تابعنا على

استشارات مستشارك الخاص الاستشارات

الزواج و السكن في الريف

السائـل: mohamed2015-12-08 23:45:14

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

 

تقدمت لخطبة ابنة خالتي، وتم القبول -والحمد لله، وأسأل الله أن يبارك لي فيها، وييسر أمرنا-، لكن هناك ما يقلقني؛ فهي تسكن في المدينة مع أهلها، وأنا أسكن في الريف، وفي أول الأمر وافقت دون أي نقاش، كذلك أمها، حيث قالت خالتي: إنها تعرف ابتها، وإن السكن في الريف يساعدها، وإن ابنتها لا يقلقها ذلك، لكن عندما تقدم لها رجل آخر من نفس مدينتها، حينها عادت خالتي في كلامها، وقالت لابنتها: إنها لن تسطيع السكن معي في الريف، وإنها سوف تتعب، وإنها وإنها..، وأرادت منها أن تتركني وترتبط بالآخر، لكن ابنة خالتي رفضت وقالت بأنها حقاً تريد أن تسكن معي في الريف، ولا يقلقها، وتجاوزنا تلك المشكلة، لكن يبقى ما يحيرني: هل حقاً ستستطيع ابنة خالتي أن تسكن معي في الريف رغم اعتيادها بالمدينة؟ خصوصاً أنها راضية حقاً، وهي صدقاً عكس أهلها كلهم، فهي مهما أراد أخواتها أن تخرج معهم للتنزه ترفض، ولا تخرج إلا للضرورة، وتقول لي: عندما أسكن في الريف سأتخلص من الكثير من الأمور التي أجدها في المدينة، ككثرة الرجال، والاختلاط، والمعاصي.
أردت أن أستشيركم؛ لأننا ربما لا نستطيع أخذ القرار السليم؛ وذلك لأننا ربما نحكم عاطفتنا، علماً أنني في بادئ الأمر استخرت الله عز وجل، وهي كذلك، وكان الأمر ميسراً، كرضا الأهالي وفرحهم، وكذلك الأقارب، وقالوا لنا: إننا نصلح لبعضنا، ونحن الآن لا نتراسل أبداً، ونسأل الله أن يتقبل توبتنا -لأننا تراسلنا في ما مضى- وأن ييسر لنا طريقاً للحلال.

 

بارك الله فيكم.

المستشار: د.عقيل المقطري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

 

– فمرحباً بك في موقعك مستشارك الخاص، ونبارك لك إتمام خطوبتك، ونسأل الله تعالى أن يتمم ذلك بخير، ونرحب دائماً باستشاراتك، ورداً على استشارتك أقول:

 

– من خلال استشارتك تبين لي أن خطيبتك ذات دين وخلق، وهذه هي أهم الصفات في المرأة الصالحة، كما تبين لي أنها تحبك، وأنها مستعدة للعيش معك في الرخاء والشدة، وهذا فضل من الله عليك.

 

– طالما وخطيبتك راضية ومطمئنة للعيش معك في الريف، وهي تعي معنى الحياة في الريف، فلا تخف ولا تقلق، خاصة وأنه تقدم لها آخرون من المدينة، وطلبت منها أمها أن تفسخ الخطوبة، فرفضت ذلك؛ فهذه مبشرات ومطمئنات لك.

 

– لقد أحسنتما حين صليتما صلاة الاستخارة قبل الخطوبة، وبما أن الأمور سارت بيسر ولم تتعثر؛ فهذا يعني أن الله قد اختارها لك واختارك لها، ونتمنى أن تسير بقية الأمور بيسر وسهولة.

 

– أكثر من التودد لخالك وخالتك، وأشعرهما بقربك منهما، وقدم لهما بعض الهدايا الرمزية؛ فالهدية تعمل عملها في القلوب، ولذا قال عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا).

 

– ابذل جهدك في إسعاد زوجتك بعد إتمام العقد، وبث لها مشاعر حبك، وكن دائماً قريباً منها، واحذر من أن يتدخل أي طرف في حياتكما، وأبلغها بما تحب وما تكره قبل الزفاف، واصبر على هفواتها وزلاتها؛ فإنها ستنتقل من بيئة إلى بيئة أخرى، وأتمنى أن يكون لك بيت مستقل؛ كي تبتعدا عن المشاكل.

 

– اعلم أن بنيان الحياة الزوجية لا يقوم على المشاحة في الحقوق، وإنما يقوم على المسامحة وغض الطرف عن بعض الأخطاء والزلات والتغافل عنها، فكن متسامحاً متغافلاً لا مغفلاً؛ تعش مع زوجتك بسعادة غامرة، وإن حصلت منها زلة أو هفوة فوجهها برفق ورحمة، مع اختيار الوقت والمكان المناسبين لذلك.

 

– وثقا من الآن صلتكما بالله تعالى، فحافظا على الفرائض، وأكثرا من الأعمال الصالحة؛ فذلك من أسباب جلب السعادة والحياة الطيبة، وهذا وعد الله لمن قام بذلك، يقول ربنا تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

 

– تضرعا إلى الله تعالى أثناء السجود وفي أوقات الإجابة أن ييسر أموركما، ويجنبكما كل تعسير ومكروه، وأن يتمم أموركما بخير، ويسعدكما، واجتهدا في أن تتوفر فيكما أسباب استجابة الدعاء، فالله حين أمرنا بالدعاء وعدنا بالإجابة، لكن بشرط انتفاء الموانع وتوفر الأسباب، يقول سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.

 

أسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، ويبعد عنك كل سوء ومكروه، ويسعدك، إنه سميع مجيب.

رابط الاستشارة في موقع مستشارك الخاص:

http://www.mostshar-raf.com/site/index.php?group=showisti&id=20355

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق