إن لم ننتق ونختار المرأة الصالحة ذات الدين تربت يداك أي التصقت يداك بالتراب كناية عن الدعوة بالفقر أن يفقر الله تعالى من يسعى نحو الجمال فقط أو وراء الحسب فقط لا بد من الدين فماذا تصنع بامرأة تكون مغرورة في نفسها وبجمالها أو بمالها أو بحسبها ولا دين يردعها
هادم الأسر
العناصر:
1– تعظيم كلمة الطلاق 2- عاقبة الأثرة والأنانية 3- المرأة الصالحة 4- الحياة الزوجية لن تخلو من كدر 5-دور الإعلام في إفساد الحياة الزوجية 6- قوامة الرجل وحقوق المرأة 7-أسباب الطلاق كثيرة 8- العلاج. خديجة
أما بعد :
عباد الله:
اتقوا الله تعالى حق القوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة و الوثقى واحذروا من سخط الله تعالى وعقابه فإن أقدامنا على النار لا تقوى.
أيها الأحبة :
إن كلمة ربما تصدر من فم رجل تنهدم بها بيت المسلم إن كلمة تخرج من فم امرئ في وقت اشتد فيه غضبه ربما تؤدي إلى تفرق أسرة بأكملها كلمة تخرج من فم الرجل تحرق القلوب وتدمع المآقي وتبث الحزن إن كلمة تخرج من فيم الرجل تؤدي إلى تشريد أسرة بأكملها تؤدي ربما إلى شتات وضياع .
هذه الكلمة التي ما شرعها الله عز وجل وما أذن بها إلا في أضيق الظروف وأحلكها لتكون حلا لمشكلة ومعضلة في داخل الأسرة المسلمة إن الأصل في الأسرة أن تبقى وأن تمتد وأن تخرج الذرية الصالحة وأن تخرج من يعمر هذه الحياة بإذن الله عز وجل الأسرة المسلمة الأصل فيها البقاء إلا أن يطرأ طارئ كأن يقدر الله عز وجل على أحد الزوجين الفناء أو كأن تحدث مشكلة لا حل لها إلا بما ذكر الله سبحانه وتعالى هل تستشعرون أن هذه الكلمة التي إن خرجت أحرقت القلوب وأدمعت العيون وضيقت الصدور وقلبت الحياة رأسا على عقب تقلب البسمة إلى اكفهرار والفرح ترحا والسعادة إلى شقاء والألفة إلى تفرق وتمزق تؤدي تفكك الأواصر بين الأسر وبين العشائر والقبائل في أوساط هذه الأمة في وقت ربما تجد كثيرا من الناس يلقون دورات تأهلية هي أقرب ما يكون إلى الكهانة والشعوذة إن أحق ما تفنى به الأوقات وتصرف من أجله الأموال كيف يعلم المسلمون أن يحيوا حياة طيبة كيف يعاشر الرجل امرأته العشرة الصالحة العشرة الطيبة وكيف تعاشر المرأة زوجها ا لعشرة التي أمر الله بها لا أن تهدر الأوقات وتصرف الأموال من أجل دورة هذه الدورة من أجل أن يتخرج من شارك فيها كيف يقرأ شخصية الرجل أو المرأة من خلال الخط أو من خلال التوقيع ما عسى أن يستفيد الرجل و المرأة المشارك في مثل هذه الدورة من فائدة إنها أقرب ما تكون إلى السحر والكهانة والشعوذة والإدعاء لعلم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل.
لقد كنا نقرأ قديما في كتب الجريمة والعقاب التي يؤلفها أناس غربيون يعلمون فيها أبناء المسلمين إن طول القامة يدل على الإجرام .
وأن تفرق الأسنان يدل على الإجرام كل هذا ما عليه آثاره من علم ولا عليه دليل فإن أجدر ما يدرس ونعلم أبناء الأمة وتفتح الدورات التأهلية من أجل الحفاظ على هذه الأسر ومن أجل تنشئة الأجيال التنشئة الطبية الصالحة إن الإسلام حرص كل الحرص على دوام الألفة بين الزوجين وإن الإسلام قد أعطى لكل من بني آدم حقه ومستحقة أعطى للرجل حقه كلفه بواجباته وأعطى المرأة حقها وكلفها بواجباتها لكنه مما يجب أن يعلم أن الرجل والمرأة ليسا مخلوقين متماثلين متساويين فبينهما فروق كثيرة عظيمة على كل مخلوق من هذه المخلوقات أن تعرف حقها وأن تعرف قدرها وأن تعرف واجبها إذا أرادت أن تحيا الحياة السعيدة الطيبة وإذ أرادت أن تنشأ الأسرة الصالحة والمجتمع الصالح على كل واحد منهما أن يعرف خلقته وأن يعرف حقيقته قال الله تعالى: ((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) سورة البقرة آية (228).
وللرجال عليهن درجة وهذا لا يعني أن القوامة للرجل أن يصير مستبدا وأن يصير وحشا كاسرا في وسط البيت ولا يعني هذا أنه يتخلى عن سيادته وعن قوامته بل لا يعني بالضرورة أن يصير المرأة أمة رقيقا يحركها كيف يشاء بل لابد من التعاون فيما بينهما قي حل أي معضلة من المعضلات إنه من المحال أن تريد المرأة من الرجل أن يشعر بقلبها و بعواطفها ومن المحال والجنون أن يفكر الرجل أن المرأة يجب عليها أن تفكر بعقله وأن تفكر بهدوئه هذا من الخطاء ومن خلط الأمور والأوراق لا يمكن أن تحيى أو أن تعيش الأسرة بهذه الطريقة أبدا بل لا بد من توطين النفس على أن الأجواء في البيت لا يمكن أن تكون هادئة دائما وأن تكون الرياح عليلة وأن تكون والأجواء صافية بالبيت هذا أمر محال لا يطلبه إلا مجنون لا يطلبه إلا إنسان يفكر في الأشياء المثالية التي لا يمكن أن تطرأ أبدا إن بيوتات النبوة ينزل فيها الوحي والله لا يريد لأنبيائه أن يتكدر صفوهم أو تفكيرهم ومع هذا لم تخل بيوتهم من المشاكل لم تخل من الكدر فذاك رسول الله وسلم عليه وسلم يعتزل نساءه شهرا كاملا يخرج من بيوته ويبقي في المسجد حتى ظن الناس أنه صلى الله علي وسلم طلق نساءه وشاع الخبر هكذا إنه طلق نساءه فأتى عمر رضي الله تعالى عنه جاء إلى المسجد وطرق باب رسول صلى الله عليه وآله وسلم ليسأله أطلق نساءه؟.
فقال: صلى الله عليه وسلم لا لم أطلقهن ولكنني اعتزلتهن شهرا كاملا أي تأديبا لهن لما يحدث في بيته وفي حال وجوده صلى عليه وسلم فلم تخل بيوته من الكدر وإن من الخطأ ومن الخلط أن يريد كلا من الزوجين ألا يحدث شيء مما ينغص الحياة في البيت ولكن يجب التغافر يجب أن ينسى الإنسان أو يتناسى كثيرا من الهفوات التي تخرج وتصدر من زوجته وهكذا أيضا المرأة يجب عليها أن تغفر و أن تتناسى كثيرا من القضايا التي تصدر من زوجها .
ولا يصلح أن يتناقش مثل هذه المشاكل في وقت والغضب وفي وقت الانفعال بل لا يد من أن تهدئة الأجواء كما فعل علي رضي الله عنه حينما تغاضب مع زوجته فاطمة عليهما السلام وذهب إلى المسجد وأكثر كم ربما يعرف قضيته حينما جاء النبي صلى الله عليه و سلم لفاطمة فقا لها: ( أين بعلك ؟ ) فقالت : وقع بينى وبينه كلام فخرج مغاضبا فقال النبي صلى الله عليه و سلم لرجل : ( أبصر لي عليا ) فقال : يا رسول الله هو ذا في المسجد فأتاه النبي صلى الله عليه و سلم والريح يسفي عليه التراب قال : ( قم يا أبا تراب ) قال سهل : فو الله إن كان لأحب أسمائه إليه ))[1]
تلك بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وهذه بيوتات أصحاب رسول الله عليه وآله وسلم بنت رسول الله عليه آله وسلم وابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
إن تكدر المعيشة بين الزوجين ينبئ عن الأنانية من أحدهما أو كلاهما وإن هذه الأنانية لتؤدي إلى فساد الحياة في البيت وتؤدي إلى تكدر الحياة بل يصل تكدر الحياة إلى العشيرة بأسرها وتكدر الحياة في أوساط العشيرة يؤدي تكدرها في أوساط المجتمع وإلى تكدرها في أوساط الأمة بأسرها لأن الأمة إنما هي مجموعة من القبائل والشعوب بل قبل هذا كله من الأسر فتتكون هذه الأمة وما لم تُعرَف حقيقة الحياة الزوجية وما تحتاجه هذا الحياة من الصبر ومن الحكمة في تعامل أحد الزوجين مع الآخر لا يمكن أن تصفوا الحياة أبدا إنه مما هو معلوم عند الناس بالضرورة أن الرجل بحاجة ماسة إلى المرأة وأن المرأة بحاجة ماسة إلى الرجل لأن الحياة بهما تتكامل ويتكاثر النسل ويخرج الله من أصلابهم من يعبد تعالى ويكثر أفراد الأمة.
أيها المسلمون :
إن الإسلام حرص علي بقاء الصفاء والمودة والحياة في أوساط الأسر وعلى أن لا تتفرق هذه الأسر من أجل هذا قال صلى الله عليه وسلم ((تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ))[2]
يعني إن لم ننتق ونختار المرأة الصالحة ذات الدين تربت يداك أي التصقت يداك بالتراب كناية عن الدعوة بالفقر أن يفقر الله تعالى من يسعى نحو الجمال فقط أو وراء الحسب فقط لا بد من الدين فماذا تصنع بامرأة تكون مغرورة في نفسها وبجمالها أو بمالها أو بحسبها ولا دين يردعها إن الحياة تنقلب إلى معركة لانهاية لها إلا بالفراق وليست القضية هنا بل القضية الأهم حين تكون هذه الأسرة قد وجد فيها أبناء هنا تحصل المشكلة لكن ذات الدين يرجعها دينها لهذا قال أيضا صلى الله عليه وسلم ((تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فإني مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ))[3]
التي تتودد إلى زوجها ولا تكدر صفو حياته التي تعرف متى تتكلم معه التي تعرف متى هو غاضب ومتى هو مسرور.
إن الرجل كما تؤكد جميع الدراسات بحاجة كل يوم إلى أن يختلي بنفسه ولو لدقائق يستجمع راحته ويستجمع فكره يهدئ فيها أعصابه ما على المرأة من ضير لو أنها أعطت لزوجها وهيأت لزوجها هذه الدقائق التي ستجني من ورائها بعد ذلك خيرا كثيرا ستجني من ورائها حياة وسعادة إنها لو استقبلته بوجه مقلوب في حال دخوله إلى الباب زادت حياته كدرا وصار وحشا كاسرا إن لم يكن صاحب أعصاب هادئة إن الرجل أحيانا أيها الأخوة الأحبة:
ليجلس مع نفسه يحاسبها فيمقت هذه النفس لما فيها من الصفات الذميمة يمقت عصبيته وتعجله ويمقت لسانه لأنها تخرج كلمات غير سوية ثم يعود ذلك لمعاقبه نفسه ولمحاولة إصلاح نفسه وربما اعتذر لهذه النفس بأن الحياة ضيقت عليه وبأن الطلبات تكاثرت عليه و بأن العمل أجهده .
لكنه ربما لا يفكر يوما ما بأن زوجه تعانى من نفس الظروف فلو أنه اعتذر لها مثل ما اعتذر لنفسه ولو أنه غض الطرف عنها في بعض الزلات لكانت الحياة أسعد مما هي عليه و لكانت هذه هي الخطوة الصحيحة إلى طريق السعادة .
إننا أيها الإخوة نجد في الآونة الأخيرة كثرة تشتت الأسر وكثرة التلفظ بالطلاق خاصة من الشباب الذين ربما ليست لهم خبرة وليس عندهم معرفة بأحكام الأسرة الشرعية ما يجب عليه وما الحق الذي له.
وهكذا أيضا المرأة ساعد على هذا بعد الأمة عن كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إننا أيها الأخوة :
نؤكد أن طلب العلم في كل أمر يكون المسلم مقدم عليه واجب عيني يحرم على أن يقدم على الزواج ما لم يتعلم أحكامه ويحرم على المرأة إذا شارفت سن البلوغ أن تجهل أحكام الحيض ويحرم عليها أن تدخل في قفص الزوجية ولا تعلم أحكام النكاح ويحرم على من أراد الحج أن يدخل في الحج وهو لا يعرف أحكام الحج وهلم جرا يتعين على كل مسلم مسلمة أن يتعلم العلم الشرعي في كل قضية يريد أن يدخل إليها حتى لا تحدث المشاكل.
أقول قول هذا واستغفر الله العظيم .
الخطبة الثانية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله صحبه ومن ولاه. أما بعد:
فإن الرجل صاحب الدين هو الذي أرشد النبي صلى الله عليه وسلم لاختياره للمرأة ووجه هذه الأمة أن لا ترد صاحب الدين فقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض))[4]
وفي رواية ((إذا أتاكم من ترضون دينه ، وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))[5]
وما هذا الفساد الذي يحصل في أوساط الأمة من تشتت وتفرق إلا نتيجة لبعد الناس عن الدين ولبعدهم عن الخلق القويم الرجل يبحث عن ذات الجمال والأب والمرأة يبحثان عن صاحب المال والجاه من هنا حدثت هذه المشاكل.
إن صاحب الدين يحجزه ويمنعه دينه حينما يقال له : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وأن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا))[6].
وقال صلى الله عليه وسلم ((خيركم خيركم لأهله . وأنا خيركم لأهلي)) [7]
وإن صاحبة الدين يمنعها دينها حين يقال لها : إن النبي صلى ا لله عليه وسلم قال: ((لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها))[8]
إن أمنا عائشة رضي الله عنها تقول : ((لو علمت المرأة حق زوجها كما ينبغي عليها لمسحت عن قدميه الغبار بعرق وجها)).
يعني كناية عن حسن تبلعها وليس المقصود أن تفعل مثل هذا بل لو فعلت مثل هذا لكانت مطيعة لله عز وجل فهذه القضية قضية أرقت المجتمع بل هي تهدده بكرة وعشيا .
كم من الأسر تفرقت ولم يمض من زواجها سوى أسبوع واحد أو ليلة واحدة أوشهر واحد أو سنة واحدة تفرقت هذه الأسر وحمل بعضها على بعض الحقد.
أن ثمة مسببات لهذه القضايا من أبرزها وأهمها:
إننا ابتعدنا عن مصدر التشريع لهذا الدين كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واستبدلنا ذلك بمصادر مشبوهة بمصادر أريد من خلالها أن تهدم هذه الأسر اعتمدنا على الإعلام كم من الأفلام والمسلسلات التي تعلم المرأة كيف تتمرد على أبويها كيف تتمرد على المجتمع كيف تتمرد على القيم كيف تتمرد على زوجها كيف تجر على نفسها وأسرتها ا لويلات .
إنها مصادر تلقت قيمها من الغرب لم تتلق من كتاب الله تعالى ولا من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم حينما صارت المرأة تنازع الرجل قوامته صيرت نفسها رجلا أمام رجال .
والرجل هنا يكونو أحد شخصين شخص استخدم قوته واستخدم عقله واستخدم قوامته ونسي عاطفته فهدم بيته وأخر استخدم عاطفته وتغلبت عليه عاطفته فصار في البيت عبدا رقيقا تسيره المرأة كيف تشاء .
القلة القليلة هم الذين يتوازنون في الحياة فيعمل سلطانه وقوامته ويشغل عاطفته ومن هنا يأتي التوازن في أوساط الأسرة وبالتالي تهدأ الأعصاب ويأني التفكير في الأسرة وفي حال الأبناء وتقديم المصالح على المفاسد هنا يأتي التوازن وهذا الصنف هو الصنف المطلوب وهو الصنف الذي يجب أن يكون موجودا في البيوت.
أما صاحب الأعصاب المحترقة وصاحب الأعصاب المتوترة لا يمكن بهذه الطريقة أن تبق الأسر.
إذا هذا هو الأمر الأول .
أمر آخر ربما يأتي من خارج البيت وهو أن يتدخل الأبوان أبوا الرجل أن يتدخلا في قضية الزواج فيؤزان الابن أزا في مفارقة هذه المرأة فيبقى الرجل متوترا غير قادر على الموازنة ِأيطيع أبويه اللذين ربيانه من الصغر.
أمه التي حملته أو أبوه الذي تعب من أجله وإخوانه أحيانا الذين تربوا في بيت واحد على مائدة واحدة أو أنه يبقي مع هذه المرأة التي أحبته والتي تركت ببيتها وتركت أبويها وجاءت إلى هذا الرجل الغريب من أجل أن تسعده ومن أجل أن تقوم بشئونه وتكنس له بيته و تهيأ له طعامه وتغسل له ثيابه وتربي أولاده فيعيش في حيره .
و لربما تغلب الوالدان فكانا أقوى من الولد فأدى إلى الفراق وهو لا يريد الفراق و لربما أحيانا تدخل أبوا الزوجة من خلال أزها على زوجها أفعلي كذا قول كذا إلى آخر ذلك حتى تؤدي بالزوج إلى أنه لا يطيق الحياة ولا تظنوا أيها الإخوة أن كلمة الطلاق ليس لها أي ثمرة فثمرتها تكمن في حال ما إذا كانت الحياة مستحيلة بين هذين الزوجين في ظل واحد ((وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً )) سورة النساء آية (130).
وكما كان اللقاء بإحسان فالفراق لا بد أن يكون بإحسان وإذا انقلبت البيت إلى حلبة صراع وإلى إخراج الكلمات غير اللائقة التي ربما تؤثر على حياة الأبناء فإن الطلاق تأتي فائدته هنا و يدور أحيانا بين الناس من أن الطلاق أبغض الحلال إلى الله عز وجل هذه الكلمة يرددها الفقهاء نعم لكنها قد تكون أحيانا واجبة وذلك فيما لو انحرفت المرأة عن المسار الصحيح فارتكبت الآثام والجرائم فواجب هاهنا الطلاق وهذا أمر يجبه الله تعالى.
وهكذا قد تكون أحيانا مندوبة مباحة فالقول بأن الطلاق مبغض عند الله تعالى ليس علي سبيل الدوام ذلك ربما يصلح حينما يطلق الرجل دونما بأس إذا كان يريد أن ينزل الضرر بهذا وإذا كان ليس ثمة بأس بهذا المرأة وإنما هو مجرد تشهي نعم قد يكون هنا الكلام موزون وله معناه في مثل هذا الحالة.
أيها الأخوة الفضلاء:
المرأة يجب عليها أن تعرف قدرها ومقدارها في وسط الأسرة كما أن الرجل يجب أن يعرف مكانته فلا بتنازل عن قوامته ولا يطغى على حق هذه المرأة فلا يشاورها ولا يحاورها لكن الأسرة مجتمع لابد له من قائد ولا بد من شخص بفصل في الخصومات والمشاورات ولا يصلح هذا إلا للزوج الذي هو قادر على التنفيذ وهو قادر على التمويل فالزوج هو الذي ينفذ ولكن كما قلت لا يغفل رأي امرأته ولا يعطل عقلها ولا مشاورتها إطلاقا المرأة لابد أن تكون مسندة زوجها تماما كما كان حال خديجة رضي الله عنها هذه المرأة التي وقفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمالها .
أخذته حين ضاقت عليه الأمور(( إلى وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ.
فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ :يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ: لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى؟
فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ.
فَقَالَ :رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ ؟!!
قَالَ :نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ .
وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ))[9]
هذه وقفة جادة من خديجة رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقف معه بالمواساة كلا والله لا يخذلك الله أبدا إنك لتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرئ الضيف.
تماما كما فعلت أم سليم رضي الله عنه لما مرض ابنها كما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
((كان ابن لأبي طلحة يشتكي فخرج أبو طلحة فقبض الصبي.
فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني.
قالت أم سليم :هو أسكن ما كان فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها فلما فرغ.
قالت: واروا الصبي .
فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال: ( أعرستم الليلة ) ؟.
قال: نعم .
قال :( اللهم بارك لهما ) .
فولدت غلاما . قال لي أبو طلحة احفظه حتى تأتي به النبي صلى الله عليه و سلم فأتى به النبي صلى الله عليه و سلم وأرسلت معه بتمرات فأخذه النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( أمعه شيء ) . قالوا نعم تمرات فأخذها النبي صلى الله عليه و سلم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعلها في في الصبي وحنكه به وسماه عبد الله ))[10].
أين نحن من هذه النسوة اللاتي كن يقفن مع الأزواج وقفات جادة بالنفس وبالمال وبالكلام .
إنها بيوتات يندر أن تعود لكن إذا عدنا إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ستعود ولا شك إنه توجد في المسلمين بيوتات لا تزال تعمرها السعادة .
نسأل الله أن يحيينا وإياكم حياة طيبة .
والحمد لله رب العالمين
اضافة تعليق