لقد كان مكر الله أعظم وكان كيد الله أقوى فأفشل جميع مخططاتهم وأظهر هذا الدين ونصر رسوله – صلى الله عليه وآله وسلم – وانتشر الإسلام في ربوع الأرض ولا يزال الإسلام منتشراً وسينتشر هذا الدين مهما حاول الأعداء أن يعطلوه…
خطبة بعنوان : إنا كفيناك المستهزئين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
فإن الله – تعالى – قد وعد ووعده الحق المبين أن يظهر هذا الدين وأن يعلي من شأنه ومن شأن عباده المؤمنين وعد الله – تعالى – الذي لا يخلف (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )) سورة التوبة آية (33)
هذا الدين الذي وعد الله- تعالى – على لسان نبيه –صلى الله عليه وآله وسلم – أنه لن يترك بيت مدر ولا وبر إلا ويدخل هذا الدين فيه بعز عزيز أو بذل ذليل عز يعزل الله به الإسلام والمسلمين وذل يذل الله به الكفر والكافرين مهما تآمر أعداء الله ومهما تكالبوا على هذا الدين فلن يطفئوا نور الله (( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )) سورة الصف آية (8)
لقد حاول أعداء الله أن يطفئوا هذا النور في بداية أمره يوم أن كان أنصاره قلة ويم أن كان أعداء الله في جمع ومنعة وقوة فلم يستطيعوا أن يطفئوا نور الله ولا أن يئيدوه في مهده لقد حالوا قتل محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – فلم يمكنهم الله لقد حاولوا سجنه فلم يقدروا لقد حاولوا أن يخرجوه فلم يمكنهم الله – تعالى- ((وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )) سورة الأنفال آية (30)
لقد كان مكر الله أعظم وكان كيد الله أقوى فأفشل جميع مخططاتهم وأظهر هذا الدين ونصر رسوله – صلى الله عليه وآله وسلم – وانتشر الإسلام في ربوع الأرض ولا يزال الإسلام منتشراً وسينتشر هذا الدين مهما حاول الأعداء أن يعطلوه إنها قوة الله وإرادة الله وقوة الله التي لا ومن حارب الله هزمه الله وأي قوة تستطيع أن تغلب الله – جل وعلا .
هذا النبي الكريم الذي نحن جزء من عمله فلقد كان سباً في هدايتنا أخرجنا من الضلال ومن الظلمات أخرجنا إلى الهدى وإلى النور أخرجنا من الكفر والشرك إلى الإسلام أنار لنا عقولنا وقلوبنا هذا النبي الكريم الذي ما فتئ الأعداء في الداخل والخارج من النيل منه بغية أن يطفئوا نور الله تعالى – هنالك متطفلون تافهون يتطلعون للشهرة عبر الانتقاص من الكبار هناك أناس في الحضيض يريدون أن يرتفعوا ولكن بنقدهم للقمم لقد يأس هؤلاء من جلب أنظار الناس إليهم لأن أعمالهم تافهة مثلهم فأرادوا أن يلفتوا الأنظار إليهم من خلال الازدراء والتشويه بسيرة الرموز العظيمة الذين كانوا سبباً في تغيير الكون كله إنها سنة مطردة أيها المسلمون وخاصة في هذه الأيام فنسمع التطاول على الله عز وجل – نسمع التطاول على الذات الإلهية من أناس في غاية الرذالة والحقارة نسمع من يستنقص بكتاب الله تعالى – فيصمه ويصفه بأنه محرف وبأنه ناقص يدوسه بقدمه ويحرقه ويمزقه بل ويجعله لفافة في صناديق التفاح والبرتقال هؤلاء الناس الذين يتطاولون على الله وعلى كتاب الله سبحانه –بحجج أوهى من بيت العنكبوت في بلدنا هذا بلد الإيمان والحكمة يمزق القرآن ويهان بحجة أنه مطبوع بالسعودية وأن السعودية عميلة للأمريكان ألهذا السبب يمزق القرآن ويهان في بلد الإيمان والحكمة مثل هذا الأمر نسمعه ما بين الحين والآخر ينتقص من عرض النبي – صلى الله عليه وآله وسلم- تسب زوجته أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها- وتتهم بما برأها الله به من فوق سبع سموات إنه طعن في القرآن العظيم طعن في الذات الإلهية طعن في النبي – محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – هناك من يشتم القمم يشتم أصحاب محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – الذين آووه ونصروه وآزروه الذين اتبعوا النور الذي جاء به وجاهدوا من أجل نشره بالغالي والنفيس فضحوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل نصرة دين الله –سبحانه وتعالى – هذه مقدسات المسلمين – أيها المسلمون الكرام – الذات الإلهية نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – كتاب ربنا أمهات المؤمنين – أصحاب محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – ليس المقصود ذوات أصحاب محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – ولكنهم يريدون أن يقولوا للناس إن محمداً صاحب أناساً تافهين فهو تافه مثلهم هذه رسالتهم ليس إلا إن المقصود هو القدح بمحمد – صلى الله عليه وآله وسلم – أن رضي ببقاء أمنا عائشة رضي الله عنها – تحته وهم يتهمونها بأنها زانية وقد برأها الله تعالى -إنني أجلكم وأجل أسماعكم أن تسمعوا مثل هذا الكلام الأمر المر والحقيقة التي يجب أن تعلن ويجب أن يعرفها القاصي والداني إن هؤلاء القوم لم يأمنهم الله – تعالى – على كتابه ولم يأمنهم على نبيه ولم يأمنهم على أزواج نبيه ولا على أصحاب نبيه بل إنهم في الجملة يكفرون المسلمين أجمعين ولذلك تراهم يقتلونهم في كل مكان ويستحلون دمائهم وأموالهم بل وأعراضهم يستحلون الأنفس والدماء والأموال بل ويستحلون الأعراض باسم المتعة هكذا تقول الروافض باسم المتعة يستحلون أعراض المسلمين إن نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – أفضل الأنبياء والرسل إنه أمين وحي الله ومصطفاة إنه إمام الناس أجمعين وقائد الغر المحجلين بعثه الله رحمة للعالمين نور النبوة ومشكاتها قرن الله اسمه باسمه في الأذان وجعل شأنه عالياً اصطفاه الله ليكون خاتماً للأنبياء كان فضل الله عليه عظيماً منحه الله تعالى المقام المحمود والحوض المورود هو صاحب الوجه الوضاء والطهر والقداسة والبهاء أعظم استنارة واستضاءة من القمر ليلة البدر يغيض سماحة وبشراً ونوراً وسروراً طلعته آسره تأخذ الألباب كل من رآه رأى الصدق في وجه شهد له بذلك أعداؤه فقالوا : ما جربنا عليك كذباً قط ما كان عابساً في وجه أحد ولا عابساً كان وجهه كقطعة قمر أو سبيكة فضة مليح الوجه لين الملمس يقول أنس رضي الله عنه – والله ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – كان أحسن الناس خلقاً وخلقاً كريماً تقياً نقياً متواضعاً يمشي مع المساكين ويلاطف الصبيان ويزور المرضى ويخصف نعله بيده ويخيط ثوبه بيده يبيت بعض الليالي طاوياً لا يجد عشاءً يعصب الحجر على بطنه من الجوع يقبل الهدية ولا يأخذ الصدقة أشجع الناس وأرحمهم عفواً سخياً كريماً كان يدعو إلى فضائل الأعمال والأخلاق يأمر بالطهر والعفاف وصلة الأرحام وينهى عن الفحشاء والمنكر كان – صلى الله عليه وآله وسلم – يشهد له أعداؤه بذلك كله فهل يليق بمن هذه صفاته أن يشتم ؟ هل يليق بمن هذه شمائله أن ينتقص من قدره أو ينال منه أو من عرضه أو يؤذى من يحبهم ويحبونه
أغر عليه للنبوة خاتم من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد .
نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل والأوثان في الأرض تعبد
فأمسى سراجاً مستنيراً وهادياً يلوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذر ناراً وبشر جنة وعلمنا الإسلام فالله نحمد .
إنه – صلى الله عليه وآله وسلم – أحبه الشجر والحجر أحبه الحيوان قبل البشر لقد حن الجذع إلى محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – يوم أن يخطب ويتكأ على جذع من جذوع النخل فاتخذ منبراً وترك ذلك الجذع فلما علا على المنبر سمع الصحابة كلهم حنين ذلك الجذع وبقي يحن كما يحن الفصيل حتى نزل إليه – صلى الله عليه وآله وسلم – وضمه إليه ضمة هذا النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – تكلم له الحجر والشجر لقد سلم عليه الحجر قبل مبعثه عن جابر بن سمرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن))[1]
لقد سجد له الشجر والحجر إجلالاً وتقديراً واحتراماً سجود إجلال واحترام لا سجود عبادة جاءت إليه شجرة فسجدت بين يديه والأعراب ينظرون إليه فآمنوا كلهم بالله – سبحانه وتعالى – لقد نطق الكتف من الشاة المسمومة والنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ممسك له بيده قال له : إني مسموم يا رسول الله هذا نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – يأتي إليه جمل هائج هاج على صاحبه وصاحب الجمل خائف أن ينزل الجمل الضرر بمحمد – صلى الله عليه وآله وسلم – لكن الجمل جاء فسجد بين يدي محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – إجلالاً وتقديراً واحتراماً ثم أرغى عند أذن محمد صلى الله عليه وآله وسلم – فقال – صلى الله عليه وآله وسلم – : من صاحب هذا الجمل ؟ فقال صاحب الحائط أنا يا رسول الله قال : إن هذا الجمل يشكوك إلي أنك تتعبه وتجهده ولا تعطيه حقه من طعامه وشرابه وراحته هكذا كان صلى الله عليه وآله وسلم – كما أرسله الله – تعالى – رحمة للعالمين هذا النبي الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم – الذي يتعرض ما بين الحين والآخر للسخرية والانتقاص من الرسوم الكاريكتية التي تبتدئ من أوروبا وتنتقل إلى أمريكا ثم تنتقل للأسف الشديد إلى الدول العربية والإسلامية كل ذلك انتقاصاً من أولئك الأعداء الشانئين بمحمد – صلى الله عليه وآله وسلم – لكن هذا لا يضره أبداً ولا ينقص من قدره أبداً ((إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)) سورة الحجر آية (95)
(( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ)) سورة الكوثر آية (3)
إن هذا الأمر لا يحدث إلا بسبب واحد وهو قوة انتشار هذا الدين لقد استهزأ من استهزأ بالنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في مهد الرسالة استنقصوا بالقرآن
وقالوا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه وانتقصوا من النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وقالوا : ساحر – مجنون – إنما يعلمه بشر – يريد الحكم – يريد المنصب – يريد المال – يريد ويريد ومع هذا نصره الله – تعالى – بسبب انتصار الدين وانتشاره ودخول الناس في دين الله أفواجاً يحدث هذا الانتصار تارة بالرسوم وتارة بهذه الأقلام التي تسيء إلى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – لكن من واجبنا ونحن نزعم أننا نحبه أن ندافع عنه وأن نذب عن عرضه وأن ندافع كتاب ربنا وعن أمهاتنا وعن أصحاب نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – فهذا أقل شيء نفعله لما ينتصر الإسلام هنا أو هناك ويعلو صوته هنا أو هناك تجدون مثل هذه الإساءات ماذا تفسرون أن قساوسة نصارى من نصارى الأقباط في مصر يقومون بهذه العملية إنها ربما رد لانتصار الإسلاميين في مصر يريدون من خلال ذلك تشويه الدين وتشويه الإسلام ذلك الرجل رئيس مصر الذي لأول مرة في التاريخ فيما أعلم بين يدي الرافضة السابين لأصحاب النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – والمستهزئين به وبأمهات المؤمنين والمستنقصين لكتاب الله – تعالى – يترضى بين أيديهم على أصحاب محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – إنها سابقة في عقر دارهم يترضى عن أصحاب محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – وإن كان هؤلاء قد نقلوا الخبر وترجموه ترجمة مغلوطة وخاطئة إلا أن الله تعالى – فضحهم وسيفضحهم ولن يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً ما هجماتهم اليوم وما تدخلهم السافر في شئون اليمن مباشرة أو عبر واسطات إلا حقداً على الدين وعلى السنة في اليمن انتصاراً لمذهبهم الرديء الذي ينبني على الاستهزاء بالدين والاستنقاص بسيد المرسلين -صلى الله عليه وآله وسلم – يجب علينا أن نعبر عن حبنا لنبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – بالدفاع عنه وعن عرضه وعن أزواجه وعن أصحابه يجب علينا أن نعبر عن حبنا لنبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – بالعودة إلى سنته والاقتداء به من أجل أن يغيض هؤلاء الشانئون بمحمد – صلى الله عليه وآله وسلم – يقول شيخ الإسلام رحمه الله : وأما الرافضة فيطعنون في أصحابه وباطن أمرهم الطعن في الرسالة أنا أسألكم كيف وصل إلينا القرآن ؟ لم يصل إلا بواسطة الصحابة الذين تلقوا القرآن عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وهم نقلوه إلى التابعين وهكذا حتى وصل إلينا غضاً طرياً متواتراً وقد تكفل الله – تعالى – بحفظه فلما يطعن بالصحابة وتسقط مكانتهم وتسقط عدالتهم فيعني هذا أن ديننا ساقط وأنه محرف وأنه نقله هؤلاء الناس المطعون فيهم والمشكوك فيهم ماذا يعني الطعن بأصحاب نبينا- صلى الله عليه وآله وسلم – يعني ألا سنة بين أيدينا ولذلك فالرافضة لا يعترفون بسنة محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – أقصى ما تجده عندهم أنهم يقولون قال : أبو عبد الله قال : الرضا قال : فلان قال : علان أين مستندهم ؟ لا يوجد ثلاثة أرباع دينهم التقية كتبهم طافحة بالنيل من محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – كتبهم طافحة بالأخبار التل تنص على أن القرآن الذي بين أيدينا محرف كتبهم طافحة في الطعن في أزواج محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – ولكنك حين تسأل أحداً منهم يقول : هذا هراء وكذب نحن نريد منهم كلمة واحدة فقط أن يتبرءوا من تلك الكتب لا نريد أكثر من هذا وأن يحكموا على من قال تلك الأقوال بحكم الله – تعالى – هكذا أيضاً يقول الإمام مالك رحمه الله – إنما أراد هؤلاء الرافضة الطعن في رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ليقال : رجل سوء كان له أصحاب سوء ول وكان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين إن سلف هؤلاء هم كفار قريش سلف الرافضة وسلف اليهود وسلف النصارى وسلف كل من يطعن بمحمد – صلى الله عليه وآله وسلم – سلفهم قريش أول من سب محمد صلى الله عليه وآله وسلم – وأول من انتقص من محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – وسلفنا حسان بن ثابت – رضي الله عنه- الذي دافع عن محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – فقال :
ألا أبلغ أبا سفيان عني فأنت مجوف نخب هواء
هجوت محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما فداء
فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم فداء
ولقد قال الأعشى قديماً في رجل هجا قبيلته فكيف بمن يهجو محمداً – صلى الله عليه وآله وسلم ؟ هذا الأعشى هجا رجل قبيلته فقال له :
ألست منتهياً عن نحت أثلتنا ولست ضائرها ما أطت الإبل
كناطح صخرة يوما ليوهنها فما وهاها وأوهى قرنه الوعل
كل هؤلاء ستتحطم رءوسهم في صخرة الدين ستتحطم رءوسهم أمام مثل هذه القضايا لن يفلحوا أبداً وإنها نهايتهم بأذن الله – تعالى – نعم واجب علينا أن نغار ولكن علينا أن نعبر عن غيرتنا بالطرق المشروعة لا بالطرق الغوغائية فلا يجوز لنا أن نسب التوراة و لا الإنجيل ولا نمزقهما ولا يجوز لنا أن نسب أنبياء بني إسرائيل بحال من الأحوال فنحن نحبهم ونجلهم ونحترمهم ومن لم يؤمن بواحد منهم فقد كفر بما جاء به محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – هكذا أيضاً الأعمال التي تنبؤ عن الفوضوية التي يحصل فيها تدمير وتخريب للممتلكات أو اقتحام للسفارات أو إحراق للسيارات وما شاكل ذلك هذا الأمر لا يمت للإسلام بصلة وليس هذا من التعبير ورفض القضايا التي تغضب المسلمين إن وراء مثل هذه الأعمال الرعناء التي لا تتسم بالمسئولية وراءها من وراءها وستكشف لكم الأيام من وراء هذه الأعمال حين يساء إلى البلد ويساء إلى الدين باقتحام سفارة أو مبنى أو يقتل سفير أو ما شاكل ذلك كل هذه الأعمال ليست من الإسلام في شيء لا من قريب ولا من بعيد نعم لك الحق أن تتظاهر وتأتي إلى أبواب السفارات وتقرأ بياناً وتشجب وتندد وتطلب بالاعتذار وما شاكل ذلك لكن أنا أتعجب أيها الكرام – ولكم أن تتعجبوا معي نحن نغار ونخرج لنتظاهر على الأمريكان لأنهم مزقوا المصحف أو داسوه في جوانتنامو أو رموه في أمريكا بالرصاص أو فعلوا ما فعلوا رسموا أو كذا أين غيرتنا من أناس من أبناء جلدتنا في بلدنا وفي أواسطنا هم من يسبوا محمداً – صلى الله عليه وآله وسلم – ويطعنوا في عرضه وسبوا أصحابه علناً جهاراً نهاراً ما هو تعبير الناس والمسلمين عن مثل هذه الفئات الضالة التي خرجت عن إجماع المسلمين أين تعبيرهم أين رفضهم ؟ أين تظاهرهم أين تنديدهم بمثل هذه الأفعال في حجة قبل أشهر يدخلون مسجداً فيدنسونه ويمزقون المصحف بحجة أنه مطبوع بمطابع فهد بن عبد العزيز والسعودية عميلة لأمريكا ومكتوب بالخط العثماني ولذلك هذا المصحف يجب تمزيقه وتقطيعه في العراق إيران تمزق المصحف بمكينة التمزيق وتضعه حشوات في صناديق التفاح والبرتقال ولكم أن تدخلوا في المواقع الاجتماعية في اليوتيوب وغيرها لتنظروا الأفلام التي صورت مثل هذه الأفعال الرعناء الشنعاء نخرج نتظاهر على أمريكا وحق لنا أن نتظاهر وأن نعبر عن غضبنا لمثل هذه الأفعال وكذلك للانتهاكات التي تقوم بها أمريكا في أجوائنا وتقتل الأبرياء لا يجوز لها أن تفعل ذلك بحال من الأحوال وهكذا أيضاً يجب علينا أن نغار ونعبر عن سخطنا وغضبنا لمن يسب نبينا ويتهم أمهاتنا ويستنقص من القرآن ويسب الصحابة ويلعنهم ويكفرهم .
يأتي أحدهم فيقول : سورة عبس ليست من القرآن هذا واحد من أبناء جلدتنا من أبناء اليمن رافضي إيراني جعفري سميه ما شئت يقول : هذه ليست من القرآن ليش ؟ قال : ليش يقول هكذا النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – عبس وتولى ؟ هذا تعبير الله – جل وعلا- وهذه السورة أنزلها الله تعالى – على محمد صلى الله عليه وآله وسلم – وقد عاتبه على هذا ولو كان كاتماً شيئاً لكتم مثل هذه السورة فكما نغضب هنا علينا أن نغضب هنا ولنعلم أن لديننا أعداء من الخارج وأعداء كذلك من الخارج أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى
وبعد :
أيها الإخوة :
إن مثل هذه الحوادث التي تسيء إلى نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – وتسيء إلى كتاب ربنا وأمهاتنا وأصحاب نبينا تلزمنا بالمقاطعة الفكرية والقلبية للمشركين تلزمنا ألا نحب هؤلاء وألا نناصرهم كما أنها أيضاً تلزمنا بأن نقاطع كل من سلك هذا المسلك أن نقاطعه فكرياً وأن يحصره المجتمع ويمقته ويذمه ويمجه والله أتعجب – أيها الكرام – من أكاديميين يقعون في فخاخ الرافضة كيف تمد يدك إلى من يسب نبيك ويستنقص كتابك ويسب أصحاب رسولك – صلى الله عليه وآله وسلم – وهو ربما أول من يكفرك أنا أتعجب من أناس مثقفين تنطلي عليهم مثل هذه الأفكار بل أتعجب أشد العجب أن يوجد في مثل هؤلاء الذين وقعوا في شراك الرافضة ناس مفتين لبعض الألوية في بلدنا عبر رحالات مكوكية ويعودون وقد حملوا ما حملوا من الهدايا فيعودون وقد غسلت أفكارهم وتغيرت هذه قضايا أيها الكرام -تجعل الإنسان يتعجب أن يوجد أناس تلقوا العلم ونالوا الشاهدات العليا أن يعودوا بأنفسهم إلى الوراء كثيراً ليعودوا مرة أخرى لتقبيل الأيدي والركب ويعودوا مرة أخرى إلى استعباد الناس وتقتيل الناس وأخذ أموال الناس – عياذاً بالله تعالى – ولا شك أيضاً أنما يحدث في بلدنا من التفجيرات والقتل والاغتيالات أن وراء هذه الأعمال فئات لا تحب الوطن ولا تحب الأمن والاستقرار له بل هي تسعى من أجل مآرب خاصة وإننا نتمنى في الأيام القليلة القادمة أن تكشف التحقيقات عن من هم هؤلاء الناس فلنا الحق أن نعرف هذه المعلومات من الذي وراء اغتيال وزير الدفاع أكثر من خمس مرات ؟ من الذي حاول اغتيال فلان ؟ من الذي أيضاً سمح لهؤلاء المتظاهرين باقتحام السفارة ؟ من الذي خطط لهذه المظاهرة ؟ من وراءها ؟ لابد أن نعرف من وراء مثل هذه المعلومات وستكشف بأذن الله تعالى – وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار والحمد لله رب العالمين .
اضافة تعليق