تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

استنهاض الهمم للتنافس في رمضان

الخطبة مسموعة : [audio:00247.mp3]

تمر بنا الأيام وكل ما مر بنا يوم اقتربنا من موسم عظيم في هذه الأمة موسم حصاد موسم استنهاض للهمم موسم تظهر فيه القيم موسم يتنافس فيه المتنافسون ويتسابق فيه المتسابقون…

خطبة بعنوان : استنهاض الهمم للتنافس في رمضان

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).

أما بعد:

 

أيها الإخوة الكرام – أيها الإخوة المسلمون المؤمنون :

تمر بنا الأيام وكل ما مر بنا يوم اقتربنا من موسم عظيم في هذه الأمة موسم حصاد موسم استنهاض للهمم موسم تظهر فيه القيم موسم يتنافس فيه المتنافسون ويتسابق فيه المتسابقون إنه شهر رمضان المبارك الذي لم يبقى من شعبان إلا أيام معدودة وسينتقل المسلمون إلى هذا الموسم الكريم الذي يسر به المؤمنون ويغص به المنافقون المؤمن يجد في رمضان محطة للتغيير الشامل ينتقل بها من جو إلى جو ويتنقل فيها من طاعة إلى طاعة ومن قربة إلى قربة تتنوع فيه الطاعات ينتقل بها المؤمن بصدر رحب ومستبشر بالأجر والثواب هذا الشهر الكريم الذي تتجدد فيه الحياة والقيم تتجدد فيه أعضاء بني آدم ذلك لأن الصوم ولأن هذا الشهر المبارك عند المؤمنين موسم من نوع آخر لكن فئام من الناس يفهمون هذا الموسم فهماً خاطئاً على أنه موسم لتنويع الأطعمة والأشربة موسم للترويح عن النفس موسم لقتل الوقت وهذا في الحقيقة خطأ فادح يقع فيه من تصور مثل هذا التصور إن العبادات – أيها المؤمنون – يجب أن يكون لها جو آخر سواء كان في رمضان أو في غير رمضان وإن كان جو العبادات في رمضان جو آخر لأن الأجواء مهيأة ولأن الأجور تتضاعف في هذا الشهر ولأن مردة الشياطين تصفد ولأن أبواب الجنان تفتح وأبواب النار تغلق لذلك فالنفس مستوفزة للطاعة ومتهيئة لها فلا يجوز لمسلم أن يفهم مثل هذه الأفهام الخاطئة أن رمضان موسم للنوم والكسل وضياع الوقت وتنويع الأطعمة والأشربة رمضان على عكس من هذا رمضان يعني التخفيف من الأطعمة والأشربة لما يترتب على ذلك من إعادة ترميم لهذا البدن لدفع الفضلات الفاسدة عن هذا الجسم الذي تورثه الأجسام وتورثه الأمراض وتورثه الكسل ولا يعني هذا الأمر أن الإنسان لا يأكل ولا يشرب وإنما كما قال ربنا – تبارك وتعالى – : (( … وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) سورة الأعراف آية (31)

فبعض الناس يسرف إسرافاً يبغض الله تعالى – في هذا الشهر المبارك على المسلم أن يجعل عباداته في رمضان من نوع آخر وألا يجعلها مجرد عادة وفي رمضان يتعلم الإنسان أنه بإمكانه أن يغير من حياته وبإمكانه أن يتغير إذا وجدت العزيمة في النفس فأنت ترى نفسك من أول يوم تقلع عن كثير من العادات طواعية تعبداً لله- عز وجل

وتترك المباح تعبداً لله – عز وجل – فلأنت في حال العزيمة في تركك لما يغضب الله – تعالى – ويسخطه وينزل بك الضرر أنت أحرى وأجدى أن تترك تلك الأفعال القبيحة والشنيعة تعبداً لله – عز وجل – فإن عباداتنا ليست أفعالاً فقط وإنما هي أفعال وتروك ما تفعله طاعة وقربة وما تتركه طاعة وقربة فديننا فيه أفعال وفيه تروك فما أمرنا بفعله نفعله طاعة وما نهينا عنه نتركه طاعة وتعبداً لله – عز وجل – كما تترك شرب الخمر والزنا والربا وما شاكل ذلك تتركه تعبداً لله – عز وجل – ليأجرك الله- تعالى – لا تتركها لأن فيها ضرر ولأن فيها دناءة ولأن فيها خسة هذا معنى آخر لكن ترك لها تعبداً لله – عز وجل – لا خوفاً من الناس ولا خوفاً من الضرر ولا خوفاً من المرض تركها طاعة لله – عز وجل – لأن الله- تعالى – أمر بتركها ينقلب هذا الترك إلى عبادة يؤجر عليها الإنسان بين يدي الله – تعالى – وهنا يتضح لنا بجلاء قول ربنا – سبحانه وتعالى – : (( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )) سورة الأنعام الآيات ( 162-163)

فحياتك كلها لله – تعالى – في حال تركك وفي حال فعلك فأنت متعبد لله – تعالى – في حال نومك وفي حال صحوتك أنت تتعبد لله – تعالى – شاع بين عامة الناس وخاصة في رمضان وخاصة في رمضان نوم الصائم عبادة نعم نوم الصائم عبادة لكن ليس لكل الناس فلا يصح حديثاً ولكن المعنى صحيح متى ؟ إذا كان نومك لتتقوى على طاعة الله – تعالى – فينقلب إلى طاعة تؤجر عليها أما من فرط في رمضان في الفروض وترك النوافل فأنى يكون له أي احتساب في نومه فإذا كان مفرطاً في الواجب فمن باب أولى أنه مفرط في النوافل ومن التناقض وانفصام الشخصية عند المسلم أن تفتقده في حال أداء الفرض وتجده في حال النفل لا يصلي الظهر مع المسلمين ولا العصر ولا المغرب ولا الفجر وربما صلى العشاء والتراويح هل هذا عرف حقاً معنى رمضان ومعنى الطاعة ومعنى التنافس ومعنى الإقبال على الله – تعالى- في رمضان ؟ إطلاقاً لا يمكن أن يتنقل العبد في درجات النوافل ما لم يكن قد أدى الفرائض عبادتنا – أيها الإخوة يجب أن تخرج من طور الرتابة والعادة فإن بعض الناس اتخذ العبادة عادة أجر هذا الإنسان ليس كأجر من تذوق حلاوة العبادة وتذوق حلاوة الإيمان وتذوق حلاوة عناء الانتقال من طاعة إلى طاعة ومن قربة إلى قربة من يصلي الفجر في جماعة ويترك فراشة ويترك نومه ويخرج من بيته ويخطو خطوات إلى المسجد تذوقه لصلاة الفجر ليس كمن صلاها في البيت ولا يمكن أن يسوى بين هذا وذلك إطلاقاً ألم يقل النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – : ((صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسة وعشرين ضعفا وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه اللهم صل عليه اللهم ارحمه ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة))[1]

لم كانت هذه الـ 27 درجة ؟

هل تذوقنا هذه الدرجات ؟ هل تذوق من صلى في الصف الأول حلاوة العبادة وتجرع مرارة ترك الطاعة والتكاسل ذلك الذي صلى في الصف الآخر والذي لم يدرك إلا ركعة أو لم يدرك إلا التشهد لا يتذوق طعمها إلا من عرف حقيقتها ولا يلتفح بلفح التكاسل إلا من شعر بتلك الدرجات وتلك الأجور التي ينالها المتقدمون رمضان – أيها الإخوة – تنافس ميدان سباق (( … وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ)) سورة المطففين آية(26) تنافس مع الإخلاص لله جل وعلا – تنافس في أداء الصوم والصلوات وتنافس في قراءة القرآن وتنافس في البذل والعطاء وتنافس في صلة الأرحام وذوي القربى وتنافس في الإحسان إلى الفقراء والمعدمين والأسر المتعففة والأرامل والأيتام وتنافس في الذكر وتنافس في الخروج في الأسحار إلى بيوت الله – تعالى – كل ذلك مع الإخلاص لله- تعالى – وليس تنافساً في المطعم والمشرب لو نظرت إلى كثير من الناس كيف يتسابقون في الأسواق لشراء أكبر كمية من الطعام والشراب لو رأيت تسابقهم في حال الرجوع إلى بيوتهم وماذا يحدث في الشوارع من حوادث المرور وهم محملون مثقلون بالطعام والشراب . هل تنافس هؤلاء في الجلوس في بيوتهم لقراءة القرآن الكريم أو في بيوت الله أو ما شاكل ذلك هذا هو ميدان السباق في رمضان أن تخرج من هذا الموسم بأكبر قدر ممكن من الحسنات ورفع الدرجات الوقت في رمضان – أيها الإخوة-  من أنفس الأوقات وأغلاها وإن أعظم ما يفرط به ابن آدم هذا الوقت الذي يسعى كثير من الناس في رمضان لقتله .

كيف يقتل إنسان نفسه وكيف يقتل حياته وأنفاسه ؟

استدعي ثانية واحدة تعود إلى الوراء لا يمكن أن تعود احبس الشمس ثانية واحدة كي لا تغيب لا يمكن هذا أمر محال انظر إلى حياة الناس في رمضان من بعد الفجر ينامون وكثير منهم بعد الظهر ينام وبعد العصر يضيع الوقت يخرج من أجل أن يقتل الوقت ويضيع الوقت من شارع إلى شارع ومن جبل إلى آخر ومن وادٍ إلى آخر أين الذكر والطاعة أين التنافس في قراءة القرآن الذي نزله الله – تعالى – في رمضان ؟ 

لقد كان السلف الصالح يقرءون القرآن أجزاء في اليوم بل مصاحف في كل يوم

أين الناس بعد صلاة التراويح ؟ في قتل للوقت أين هم في الأسحار ؟ في قتل للوقت .

أين هم بعد صلاة الفجر؟ في قتل للوقت إلا من رحم الله .هذه أوقات نفيسة على المسلم أن يستغلها وأن يكون شحيحاً بخيلاً فيها لأنها من أنفس الأوقات لقد كان أسلافنا يبكون إذا خرج رمضان وكانوا يبقون ستة أشهر يسألون الله – تعالى – أن يبلغهم رمضان وجاء في الحديث عن أبي سلمة قال : نزل رجلان من أهل اليمن على طلحة بن عبيد الله فقتل أحدهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مكث الآخر بعده سنة ثم مات على فراشه فارى طلحة بن عبيد الله ان الذي مات على فراشه دخل الجنة قبل الآخر بحين فذكر ذلك طلحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم :كم مكث في الأرض بعده قال حولا فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ألفا وثمانمائة صلاة وصام رمضان))[2]

فرمضان من الأسباب التي ترفع الدرجات فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال آمين آمين آمين

قيل يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت آمين آمين آمين فقال إن جبريل عليه السلام أتاني فقال من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله

قل آمين فقلت آمين ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله

قل آمين فقلت آمين))[3]

رمضان باب عظيم من أبواب غفران الذنوب ورفع الدرجات فعلى المسلم أن يتأهب وأن يستعد وأن يستو فز وأن يستنهض همته في الاستفادة من هذا الشهر المبارك الكريم .

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد :

لا شك – أيها الإخوة – أن الصيام هو مجموعة من الأفعال كما أسلفت فيها أفعال وتروك والتروك ربما يكون أجرها أعظم ولكن الناس لا يستشعرون إلا بأشياء ربما يفعلونها في أعضائهم ولا يستشعرون عظمة وأجر ما يتركون فمن أعظم ما يتركه الإنسان في رمضان فضول الكلام الذي يقتل الوقت على الإنسان أن يترك فضول الكلام مع الناس وأن يشغل لسانه بالنافع بالذكر وقراءة القرآن والابتهال والتضرع بين يدي الله – عز وجل – رمضان ليساً تركاً للطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ليس هذا فحسب بل أعظم من هذا نعم هذا جزء من الصيام لكن انظروا إلى قول النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – : ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))[4] أن تصوم عن لغوا الكلام وعن الرفث الكلام البذيء هذا هو الجزء الأعظم من الصوم مثل قول النبي – صلى الله عليه ,آله وسلم – : ((الحج عرفة…))[5]

الحج ليس عرفه وحدة بل هو أشياء كثيرة لكن أعظم شيء فيه وأعظم ركن فيه هو عرفة هكذا الصوم أعظم شيء أن تربي نفسك وأعصابك ولسانك وعينيك التربية الصحيحة فلا تسمع إلا ما يرضي الله – تعالى – ولا تنظر إلا إلى ما يرضي الله ولا تتكلم إلا بما يرضي الله – تعالى – ولا تمشي إلا إلى ما يرضي الله – تعالى – والبر حسن الخلق والإثم ما كرهت أن يطلع عليه الناس وإن أفتاك الناس وأفتوك الإثم ما استحييت أن ينظر الناس إليك وأنت تفعله وكل إنسان أخبر بنفسه أنت مفتي نفسك في كثير من القضايا .

هناك أمور تشكل على الناس في رمضان منها :

هل يصح أن يأكل الإنسان في حال الأذان أو لا يصح ؟ الأذان يعتبر قاطعاً وفاصلاً ومانعاً من الأكل والشرب وسائر المفطرات لكن يباح للإنسان أن يأكل لقمة من أمامه أو في يده أو أن يشرب كأساً في يده أو من أمامه أما أن يبقى يأكل ويشرب حتى ينتهي المؤذن لا شك أنه مفطر إنما رخص الشرع لقمة في يدك أو من بين يديك أو تشرب كأساً في يدك أو من بين يديك فحسب يعني أخذ تكبيرتين أو مع التشهد فحسب أما يسترسل حتى ينتهي الأذان لا يعد الإنسان في ذلك اليوم صائماً .

من سنة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – تأخير السحور وتعجيل الفطر ولكن بشرط أن يكون السحور قبيل طلوع الفجر بشيء يسير وأن يكون الإطار بمجرد غروب الشمس إذا غاب قرص الشمس وظهر السواد سواد الليل من جهة المشرق فقد أفطر الصائم بمعنى يمكن لأهل مدينة تعز أسفل المدينة أن يفطروا قبل أصحاب جبل صبر لأنهم في علو ولأن الشمس لا تزال ترى عندهم أما في وسط المدينة فلا ولذلك فإن الفلكيين وضعوا وقتاً وسطاً بالنسبة لمدينة تعز وضواحيها ولذلك تجد أهل المدينة يقولون : إن الشمس غربت ولا يزال الناس لا يؤذنون لماذا ؟ حتى يصوم الناس ويفطروا في وقت واحد فأعطوا وقتاً وسطاً ليس بالمسافة التي يفطر فيها أهل قمم صبر وليس بالوقت الذي يفطر فيه أهل وسط المدينة فالأمر وسط بخلاف المناطق الساحلية فإنه بعد غروب الشمس مباشرة يفطر الناس جميعاً وهذه مسألة أتمنى من مكتب الأوقاف في هذه المحافظة أن يلزم المؤذنين بموجب ما اعتمدته وزارة الأوقاف بالنسبة لجداول الأذان ومواقيت الصلاة والإفطار أن يكون أمراً موحداً لا أن يبتدئ أول مؤذن يؤذن والثاني يؤذن بعد ربع ساعة أو عشرين دقيقة هذه فوضى – أيها الإخوة – وهنا يأتي دور الأوقاف ونتمنى من مدير مكتب الأوقاف الجديد أن يحسم في هذا الأمر وأن أي إنسان يخالف عليه أن يعاقبه وأن يغيره من أجل أن يتوحد الناس في عبادة الله – تعالى .

ثانياً: من الأمور المباحة في رمضان استخدام الإبر بشتى أنواعها وأشكالها سواء كانت في الوريد أو كانت في العضل اللهم إلا ما يطلق عليه الناس بالمغذيات هذه المادة مفطرة إما الإبر الأخرى المهدئة والفيتامينات وما شاكل ذلك فهذه كلها ليست من المفطرات في شيء فيجوز للإنسان أن يستخدمها في نهار رمضان كذلك قطر العين والأذن أما قطر الأنف فلا لأن الأنف مدخل إلى الجوف أما العين فليست مدخلاً إلى الجوف وإن وجد الإنسان طعمها في الحلق وكذلك الأذن كذلك الكحل كثير من الناس اعتاد عليه ذكوراً أو أكثر الإناث هل هو من المفطرات ؟ ليس من المفطرات في شيء إطلاقاً هكذا أيضاً من كان عنده مرض في قلبه ما يطلق عليه بالذبحة الصدرية أو ما شاكل ذلك يستخدم لهم أحياناً حبوب هذه الحبوب سريعة المفعول توضع تحت اللسان  هل هذا من المفطرات ؟ ليس هذا من المفطرات لأنه لا يبلغ إلى الجوف أساساً وإنما يمتص عبر العروق والأوردة مباشرة ليفك هذه الذبحة أو الضيق الذي يجده المريض هذه ليست من المفطرات في شيء

أيضاً : بخاخ الربو الذي يستخدمه أصحاب أمراض الربو هذا أيضاً : ليس من المفطرات وإن كان يستخدم من الفم مباشرة ويستنشق وربما دخل جزء شيء يسير جداً ربما إلى المعدة لكن هذا ليس من المفطرات ألا ترى أنك حين تتمضمض وتتوضأ يبقى أشياء يسيرة من الماء تنزل إلى جوفك فإن هذا ليس من المفطر لأنه شيء يسير معفو عنه هنا تعلم سماحة الدين وسماحة الإسلام أما أولئك الناس الذين عندهم وساوس يبقى يتفل ويتفل طول النهار أو حتى بعد الوضوء هذا ليس من الإسلام في شيء بل هو تنطع وتشدد الإسلام منه بريء استخدام السواك كذلك جائز في النهار بعد العصر وقت الغروب ليس صحيحاً أنه من بعد الزوال يكره النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – كان يتسوك ما لا يحصى في رمضان وفي غير رمضان وليس صحيحاً أن السواك يذهب خلوف فم الصائم لأن ذلك يخرج من معدته وليس من فمه والسواك كما قال – صلى الله عليه وآله وسلم – : ((مطهرة للفم مرضاة للرب))[6]

فهو أمر يرضاه الله بل هناك كثير من القضايا ربما لو تكلم بها متكلم لاستغرب الناس أنها ليست من المفطرات لا من قريب ولا من بعيد من ذلك يتكلم الأطباء الشرعيون على سبيل المثال عن المنظار وهو يدخل من الفم إلى المعدة هل يعد من المفطرات أم لا ؟ كبار أهل العلم يقولون أن هذا ليس من المفطرات في شيء وإن وصل إلى المعدة السبب في هذا أنه ليس مغذي أساساً ولا يستفيد منه الإنسان صحيح أنه قد يؤدي إلى تقيأ الإنسان والتقيؤ العمد يفطر أما إذا لم يتقيأ كأن يحقن بإبرة مخدرة من أجل ألا يتهوع فهل هذا يعد مفطراً ؟

من اضطر إلى هذا في نهار رمضان فليس هذا من المفطرات في شيء وهو الراجح من أقوال أهل العلم .

أسأل الله – تعالى – أن يوفقنا لصيام رمضان إيماناً واحتساباً وأن يبلغنا رمضان

والحمد لله رب العالمين .

 

 


[1] – البخاري 1/ 232

[2] –  أحمد 1/ 161

[3] – صحيح الترغيب والترهيب 2/ 138

[4] – البخاري 2 / 673

[5] – ابن ماجه 2/ 1003

[6] – البخاري 2/ 682

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق