تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

أعمال يوم عرفة وأحكام العيد

من فضائل هذا اليوم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما رؤى الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا ادحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك الا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام الا ما أرى يوم بدر قيل وما رأى يوم بدر يا رسول الله قال اما انه قد رأى جبريل يزع الملائكة ))…

خطبة بعنوان : أعمال يوم عرفة وأحكام العيد

العناصر:

1-  مقدمة حول الفضائل 2- فضل يوم عرفة 3- يوم النحر 4- أحكام عيد الأضحى 5- الأضحية 6- شروطها 7- ما يكره من الأضاحي 8- الذكاة وشروطها 9- آداب الذكاة.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

قال الله تعالى : ((وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) سورة القصص آية(68).

 ففضل بعض الملائكة على بعض وبعض الناس على بعض فقال: ((اللَّهُ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )) سورة الحج آية (75).

 وفضل بعض الناس في الرزق :((وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ )) سورة النحل آية (71).

وفضل بعض الليالي على بعض فضل ليالي العشر الأخيرة من رمضان على سائر الليالي.

وفضل بعض الأيام على بعض ففضل الأيام العشر الأولى من ذي الحجة على سائر الأيام وفضل بعض المساجد على بعض وغير ذلك .

وأفضل أيام العشر يوم عرفة فصيامه إيمانا واحتسابا يكفر ذنوب سنتين سنة آتية وسنة ماضية.

ثبت في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال : ((صوم عرفة كفارة سنتين سنة ماضية وسنة مستقبلة وصوم عاشوراء كفارة سنة ))[1].

والمقصود بالتكفير تكفير صغائر الذنوب

 ومن فضائل هذا اليوم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما رؤى الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا ادحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك الا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام الا ما أرى يوم بدر قيل وما رأى يوم بدر يا رسول الله قال اما انه قد رأى جبريل يزع الملائكة ))[2]

 ومن فضائله أن الله أقسم به في قوله: ((وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ )) سور البروج آية (3).

فالمشهود هو يوم عرفة.

 وهو يوم يباهي الله بالحجيج ملائكته يقول : ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ فَيَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا))[3].

إخوة الإسلام : يوم النحر يغفل عن ذلك اليوم كثير من المسلمين مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الأطلاق حتى من يوم عرفة.

قال ابن القيم رحم الله :((خير الأيام عند الله يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر )).

 كما في سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم : ((إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ))[4].

 ويوم القر هو يوم الحادي عشر من ذي الحجة لاستقرار الناس بمنى .

فعلى المسلم أن يحمد الله تعالى إذ جعله ممن أدرك هذه الأيام الفاضلات وأدرك يوم عرفة والعيد وتزود من الأعمال الصالحات والعيد من خصائص هذه الأمة ومن أعلام الدين الظاهرة وهو من شعائر الإسلام قال الله تعالى : ((ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )) سورة الحج آية (32).

 وإليك أخي المسلم بعض أحكام العيد:

1-  التكبير : يشرع من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من ذي الحجة قال الله تعالى : ((وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ…)) سورة البقرة آية (203)

وصفته : (( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد الله الله أكبر كبير والحمد الله كثيرا وسبحان الله بركة وأصيلا لا إله إلا الله وحده صدق وعده نصر عبده وهزم الأحزاب وحده لا إله الله الله أكبر كبيرا الله أكبر وأجل الله أكبر ولله الحمد))

2-  ذبح الأضحية ويكون بعد صلاة العيد لقوله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم))[5].

وقت الذبح أربعة أيام العيد وثلاثة أيام بعده لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((كل فجاج منى منحر وكل أيام التشريق ذبح ))[6]

3-  الاغتسال والتطيب للرجال ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب.

4-   أن يخرج إلي المصلى ممسكا ولا يفطر إلا من أضحيته.

5-   الذهاب إلى المصلى ماشيا أن تيسر والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلا أو برد شديد فيصلي في المسجد لفعل النبي صلى الله عليه وسلم .

6-  الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة والذي رجحه المحققون من العلماء كابن تيمية رحمه الله تعالى إن صلاة العيد واجبة لقوله تعالى : ((فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)) سورة الكوثر آية (2).

7-بالنسبة للنساء يشهدن الصلاة مع المسلمين لحديث أم عطية رضي الله عنها قالت : ((أُمِرْنَا أَنْ نَخْرُجَ فَنُخْرِجَ الْحُيَّضَ وَالْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ :أَوْ الْعَوَاتِقَ ذَوَاتِ الْخُدُورِ فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَدَعْوَتَهُمْ وَيَعْتَزِلْنَ مُصَلَّاهُمْ))[7].

7-  يستحب مخالفة الطريق لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم.

8-   التهنئة بالعيد فلا بأس أن يقول : (( تقبل الله منكم )) أو (( مبارك عليكم العيد)).

أيها الإخوة :

 هناك بعض المخالفات التي تقع في مثل هذا اليوم ينبغي للمسلم والمسلمة أن يجتنبها وذلك مثل :

اللهو بالمحرمات كسماع الغناء والاختلاط بين الرجال والنساء والإسراف والتبذير في الأطعمة وغير ذلك.

أما عن الأضحية وأحكامها:

 فهي ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام عيد الأضحى تقربا إلى الله عز وجل وهي من شعائر الإسلام المشروعة بالكتاب والسنة والإجماع.

أما الكتاب فقوله تعالى : ((فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )) سورة الكوثر (2).

وأما السنة ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ ))[8]

 أما عن وقتها :

من بعد صلاة إلى قبل غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة لحديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم : ((من ذبح بعد الصلاة تم نسكه وأصاب سنة المسلمين ))[9]

الأضحية سنة مؤكدة عند الجمهور.

ولها شروط منها :

1-أن تكون من بهيمة الأنعام ( الغنم – البقر- الأبل).

2-أن تبلغ السن المحدد شرعا بأن تكون جذعة من الضآن أو ثنية من غيره لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لاَ تَذْبَحُوا إِلاَّ مُسِنَّةً إِلاَّ أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ ))[10].

والمسنة : الثنية فما فوقها والخذعة ما دون ذلك.

فالثني من الأبل : ما تم له خمس سنين.

والثني من البقر من البقرة: ما تم له سنتان.

والثني من الغنم : ما تم له سنة.

الجذع من الضأن : ما تم له نصف سنة.

3-أن تكون خالية من العيوب المانعة من الآجر وهي أربعة:

1-العوراء البين عورها.

2-المرض البين : وهو الذي تظهر أعراضه الحمى والجرب والجرح العميق.

3-العرج البين.

4- الهزل المزيل للمخ وبلحق بذلك العمياء و المشبومة والمتولدة المصابة بما يميتها والزمنى وهي العاجزة عن المشي العاهة ومقطوعة إحدى اليدين أو الرجلين ….

5- أن تكون ملكا للمضحي أو مأذونا له فيها فلا يصح التضحية بالمعضوبة .

6-أن لا يتعلق بها حق كالمرهونة.

7- أن يضحى بها في الوقت المحدد شرعا.

والأفضل من الأضاحي البدنة أن كانت كاملة ثم البقر إن كانت كاملة ثم الضآن ثم المعز ثم سبع بدنة ثم سبع بقرة.

والأفضل منها : صفة الأسمن الأكثر والأكمل خلقة الأحسن منظرا قال : أبو سعيد رضي الله عنه : ((كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يضحي بكبش أقرن فحيل ينظر في سواد ويأكل في سواد ويمشي في سواد))[11]

 كما أنه يكره في الأضاحي :

1-العضباء : وهي ما قطع من أذنها أو قرنها النصف.

2-المقابلة: وهي التي شقت أذنها عرضا من الأمام.

3-المدابرة : وهي التي شقت أذنها من الخلف.

4- الشرقاء : هو التي شقت أذنها طولا

5- الخرقاء: هو التي خرقت أذنها.

6- المصفرة: قيل هي من قطعت أذنها حتى ظهر صماخها وقيل المهزولة إذا لم تصل إلى حد تفقد فيه المخ.

7- المستأصلة : من ذهب قرنها كله.

8- البخقاء : بخق عنها بصرها وذهب بصرها وبقيت العين.

9- المشيعة: هي التي تحتاج من يشيعها.

10-البتراء: وهي التي قطع نصف ذنبها.

11-ما قطع من إليته أقل من النصف.

12-ما قطع ذكره.

13-ما سقط بعض أسنانه.

14-ما قطع شيء من حلمات التدي.

ويستحب أن يأكل منها ويدخر ويهدى ويتصدق.

وأما عن الذكاة فينبغي للمذكي أن يكون :

–       عاقلا مميزا فلا يحل ما ذكاه مجنون أو سكران أو صغير.

–       أن يكون مسلما أو كتابيا.

–       ألاّ يكرون الذبح لغير الله.

–       ألاّ يسمى عليها باسم غير الله.

–       أن تكون الذكاة بمحدد.

–        انهار الدم.

–       أن يكون المذكى مأذونا في ذكاته شرعا أما غير المأذون فيه شرعا فنوعان:

–        أحدهما: ما حرم لحق الله تعالى كصيد الحرم والإحرام فلا يحل وإن ذكي لقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ )) سورة المائدة آية (1).

–       النوع الثاني: ما حرم لحق المخلوق كالمغضوب والمسروق في حله قولان لأهل العلم.

أيها الإخوة:

 هناك آداب ينبغي مراعاتها ولا تشترط في حل الذكية:

1-  استقبال القبلة.

2-   الاحسان في تذكيتها بحيث يكون بآلة حادة.

3-   أن تكون في الأبل نحرا وغيرها ذبحا.

4-  قطع الحلقوم والمرئي زيادة قطع الودجين.

5-  أن تستر السكين عن البهيمة عند حدها فلا تراها إلا عند الذبح.

6-   أن يكبر الله عند التسمية.

7-  أن يسمي عند ذبح الأضحية من هي له بعد التسمية والتكبير ويسأل الله قبولها فيقول : بسم الله والله وأكبر اللهم منك ولك عنى إن كانت له أو عن فلان أين إن كانت لغيره اللهم تقبل مني أو من فلان.

كما أنه هناك مكروهات منها:

1-  أن تكون بآلة كالة.

2-  أن يحد آله الذكاة والبهيمة تنظر.

3-  أن يذكي البهيمة والأخرى تنظر.

4-  أن يفعل بغير التذكية ما نوعها في زهوق نفسها مثل كسر عنقها أو سلحها.

الحمد لله رب العلمين



[1] –  النسائي 2/151

[2] – موطأ مالك 1/422

[3] – مسند أحمد 11/660

[4] – سنن أبي داود 1/548

[5] – البخاري 1/334

[6] – مسند الإمام أحمد 4/82

[7] –  البخاري2/395

[8] – البخاري 14/118

[9] -البخاري 5/2109

[10] – مسلم 6/ 77

[11] – أبي داود 2/104

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق