ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( إن الله تعالى يغار وغيرته أن يأت العبد ما حرمه عليه ربه))…
الغيرة
العناصر:
1- منزلة الغيرة.
2- أنواع الغيرة .
3- غيرة العبد نوعان.
4- غيرة الله سبحانه وتعالى.
5- غيرة الرسول الله صلى عليه وآله وسلم .
6- نماذج من الغيرة .
7- الغيرة الممدوحة والغيرة الممنوعة .
أما بعد:
عباد الله:
ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( إن الله تعالى يغار وغيرته أن يأت العبد ما حرمه عليه ربه))[1]
قال الله سبحانه ((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33))) سورة الأعراف
ومما يدخل في الغيرة قول الله تعالى ((وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً (45))) سورة الإسراء .
قال بعض أهل العلم أتدرون ما هو الحجاب ؟ حجاب الغيرة
أعلموا حفظكم الله أن الغيرة نوعان:
غيرة من الشيء: وهي كراهة مزاحمته ومشاركته لك في محبوبك .
غيرة على الشيء: وهي شدة حرصك على المحبوب أن يفوز به غيرك أو يشاركك في الفوز به
ثم إن غيرة العبد تنقسم إلى قسمين :
أ- غيرة العبد من نفسه على نفسه كغيرته من نفسه على قلبه ومن إعراضه على إقباله ومن صفاته المذمومة على صفاته الممدوحة.
ب- غيرة العبد لربه لا عليه .
وهي نوعان :
أ- غيرته من نفسه.
ب- غيرته من غيره
فالتي من نفسه ألا يجعل شيئا من عمله لغير الله .
والتي من غيره أن يغضب لمحارمه إذا انتهكها المنتهكون ولحقوقه إذا تهاون بها المتهاونون .
وأما غيرة الله على العبد فهي ألا يجعله للخلق عبدا بل يتخذه لنفسه عبدا فلا يجعل فيه شركاء متشاكسين .
إن الله سبحانه وتعالى يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله ))[2]
قال صلى الله عليه وسلم (( المؤمن يغار ثلاثا والله أشد غيرا ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش))[3]
فهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث أنه يغار فلقد قال (( أتعجبون من غيرة سعد فو الله لأنا أغير منه والله أغير مني ))[4]
وقيل له صلى الله عليه وسلم أما تغار فقال (( أما والله إني لأغار والله أغير مني ومن غيرته نهي عن الفواحش)) [5]
وهذا داود عليه السلام كانت له غيرة شديدة وكان إذا خرج أغلقت الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع .
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا القصر قالوا : لشاب من قريش.
قلت لمن ؟ قالوا: لعمر بن الخطاب فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته فقال أو عليك يا
رسول الله أغار.))[6]
وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم ((رأى جارية في فناء القصر))
وهذا عمر الفاروق رضي الله عنه يغار على عرض رسول الله عليه وسلم فيقول له : يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه ينظر إليهن البر والفاجر))[7]
وهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها افتقدت رسول صلى الله عليه وسلم الله فغارت))
وفي رواية (( فغارت عليه فجاء فقال : مالك أغرت ؟ فقلت وما لي لا يغار مثلي على مثلك))[8]
أيها الإخوة أن الديوث الذي لا يغار على أهله لا يكلمه الله يوم القيامة كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم ((ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والديوث والرجلة ))[9]
لكن ينبغي أن نفرق بين الغيرة الممدوحة والغيرة المذمومة فمن الغيرة ما يحبها الله ومنها ما يبغضها الله فالغيرة التي يحب الله الغيرة في الريبة والغيرة التي يبغضها لله في غير الريبة .
أيها الإخوة حذار من ارتكاب المحارم فإنها تحجز عن إجابة الدعاء كما جاء في الحديث ((لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن أن تدعوا فلا ستجاب لكم ))[10]
فعلينا معاشر الإخوة أن نعظم حرمات الله فإنها من تقوى القلوب وأن نتصف ونتحلى بهذا الخلق الجميل الذي ربما كاد في أيامنا أن ينتهي إلا ما شاء الله.
اضافة تعليق