بسم الله الرحمن الرحيم
تطفيف المكيال وتخسير الميزان
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله صحبه أجمعين وبعد:
فأن المعاملات بين الناس ينبغي أن تقوم بالعدل والقسط بعيدا عن الغش والربا والغرر والاحتيال وتطفيف المكيال والميزان
ولقد كان لبعض الباعة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مكيالان واحد يكتال به وآخر يكيل به للناس فالأول كامل والثاني ناقص ولما كان هذا غاية الظلم أنزل الله تعالى قوله (ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالهم أو وزنوهم يخسرون)
الملاحظ في أيامنا هذه ظهور الطمع والجشع لدرجة تطفيف الميزان والمكيال من أجل هذا انعدمت البركة وذهب الخير من بين أيدي المسلمين وقذف في قلوبهم البغضاء نتيجة لذلك وموضوع حلقتنا لهذا اليوم تطفيف المكيال وتخسير الميزان
قال الله تعالى : { ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون * ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين } والمراد بالتطفيف هاهنا البخس في المكيال والميزان إما بالازدياد إن اقتضى من الناس وإما بالنقصان إن قضاهم ولهذا فسر تعالى المطففين الذين وعدهم بالخسار والهلاك وهو الويل بقوله تعالى : { الذين إذا اكتالوا على الناس } أي من الناس { يستوفون } أي يأخذون حقهم بالوافي والزائد { وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } أي ينقصون
وقد أمر الله تعالى بالوفاء في الكيل والميزان فقال تعالى : { وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا } وقال تعالى : { وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها } وقال تعالى : { وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان } ولقد أهلك الله قوم شعيب ودمرهم على ما كانوا يبخسون الناس في الميزان والمكيال ثم قال تعالى : متوعدا لهم : { ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم ؟ } أي ما يخاف أولئك من البعث والقيام بين يدي من يعلم السرائر والضمائر في يوم عظيم الهول كثير الفزع جليل الخطب من خسر فيه أدخل نارا حامية ؟ وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتب إلى عماله أن أهم أمركم عندي الصلاة فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها كان لما سواها أشد إضاعة
ويأمر والي الحسبة بالجمعة والجماعة وأداء الأمانة والصدق والنصح في الأقوال والأعمال وينهى عن الخيانة وتطفيف المكيال والميزان والغش في الصناعات والبياعات ويتفقد أحوال المكاييل والموازين
وعن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ على صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فيها فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا فقال ما هذا يا صَاحِبَ الطَّعَامِ قال أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يا رَسُولَ اللَّهِ قال أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ الناس من غَشَّ فَلَيْسَ فليس منا .





اضافة تعليق