تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

الصلاة ومكانتها

خطبة بعنوان : الصلاة ومكانتها

العناصر:

1-  فضل صلوات 2- فضل صلاة الجماعة 3- الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات 4-المرأة والمحافظة على الصلاة 5- فضل المشي إلى المسجد 6- فضل انتظار الصلاة 7- عقوبة تارك ا لصلاة.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

عبادة الله:

يقول الله سبحانه وتعالى : ((اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )) سورة العنكبوت آية(45).

سنتحدث في هذا اليوم المبارك بإذن الله عز وجل عن مكانة الصلاة في الإسلام والأحاديث النبوية التي جاءت مبنية لفضل الصلاة كثيرة في ذلك:

ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه و آله وسلم أنه قال: ((أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا ما تقول ذلك يبقي من درنه ؟ . قالوا: لا يبقى من درنه شيئا.

 قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا ))[1].

وعن ابن مسعود رضي الله عنه : ((أن رجلا أصاب من امرأة قبلة .

فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له فأنزلت عليه: (( وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)) سورة هود آية (114) .

 قال الرجل : ألي هذه ؟

قال : لمن عمل بها من أمتي ))[2].

وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((كنت عند عثمان فدعا بطهور.

 فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله))[3].

كما جاء في فضل صلاتي الفجر والعصر منها:

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعا : ((من صلى البردين دخل الجنة))[4].

وعن عمارة بن روبية مرفوعا : ((لاَ يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ ))[5].

وعن جندب بن سفيان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ في ذِمَّةِ اللَّهِ فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بشيء فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ في نَارِ جَهَنَّمَ ))[6].

وعن جرير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر ليلة البدر فقال: ((إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) .

ثم قرأ :(( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى))سورة طه آية (130)} ))[7]

 وعن بريدة رضي الله عنه مرفوعا : ((من ترك صلاة العصر حبط عمله ))[8].

كما أنه جاء في فضل الجماعة أحاديث من ذلك:

عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا : ((صَلاَةُ الرَّجُلِ في جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلاَتِهِ في بَيْتِهِ وَصَلاَتِهِ في سُوقِهِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً وَذَلِكَ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لاَ يَنْهَزُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ فَلَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلاَّ رُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ في الصَّلاَةِ مَا كَانَتِ الصَّلاَةُ في تَحْبِسُهُ وَالْمَلاَئِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ في مَجْلِسِهِ الَّذِى صَلَّى فِيهِ يَقُولُونَ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ ))[9].

وعن عثمان رضي الله عنه مرفوعا : ((مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ))[10].                                     

وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالمحافظة على الصلوات في جماعة فقال سبحانه : ((حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ )) سورة البقرة آية (238).

وقال سبحانه : ((فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) سورة التوبة آية (5).

 وعن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله ))[11].

عن جابر بن عبد الله قال :قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ((ما بين الرجل والشرك والكفر الا ترك الصلاة ))[12]

وعن أبي بريدة رضي الله عنه : ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ))[13]

وعن شقيق رضي الله عنه قال : (( كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يروا في شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة)).

حتى أن الإسلام كفل للمرأة حقها في خضورها للصلوات غير أن صلاتها في مسجدها خير لها.

وقال صلى الله عليه وسلم : ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ))[14]

 فينبغي للمسلم أن يحافظ على الصلاة جماعة في بيوت الله مع إخوانه المسلمين .

 فإن من صفات عباد الله عز وجل أنه وصفهم بأنهم كانوا يسارعون في الخيرات و لاشك أن الصلاة في جماعة هي رأس الخيرات.

 فقال سبحانه : ((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ )) سورة الأنبياء آية (90).

 بل قد جاءت أحاديث تبين فضل المشي إلى المساجد من ذلك:

 عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا : ((من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزلة من الجنة كلما غدا أو راح))[15].

وعنه أيضا : ((أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ :إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ))[16].

 وقد جاءت أحاديث في فضل انتظار الصلاة بعد الصلاة .

 فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا :(( لا يزال أحدكم في صلاة مادامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة ))[17]

وعنه مرفوعا : ((لاَ تزال الملائكة تصلى على أحدكم مادام في مصلاه الذي صلى فيه مالم يقم ، أو يحدث تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه))[18].

أيها الإخوة الفضلاء إن للصلاة منزلة عظيمة في الإسلام لا تعدلها أي منزلة عبادة أخرى فهي عماد الدين وهي الصلة بين العبد وربه وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة كما جاء ذلك في الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز و جل انظروا هل لعبدي من تطوع ؟

فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك ))[19].

إن تارك الصلاة إن لم يعد إلى الله ويتوب إليه فإنه في خطر عظيم قال تعالى : ((فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً )) سورة مريم آية (59) .

وقال سبحانه: ((مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ )) سورة المدثر آية (43).

 



[1] – البخاري 1/197

[2] – البخاري 4/1727

[3] – مسلم 1/206

[4] – البخاري 1/210

[5] – سنن أبي داود 1/163

[6] – مسلم 2/125

[7] – البخاري 1/203

[8] – البخاري 1/214

[9] – مسلم 2/128

[10] – مسلم 2/125

[11] – مسلم 1/17

[12] – المعجم الوسيط 4/255

[13] – سنن الترمذي 5/13

[14] – البخاري 1/305

[15] – البخاري 1/235

[16] – مسلم 1/151

[17] – مسلم 1/485

[18] – مسند ا لبزر 2/398

[19] – سنن أبي داود1/290

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق