تابعنا على

المقالات والخواطر خواطر

تربية الأبناء على القيم الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

تربية الأبناء على القيم الإسلامية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه من والاه وبعد :

 تربية الأولاد على حب دينهم وحب خدمته من أهم الأمور التي يربى عليها الأبناء ولايتم ذلك إلا بأمور منها

القدوة الحسنة


لا يخفى عليك أثر القدوة في التربية بصورة عامة وفي هذا الموضع (تربية الأولاد على حب دينهم وحب خدمته) بصورة خاصة، ولولا هذه القدوة وأثرها ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم ليقول لصحابته الكرام ولنا من بعدهم :”تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأكْفاء” رواه ابن ماجه وصححه الحاكم، والسبب “كما نكون ينشأ أبناؤنا”، فإن نحن فعلاً كنا لهم قدوة صالحة طيبة لحب وخدمة الإسلام، نشأوا على ذلك، وباب القدوة هو أنجح الأساليب التربوية لأنه ببساطة شديدة ينأى بالوالدين عن أسلوب الموعظة والإرشاد المباشر. ولذلك قال الحسن البصري: عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل ” فللأفعال أثرها العميق في نفسية الآخرين لأنها التوجيه العملي غير المباشر لما نحب، وتعلمنا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية القدوة ودروها الفعال في حمل الآخرين على فعل ما نحب ونرغب دون كلام أو مواعظ أو إرشاد مطول.

روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من كتابة وثيقة صلح الحديبية قال لأصحابه: “قوموا فانحروا ثم احلقوا”، قال الراوي: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: “يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك”، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك – نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه- فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما. السؤال الآن: كيف نكون في هذه النقطة بالتحديد قدوة لأولادنا؟ الأمر بسيط، اجعل أولادك يرونك في حالة الاهتمام الدائم بأمور المسلمين فالأم في رمضان مثلاً تساعد في إعداد إفطار فقراء المسلمين (بالمشاركة في مشاريع الإفطار سواء كانت في صورة موائد أو أكياس توزع..)، وأنت أيها الأب تشرح لأولادك (كل بالأسلوب الأمثل لمرحلته السنية): لماذا نهتم بغيرنا؟ نحن نعيش في جماعة، فلا هو كشخص ولا نحن كأسرة منفصلين عن باقي خلق الله بل نحن نعيش في مجتمعات، وكي ترقى المجتمعات كان لابد من التعاون والعمل المشترك والإحساس المتبادل بمشاعر ومشاكل وهموم الآخرين، وما نقوم به هي جهود صغيرة في هذا الطريق، لعل الله يتقبل منا ذلك.
الإسلام دين يحثنا جميعاً على إعلاء قيم ومعاني الأخوة والتعاون المشترك، وما نقوم به هو إحياء لقيم ومبادئ إسلامية، فلا ينتصر مجتمع “منفصل الأعضاء”، إنما ديننا دين القوة وأهم عواملها التماسك الاجتماعي… كل ما سبق يمكن أن يلقى على مسامع الأولاد أثناء تقديم خدمة لمسلم أو قضاء حاجة مسلم، وهنا نحذر تماماً من:

أولا: أسلوب المواعظ إنما عليك إشراكهم معك في قضاء حاجة مسلم (ولو كان مجرد شراء الدواء لجار أو حمل الحقائب لعجوز في الشارع)، له أبعد الأثر على نفسية الطفل فمن ناحية يدعم ذلك إحساسه بأنه شخص يُعتمد عليه، له إنجازاته ونجاحاته ومن ناحية أخرى يكتسب الطفل بذلك تدريجياً حب عون الآخرين وقضاء الحوائج فيعتاد على ذلك، ويصير ذلك طبعاً متأصلاً فيه (في حالة البدء بذلك مبكرا).

ثانيا: دفع الطفل إلى ذلك دفعاً، بل علينا أن نحببه في فعل الخيرات بذكر الثواب وفضل الأعمال الصالحة، ولتكن علاقتنا معهم أثناء ذلك الصحبة والصداقة، حتى نولد لديه الرغبة الداخلية لذلك، فإن أحسسنا فعلا أنه يريد ويتوق إلى فعل الخير فعلينا أن نوجهه ونرشده مراعين في ذلك المجالات المحببة إلى نفسيته، فقد يكون الابن نشيطاً ورياضيًّا ويحب الحركة، هنا نرشده إلى أعمال الخير التي فيها حركة كزيارة المرضى ومتابعة شراء احتياجات الفقراء للعيد مثلاً، وقد يكون الابن من طبعه الهدوء ويميل إلى الكسل، فنوجهه إلى الأعمال البسيطة ككتابة المسابقات لحفلات الأطفال، كتابة مواضيع هادفة نافعة في مجلات الحائط المدرسية، أعمال التطريز للبنات وبيعها ثم التصدق بريعها لأعمال الخير.. وهنا يجدر الإشارة إلى أهمية اشتراك الابن أو الابنة في الأنشطة المسجدية أو في المراكز الإسلامية -إن وجدت- التي تقوم بدورٍ في هذا المجال، فالصحبة والقيام بكافة النشاطات الحرفية بأسلوب جماعي يكسب الطفل متعة خاصة، كما أن من إيجابياتها أنها تربي على التعاون المشترك وقبول الآخرين. نرجع مرة أخرى إلى بيت القصيد “القدوة”، ضرورة، لا أقول يرى أو يسمع، بل “يعيش” حب الإسلام وحب خدمة الإسلام والمسلمين، بمعنى أن يعيش وسط منظومة أسرية كلها تحب وتخدم الإسلام وتهتم بأمر المسلمين.
أيها المستمع الكريم إن لم يكن ذلك طبعك فتطبع به، فالعلم بالتعلّم والحلم بالتحلّم، وقد قال الشاعر في هذا الأمر قديماً:

ابـدأ بنفسك فانهها عن غيـها…………فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يُقبَل مـا وعظتَ ويقتدي…………بالعلم منه وينفع التعليـم
ولنستمع إلى الجاحظ عندما حكى لنا عن عقبة بن أبي سفيان وقوله إلى مؤدب ابنه :”ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بنيك إصلاح نفسك، فإن عينهم معقودة بعينك، والحسن عندهم ما استحسنتَ والقبيح عندهم ما استقبحت.”
قد يكون ذلك في أول الأمر صعباً ولكن أليس الأجر على قدر المش
قة؟ فحري بنا أن نبذل في سبيل الجنة بعض المشقة

أمره بالعبادة وهو في السابعة
فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع). * تعريفه أحكام الحلال والحرام حيث يعتاد الولد منذ نشأته على الامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه عن ابن عباس رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم (اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله ومروا أولادكم بامتثال الأوامر واجتناب النواهي فذلك وقاية لهم ولكم من النار).


تعليمه صلى الله عليه وسلم الآكل آداب الأكل إذا خالفه


( عن عمر بن أبى سلمه رضي الله عنه قال كنت في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك )

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق