قال أبو القاسم عبدالرحمن بن عبدالله بن الحكم بن أعين القرشي المصري رحمه الله في كتابه (فتوح مصر وأحضارها ) صـ (104):
فلما فتح عمرو بن العاص مصر كما حدثنا ابن صالح عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عمن حدثه:
[ أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بئونة -من أشهر العجم- فقالوا له: أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها، فقال لهم: وما ذاك؟
قالوا: إنه إذا كان لاثنتي عشرة ليلة تخلوا من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبوابها، فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل، فقال لهم عمرو: إن هذا لا يكون في الإسلام، وإن الإسلام يهدم ما قبله، فأقاموا بئونة وأبيب ومسرى لا يجري قليلاً ولا كثيراً حتى هموا بالجلاء، فلما رأى ذلك عمرو كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه عمر: قد أصبت إن الإسلام يهدم ما قبله وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها في داخل النيل إذا أتاك كتابي، فلما قدم الكتاب على عمرو فتح البطاقة فإذا فيها (من عبدالله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر، أما بعد: فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك).
فألقى عمرو البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم، وقد تهيأ أمراء مصر للجلاء والخروج منها لأنه لا يقوم بمصلحتهم فيها إلا النيل، فأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشر ذراعاً في ليلة، وقطع تلك السنة السواء عن أهل مصر ] أ.هـ
قال أبو عبدالرحمن السلفي: قال السيوطي في تخريج أحاديث شرح العقائد للتفتازاني صـ(74) رقم(41): أخرجه أبو الشيخ في العظمة بسند فيه مبهم . أ.هـ.
وقال المعلق على الكتاب وهو الأخ الفاضل: حمدي السلفي: أخرجه بن عبدالحكم في فتوح مصر صـ(104) وفيه ابن لهيعة، والعلة التي ذكرها المصنف وذكرها ابن كثير في البداية والنهاية (1/27) و (7/10) ومن نفس طريق ابن عبدالحكم ولم يعزيه لأحدهم. فالقصة لا تثبت كما رأيت والحمدلله.
وكتب/ د. عقيل بن محمد المقطري
اضافة تعليق