشقي من شقي في هذا الشهر والتعيس من تعس في هذا الشهر والخاسر من خسر هذا الشهر من خرج من هذا الشهر دون أن يستفيد .

المحور الثاني : تعلم الأحكام الشرعية:

 كما مضى معنا أنه لا بد من التعلم فهذه الأمة أمة العلم أمة الإسلام أمة العلم بشقيه الشرعي والدنيوي وديننا وشرعنا لم يمنع التعلم المادي وإنما حض عليه لكن لا يكن حظ أحدنا من العلوم الدنيوية ما لم يأخذ حظه من العلوم الشرعية فلا بد أن يكون آخذاً بحظه من العلوم الشرعية على أقل تقدير ما يجب عيناً عليه ما يجب عليه أن يتعلم من أحكام الصوم ومن أحكام الصلاة ومن أحكام التوحيد ومن أحكام الزكاة ومن أحكام الحج وكل مسألة يقدم عليها .

يجب أيضاً أن يتعلمها كما ذكرنا مراراً في عدة محاضرات أن التاجر مثلاً إذا هم بالتجارة لا يجوز له أن يدخل في العمل التجاري حتى يتعلم أحكام التجارة حتى لا يقع في الحرام في المحظور وهذا ليس بذلك الذي يريد أن يفتح محل تجاري أو استيراد أو تصدير بل حتى صاحب العربية الصغيرة التي يدفعها أمامه بحاجة إلى هذا العلم حتى لا يقع في المحظور حتى لا يغش الناس حتى لا يبيع للناس مادة غير صالحة للأكل أو غير صالحة للشرب بقصد الكسب المادي فحسب فيجب عليه أن يتعلم الأحكام الشرعية .

وهكذا قل في بقية القضايا إذا وصل الشاب أو أراد أن يتزوج تعين عليه أن يتعلم أحكام النكاح البنت كذلك إذا شارفت على سن البلوغ وجب عليها أن تتعلم أحكام الحيض والنفاس أحكام النكاح ما هي واجباتها ما هي حقوقها الزوجية ما هي واجباتها الزوجية أما أن تذهب إلى بيت زوجها وهي لا تفقه من دين الله شيئاً فهذا هو الباب الواسع الذي من خلاله تحدث المشاكل الزوجية بين الزوجين لجهل الزوج أولاً ولجهل الزوجة ثانياً فليس أحداً منهم يعرف ماله وما عليه كل واحد منهم يريد أن يمض فكره وأن ينفذ فكره سواء كان صواباً أم خطأ ولهذا لو نحن عدنا إلى سيرة نبينا- صلى الله عليه وآله وسلم- أو سيرة الصحابة رضي الله عنهم- لما وجدنا المشاكل الأسرية التي تحدث في الأسر لأن الزوج متعلم والمرأة متعلمة لكن الآن الزوج مثلاً يكون عنده دكتوراه في العلوم الدنيوية والزوجة تكون جامعية أو عندها دكتوراه لكن ما عندها من العلوم الشرعية لذلك تتلخبط الأمور وتنهد الأسر نتيجة الجهل بدين الله- عز وجل- ففي هذا الشهر الكريم نحن ملزمون ومأمورون بأن نتعلم عدة أحكام من هذه الأحكام أحكام الصيام الواجب علينا ما الذي يحرم علينا ما هي المستجدات ما هي المكروهات وهذا الآن ليس وقتها لكن أقول في أيام يمكننا أن يتدارك الإنسان الأحكام وإلا ففي بداية الشهر الكريم يمكن للإنسان أن يتعلم وأن يتدارك الأمر .

أيضاً أحكام القيام كصلاة التراويح تعلم أحكامها آدابه كم تؤدى؟

ماذا يقرأ فيها آداب المسجد أيضاً هل تنقلب المساجد أيضاً للتحدث والناس يصلون ينقسم الناس إلى قسمين :

 قسم يتحدث في مؤخرة المسجد وقسم يصلي في مقدم المسجد وهؤلاء يشوشون على أولئك .

هذه الأحكام يجب تعلمها أيضاً أحكام الزكاة إذ أن الناس اعتادوا أن يزكوا أموالهم في رمضان إضافة إلى زكاة الفطر لابد من نتعلم أحكامها خلال هذه الأيام أو خلال شهر رمضان لأنها تجب في نهاية الشهر الكريم هل يجوز إخراجها مالاً هل تخرج مثلاً من مادة معينة من الطعام أم يمكن للإنسان أن يخرجها مثلاً من السكر ويخرجها كذلك مثلاً من الفواكه والخضروات طماطم بطاطس وما شاكل ذلك يجوز أم لا يجوز هذه القضايا لا بد من تعلمها خاصة ونحن مأمورون بطلب العلم في مثل هذه القضايا .

أيضاً أحكام الاعتكاف لأن هنالك من المسلمين من سيعتكف فعليه أن يتعلم أحكام الاعتكاف ما يجب عليه ما يحرم عليه آداب الاعتكاف وما شاكل ذلك لذلك نجد بعض الناس يدخلون المعتكفات فيفسدون عليهم اعتكافهم فتنقلب المعتكفات إلى نواد وملتقيات للتحدث والاعتكاف السر منه أن يختلي العبد بربه- سبحانه وتعالى- لا أن ينقلب المسجد إلى جلسات وحلقات مسامرة وما شاكل ذلك لم يكن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يتحدث إلا بقدر محدود وإلا فالقصد من الاعتكاف التخلي بالرب- سبحانه وتعالى- من أجل التقرب إليه من أجل ذكره وقراءة القرآن.

أحكام القرآن لابد من تعلمها خاصة في هذا- الشهر الكريم- الناس يقبلون على قراءة القرآن لكن هل جميعهم يحسن قراءة القرآن لا ما كلهم يحسن قراءة القرآن ولو أخذت شريحة من المسجد لوجدت أصنافاً واحد يقرأ قرآناً ما أنزله الله تعالى على محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- هذا نوع.

نوع آخر يقرأ القرآن يقرأه هذا صنف آخر وهذا قليل يحسنون قراءة القرآن ويتدبرونه لعلك تجد أيضاً قسم يعرض كلياً عن قراءة القرآن بحجة أو بأخرى هذه مسائل لا بد من تعلمها خلال هذا الشهر خاصة ورمضان هو شهر القرآن.

المحور الثالث : استقبال الشهر :

كيف يستقبل المسلمون هذا- الشهر الكريم- بالنسبة للدول وكان الواجب عليها أن تكون مستقبلة لهذا- الشهر الكريم- استقبالاً يليق به يليق لعظمة هذا الدين المبارك استقبالاً يظهر للناس حسن تحمل المسؤولية لكن وكل الأمر إلى غير أهله فتجد مثلاً بعض الدول ما تدري شعبان من رمضان ولا رجب من شوال !!!.

قال قائلهم : قبل سنين قيل له هل أنت تتبعون هلال شهر رمضان قال :نحن ما جئنا إلى هنا من أجل أن ننظر الهلال دخل ولا ما دخل إحنا جئنا هنا نقنن قوانين هذا وزير في دولة أهلها مسلمون يقول :هذا القول والواجب عليه حين أسند إليه هذا أن يتحمل المسئولية بين يدي الله –عز وجل- وأن يقدم الواجب لأن ما عين ها هنا إلا لتحمل المسؤولية وإقامة الدين في هذا المرفق يعني أي وزير رئيس الدولة ملكها سلطانها عين هاهنا وما رشح هاهنا إلا من أجل أن يقيم الدين ويسوس الناس بموجبه ثم بعد ذلك توزعت هذه المهام وزير الإعلام الواجب عليه أن يقيم الدين بوزارته ويسوس الناس ويوجه الناس وفق الدين الذي في وزارة العدل كذلك يحكم بين الناس بكتاب الله- عز وجل- وبسنة نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- ويتقي الظلم وزارة التربية والتعليم عليه أن يقيم هذه الوزارة بحيث يعلم أبناء المسلمين العلوم الشرعية والعلوم الدنيوية التي تنفعهم في دينهم ودنياهم ولا تتصادم مع شريعة الله- عز وجل- فأي نظرية إلحادية مثل نظرية دارون وغير ذلك من النظريات يقول لا هذه يجب أن يشطب عليها لا يجوز أن تدخل هذه بلاد المسلمين ولا يجوز أن تعلم في بلاد المسلمين هذا كان الواجب.

 لكن هل الدول على هذه المسؤولية؟

 الدول تستقبل شهر رمضان مثلاً : بالمدافع تستقبله مثلاً بالأضواء بتقوية مثلاً الكهرباء هذه الديكورات يمكن أن يكون كذلك وإلا فقد وسد الأمر إلى غير أهله إذا جئنا مثلاً إلى وزارة الإعلام على مستوى العالم الإسلامي نجد أنها منذ شهور وهي تعمل ليلاً ونهاراً من أجل إضلال المسلمين من أجل حرمانهم من ثواب هذا- الشهر الكريم- من أجل استنزاف أموالهم ووقتهم استنزاف أيضاً عام سواء كان من حيث الصحة تستنزف صحتك يقضي الناس أمام شاشات التلفاز نصف النهار أو نصف اليوم اثنا عشر ساعة يقضيها وهذا فيه من أتعاب النفس صحياً فكرياً ما يحدث للنظر من الضرر أيضاً مالك مستنزف وقتك مستنزف إيقاعك في المخالفات لكتاب- الله تعالى- وسنة رسوله- صلى الله عليه وآله وسلم حدِّث عن هذا ولا حرج فهي من أشهر تعد وكل قناة من القنوات تود أن يكون مشاهدوها أكثر لذلك تقدم عروضاً تقدم مسابقات تقدم أموال هذا كله على حساب دين المسلم أن هذه الوزارات لم تقم بالواجب الذي أوجبه الله- تعالى- عليها كان الواجب عليها أن تكون رافداً مسانداً مساعداً مع بقية القنوات الأخرى التي توجه المسلم إلى الاتجاه الصحيح وأن تصب الوقت والجهد والمال في المصب الصحيح فشهر رمضان هو في الحقيقة كغيره من الشهور لكن كما جاء في الحديث : ((ويا باغي الشر أقصر)) حدث شيء من الإقصار عن المعاصي وإن كان الشيطان يزين لهم فيها بطريقة أخرى مثلاً : لا نجدهم يغنون الأغاني الماجنة وإن كان هذا يوجد في بعض القنوات الفضائية والمحلية لكن يأتيهم الشيطان من باب آخر يقول: لهم هذا توشيح ديني إن كان مثلاً ما عندهم الأفلام الفاضحة وأفلام الغزل وما شاكل ذلك فهو يأتي إليهم من باب آخر فيقول المسلسلات الدينية والأفلام الدينية والله أنهم شوهوا تاريخ الإسلام وشوهوا عظماء الإسلام وشوهوا تاريخ المجاهدين في سبيل الله –عز وجل- بسفاسف الأمور التي تعود عليها الممثلون والممثلات من هم هؤلاء الممثلون والممثلات في الحقيقة كما حكت عنهم الصحف والمجلات أنهم أهبط شريحة في المجتمع أنت تراه يتكلم الكلام المنمق يفعل ويصنع ويصنع …

لكن في حياته من أفشل الناس هو يتقن التمثيل لكن أن يحيا هذه الحياة التي يمثلها مع أهله وبين أسرته بين مجتمعه في عمله لا تجد تكاد إقبال فالإعلام على كل حال كان الواجب أن يكون رافداً وسانداً لإقامة الدين والأخلاق والعقيدة وشحذ الهمم للتعبد لله – عز وجل- لكن صار معول هدم- لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم- ولعله يأتي طرفاً آخر بعد قليل إن -شاء الله تعالى- .

الناس كيف يستقبلون هذا- الشهر الكريم – . كان الواجب على المسلمين أن يستقبلوه بحفاوة وترحاب وفرح وسرور كان سلفنا الصالح- رضوان الله عليهم- يصوموا رمضان ثم ستة أشهر يدعون- الله- عز وجل- أن يتقبل منهم رمضان وستة أشهر أن يبلغهم رمضان حالنا اليوم شريحة من المجتمع عريضة متضجرة من هذا الشهر لا تحبه إطلاقاً لأنها تعودت على العصيان والتمر على الله- عز وجل- وإن كان ثمة قبول لهذا- الشهر الكريم- فهو فقط مجاراة للوقت ومجاراة للأسر ومجاراة للمجتمع لكت بمجرد خروج الشهر كما يقولون: في المثل عادت حليمة لعادتها القديمة فتعود هذه الشريحة إلى ما كانت عليه من عشية العيد أو قل من أول يوم من شوال يعود إلى ما كان عليه من العصيان والمخالفات الشرعية صنف من الناس متضجر لا يريد رمضان ولذلك فهو يفعل كل ما بوسعه وقدرته من العصيان في رمضان والتمرد فتجده مثلاً يفطر في رمضان وقد يفطر جهاراً في الشوارع تجده مثلاً يفعل ما بوسعه أن يفعل من المخالفات ربما أحياناً في ليالي رمضان من شباب هذه الأمة الذين ساروا في هذا الطريق الأعوج من يغازل من يؤذي بنات المسلمين من يتتبع عورات المسلمين وما شاكل ذلك وبعضهم يستقبله بشيء من الحفاوة لكن التضجر موجود يمكن أن يزول هذا التضجر بعد أن يمشي شيء من الوقت وترتفع روحانيته أو معنوياته ، وصنف يستقبلونه بحفاوة وترحاب يستقبلونه بفرحة وسرور لأنه موسم الخير موسم التنافس موسم الأعمال الصالحة فيستقبلونه بفرحة يستقبلونه كما يستقبل أحدنا الضيف الغالي التي طالت غيبته فهو موسم الخير موسم التنافس في الحسنات موسم لغفران الذنوب موسم للتقرب إلى الله- عز وجل- وقد تجد صنفاً من الناس بين هذا وذاك أحياناً يتضجر وأحياناً يفرح للصوم وما فيه من النفحات وأحياناً يفرح لما فيه من الموائد والأكلات فتجد صنفاً يخلط بين هذا وذاك .

المحور الرابع : السلف وآداب الصيام :

 فسلفنا الصالح- رضوان الله عليهم- إذا دخل عليهم رمضان لزموا المساجد بقوا في المساجد لماذا ؟

قالوا : لا نؤذي الناس ولا يؤذوننا الناس لا نغتاب الناس ولا يغتابوننا الناس فيبقوا في المساجد يتعبدون الله- سبحانه وتعالى- قال  جابر رضي الله عنه: ((إذا صمت فليصم معك سمعك وبصرك ويدك وجوارحك )).

لا تكذب ولا تغتاب ولا تنظر إلى الحرام وهذه القضية تحتاج إلى مجاهدة والسلف الصالح قد ضربوا أروع الأمثلة في مجاهدة النفس لكن حالنا اليوم أو واقعنا على غير ذلك فتجد أكثر الناس يصومون عن الطعام والشراب والجماع لكن جوارحهم ما تصوم إلا من- رحم الله- تجد العينين تطيش هنا وهناك والأذن تسمع إلى ما حرم الله واليد ربما تطيش تجد الرجل تسعى إلى ما حرم الله وهم صيام إلا ما- رحم الله تعالى- الأمر إذاً كما قال النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ))[6].

 ((رب صائم ليس حظه من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس حظه من قيامه إلا السهر ))[7] .

فلا يكون حظ المسلم من صيامه الجوع والعطش إذا صام صوّم جوارحه كلها لله- سبحانه وتعالى- لتكون طائعة لله- عز وجل- منساقة منسابة إلى طاعة الله- عز وجل- هذا الواجب وما كان عليه السلف وهذا واقع المسلمين اليوم إلا ما- رحم الله تعالى- فلعلك تجد مثلاً من الناس من لا يتأدب بهذه الآداب بل ربما لا يدخل المسجد إلا المغرب والعشاء وركعتين أو أربع ركعات من التراويح و رجع إلى بيته أين يقضي بقية يومه ؟إما نوماً وإما في القيل والقال وإما في ضياع الوقت وسيأتي هذا الكلام وإما في تتبع الفوازير والمسلسلات والمسابقات ليس على مستوى الداخل بل على مستوى الداخل والخارج ولعله يأتي في آخر رمضان وقد أنفق على المسابقات الرمضانية ما يزيد على عشرة آلاف إلى عشرين ألف ريال مقابل فواتير يدفعها للهاتف.

المحور الخامس : رمضان والسهر :

اعتاد المسلمون في بعض البلاد الإسلامية لقلب الليل نهاراً والنهار ليلاً وبقي بعض المسلمين في بلدانهم على حالهم أن النهار معاشاً والليل سباتاً وهذه هي الحياة الطبيعية التي فطر الله- تعالى- الناس عليها فالإنسان يقلب الليل نهاراً والنهار ليلاً لا شك أن هذا يؤثر عل صحته يؤثر حتى على أخلاقياته فالله- سبحانه وتعالى-حكيم ولهذا جعل الليل المظلم للنوم وجعل النهار المضيء للعمل وطلب الرزق فاعتاد بعض الدول منها بلادنا يقلبون الليل نهاراً والنهار ليلاً لكن هذا السهر فيما يقضيه الناس بعض الناس يقضي الليل وهذا طبعاً قطاع قليل يقضي هذا الليل في الذكر والطاعة والعبادة والتضرع بين يدي الله- تعالى- هذا يمكن أن يقال كما قيل أندر من العنقاء في المغرب وأندر من الكبريت الأحمر وبعض الناس تجده يقضي هذه الليالي في الأسمار في الدواوين يقضيها في القيل والقال وهذا أكثر مجالس الناس قال فلان قال فلان فيقضي وقته بهذا أو بالغيبة والنميمة يغتاب الناس وينمهم أو في أحاديث الرويبضة كلام الرويبضة وهو الرجل التافه يتكلم بأمر العامة يهدم إسرائيل ويغرقها في البحر المتوسط في دقائق ويخطط لقلب نظام الحكم بأمريكا وتقليلها إلى دويلات صغيرة ومحوها من على الخارطة وكذلك بعد ذلك يلف قليلاً إلى روسيا وإل الهند وإلي كل أعداء الدين والإسلام هذا إذا كان في قلبه شيء من الحرقة على دين الله –عز وجل- يفعل هذه الأفاعيل كلها خلال ساعتين وبعد ذلك إذا انتهى مجلسه تبين له أنه كان في وهم ولم يجن في آخر وقته إلا الهم والحسرات أنا ما خربت أمريكا أنا ما دمرت إسرائيل أنا ما فعلت ما فعلت لا بالعكس يسمع في آخر الليل الأخبار قتل كذا من الفلسطينيين وضربت الدولة الفلانية وستضرب الدولة الفلانية وهو مسكين يتحدث بشئون الناس لكنه ليس متأهلاً لهذا وكان الواجب أن يقضي وقته إن كان ولا بد ساهراً في طاعة الله كما كان عليه سلفنا الصالح -رضوان الله عليهم أجمعين- بعض الناس يقضي وقته وليله إما في مالا ينفع وإما فيما يضر بعضهم مثلاً يقضي وقته في لعب الدمنة في الورق في البطة وإلا في الشطرنج وإلا فيما شابه ذلك من الألعاب وقد صح عنه- صلى الله عليه وآله وسلم- (( من لعب بالنرد شر فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه ))[8] .

دلاله على تحريم لعب الطاولة ولكن من يقنع الناس بتحريم مثل هذه الأعمال بل لو سألته ماذا تصنع قال: أقيل الوقت أذهب الوقت المسلم خلق ليقتل وقته ؟

 أم خلق ليعمل قال الله تعالى :((لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً )) سورة الملك آية (2).

 أما سمعنا قول نبينا -صلى الله عليه وآله وسلم -(( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه))[9].

 هذه الأوقات هذه الأنفاس ستسأل عنها بين يدي الله- عز وجل- الثانية والدقيقة خروج النفس ورجوعه ستسأل عنه بين يدي الله- عز وجل- ونحن نوقن جميعاً بأن النفس إذا خرج لا يمكن أن يعود إلى الإنسان خلاص خرج مشت ثانية من عمره لا يمكن أن تعود هذه تقدم إلى الآخرة ثانية ودقيقة وساعة ويوماً وأسبوعاً وشهراً وهلم جر فبعض الناس يقضي ليله ماذا تصنع ؟

قال: أقتل الوقت نضيع الوقت والله حرام حرام على المسلم أن يضيع وقته يجب أن تستثمر الأوقات في طاعة الله –عز وجل- ما كان سلفنا الصالح يعتادون مثل هذه العبارات التي لو سمعها بعض سلفنا الصالح لاقشعر بدنه تضيع الوقت الوقت كانوا يقولون : الوقت من ذهب ، الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك إن لم تقطعه في طاعة الله –عز وجل- قطعك إما أذهب عمرك وإما استغلك الشيطان في معصية الله- سبحانه وتعالى- وبعض الناس يقضي ليله سهراً لا أقول فيما لا ينفع بل فيما يضر كما أسلفنا آنفاً من تتبع الدشوش والقنوات الفضائية محليها وخارجها ما كان منها فضائياً وما كان منها غير فضائي فهو يتتبع من هنا ومن هنا هذا الفلم أحسن وهذه المسلسلات أشوق وهذا فلم إسلامي زوراً وهذا إلى آخر ذلك بل لعل بعضهم- عياذاً بالله- تعالى يتتبع الأفلام المحرمة ظناً منه وجهلاً منه أن الصوم إنما هو في نهار رمضان وأن الحرمة إنما هي لنهار رمضان دون ليله والصحيح أن رمضان كله حكمه واحد ليلاً ونهاراً وهذه المسائل وإن كانت الأصل محرمة في غير رمضان لكن حرمتها في رمضان أشد وأكثر فتجد بعض الناس يقضي الليل في النظر إلى الفاننات إلى الكاسيات العاريات ينظر إلى مسلسلات الحب والغرام وهكذا ويظن أنه يحسن صنعاً .

المحور السادس : رمضان والإفراط في النوم وضياع الوقت .

ذكرنا آنفاً قوله- صلى الله عليه وآله وسلم-:(( لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر منها عن عمره فيما أفناه ))[10] وذكرنا أيضاً قوله- صلى الله عليه وآله وسلم- (( رغم أنف امرئ ثم رغم أنف امرئ ثم رغم أنف امرئ أدرك رمضان ولم يغفر له ))[11].

 فنجد بعض الناس يفرط في النوم النوم- يا أيها الأخوة- يمكن للإنسان أن يعتبره عبادة يؤجر عليه عند الله –عز وجل- كما قال معاذ- رضي الله- عنه لما سأله أبو موسى الأشعري- رضي الله عنه -كيف تقسم يومك؟

قال : والله إني لأحتسب نومي كما أحتسب قيامي استغله في طاعة الله- عز وجل- قال الله تعالى :(( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) سورة الأنعام الآية (162).

 ومحي الإنسان يومه من الصبح إلى الليل يقضيه في أعمال مختلفة منها عبادات تعبد الله تعالى بها الإنسان ، ومنها أمور عادة لكن العبد المؤمن يصيرها عبادة بأن ينوي بها التقرب إلى الله- عز وجل- التقوى على طاعة الله- عز وجل- أن يعف نفسه عن محارم الله عز وجل- أن يعف أهله وأولاده عن الحارم أن يمدوا أيديهم إلى الناس إلى آخر ذلك فتنقلب هذه العادات إلى عبادات وصح عنه- صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال : (لَسْتَ تُنْفِقُ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ بِهَا حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ ))[12].

وفي يضع أحدكم صدقة أي في مجامعة الرجل زوجته صدقة كما قال صلى الله عليه وسلم : ((وَفِى بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ قَالُوا :يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِى أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ .

قَالَ : أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا في حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا في الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ))[13].

فنجد بعض الناس يتكأ على حديث لم يصح عنه- صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: (( نوم الصائم عبادة )) وطيب وبعدين ينام من بعد الفجر إلى العصر مالك ؟

قال : نوم الصائم عبادة وربما قال لأهلة لا توقظوني إلا قبل المغرب . ليش ؟ نوم الصائم عباده . تسويل من الشيطان الرجيم النوم يكون بقدر وما زاد عن الحد انقلب إلى ضد .

يمرض الإنسان يسقم الإنسان إن كان ولا بد وقد قلب الليل نهاراً والنهار ليلاً فلينم مثلاً إلى الظهر ثم يستأنف عمله صلاة الظهر قراءة القرآن وصلاة العصر قراءة القرآن أذكار المساء الدعاء التضرع بين يدي الله- عز وجل- وهلم جر ويواصل أعماله إلى أن يأتي وقت النوم من اليوم الثاني بعض الناس مثلاً ينام كما أسلفنا ربما إلى العصر صلاة الظهر يصليها قبل العصر وإلا بعد العصر يصلي الظهر ثم العصر مالك ؟.

 قال المعبود باقي وبعض الناس ربما نام إلى الظهر وصلى ورجع يرقد إلى العصر صلى العصر وأين رايح يا فلان ؟

تعال اقرأ القرآن وين رايح السوق إلى قبيل المغرب وربما أفطر في الطريق ضاع يومه وليله أين يقضيه في القيل والقال وما شاكل ذلك وانتهى رمضان فتبين لنا حال سلفنا الصالح- رضوان الله عليهم- في نومهم أنهم كانوا ينامون النوم المعتاد وإلا فعمل وجد واجتهاد ومثابرة وتنافس في الخير أما عندنا معشر المتأخرين فتغير الحال- ولا حول ولا قوة إلا بالله- .

المحور السابع :رمضان و قراءة القرآن :

اختار الله- سبحانه وتعالى- هذا الشهر لتنزيل القرآن الكريم :((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )) سورة البقرة الآية (185) .

كيف كان حاله- صلى الله عليه وآله وسلم- في رمضان ؟

 كان يأتيه جبريل- عليه السلام- يدارسه القرآن وكان- صلى الله عليه وآله وسلم- أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يأتيه جبريل -عليه السلام- ويدارسه القرآن وأما حال سلفنا الصالح مع القرآن فحدِّ عن هذا ولا حرج فتجد أنواعاً من الأحوال مع القرآن لأن رمضان شهر القرآن.

 هذا مثلاً الزهري- رحمه الله- والإمام مالك كانا من كبار العلماء وكان لهما حظ ونصيب أوفر من قراءة القرآن ليلاً ونهاراً في غير رمضان ومع هذا كانوا يقرؤون العلم على الناس قتادة- رضي الله عنه- كان يختم القرآن في غير رمضان في كل سبعة أيام وكان في رمضان في كل ثلاثة أيام يختم وفي العشر الأواخر في كل ليلة وكان البخاري له في كل يوم وليلة مصحف وكان الشافعي- رحمه الله -يقرأ ستين مصحفاً في رمضان يعني مصحف بالليل ومصحفاً بالنهار ما عندهم شغل إلا القرآن لكن حالنا الآن الطيب فينا من يقرأ مصحفاً لكن لو حث الناس على قراءة القرآن ليلاً ونهاراً يقولون لا تشدها فتنبسق ساعة لقلبك وساعة لربك طيب ساعة لقلبك وأين تقضيها ؟

يقضيها أما م النساء في القنوات الفضائية يا ليته يقضيها مع الجلوس مع أهله ملاعبة الأولاد غير ذلك يقضيها الساعة التي للقلب هذه يقضيها في قتل قلبه يستمع إلى الأغاني المحرمة ينظر إلى الصور المحرمة الأفلام الخليعة المسلسلات الماجنة حدِّث ولا حرج ساعة لقلبك وساعة لربك يعني إن كان ولا بد ساعة للقلب القلب هذا يحتاج إلى عمل يعني ساعة للقلب افهمها فهماً صحيحاً أي ساعة لإصلاح القلب وليس لإفساده ساعة لزرع الإيمان فيه لرفع المراقبة فيه لرفع التوكل فيه وما شاكل ذلك مش ساعة لقلبك تقضيها في موته وقتله وفي إغضاب الرب -سبحانه وتعالى- فالناس يفهمون أفهام مقلوبة الساعة التي للرب يريدها دقائق طولت في الصلاة طولت في القراءة ذكر أحد المشايخ في إحدى محاضراته قال واحد في مصر دائماً يشاكس يحب المشاكل يقول طول طول طول في الصلاة خفف في الصلاة خفف الصلاة فقرأ بعد الفاتحة من سورة الرحمن ((مُدْهَامَّتَانِ )) الآية (64) الله أكبر آية قله يا بيه ما تخليها مدهامة واحدة خليتها مُدْهَامَّتَانِ ليه؟ طولت.

 الآن حالنا هكذا الساعة التي يقولون: للرب ساعة يعيشها الإنسان في قلق تماماً كالسمكة التي ترمي من البحر إلى الساحل تضل تتقلب ما يقضيها الإنسان في خشوع وخضوع لله- سبحانه وتعالى- فحال سلفنا الصالح مع القرآن كانوا هذا حالهم الذي ذكرنا وأما واقعنا اليوم إن جئت إلى التحاكم إلى القرآن فالقرآن قد غيب من الواقع فلا يتحاكم إليه جيء بالقوانين الغربية من أمريكا وأوروبا وغير ذلك من الدول الملحدة وحلت محل القرآن ليتحاكم الناس إليها وقالوا :في قوانينهم ودساتيرهم لا عقوبة إلا بقانون شرب الخمر قال الله كذا قالوا :لا.

 لا عقوبة إلا بقانون لم ينص القانون على معاقبة الخمار.

 زنا قال الله كذا قالوا لا القانون لم ينص على معاقبة الزاني هذه حريات شخصية فإن جئت إلى واقع المسلمين التحاكم إلى القرآن صفر على الشمال اللهم إلا في أحوال ضيقة في الأحوال الشخصية إلا ما شاء الله في بعض الدول في بعض الجوانب وليس في جميع الجوانب ، إن جئت إلى تلاوته وقراءته تجد أن شريحة كبيرة تقرأ القرآن لكن يقرؤونه للمادة للأموات وما شاكل ذلك وبعض الناس نعم يقرأ القرآن ولكن كما قلنا من قبل لا يقرأ قرآناً أنزله الله تعالى على محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- يقرأ قرآناً مكسراً تقول: هذا القرآن ما أنزله الله على محمد- صلى الله عليه وآله وسلم-  ((فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً)) سورة الشعراء الآية (102).

 بعضهم والله قال لي سمعت شخصاً يقرأ :(( فلو أن لنا كُرَةً ) من قرأ منا القرآن فإنما يقرأه في أطر ضيقة فالله الله في القرآن العظيم .

المحور الثامن الإسراف في الأكل والشرب : يقول الله- عز وجل- ((وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا)) سورة الأعراف الآية (31) وقال :((وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ)) سورة البقرة الآية (187) لكن الإسراف والتبذير حرام يقول- صلى الله عليه وآله وسلم- (( بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ))[14].

ومعلوم أن كثرة الطعام يحدث عند الإنسان خمولاً فلا يرغب في القرآن ولا يرغب في الصلاة ولا يرغب في القيام بل يصيبه الخمول يحتاج إلى نوم أطول يتولد من هذا الطعام أخلاط تشوش عليه ذهنه وما شاكل ذلك فنجد من الناس في رمضان من يسرف في تناول الطعام أو يسرف من المائدة نفسها وأكثر من هذا الطعام تذهب بعد ذلك إلى القمائم وعياذاً- بالله تعالى- وأجارنا الله تعالى من هذا الإسراف فنجد أن الناس ربما أكثرهم يستعدون لهذا- الشهر الكريم -بالأطعمة والأشربة أكثر من استعدادهم له بالطاعة وكيف سيقضي وقته؟

وكيف سينظم جدوله؟

والأصل على كل حال أننا لا نحرم على الناس شيئاً أحله الله لهم فالأصل في الطعام والشراب الإباحة .

ولو نوع الإنسان لكن ليكن ذلك بقدر بحيث يستعين بهذا الطعام والشراب على طاعة الله- عز وجل- لأن الناس لا يحتاجون أن نعلمهم كيف يأكلون ويشربون وما يفعلون في رمضان أفعل ما تشاء لكن ليكن ذلك بقدر وبدون إسراف كل واشرب ووسع على أهلك ولا شيء عليك يبارك الله فيك لكن لا يتجاوز الحد لا تسرف في ذلك لكن لا تذهب هذه الأطعمة إلى براميل القمامة .

المحور التاسع: رمضان وصلاة الجماعة :

 الحمد لله أن الناس في رمضان خاصة في بدايته نجد أن الناس يقبلون على الصلوات الخمس في جماعة وهذا هو الواجب كما قال الله- عز وجل- ((وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ )) سورة البقرة الآية (43).

 والأمر هذا أمر جماعي مما يدل على إقامة هذه الشعائر جماعياً إضافة إلى قوله- صلى الله عليه وآله وسلم- (( من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر ))[15].

 كذلك حديث ذلك الرجل الأعمى الذي أراد أن يستأذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم- في أن يصلي في بيته ثم رخص له ثم قال: له تعال؟

 فقال: نعم.

 قال : أتسمع النداء ؟

قال : نعم .

قال : فأجب لا أجد لك رخصة .

 فهذا الواجب في رمضان وفي غير رمضان لكن يتأكد في رمضان لأن الإنسان يكون أشد تقرباً إلى الله- عز وجل- مع القول بصحة الصلاة لو صلاها الإنسان في غير جماعة لكنه يأثم لا نقول ببطلان صلاته لقوله- صلى الله عليه وآله وسلم- ( صلاة الاثنين أزكى من صلاة الواحد)) .

لكن سرعان ما يتراجع القوم ثلاثة أيام خمسة أيام تجد زحام في المسجد لكن بعد خمسة أيام يبدأ الناس يخفون عن المساجد في العشر الأوائل كما سيأتي تجدهم أكثر شروداً وأكثر بعداً عياذاً بالله –عز وجل- مع أن الواجب كان العكس ولقد كان سلفنا الصالح -رضوان الله عليهم -كانوا يحرصون على أداء صلاة الجماعة أشد الحرص ولا يتخلف عنها كما قالوا : إلا منافق معلوم النفاق وكانوا إذا غاب الإنسان اتهموه وضنوا به أحد أمرين إما أنه مريض معذور وإما إنه منافق هذا كان حال السلف الصالح لكن الآن حالنا غير هذا الحال نسأل الله- عز وجل- العافية .

المحور العاشر : صلاة التراويح :

 صلى النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- بالمسلمين ثلاثة أيام في اليوم الرابع أو اليوم الثالث توافد عدد كبير يريدون الصلاة مع النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- لكن لم يخرج- صلى الله عليه وآله وسلم- خشية أن تفرض عليهم في اليوم الثاني أخبرهم بهذا قال : أما والله إني لم يغب عني مكانكم وإني لم أبت غافلاً أي أنه بات في صلاة ولكني خشيت أن تفرض عليكم فلا تستطيعوا فقام الصحابة- رضي الله عنهم- بعد ذلك الواحد وحده اثنين مع بعض عشرة مع بعض وهكذا حتى جمعهم عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- على قارئ واحد وهو أبي بن كعب- رضي الله عنه- وكانوا يقيمون قياماً طويلاً كان- صلى الله عليه وآله وسلم- يقوم قياماً حتى تتورم قدماه فيقال :له لقد غفر الله لك من ذنبك ما تقدم وما تأخر فيقول : أفلا أكون عبداً شكوراً .

وكان يصلي الأربع ركعات قالت عائشة -رضي الله عنها- لا تسأل عن حسنهن وطولهن وكان يقوم أحياناً في الركعة الواحدة بالبقرة والنساء وآل عمران ولقد كان يقول من يقوم معه لقد كدت أن أهم بأمر سوء قالوا : ما هو قال : أن أجلس وادع النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- واقف قال وأنا لا أستطيع أن أقف.

 وكان السلف الصالح على كل حال يصلون صلاة طويلة وصح عنه -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يصلي أحد عشر ركعة إلى ثلاثة عشر ركعة كحد أعلى لكن ثبت من فعل الصحابة أنهم كانوا يصلون أكثر من هذا كانوا يصلون ثلاثة وعشرين ركعة ولا حرج على كل حال لمن صلى أكثر من ثلاث عشر ركعة شريطة أن تكون بتؤدة وروية أن تقام الصلاة كما أمر الله- عز وجل – لا أن تكون الصلاة لا يقام ركوعها ولا سجودها فتلك صلاة الأفضل للإنسان أن يصلي ثلاثاً أو خمساً بهدوء و بأناة وبروية خير من أن يصلي ذلك العدد الكثير .

صح عنه- صلى الله عليه وآله وسلم -في الصحيحين وفي غيرهما أنه قال : (( من قام  رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))[16] .

وصح عنه أنه قال : ( (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))[17].

 أما لفظ وما تأخر فلم يصح عنه- صلى الله عليه وآله وسلم- هذا حال سلفنا الصالح- رضوان الله عليهم- أنهم كانوا يحييون الليل بالقيام بالصلاة بقراءة القرآن بالذكر بالتضرع بين يدي الله- عز وجل- خاصة بالثلث الأخير من الليل كما قال عمر- رضي الله عنه- والتي ينام الناس عنها خير من التي يقومون لها لكن حالنا اليوم أول ليلة الحمد لله المساجد تكتظ ولا يجد الناس أماكن للصلاة تأتي ثاني يوم يخف قليلاً ثالث يوم خامس سادس يوم لا يبقى إلا الذين عندهم الجد والنشاط ولا يبقى في المسجد إلا ثلاثة صفوف إلى أربعة صفوف كحد أعلى أما البقية فقد انصرفوا إلى أعمالهم الطيب الذي صلي أربعاً أو ركعتين ثم انصرف وقد يكون هنا من باب التنبيه عدم انتباه من أئمة المساجد فالواجب هو التخفيف على الناس ما أمكن لقوله- صلى الله عليه وآله وسلم- ((من أم بالناس فليخفف ))[18] والمسألة فيها ترغيب للناس إذا علمنا أن الناس سيصلون الصلاة كاملة بحيث يخفف عنهم مثلاً إلى نصف جزء أو أكثر قليلاً فالأفضل أن الإمام يخفف عليهم أما إذا كان يعلم أن العدد هو العدد فيقرأ بالناس ما يقوون عليه وما يجعلهم راغبين عن السائب بن زيد قال : كان الإمام منا يقوم بالمئين بمئات الآيات حتى كان بعضهم يعتمد على العصي من طول ما يقوم فالحاصل أننا في مساجدنا نجد في أوائل الشهر الناس يتزاحمون لكن سرعان ما يفرون وسرعان ما يتراجعون ويتركون ميدان العباد ة ميدان المتقربين لله- عز وجل- يتركونه فارغاً خالياً وهنا أحب أن أنبه إلى أن بعض الناس خاصة الشباب الناس يصلون وهم يتحدثون في مؤخرة المسجد وهذا ألمحت له في بداية الكلام يتحدثون فيؤذون الإمام ويؤذون أيضاً المصلين والنبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يقول : ( لا يجهر بعضكم على بعض في القراءة ))[19]

والعامة يحفظونه بلفظ: (( لا يشغل قارئكم مصليكم )) وهو بنفس المعنى فإذا هم الإمام بالركوع أو ركع قام هؤلاء القوم وركعوا مع الناس من أجل أن تحسب لهم مع الناس ركعة مهدرة ركعة بكلام فيكون قد قضوا أمرين في وقت واحد وهو لا يجوز إن كان يتعب من القيام يصلي جالساً والناس قيام يجوز له أن يجلس للنوافل وإن كان يريد أن يرتاح ولا يد فلا يتكلم ولا يؤذي .

المحور الحادي عشر : رمضان و تفطير الصائمين :

 صح عنه- صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال : ((من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا))[20].

 و تفطير الصائم بحبة تمر أول ما يدخل في جوفه من ماء أو تمر أو شراب أو ما شاكل ذلك يكون قد كتب الله لك الأجر وأما إذا زاد على هذا فأخذته إلى بيتك فأكل من طعامك فهذا خير كثير ونعمه والذي حث عليه- صلى الله عليه وآله وسلم- هو مجرد التفطير ويثبت هذا بأقل القليل لكن الحمد لله أن الناس اعتادوا على أن يدعوا الناس أن يأكلوا من طعامهم وشرابهم لكن بعض الناس يفوته الأجر هو يريد الأجر لكن متى يأتي إليه الناس بعد صلاة المغرب من أجل الموائد الطويلة العريضة ويكون قد فاته الأجر وإن كان هو مأجور هو يريد أجر الصائم فمن دعا شخصاً يقل له اسمع اشترط عليك ألا تأكل شيئاً إلا عندي ومن تمري ولا تشرب إلا من شرابي حتى أكسب الأجر مش تأتي تأكل المائدة وتترك الفائدة أنا أردت الفائدة من التمرة إلى المائدة فليكن حرصناً جميعاً على هذا إن شاء الله تعالى .

أسأل الله تعالى أن يجعل قدوم هذا الشهر خير وبركه ونصر بإذنه سبحانه وتعالى



[1] – البخاري 8/329

[2] – سنن الترمذي 4/164

[3] – البخاري 5/1950

[4] – الترمذي 3/66

[5] – صحيح بن حبان 30/188

[6] – البخاري 2/683

[7] – مسند الشامين 2/309

[8] – مسلم 7/50

[9] – المعجم الكبير 20/60

[10] – الترمذي 3/66

[11] – صحيح بن حبان 30/188

[12] – البخاري 10/493

[13] –  مسلم 3/82

[14] – سنن  النسائي 4/177

[15] – سنن الترمذي 1/422

[16] – البخاري 1/22

[17] – البخاري 1/21

[18] – البخاري 1/46

[19] – سنن  النسائي 2/264

[20] – سنن الترمذي 3/171

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق