كيف يكون حجنا مبرورا

إن الحج سفر إلى أول بيت أقيم علي وجه الأرض لعبادة الله

كيف يكون حجنا مبرورا

العناصر :

1-    أهمية العبادة في حياة المسلمين .

2-    السبيل إلى الحجة المبرورة .

3-    مكانة البيت وقيمة شعائره في الإسلام .

4-    وسائل تحقيق الحجة المبرورة .

الحمد الله حمد الشاكرين  والصلاة  والسلام على أفضل  المرسلين  ولا عدوان  إلا على الظالمين اللهم لك الحمد  حتى ترضى  و لك  الحمد بعد الرضى و لك الحمد إذا رضيت…..

أما بعد:

 

إخوة الإسلام :

أن العبادة  لها أهميتها في حياة  المسلمين زمانا ومكانا فهي لم تنزع من كيانهم يوما ما رغم ما مرت به الأمة  من أزمات وجهل وتخلف وليس هذا غريبا على أمة يحمل تابعوها دينهم في قلوبهم ويعتقدون فيه الخلاص لمشاكاتهم مهما حصل الانحراف وتقهقرت النفوس إلى الوراء .

وقد أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام بحدوث مثل هذه الهزة فقال عليه الصلاة والسلام  (( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة  تشبث  الناس بالتي تليها وأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة ))[1]

ولكن لتحقق الأثر الذي تولده العبادات سواء الإيمانية منها والأخلاقية  أو الاجتماعية لا بد أن يؤديها  العبد  بذاته وصفته  وليحيا في رحابها بنفسه وليستشعر أثناءها قدرة الخالق وجلاله وعظمته ويتذوق  حلاوتها مع كل حركة  أو خطوة أو وقفة .

والعبادات منها ما هو مالي محض كالزكاة ومنها ما هو بدني خالص كالصلاة  والصيام و منها ما يجمع بينهما كالحج.

–         فالحج ركن من أركان الإسلام عبادة مقصدها الامتثال لله والوفاء بحقه تعالى  وهو شحنة تربوية كبيرة يتزود بها المسلم لتحقيق  الخشية  واستشعار مشاعر الأخوة  و إيقاظ شعلة الحماسة الدينية  والغيرة على حرمات الله  والعزم  والطاعة والندم على المعصية  الحب لله.

–         إن الحج سفر إلى أول بيت أقيم علي وجه الأرض لعبادة الله قال عليه الصلاة والسلام (( أول مسجد وضع للناس المسجد الحرام ))[2]

–         الحج عبادة عظيمة  تكفل النبي عليه الصلاة والسلام  لمن أدها بحق بالجنة فقال:  (( والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ))[3].

 

– ولكن هناك سؤال  مهم وهو السبيل إلى حجة مبرورة ؟

اعلم أخي  المسلم  الكريم أن أول ما ينبغي أن تعلمه أن الحج من العبادات التي تلزم  المستطيع والقادر ويقول عليه الصلاة والسلام: (( من أراد الحج فليعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة وتكون الحاجة))[4] وفي رواية ((تعجلوا فإن أحدكم لا يدي ما يعرض له ))[5] فأعمال الآخرة لا تؤدة فيها:

–          ولمعرفة معنى البر في قوله عليه الصلاة والسلام (( الحج المبرور )) لا يتم ذلك  إلا بمعرفة الوافد على البيت الحرام قيمة المكان الذي سيفد إليه وقدره.

–         فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال عليه والصلاة والسلام: ((  الغازي  في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم ))[6]

–         فعند ما يفكر المسلم في أداء الحج يبداء يبحث عمن يعلمه أحكام هذه الفريضة حتى يؤديها على علم .

لقد جاءت أحاديث في فضل مكة ومسجدها يقول عليه الصلاة والسلام: (( والله إنك لحير أرض الله وأحب أرض الله إلي))[7]

وقال عليه الصلاة والسلام: ((صلاة في المسجد الحرام بمائة  ألف صلاة  فيما سواه ))[8]

–          والطواف بالبيت تلبية لنداء الرحمن ولنداء إبراهيم عليه السلام قال الله تعالى: (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إلى سبيلا))[9].

وقال سبحانه :(( وإذا بوأنا لإبراهيم مكان البت أن لا تشرك بي شيئا  وطهر بيتي  للطافين والقائمين والركع السجود وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ))[10]

ويكفي لبيان فضل الطواف قوله عليه الصلاة والسلام: (( من طاف بهذا البيت أسبوعا يحصه كتب له بكل خطوة حسنة وكفر عنه سيئة ورفعت له درجة وكان عدل عتق رقبة ))[11].

–         وقال عليه الصلاة والسلام:(( من طاف  بالبيت  وصلى  ركعتين كان كعتق رقبة ))[12]

وجاء في فضل الحجر الأسود قوله عليها لصلاة والسلام: ((الحجر الأسود من الجنة  وكان أشد بياضا من اللبن))[13]

وقال عليه والصلاة والسلام: (( نزل الحجر الأسود  من الجنة وهو أشد بياضا  من اللبن سودته خطايا بني آدم))[14] بل هو ياقوتة  من يواقيت  الجنة ((إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما  ولولا أن الله  طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب ))[15]

وهو من الشهود يوم القيامة قال عليه الصلاة والسلام: (( إن لهذا  الحجر لسانا وشفتين يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق))[16] وفي رواية: ((فإن  الركن يوم القيامة أعظم من أبي قبيس له لسان وشفتان ))[17].

–         ومسحه هو والركن اليماني يحطان الذنوب فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((إن مسح  الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الذنوب حطا ))[18].

– فضل زمزم :

جاءت أحاديث في فضل ماء زمزم  وهو الماء  الذي غسل به صدر النبي عليه الصلاة والسلام مرتين مرة لما كان غلاما يلعب مع الغلمان فأتاه جبريل عليه السلام ((فشق صدره واستخرج  منه علقة  وقال هذا حظ الشيطان منك ثم أعاده كما كان ))[19]

ومرة قبل الإسراء قال عليه السلام: (( فرج عن سقف بيتي  وأنا بمكة  فنزل جبريل عليه السلام  ففرج عن صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا))[20]

هو خير ماء على وجه الأرض قال صلي الله عليه وسلم: ((خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم  وشفاء من السقم))[21].

فضل يوم عرفة:

ثم يوم عرفة وما أدرك ما يوم عرفة إنه يوم عظيم أقسم الله به قال الله تعالى: ((وشاهد  ومشهود ))[22].

فالمشهود هو يوم عرفة  وهو يوم يباهي الله بأهله ملائكته يقول :(( انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا  أشهد كم أني قد غفرت لهم ))[23].

وما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه من عبيد ا من النار من يوم عرفة وإنه ليتوب ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ((ماذا أدرك هؤلاء))[24].

هو يوم يصغر فيه الشيطان قال صلى الله عليه وسلم: (( ما رؤى الشيطان يوما أصغر ولا أدحر ولا أحقر وأغيظ فيه من يوم عرفة  وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام ))[25].

التلبية:

ثم التلبية قال عليه الصلاة والسلام: ((ما من ملبي يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر  أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا ))[26].

-إخوة الإسلام :

إن للمدينة المنورة منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى  فهي مستقر الإيمان ومأواه قال عليه الصلاة  السلام: ((إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية  إلى جحرها ))[27]

وقد حث النبي عليه الصلاة والسلام على سكن المدينة حتى الممات فقال: (( من استطاع  منكم أن يموت في المدينة فليفعل فإني أشهد لمن مات بها))[28].

وسائل الحج المبرور:

ثم اعلموا حفظكم الله أن هناك وسائل لتحقيق الحجة المبرورة .

فقد ذكر العلماء أن الحج هو الذي لا يعصى الله فيه قال تعالى: (( الحج أشهر معلومات فمن فرض فهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج))[29].

–         ولتحقيق البر ينبغي تحقيق :

1-    الإخلاص قال الله تعالى: (( فاعبد الله مخلصا له  الدين ))[30]

2-    المتابعة

3-    التوبة النصوح

4-    النفقة الطيبة .

5-    تمثل السكينة وتعني السير والتواضع وعدم أذية الآخر قال عليه الصلاة والسلام: (( عليكم بالسكينة فإن ا لبر ليس بالإجاف ))[31]

6-    ويتجنب ما يلي :

أ‌-       الرفث  والإيذاء .

ب‌-  الفسوق بأنواعه: فالمعاصي من الفسوق وكذلك  الذبح لغير الله  والتنابز بالألقاب والسب والجدال والرياء وغير ذلك.

عباد الله :

إن الإسلام  يوم شرع الحج  للناس أراد فيما أراد من الحكم أن يكونوا أمة واحدة متعاونة متناصرة متآلفة  متكاتفة  كمثل الجسد الواحد فإن  المسلمين في هذا العصر  مدعوون أكثر من أي وقت لفهم معاني الأخوة الإسلامية ولوازمها .

ما أحوج المسلمين في هذا العصر إلى مدرسة الحج التي يتعلمون فيها درس الوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية بشكل تطبيقي وعملي .

اللهم تقبل من الجميع حجهم اللهم أعدهم إلى أهليهم سالمين غانمين اللهم اغفر لنا ولجميع  المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات  والحمد لله رب  العالمين .