تابعنا على

المقالات والخواطر خواطر

الإرهاب ومخاطره وأضراره

بسم الله الرحمن الرحيم

الإرهاب ومخاطره وأضراره

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه من والاه وبعد :

فأن الأمن من أجل النعم التي من الله بها على عباده المؤمنين  قال الله تعالى ( الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف )ولذا فقد حذر الإسلام من ترويع الأمنيين والمستأمنين

معاشر المستمعين موضوع حلقتنا لهذا اليوم هو (الإرهاب ومخاطره وأضراره)

أيها الإخوة لقد فرق الإسلام بين إرهاب أعداء الدين والملة وبين إرهاب وإفزاع المسلمين ؛ فحث أمة الإسلام على إرهاب أعدائها قال الله تعالى: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ }

أما إخافة المسلمين أو المعاهدين من أهل الكتاب ونشر الفوضى والخوف في ديار المسلمين فهذا ما سماه الإسلام إفسادًا في الأرض ورتب له حدًّا فقال تعالى { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }ومن هذا المنطلق لا بد لنا أن نفرق في التسمية وأن نسمي الأمور بأسمائها الشرعية فما يحدث في البلدان الإسلامية من قتل وتفجير وتدمير هو في الواقع إفساد في الأرض وليس إرهابًا ؛ والهدف من ذلك هو ألا يسحبنا أعداؤنا للخلط بين هذين الأمرين فَيُطلقُ على الجهاد إرهابًا ويبدأ المسلمون ولو بعد أجيال يتصورون ذلك حقيقة فيتخلَّون عن الجهاد وإرهاب الأعداء فيتمكن أعداء الإسلام من بلادهم وخيراتهم أكثر مما هو عليه الحال اليوم ؛ وقد حذرنا من ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أبو داود في سننه عن ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : « إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)

إنما الإرهاب ( هو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيا على الإنسان في دينه ، أو دمه أو عرضه أو عقله ، أو ماله ، ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد ، والقتل بغير حق ، وما يتصل بصور الحرابة ، وإخافة السبيل ، وقطع الطريق ، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد تنفيذًا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر ، ومن صنوفه : إلحاق الضرر بالبيئة ، أو بأحد المرافق والأملاك العامة أو الخاصة ، فكل هذا من صور الفساد في الأرض ، كما قال تعالى : { وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } [ القصص: 77 ] .

علاج مشكلة الإرهاب:

إن هذه المشكلة – الإرهاب – مشكلة كبيرة وخطيرة ، يجب أن تتضافر جميع الجهود للكشف عنها ودراستها بغية الوصول إلى حلول ناجعة لها ؛ لأن كلمة الإرهاب غير متفق علي تحديدها دوليًا ، وذلك في نظري لتعدد وجهات نظر المعنيين بها ، لاختلاف مذاهبم ومعتقداتهم ، وتضارب مصالحهم وعدم سلوك السبيل الصحيح لمعالجتها وهو سبيل الإسلام .

فالعلاج الشافي والبلسم الناجع للغلو والعنف والإرهاب هو الإسلام ، حيث إنه دين رب العالمين ، الذي يعلم ما يصلح عباده ، { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ، ثم إن الإسلام يسلك الطريقة الصحيحة في العلاج لهذه المشكلات ، ويقطع أسباب الانحراف ، ابتداءً من النفس الأمّارة بالسوء ، ثم علميًا ودعويًا بالحكمة والموعظة الحسنة من خلال العلماء العاملين المخلصين ، ثم اقتصاديًا واجتماعيا برفع الظلم وتوفير الحريات والعيش الكريم للناس ، وإذا لم تنفع تلك العلاجات لبعض الأنفس المريضة فإنه – أي الإسلام- يعاقب المجرمين عقابًا رادعًا عادلًا (آخر دواء الكي ) بإقامة الحدود الشرعية عليهم .

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق