تابعنا على

إنتاجات الشيخ بحوث ودراسات

حكم مسابقات شركات الاتصالات ؟

الحمد  لله الصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد : فإن شركات اتصالات الهاتف المحمول تقوم  بعمل إعلانات عن مسابقات متنوعة  منها ما يتحصل فيه الفائز على مبلغ مالي كبير  ومنها ما يتحصل على سيارة  ومنها ما يتحصل على سفريات لخارج الوطن مع الإقامة لمدة معينة ومنها ما يتحصل  الفائز على مرتب شهري  قدره (400)دولار لمدة سنة  ومنها الحصول على مائة دولار يوميا ومنها الحصول على جنيهات ذهبية يوميا وغير ذلك من الحوافز ا لتي يحفزون فيها الناس على كثرة الاستهلاك  ومعلوم أن هذه المسابقات تتم عبر إرسال رسالة sms)) إلى رقم  معين سواء بإرسال رقم كرت الشحن أو بإرسال لفظة معينة إلى رقم تحدده الشركة علما أن قيمة الرسالة تكون ضعف أو أكثر من ضعف قيمة الرسالة العادية  ومعلوم أن العبرة في العقود  المعاني لا الألفاظ  و المباني  فالمتسابق قصده الحصول على الجائزة  المرصودة  والتي تعد باهضة الثمن أو مبلغا ماليا كبيرا والملاحظ هنا أن الشركة تتحصل على مبلغين قيمة الرسالة ومبلغ أخر يكون مثل قيمة الرسالة أو أكثر فالمبلغ الزائد على قيمة الرسالة  سيؤخذ منه قيمة الجائزة  والتي نسبتها قد لا تذكر  أمام ما يتبقى من المبلغ الذي يذهب في النهاية  للشركة فالشركة تكون قد استفادت من طريقين الأول : تنشيط الرسائل عبر الشبكة الذي لا يكلفها شيء يذكر .

الثاني :المبلغ الزائد على قيمة الجائزة

وهذا فيه من المخالفات ما يلي :

أولا : فيه إغراء الناس ليرسلوا رسائل لعلهم يفوزون  وفي ذلك سلب لأموا ل الناس وأكل لها بغير حق.

ثانيا: إغراؤهم بتعبئة أرصدتهم على سبيل الدوام  وربما لم يكونوا محتاجين لذلك وفي هذا إسراف وتبذير

وقد نهانا الله عن ذلك .

ثالثا : أن في هذه العملية مغامرة واضحة لأنها دائرة بين الغرم والغنم  وهذا هو القمار بعينه.

رابعا : أن هذا في العملية ربا واضح لأنه شراء مال أكثر بمال أقل  وذلك فيما إذغ كانت الجائزة مبلغا ماليا.

فلو قدرنا أنه دخل في هذه المسابقة  (500000) خمسمائة ألف متسابق فقط فستحصل الشركة على مبلغ قدره اثناعشر مليونا وخمسمائة ألف ريال   وسوف يخرج منها ما يقارب المليون ريال  وباقي المبلغ تأكله الشركة  وبهذا يتضح أن الشركة إنما أعطت للفائز  الفتتات .

الحكم  الشرعي لهذه المسابقة :

هذه المسابقة فيها عدة محظورات  :

الأولى: أن هذه العملية مغامرة واضحة لأنها دائرة بين الغنم  الغرم لأن مقصود الناس هو الفوز بهذا المبلغ أو بالجائزة.

الثانية : أن هذه العملية فيها ربا واضح لأنها شراء مال كثير بمال قليل .

الثالثة : أن هذا العملية فيها تغرير بالبسطا ء وسلب لأموالهم  وجعلهم يستهلكون كروتا لا حاجة لهم  بها  والله تعالى يقول (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ).

وأما إن كان الشراء لغرض الحصول على الهدية فلا يجوز لكون ذلك يفضي إلى الغرر وإلى حمل المشتري بشراء ما لا حاجة له به ثم هو نوع من أنواع المقامرة .

 

 

 

 

وقد أفتى المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث: بتحريم الدخول في المسابقات  إذا كان الشراء للمنتجات لغرض

الحصول على هذه الجوائز لأن ذلك ا يدخله القمار المحرم شرعا .

وأفتى كذلك المجلس الأوروبي للإفتاء بتحريم الاشتراك في المسابقات التي تكون  الهدايا فيها ذات قيمة كبيرة لما فيه من إثارة روح المقامرة ولما فيه من الغرر وحمل الناس لشراء ما ليس لهم به حاجة وبالتالي فيضيع المال بغير فائدة .

وقد قال الشيخ ابن عثيمين في فتاواه (2/780): فيما إذا كانت قيمة الجائزة كبيرة  كالسيارات  مثلا :في هذا إضاعة مال وخطر فلا يجوز استعمال هذه الأساليب ).

 

وكتب / د . عقيل بن محمد المقطري

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق