تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

بعض البيوع المحرمة

 المؤمن يجب عليه أن يحرص على صحة معاملاتة كما يحرص على صحة عبادته.

بعض البيوع المحرمة

العناصر:

1- شرائع الإسلام 2- من غشنا فليس منا 3- التطفيف في الميزان 4- بعض أنواع البيوع المحرمة 5- واجب المسلم تجاه البيوع المحرمة.

أما بعد:

أيها الإخوة في الله:

أن هذا الدين يقوم على ثلاثة شرائع عظمية:

الشريعة الأولى: هي قضية العقائد والفضية الثانية هو قضية العبادات والقضية الثالثة هي قضية المعاملات.

وإن من المسلمين من يهتمون بجانب العبادات اهتماما كبيرا فتجد أن أكثر ما يسأل عنه عامة الناس هي قضية العبادات وهذا أمر حسن ولكن قضية العقائد والمعاملات لها أهميتها كذلك .

فكما أن المسلم أمر بأن تكون عبادته صحيحة فكذلك عقائده يجب أن تكون صحيحة وسليمة ومستقيمة كما أراد الله عز وجل وكما وضح رسوله صلى الله عليه وسلم وهكذا المعاملات فإن الواجب على المسلم أن تكون معاملاته صحيحة.

ويجب عليه أن يحرص على صحة معاملاتة كما يحرص على صحة عبادته.

هذا الشق من العبادات أو من الدين الذي جاء الإسلام من أجل معالجته فلقد بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

والناس على ظهر هذه الأرض لهم عقائدهم وعباداتهم ومعاملاتهم لكن منها ما هو صحيح ومنها ما هو فاسد .

فجاء صلى الله عليه وسلم أن يقر ما كان منها صحيحا وأن يصحح ما كان فاسدا باطلا قال صلى الله عليه وسلم ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))[1]

والأخلاق تشمل هذه الثلاثة الأنواع تشمل العقائد لأنها أخلاق العبد مع الله وتشمل العبادات لأنها أخلاق العبد مع الله وتشمل المعاملات لأنها أخلاق الإنسان مع الإنسان هذه المعاملات جاء النبي صلى الله عليه وسلم ثمة معاملات محرمة فيها من الغش والغرر والغبن الفاحش والقمار فوضع صلى الله عليه وسلم الأسس والضوابط والقواعد التي أنطلق منها الإسلام من أجل تصحيح بيوع الناس على مر العصور حتى يرث الله الأرض ومن عليها فحرم الربا وحرم القمار وحرم الغرر وحرم الغبن الفاحش وكذلك المقامرة هذه المعاملات التي هي في ألأصل بعض الأصول لمحرمات والتي كانت متفشية قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم بل استمرت حتى بعد مبعثه وإن لم تكن برمتها إلا أنه بقي أجزاء منها حتى في حياته صلى الله عليه وسلم بين المسلمين وجد بعض المعاملات المخالفة لشريعة الله عز وجل ولم يتركها صلى الله عليه وسلم دون أن يعالجها دون أن يقومها ويقوم أصحابها ومن هنا كان صلى الله عليه وسلم يتفقد الأسواق ويدخل بنفسه من أجل أن يتفقد معاملات الناس فبينما هو صلى الله عليه سلم في السوق إذ رأي كومة من الطعام فأدخل يده فيها فوجد فيها بللا.

فاخرج يده صلى الله عليه وسلم وهو مغضب فقال : ما هذا يا صاحب الطعام قال : أصابته السماء فأعاد السبب إلى المطر وقال : صلى الله عليه وسلم هلا جعلته من أعلاه ليراه الناس و ليقتنع الناس بشراء هذه السلعة المبلولة أما أنك تضع السليم من فوق وتكيل للناس من أسفل فهذا هو عين الغش ثم قال عليه الصلاة والسلام ((من غشنا فليس منا )) وفي رواية (( من غش فليس منا)).

أو كما جاء في الحديث عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة : ((أن النبي صلى الله عليه و سلم مر على صبرة طعام فأدخل أصابعه فيها فإذا فيه بلل فقال : ( ما هذا يا صاحب الطعام ) ؟ قال : أصابته سماء يا رسول الله قال : ( فهلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس من غشنا فليس منا ))[2]

وهذا عمر رضي الله عنه يدخل إلى الأسواق وكان يسأل التجار بعض الأسئلة التي تكشف له عن فقه هذا التاجر المتعامل مع الناس فإن كان فقيها تركه وإن كان غير فقيه على عليه بالدرة وضربه بل إنه رضي الله عنه ثبت عنه كما في جامع الترمذي بسند جسن أنه رضي الله عنه كان يقول (( لا يدخل أسواقنا من لا يعرف أحكام البيع والشراء )).

وبالرغم من هذا فقد انتشرت البيوع المحرمة المخالفة لشريعة الله عز وجل كل ذلك إما جهلا بالحكم وإما أن يكون ذلك عمدا لغلبة شهوة جمع المال كأكلة الربا وكالزنا كبيع الخمر والمخدرات وما شاكل ذلك من أنواع البيوعات المحرمة  التي يعرف البائع والمتعامل فيها أنها محرمة وبالرغم من هذا  فشهوة جمع المال تطغى على الإنسان أحيانا فيرتكب الأمر المحرم.

أيها الإخوة الكرام :

في هذا الزمان انتشرت كثير من البيوعات المحرمة بين الناس وتعامل بها عامة الناس منهم من يجهل حقيقة هذا التعامل ومنهم من يفعل ذلك عمدا بحجج غالبها واهية من ذلك على سبيل المثال : التطفيف في الموازين والمكاييل وهذا يحدث كما نراه ونشاهده عند كثير من الباعة وخاصة المتجولون الذين ربما يظنون أنهم سيفلتون من متابعة المشترين منهم وأنه كل يوم في مكان لكنهم لن يفلتوا من قبضة الله تعالى :((وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)) سورة الصافات آية (24).

هؤلاء الناس سيسألون بين يدي الله عز وجلل عن تطفيفهم للموازين، تطفيف الموازين يقع عند الباعة المتجولين ويقع عند أصحاب البقالات .

ويقع كذلك عند أصحاب المخابز ألا ترى كيف أصبح الخبز والرغيف صار رقيقا لدرجة أن الإنسان حين يشتريه ير ق له ويرحمه أن يكله لأنه صار بطريقة ضعيفة يعني في حال حمله يرحم هذا الخبز أن يحمل بمائة ريال أو بمائتين ريال لا يكاد يشبع اثنين في البيت كل هذا نتج عن الغش وبالرغم من أن ثمة تسعيرات موجودة عندهم إلا أنه لا متابعة لمثل هذه التسعيرات أو التعرفات وهكذا أيضا يدخل هذا الجانب عند باعة الخضروات والفواكه بل عند أصحاب الذهب أيضا يدخل التطفيف في الموازين وهذه معاملة محرمة من صفات اليهود والنصارى أصحاب القلوب المريضة.

قال سبحانه ((وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ )) سورة هود أية(85).

جعله الله تعالى من الإفساد في الأرض .

التطفيف في الميزان نوع من الإفساد في الأرض لأن يفسد على الناس معايشتهم ويأكل عليهم أموالهم والله تعالى يقول ((وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6))) سورة المطففين الآيات (1-6).

نعم قد ترشي موظفا كي تفلت من العقوبة الدنيوية لكنك لن تفلت من العقوبة الأخروية فالتطفيف في الميزان والمكيال أيا كان نوعه هذا إفساد في الأرض حتى إنه يدخل في المصنوعات التي يسرق منها ربما جرامات قليلة ما بين حين وآخر دون أن تشعر أو يشعر المستهلك فإنه نوع من أنواع التطفيف والمكيال وما أكثر هذا تجده وتراه بالعين فترى في الأوراق والعلب وزنها شيء وترى في الداخل شيء آخر لو أخذت هذه العبوة وذهبت لوزنها لوجدت أنه قد طفف فيها وخسر الميزان فيها دون أن يشعر المستهلك أو المشتري وأحيانا ربما يحدث تخفيف في السعر لكن هذا التخفيف لا يساوي ما طفف في الميزان وعند الباعة الثابتين وعند أصحاب السلع في المتاجر والبقالات .

وحتى عند أصحاب الذهب باعة الذهب يحدث عندهم أيضا هذا الغش موجود عند الباعة المتجولين ألا ترى حين تشتري يلف لك ما هب ودب أنت تضع حبة سليمة وهو يضع أربعة خاربة لا قيمة لها بل ربما تكون فاسدة إذا صرخت في وجهه صرخ في وجهك أكثر أردت هذا وإلا فاذهب  .

فماذا هذا التزيين هذا نوع من الغش ما طغى على الأسواق فن تقليد السلع التي لا تكاد تحصى ملابس الشباب وما فيها من الصور الفاضحة الفاتنة ما فيها من رفعة للصليب ورفعة لأعداء الله تعالى كتلك الدول المناهضة المناوأة الحاقدة على بلاد الإسلام وصور رؤسائها وممثليها وما شاكل ذلك .

فتجد العبارات المكتوبة فيها هذا مكتوب على ظهره وفي صدره إله الحب هل هناك إله للحب.

ذاك يكتب في صدره أو ظهره أنا نصراني وذاك يكتب في ظهره أنا مجنون وذاك يكتب في ظهره من هذه العبارات الهابطة ويشتريها الشاب وهو لا يدري ما تحمل من عبارات تفسد عليه عقيدته وتفسد عليه سلوكه وتفسد عليه أخلاقة ولا تظنوا أن القضية سهلة وأنها إنما هي مجرد لباس المسلم له ذات المستقلة المتميزة يتميز بملبسه ويتميز بمظهره ولا يقع بالتشبه بأعداء الله عز وجل.

رابعا: الاقتراض من البنوك ومشاريع التمويل الصغرى التي  تقرض نقدا وتأخذ أكثر من المال المقترض وهذا نوع من الربا.

قال الله تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (280) )) سورة البقرة  ا لآيات (278-280).لا يزال كثير من الناس يقترضون نقودا من البنوك الربوية ويعيدوها بأكثر مما أخذوها والقرض يجب أن يكون بين المسلمين قرضا حسنا والآيات في كتاب الله تعالى كثيرة وكذلك الأحاديث عنه صلى الله عليه وسلم ((لعن الله الربا و آكله و موكله و كاتبه و شاهده))[3] .

كثير منهم يتعلل بحجة الضرورة وما هي الضرورة ؟

أنه يحسن من حاله ويحسن من وضعه لا أنه ينقذ مريضا سيموت لأنه سينقض نفسا محرمة فهنا يجوز ويباح أن  يرتكب الانسان شيئا من المحظور مثل هذا لكنه يريد أن يحسن من حياته وحسن من وضعه فحسب وهذا لا يبيح للإنسان أن يرتكب ما حرم الله تعالى إن الصناديق التي تقرض لتمويل المشاريع الصغرى أصبحت في كل زقاق وفي كل شارع منها ما هو محلى يتعامل به و أصحابه من أبناء جلدتنا مسلمون ومنها ما يمولها مشاريع خارجية تريد أيقاع هذه الأمة من سخط الله عز وجل فيجب على كل مسلم أن ينصح لهذه الأمة  وأن ينصح للناس ألا يتعاملوا بهذا النوع من أنواع المعاملات.

خامسها : فتح الاعتمادات للاستيراد عن طريق البنوك الربوية هو نوع من أنواع القروض التي ذكرناها آنفا.

فلا يقرضك البنك مبلغا إلا و يسترده مع الزيادة قدرها عشرون في المائة خمس وعشرون في المائة أو أقل من ذلك أو أكثر هو عين الربا الذي ورث هؤلاء المتعاملين سخط الله عز وجل وجور السلطان عليهم لأنهم خالفوا أمر الله عز وجل وها أنت تراهم يئنون وتراهم يضطربون وتراهم يتململون لأنهم عصوا الله وحاربوا الله تعالى فلم يقدروا على مواجهة حربه سبحانه.

سادسها: بيع الذهب انتشر بين بعض باعة الذهب أن يبيعوا دينا وهذا أمر غير مشروع لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ((الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل سواء بسواء يدا بيد فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد ))[4]

فالأوراق النقدية هي عبارة عن الذهب والفضة حينما تشتري الذهب كأنك تشتري ذهبا بذهب .

وبالتالي لا يجوز الدين بالذهب  بل يجب على الصاغة أن يقضوا الثمن نقدا وإلا فيمتنع من البيع والشراء في هذا .

الآن الذهب يزيد وينقص بدقائق بل بثواني من هنا حرم الشرع التعامل بهذه الطريقة لأنك لو قلت له سأردها عند المغرب أو بعد العشاء لعلك تأتي وقد زاد الثمن فيحدث في قلب البائع ما يحدث من الحزن لأنه باع لك بثمن أنزل والعكس بالعكس .

فلو أنك تأخرت ربما كان الذهب نزل لهذا يحرم شراء الذهب وبيعه بالدين .

وتقع كثير من النساء في حال الاستبدال بالربا وذلك حينما تأتي تستبدل قطعة من الذهب المستعملة فيشتريها منها بسعر أقل  من سعر البيع فيما لو باعه ثم لا يقبض التمن ليست العلة في أن يشتريه بأقل فالبيع و الشراء في هذا المجال بالتراضي فإنه يضاف عليها ثمن العمل وثمن الصيانة أو ثمن المصنعية لكن  يجب على المرأة أو الرجل البائع أن يقبض الثمن لقول النبي عليه الصلاة والسلام(( يد بيد)) ثم لك الخيار أن تشتري أولا تشتري فمن لمن يقبض النقد وقع في الربا من حيث لا يدري .

وقد وتقول أين هذا الربا؟

الربا هنا كما قلنا أن الذهب سعره يضطرب ما بني لحظة وأخرى .

أبواب الربا أدناها أي في الإثم كأن ينكح الرجل أمه عياذ بالله تعالى من ذلك.

ثامنا : سحوبات الاتصالات يكثر وصول الرسائل من الشركات أن ارسل رسالة كذا وكذا وادخل في السحب هذه الرسائل لا تظن أنها رسالة عادية هذه الرسالة لست عادية إنها رسائل ربوية .

وبالتالي يزداد سعرها عن سعر الرسالة العادية عشرين ريالا مثلا وسعر هذه الرسالة الربوية خمسون ريالا .

وبالتالي فإنك لو جمعت مليون مشترك من خمسين ريالا انظر كم الفرق ثلاثون ريالا من مليون مشترك تساوي ثلاثين مليونا وبالتالي سيسحبون في أخر الشهر سيارة على سبيل المثال بأربع ملايين ريال؟!!

ماذا تسمى هذا أليس هذا الغرر أليس هذه هي المقامرة أليس هذا هو النصب أليس هذا هو الربا بعينه إنك تشتري مالا قليلا بما كثير وتتنوع هذه المعاملات تارة مبلغا شهريا قدره مليون وتارة مرتب شهري لمدة سنة وتارة رحلة مع إقامة اسبوع وتارة سيارة .

ومن ذلك ما يحصل في بعض البنوك إنها أيضا تضع سيارات كجوائز على حد زعمها أو ببت العمر كما يزعمون لكنهم يشترطون عليك شروطا هذه الشروط أن تفتح عندهم حسابا وأن تورد مبلغا وقدره وأن يمر على هذا المبلغ مدة قدرها هذه المدة وهذا المال يتعاملون فيه بالربا يكسبون من وراءه الأموال من خلا فتح الاعتمادات ومن خلال اقراض الناس فيكسبون من وراء ذلك أموال طائلة عن طريق الربا ثم يقرعون بين الداخلين في هذا السحب على السيارة أو المسكن وربما كان بغير أربعة أشهر أو السكن بعد سنة كلنهم قد نصبوا على الناس وأوقعوهم في سخط الله عز وجل وجعلوهم يتعاملون بالربا وما شاكل ذلك.

أقول قولي هذا و استغفر الله لي ولكم.

 

 

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى إله وصحيه ومن ولاه    وبعد:

من البيوع المحرمة أيضا ما يحدث أحيانا في ترويج السلع وذلك بوضع نقود داخل العبوة فأنت تشتري مثلا علبه معينة وتقول لك الهدية بالداخل فتشتري بخمسمائة مثلا وتشتري علبه فتجد باخلها كيسا بألف ريال .

فماذا تفعل أنت الآن ليس غرضك الشراء فحسب وإنما غرضك الشراء وما في الداخل قد تكون قطعة ذهب وقد تكون نقدا وأنت اشتريت مالا كثيرا بمال قليل وهذا نوع من أنواع الربا وفيه غرر كذلك تغرير للناس وأذكر قبل مدة أن منتجا معينا وضع جائزة سيارة فشخص ما اشرى كرتونا و وجد جزاء من هذه السيارة فاشترى بعد ذلك عشرين كرتونا لعله يجد بقية أجزاء الصورة  فهل هو بحاجة إلى هذه العشرين ليس بحاجة إلى هذه العشرين الكرتون وإنما وقع في الفخ وفي المصيدة تكدست بيته من هذه المادة ولعله لا يستخدمها خلال سنوات ولم يجد سوى تلك القطعة  التي وجدها أول مرة وبالتالي من هنا حرم الشرع مثل هذه المعاملة التي فيها الغرر وحرم أيضا العلماء وضع الجوائز الكبيرة كالسيارات والعمارات وقطع الذهب وما شاكل ذلك .

لما فيها من تغرير الناس لكن الأشياء البسيطة التافهة كدفتر مثلا بعض أدوات المطبخ اليسيرة السلعة هذا أمر جائز شرعا وليس فيه شيء .

وهذا من باب الهدية بشرط ألا تكون فيها غرر على الناس فهذا نوع من أنواع الهدية أو اشترى قطعة واحصل على قطعتين اشترى خمسا واحصل على قطعتين هذا نوع مباح لأن هذا نوع هدية يجوز للمروج أن يفعله.

ومن ذلك أيها الإخوة الكرام : بيع السموم الزراعية التي فتكت بالأمة وصار يستخدم في أغلب المنتجات الزراعية  فورث الأمة أمراضا فلا تجد نوعا من أنواع الخضار إلا ودخلته هذه السموم وبالتالي فأنهم يسممون شعوبا بأكملها هذا نوع من أنواع البيوع المحرمة بل هو من أشدها حرمة لما فيه من الضرر على عامة الناس وهكذا أيضا القمار.

الحاصل أحيانا من بعض شركات التأمين التقليدية التي تتعامل بالطريقة التقليدية لا تتعامل بالطريقة الشرعية الإسلامية التكافلية هذا نوع من أنواع القمار لأنك تشتري مالا كثيرا بمال قليل فلربما أمنت على نفسك ودفعت أو ل قسط ثم مت فحصلت على مليون ريال ماذا تسمي هذا أنت هل هذا حلال؟ ليس بحلال هذا حرام .

أو مثلا انصدمت سيارتك وأنت كنت مثلا دفعت ألفا ريال ثم تكسرت سيارتك فأصلحوها بمليون ريال أو اشتروا لك سيارة جديدة بأربعة ملايين فماذا تسمي هذا أنت إن لم يكن هذا هو القمار بعينه والغرر بعينه فلربما استمرالتأمين على هذه السيارة خمس سنوات ولم يحدث لك بقضاء الله وقدره شيئا أكلت أموال الناس وذهبت سدى .

أما الطريقة التكافلية فهذا أمر مشروع لأنه صندوق تعاوني كما يحصل مثلا بين المدرسين وبين الأطباء ونقابة المهندسين ونقابة قائدي السيارات وما شاكل ذلك.

فالتأمين التقليدي نوع من أنواع المعاملات المحرمة التي يجب على المسلمين أن يقلعوا عنها .

وأن يجعلوا هذه الشركات تضطر لأن تغير معاملاتها إلى معاملات إسلامية وستربح .

ستربح المعاملات الإسلامية ربحيتها أعظم من ربحية المعاملات التي فيها الربا وفيها قمار .

هذا أيها الإخوة في لله بعض البيوع والمعاملات التي نحن فيها يوميا ينبغي على المسلم أن يعلم حرمتها .

وأنا لم أتكلم عن البيوع المباحة لأن الأصل فيها الإباحة.

و الحمد لله رب العامين

 

 


[1] – السلسلة الصحيحة 1/44

[2] – صحيح ابن حبان 11/270

[3] – صحيح وضعيف الجامع 19/372

[4] – مسلم 3/1210

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق