تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

النكبة الأمريكية رؤية شرعية

ينبغي على المسلم العاقل عند حدوث مثل هذه ا لنكبات والأحداث في الكون أن يربطها بقضاء الله وقدره وبمقتضى أسماء الله الحسنى وصفاته العلا.

 

النكبة الأمريكية رؤية شرعية

العناصر:

1- كل شيء يجري وفق قضاء الله وقدره 2- أسباب انهيار أمريكيا وكيف وقع 3- خسائر أمريكا في هذه النكبة 4- تصدع قبلة الليبراليين 5- موقف المسلم من هذه الأحداث.

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

أما بعد:

فلعل الجميع قد سمع أو قرأ عن الأزمة العالمية الجديدة التي اجتاحت العالم أعني النكبة بصفة خاصة وما حل بالاقتصاد الأمريكي من الانهيار المريع.

فأحببت أن أقف معكم وقفة شرعية حول هذه الأزمة لنأخذ منها الدروس والعبر.

إخوة الإسلام:

ينبغي على المسلم العاقل عند حدوث مثل هذه ا لنكبات والأحداث في الكون أن يربطها بقضاء الله وقدره وبمقتضى أسماء الله الحسنى وصفاته العلا فما أحوج المسلمين إلى تقوية هذه المفاهيم لا سيما في هذا الزمان الذي طغت فيه هذه المفاهيم ولو أن هذا المنهج المادي انحصر في أهل الكفر لكان الأمر هينا لكنه أصبح واقعا ملموسا في حياة المسلمين ولعلكم سمعتم بعض تصريحات المصارف الربوية في دول الخليج وغيرها من أننا في منأى عن هذه الأزمة ولا خوف على تلك البنوك لأنها منضبطة ومعاملات السوق المالي محكمة وهذا غرور وتعلق بالأسباب المادية ونسيان قوة الله عز وجل وقهره .

اسمعوا إلى قوة الله عز وجل على لسان نوح عليه السلام وهو يخاطب ابنة قال تعالى :((وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ (43))) سورة هود الآيات (41-43).

وقوله تعالى : ((وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ )) سورة هود (102).

وقوله تعالى : ((وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدا)) سورة الكهف آية (59).

وقال تعالى : ((وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)) سورة آل عمران آية (178).

وقال تعالى : ((وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ)) سورة الحج آية (48).

وما حل بالكفار اليوم إلا لأنهم قد وقعوا في الظلم بأبشع صوره فمن ذلك على سبيل المثال:

1- كفرهم بالله .

2- الفساد الأخلاقي.

3- الفساد المالي .

4- ظلمهم للشعوب.

5- حصار المسلمين .

6- القضاء أوالتضييق على الجمعيات الخيرية.

7- ظلمهم للمسلمين في دينهم وأخلاقهم .

8- ظلمهم لشعوبهم حيث أغرقوهم بالديون والقروض الربوية.

عباد الله:

إن أسباب انهيار أمريكا قد انعقدت قبل مدة نعم لقد سقطت و انهارت كحضارة وقيم وأخلاق منذ عقود لكن قد يكون عمر السُّنة أطول من عمر الإنسان وقد وقع من ذلك الأسباب منها:

أ‌- تبنيهم النظام الرأسمالي.

ب‌- أزمة الرهن العقاري :فالمؤسسات المالية تعطي قروضا لتمليك العقار للمواطنين وأصبحوا عاجزين لأن الفوائد قد بلغت 105% واستولت البنوك على العقار وباعت بعض البنوك قروضهم إلى بنوك أقوى منها بالتخفيض وتلك البنوك باعت على بنوك أقوى منها.

ت‌- أزمة سوق الإقراض الطلابي.

ث‌- أزمة إقراض السيارات.

ج‌- أزمة بطائق الائتمان .

ح‌- الاتفاق على حرب العراق وافغانستات.

خ‌- الكساد الاقتصادي.

إخوة الإسلام :

لقد بلغت خسائر أمريكا نتيجة  الحرب عام 2008م (700مليار دولار )

نعم لقد تصدعت قبلة الليبرالية بأنواعها الأربعة:

اقتصادية- اجتماعية – سياسية – فردية.

أن موقف المسلم لما يجد هناك موقف الخائف المشفق وليس موقف الشامت الذي يفرح بالمصائب ولو كان المصاب من أعدائه بل عليه أن يأخذ العبر والدروس لكي يستفيد منها .

وإني أوصي إخواني المسلمين بعدة وصايا منها:

1- أن يتعظوا بمثل هذه الأحداث ويعلموا أنهم إذا ساروا بنفس الطريق فسوف يحل بهم ما حل بأعدائهم فإن الله عز وجل ليس بينه وبين أحد نسب إنما التفاضل بالتقوى.

2- إلى تجار المسلمين وأصحاب البنوك والمؤسسات المالية المتعاملين بالربا.

أذكركم يقول الله عز وجل : ((الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) سورة البقرة آية (275).

هذه موعظة الله عز وجل وعلى المسلم أن يتقبلها ويعمل بها وهو شاهد ما حل بأعدائه من أكلة الربا من الانهيار المريع وصدق الله إذ يقول ((يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ))سورة (276).

واسمعوا إلى هذا الحديث العظيم والمخوِّف في نفس الوقت فقد قال عليه الصلاة والسلام ((لعن الله آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَهُ وَكَاتِبَهُ))[1].

وقال عليه الصلاة و السلام ((دِرْهَمٌ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً))[2].

3- إلى المفتين في فقه المعاملات فأكثرهم بعد أحداث (11 سبتمبر )  اشتغلوا بالبحث عن الأقوال الشاذة والضعيفة التي تسوغ الالتفاف على الربا والغرر والمقامرة بل إن بعض البنوك الإسلامية تقع في بعض هذه المخالفات .

4- الوصية الرابعة : إلى دعاة الأمة ومجاهديها ينبغي عليكم استغلال مثل هذه الفرص لتثبيت الأمة وأن المستقبل لهذا الدين وأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان وعليكم نصح الأمة وتقوية عبادة التوكل والاهتمام والعناية بتربية النفس؟.

نسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.

 


[1]– سنن أبي داود 3/249

[2] – مسند أحمد 5/225

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق