تابعنا على

استشارات مستشارك الخاص الاستشارات

هل أفسخ الخطبة؟

السائـل: اسامة2015-12-02 14:01:14

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

أنا شاب مسلم ومتدين -ولله الحمد- مسافر بإحدى البلاد العربية، عمري 29 سنة، أقدمت لخطبة إحدى الفتيات في إجازتي السنوية وهي -الحمد لله- على خلق ومحترمة، وتمت الخطبة، ولكني فوجئت بعد الخطبة بأن لها أختًا متحررة بعض الشيء، وتزوجت مرتين؛ مما أثار حفيظتي ودعاني للقلق، علمًا بأن والدها شديد بعض الشيء، وغير محبوب في عمله عند سؤالي عنه، إلا أنه لم يرتكب أي شيء محرم على حسب سؤالي في نطاق عمله، والفتاه -ولله الحمد- مستجيبة معي، عندما أطلب منها قراءة الأذكار، وصلاة الضحى، والوتر، وقامت بغلق صفحتها على الفيس بوك، بناءً على طلبي بعدم الحوار مع شباب أو التحدث داخل المجموعات الحوارية، إلا أنني بعد قترة من الخطبة أحس بحالة من الفتور وعدم الفرح، وأريد أن أتركها خوفًا من أختها، ويأتيني هاجس بأن هناك الأفضل، سواء على المستوى الأسرى أو الشخصي، وأخاف جدًا من ظلم هذه الفتاة، إلا أنني لا أريد تكملة الخطبة.

أفيدوني جزاكم الله عني خير الجزاء.

المستشار: د.عقيل المقطري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

 

فردًا على استشارتك أقول:

 

– الزواج رزق من الله مقسوم لكل شخص، ويسير وفق قضاء الله وقدره كسائر أمور الكون قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء) وقال: (لما خلق الله القلم قال له اكتب قال وما أكتب قال ما هو كائن إلى يوم القيامة).

 

– القاعدة العامة كما قال ربنا في محكم التنزيل: (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ) قال أهل التفسير: (لا تؤخذ نفس بمأثم غيرها، ووزرها لا يحمله عنها أحد) فليس من العدل أن تسحب المآخذ التي على أختها عليها.

 

– ينبغي عليك أن تتأكد وتتحرى من صفات والدتها وكيفية تعاملها مع زوجها؛ لأن البنت تقتبس السلوكيات من أمها.

 

– لا بد أن تتأكد من توفر الصفات التي يجب أن تتوفر في شريكة حياتك، وأهمها الدين والخلق كما قال عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك) ومعنى تربت يداك: الدعاء بالفقر، فلا بركة في زوجة لا دين لها ولا خلق ولا خير في زوجة تكون سببًا في فقر زوجها.

 

– لا تقدم على الزواج إلا إذا كنت مقتنعًا قناعة تامة؛ لأن الزواج ميثاق غليظ ومشروع عمر وليس آنيًا، والحزم في الأمر قبل العقد خير من التندم بعد الزواج.

 

– لا صمود إلا للبيوت التي تتأسس على الإيمان والتقوى والرضا والقبول والطاعة لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا ننصحك بالمجاملة في مسألة الزواج، وليس عيبًا أن تتراجع عن الخطبة بطريقة مهذبة؛ لأنك لا تزال في المساحة الآمنة التي هي مساحة التفكير المتأني وتجيز لكل منكما التراجع، والتراجع لا يدل على عيب في الفتاة، كما أن الفتاة إذا رفضت لا يعني وجود عيب في الشاب والتلاقي، إنما يكون بين الأرواح وليس بين الأجساد؛ فهي كما قال عليه الصلاة والسلام: (جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

 

– ليس في التراجع أي ظلم سواء تراجعت أنت أو تراجعت هي؛ لأنه كما قلنا سابقًا أنتما في المساحة الآمنة، وهي مساحة التفكير لكن ما ينبغي عليك أن تحسن الانسحاب دون إبداء الأسباب حتى لا تنجرح هذه الفتاة أو أفراد عائلتها، وإنما يكون القول كما يقال: (ما فيه نصيب) وحبذا لو تترك للفتاة هدية من مال أو غيره تجبر به مصابها وتأخذ بخاطرها.

 

– في حال الانسحاب والبحث عن زوجة أخرى لا بد أن تتحرى عن الصفات التي يجب أن تتوفر في شريكة الحياة، وأهمها الدين والخلق، ولا بد أن تتعرف على حياة الأسرة، وهل هناك أي مشاكل فيما بينها، وكيفية تعامل الأم مع زوجها؛ فغالبًا ما تتأثر البنات بأمهن في طريقة التعامل.

 

– قبل الذهاب للخطبة صل صلاة الاستخارة وهي ركعتان من دون الفريضة بحيث يكون قلبك غير ميال لأحد الطرفين (الموافقة أو الرفض) ثم ادع بالدعاء المأثور وامض على بركة الله، فإن تمت الموافقة وسارت الأمور في فترة الخطوبة وحين العقد، فاعلم أن الله قد اختارها زوجة لك وإن تعقدت الأمور وانسدت الأبواب، فاعلم أن الله قد صرفها عنك وكن على يقين أن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، فاحمد الله وارض بقضائه.

 

– اعلم أن من كتبها الله لتكون زوجة لك فإنك سوف تتزوج بها، وإن وقفت الدنيا في وجهك، ومن ليست من نصيبك فلن تتمكن من الزواج بها ولو أنفقت كنوز الأرض كلها.

 

– تضرع إلى ربك الذي بيده مقاليد الأمور وأنت ساجد وفي أوقات الإجابة أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك في هذه الحياة ويرزقك منها الذرية الصالحة.

أسأل الله تعالى أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك إنه سميع مجيب.

رابط الاستشارة في موقع مستشارك الخاص:

http://www.mostshar-raf.com/site/index.php?group=showisti&id=20181

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق