تابعنا على

الوقف والوصايا والصدقات ركن الفتاوى

ما يمكن تقديمه للموتى

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف نستطيع نقدم للموتى في هذه الأيام غير الدعاء والصدقة خصوصاً في يوم عرفة وهل حرمانهم من هذه الأيام فيها حسرة؟

الجواب:

ما ينتفع به الميت من عمل الحي الدعاء والصدقات والحج عنه والعمرة وقضاء الصيام الفرض والنذر هذا ما اتفق علي العلماء وما سوى ذلك اختلفوا فيه وما يعمل الولد من أي عمل صالح كالصلاة والصوم والحج والعمرة وقراءة القرآن وغير ذلك يكتب لوالديه مثل ماله من الأجر ولا ينقص من أجره شيء وذلك لأن الولد من سعي أبيه قال الله تعالى :( وأن ليس للإنسان ألا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى ) وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أموراً سبعة ً يجري ثوابها على الإنسان في قبره بعد ما يموت , وذلك فيما رواه البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( سبعٌ يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته :من عَلّم علماً, أو أجرى نهراً , أو حفر بئراً , أو غرس نخلاً , أو بنى مسجداً , أو ورّث مصحفاً , أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته )) حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم :3596 وروى ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره , وولداً صالحاً تركه , ومصحفاً ورثه أو مسجداً بناه , أو بيتاً لابن السبيل بناه , أو نهراً أجراه , أو صدقةً أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته ))حسنه الألباني رحمه الله في صحيح ابن ماجه برقم 198والشاهد في هذين الحديثين ذكر الولد وأن مما ينتفع به الإنسان بعد موته ولدا يستغفر له، وولدا صالحا تركه وهذا الإطلاق يدل على أن الوالد ينتفع بولده الصالح سواء دعا له أم لا. كمن غرس شجرةً فأكل منها الناس، فإنه يحصل له بنفس الأكل ثواب، سواءً دعا له من أكل أم لم يدع. فالوالد ينتفع بصلاح ولده مطلقاً، وكل عملٍ صالح يعمله الولد فلأبويه من الأجر مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شيء، لأن الولد من سعي أبيه وكسبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه)) وهذا يوجب على الآباء أن يجتهدوا في تربية أبنائهم، وإصلاح أحوالهم، حتى ينتفعوا بصلاحهم، وإلا فمجرد وجود الولد بعد الوالد لا ينفعه في آخرته، فإن لم يكن الولد صالحاً لم ينفع أباه ولم يضره، لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى، لكن إن صلح انتفع أبوه بصلاحه، وذلك فضل الله، والأول عدله وأما تحسر الميت بعد موته فلا شك أنه إن كان مقصرا فإنه يتحسر على مافرط وما يتمنى الميت بعد موته شيئا غير الرجوع إلى الدنيا ليعمل عملا صالحا يقول الله عن هذا الصنف من الناس :(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) ) (أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53) إلى غير ذلم من الآيات التي وردت في هذا الجانب .

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق