وإن مما ابتلى به كثيرا من الناس في زماننا هذا ولا حول ولا قوة التشبه بأعداء الإسلام في أعيادهم وتقاليدهم وغير ذلك وهذا أمر خطير يقدح في عقيدة الولاء و البراء ومن ذلك على سبيل المثال التشبه بهم فيما يسمى عيد الحب…
خطبة بعنوان : أصل عيد الحب
العناصر:
1- أصله 2- وجوب تعاون الجميع 3- حكم الاحتفال به 4- الآثار على المترتبة على المشاركة بعيد الحب 5- مظاهر الاحتفال به 6- واقعنا وعيد الحب.
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ومن اهتدى بهداه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد :
عباد الله :
فقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال :((من تشبه بقوم فهو منهم ))[1].
وعن أنس رضي الله عنه : ((أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن الساعة فقال متى الساعة ؟
قال: وماذا أعددت لها ؟.
قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه و سلم .
فقال :أنت مع من أحببت .
قال أنس : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه و سلم ( أنت مع من أحببت ) .
قال أنس :فأنا أحب النبي صلى الله عليه و سلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم))[2]
وإن مما ابتلى به كثيرا من الناس في زماننا هذا ولا حول ولا قوة التشبه بأعداء الإسلام في أعيادهم وتقاليدهم وغير ذلك وهذا أمر خطير يقدح في عقيدة الولاء و البراء ومن ذلك على سبيل المثال التشبه بهم فيما يسمى عيد الحب.
فما أصل هذا العيد ؟ وما حكم الاحتفال به ؟ وما هي الآثار المترتبة على المشاركة بهذا العيد ؟ وغير ذلك هذا ما سنتحدث عنه في هذا اليوم المبارك بإذن الله تعالى وتوفيقه .
أما عن أصل عيد الحب فقد ذكرت الموسوعة الكاثوليكية أن القس (فالنتاين) كان يعيش في أواخر القرن الثالث الميلادي تحت حكم الإمبراطورية الرومانية ( كلا ودين لثاني) ولما خالف القس وأوامره سجنه وفي السجن تعرف على ابنة لأحد الحراس ووقع في غرامها وعشقها حتى إنها تنصرت ومعها (46) من أفراد عائلتها وكانت تزوره ومعها وردة حمراء تهديها له فلما علم الإمبراطور بذلك أمر بإعدامه فلما بلغه ذلك أراد أن يكون أخر عهده بعشيقته فأرسل بها بطاقة مكتوبا عليها من المخلص ( فالنتاين ) وكان ذلك في 14/ فبراير/270م وذكرت الموسوعة أيضا أنه في إحدى القرى الأوربية يجتمع الشباب في 14/ فبراير ويكتبون أسماء بنات القرية ثم يسحب كل شاب بطاقة ويرسل بها إلى الفتاة مكتوبا عليها ( باسم الإلهة) وبعد مدة قام القساوسة وغيروا ذلك باسم القسيس (فالنتاين ) .
معاشر المسلمين :
إن الاحتفال بغير أعياد المسلمين بدعة محرمة سواء كان رأس السنة أو الكريسمس أو عيد الاستقلال أو الاحتفالات كذكرى المولد والإسراء والمعراج والعام الهجري الجديد فهذه احتفالات محرمة.
يقول عليه الصلاة والسلام :((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ))[3].
ويقول أيضا: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد))[4]
إن الاحتفالات بعيد الحب تعتبر تعاونا على نشر الرذيلة وإذكاء لروح الحب المحرم والله سبحانه وتعالى يقول : ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) سورة المائدة آية (2).
وقال سبحانه :((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) سورة النور آية (19).
وكذلك تعتبر المشاركة في مثل هذه الأعياد من الزور قال الله تعالى : ((وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً )) سورة الفرقان آية (72).
بل لا يجوز تهنئتهم بمثل هذه الأعياد فإن ذلك يعتبر مشاركة لهم في الباطل وتقريرا لهم بأنهم على صواب.
يقول ابن القيم رحمه الله :(( وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه )).
فينبغي على الجميع التعاون على محاربة مثل هذه الأعياد وتوعية الناس بخطورتها يجب على الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات وأصحاب المجلات والخطباء والكتاب والإعلاميين والغيورين على دينهم وكذا المسئولين كل في مجال عمله في محاربة مثل هذه العادات والوافدة إلينا من أعدائنا والرجوع إلى تعاليم ديننا الحنيف الذي سعادة الدنيا والدين.
عباد الله:
هناك آثار خطيرة تترتب على المشاركة في عيد الحب وغيره من الأعياد
فمن ذلك على سبيل المثال:
1- أن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك بل إنها من أخطر ما تتميز به أي أمة قال تعالى :((لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ )) سورة الحج آية (67).
فمن وافق الكفار في جميع عيدهم فقد ينتهي به الأمر إلى الكفر ومن وافهم في بعض فروع العيد فقد وافقهم في بعض شعب الكفر.
2- إن ما يفعله الكفار في أعيادهم فيه ما هو كفر والعياذ بالله.
3- إن مشاركة الكفار في أعيادهم يؤدي إلى اكتساب أخلاقهم واعتقاداتهم .
4- أن مشاركتهم تؤدي إلى محبتهم ومودتهم .
5- أن مشاركتهم تؤدي إلى سرور الكفار بما هم عليه من الباطل .
6- أن مشاركتهم ولو بالقليل مثل تقديم التهنئة والهدية والحلوى يقود لفعل الكثير في المستقبل في شتى مناحي حياتهم .
7- تعطيل أعياد المسلمين فالنفس تأخذ حظها من اللعب واللهو في الأعياد المحرمة فإذا جاء العيد الحقيقي للمسلمين فترت النفوس عن الرغبة في إحيائه .
8- أن رسالة الكفار من إفساد المسلمين تجد مرتعا واسعا وبابا مفتوحا.
9- الأصل في عيد الحب أنه عقيدة وثنية عن الرومان يعني عيد الحب الإلهي للوثن الذي عبده من دون الله .
10- إن من مقاصد عيد الحب إشاعة المحبة بين الناس كلهم مؤمنهم وكافرهم وهذا يخالف دين الإسلام بل يصادم أصلا من أصول أهل السنة وهو عقيدة الولاء و البراء.
لقد انتشرت مثل هذه الأعياد في بلاد المسلمين بل أصبح يروج لها علنا وبدون حياء أو خجل فالمظاهر السافرة للاحتفال بعيد الحب تتمثل فيما يأتي:
1- الاستعداد المبكر للمحلات التجارية (فنادق – مطاعم – متاجر…)بالترحيب بالعيد على شكل شعارات باللون الأحمر.
2- استخدام اللون الأحمر في كل شيء إحياء لذكرى الوردة الحمراء التي أهدتها عشيقة القس فالنتاين .
3- انتشار البالونات والألعاب الدمى الحمراء مكتوب عليها ( (I LOV YOU .
4- قيام بعض البيوت بتعليق الوردة الحمراء في البيت.
5- قيام بعض الطالبات بربط شريط أحمر في اليد اليسرى و إرسال بطاقات إلى بعض صديقاتها مكتوب عليها (كن فالنتينيا).
6- نقش القلوب الحمراء على اليدين وكتابة الحرف الأول في اسم العشيق .
7- إقامة الحفلات الراقصة والسهرات المختلطة حتى ذكرت الإحصائيات أن عيد الحب يحتل الثانية الاحتفالات بعد الكريسمس .
إخوة الإسلام :
إن مثل هذه أصبحت واقعا نعيشه في بلاد المسلمين تقليدا ومحاكاة للعرب فقد أصبحت هذه العادة أعني عيد الحب موجود في بلادنا فمن الناس من احتفل بها عمدا بقصد الإفساد ومنهم تقليدا وكذلك انتشرت بطاقات تهنئة فيها صور الطفل بجناحين فوق مجسم لقلب وجه إليها سهم وهذا من (( إلهة الحب عند الرومانيين))
ووضع في الصفحة الرئيسية لأحد مواقع عيد الحب على النت مجسم القلب يخترقه الصليب.
وانتشرت الأردية الحمراء لباس وأحذية و زهور وهدايا فضلا عن تبادل بطاقات الاحتفال وتهنئة بالحب ورغبة في العشق وما من شأنه أن يبرز معاني الحب والبهجة والسرور حتى سماه لا عيد العشاق )).
أخيرا ينبغي على الجميع أن يتقي الله سبحانه وأن نراجع ديننا وأن نتمسك به فلا عزة إلا به ولا نجري وراء الغرب بدون التميز بين النافع والضار.
اللهم أن نسألك أن تحفظ ديننا أن تحفظ شبابنا وأن تحفظ بلادنا من كيد الأعداء يا رب العالمين .
والحمد لله رب العالمين .




اضافة تعليق