تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

شؤم الذنوب و المعاصي

فإن الله سبحانه وتعالى حينما استخلف بني آدم على وجه الأرض أمرهم ونهاهم وشرع لهم الشرائع التي تحل لهم الحلال وتحرم عليهم الحرام أرسل إليهم وأنزل عليهم الكتب لئلا يكون لناس على الله حجة بعد الرسل خلق الله سبحانه وتعالى جميع المخلوقات من أجل غاية واحدة وهي عبادته سبحانه وطاعته ما خلقهم ليستكثر بهم من قلة ولا يتقوى بهم من ضعف وإنما خلقهم لهذه الغاية الهامة وهي عبادته سبحانه…

خطبة بعنوان : ( شؤم الذنوب و المعاصي)

العناصر:

1-   الغاية من خلق الناس 2- تنزيه الله سبحانه عن الظلم 3- سبب ما يحدث للأمة من الذنوب والمعاصي 4- ولله جنود السماوات والأرض 5- أخذ العظة والعبرة مما يحدث 6- الأعمال الصالحة سبب التكفير لذنوب.

أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى حينما استخلف بني آدم على وجه الأرض أمرهم ونهاهم وشرع لهم الشرائع التي تحل لهم الحلال وتحرم عليهم الحرام أرسل إليهم وأنزل عليهم الكتب لئلا يكون لناس على الله حجة بعد الرسل خلق الله سبحانه وتعالى جميع المخلوقات من أجل غاية واحدة وهي عبادته سبحانه وطاعته ما خلقهم ليستكثر بهم من قلة ولا يتقوى بهم من ضعف وإنما خلقهم لهذه الغاية الهامة وهي عبادته سبحانه :((تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً )) سورة الإسراء آية (44).

وقال تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57))) سورة الذاريات الآيات (56-57).

فالخلق إنما وجدوا من أجل الطاعة والعبادة وجدوا ليبتلهم الله تعالى ويختبرهم فيميز الطيب من الخبيث ويميز الطائع من العاصي وذلك أن حكمة الله تبارك وتعالى اقتضت ألا يكون الناس على قلب رجل واحد ولو كان الأمر كذلك لما كان ثمة حاجة لإرسال الرسل وإنزال الكتب .

ولكن الله تعالى قد فصل للناس المنهاج الذي يرتضيه فأمرهم بالطاعات ونهاهم عن المعاصي والسيئات .

وضح لهم سبيل الخير والسبل الموصلة إليه ووضح لهم سبيل الشر والسبل الموصلة إليها فأمرهم بالأولى ونهاهم عن الثانية قال تعالى: ((وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ )) سورة ا لبلد آية (10) .

وقال تعالى :((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)) سورة الإنسان آية (3).

 ولذا فإن الله تعالى عدل لا يظلم أحدا ولم يتصف سبحانه بالظلم أبدا.

 بل قال سبحانه وتعالى: ((…وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)) سورة الكهف آية (49).

لم يصف سبحانه وتعالى بالظلم حتى في أولئك الذين يدعو الألوهية والربوبية بل عاملهم الله تبارك وتعالى بعدله وأقام ميزان القسط حتى أنه سبحانه وتعالى يأتي للعبد بالشيء اليسير لم يكن يحتسبه من الأعمال ويقول هذا عمل صالح كنت فعلته في يوم كذا وكذا.

 والله تعالى من عدله ورحمته أنه سبحانه يمهل ولكنه لا يهمل فلا يؤاخذ الناس مباشرة بعد اقتراف الذنب و الإثم والجرم بل أنه يمهله عله يتوب فإن تاب هذا العبد قبله الله تعالى وفرح بتوبته وبرجوعه وأبدل سيئاته حسنات وغفر زلاته ورفع درجاته هذا الرب الرحيم سبحانه وتعالى الذي عامل الخلق في غاية من التودد والعدل سبحانه وتعالى لكنه عز وجل إذا أملى لأحد ثم تمادى ولم يرجع فإنه سبحانه وتعالى إذا أخذه جعله عبرة للمعتبرين إذا أخذه أخذه أخذ عزيز مقتدر .

إنه سبحانه وتعالى كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:((إن الله يملي للظالم  فإذا أخذه لم يفلته))[1]

كم أعطى فرصة لقارون وكم أمهل فرعون وكم أمهل هامان وكم وكم ….

ولكنه سبحانه وتعالى حينما أخذ هؤلاء أخذهم أخذ عزيز مقتدر سبحانه وتعالى.

فتلك قصصهم في القرآن وتلك قصصهم في التواريخ تحكى لمن أراد أن يتعظ ولمن أراد أن يعتبر وما كان ربك ليظلم هؤلاء والقوم بل لأنهم تمادوا في غيهم وفي ضلالهم وفي ظلمهم وفي عصيانهم وبعد أن أقام الله تعالى عليهم الحج والبراهين وكلهم لما استمروا وعلم الله تعالى أن هؤلاء القوم لا يمكن أن يتوبوا ولا يمكن أن يرجعوا إلا أنه سبحانه تعالى يذكر عباده مؤمنهم وكافرهم بحوادث الزمان حينما تمر متى تمر ليتعظ من يتعظ و ينزجر من ينزجر ويعود إليه سبحانه من شاء وليتمادى في غيه وظلاله وغطرسته من كتب الله تعالى عليهم الشقاوة .

أن الله تعالى يحكى في كتابه الكريم أنه ما أصاب العبد من ذنب إلا و كان ذلك بسبب عصيانه قال الله تعالى: (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ))سورة الشورى آية (30).

ولكن هذا الإنسان ظلوم هذا الإنسان غشوم هذا الإنسان جهول كما وصفه الله تبارك وتعالى فقال سبحانه : ((إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً )) سورة الأحزاب آية (72) لم يعرف حقيقة حمل الأمانة .

هذه الأمانة التي تبرأت منها السموات وتبرأت منها الأرضون وتبرأت منها الجبال مع  أنها جمادات مع أنها صماء لا تنطق ولا تعقل كما يعقل الإنسان ولم يفضلها كما فضل الإنسان في العقل الذي هو مناط التكليف لكن الإنسان بظلمه وجهله تحمل هذه الأمانات ثم فرط فيها ووقع في معصية الله تعالى كم هي الحوادث التي تقع على ظهر الأرض ؟

وكم هم الذين يعتبرون ويتعظون؟ .

أيها الإخوة :

هذه الحوادث ينبه من أراد الله تنبيه للعودة إلى الله سبحانه وتعالى ولا يضرنا الزمان ولا تضرنا الأيام ولا يضرنا أن أمدنا الله سبحانه وتعالى وأفسحنا بالأعمار إن الساعة تكاد تكون قريبا .

لقد قال النبي عليه الصلاة والسلام حينما مبعثه كما جاء من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال

 : ((رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بإصبعيه هكذا بالوسطى والتي تلي الإبهام بعثت أنا والساعة كهاتين )[2]

ولكن تتمادى بنا الأيام وتتطاول بنا الأعمار وينسى من ينسى أنه سيموت ومن مات قامت قيامته لا شك ولا ريب في وقت اقتربت الساعة وهذا قد تكلم به حتى علماء الأرصاد أيضا أن تحول الجو المناخي الذي طرأ على وجه الأرض ليدل دلالات واضحة أننا نعيش في آخر الزمان منها على سبيل المثال أنهم ذكروا عن كوكب كان يسير بالاتجاه الصحيح من الشمال إلى اليمين كما يطوف الطائف على بيت الله الحرام ثم فجأة رأوا أنه هذا الكوكب بدأت سرعته تخف ثم توقف عن الدوران ثم عاد يدور مرة أخرى دورانا عكسيا .

قالوا إن هذا الحدث لعله يحدث في يوم ما لأرض التي لا تزال تدور في هذا الدوران وكل الأفلاك تدور بهذا الدوران تسبح الله تعالى كمثل ما يفعل الطائف حول البيت الحرام .

فقالوا : إن الأرض سيأتي عليها يوم تتوقف حركتها بهذا الاتجاه ثم تتجهه في الاتجاه المعاكس هذا الاتجاه المعاكس هو الذي ذكره النبي عليه الصلاة و السلام من أن الشمس ستطلع يوما من مغربها وليس من مشرقها لماذا تطلع الشمس من مغربها ؟

لأن الأرض تدور دوارنا عكسيا فتطلع الشمس من جهة المغرب.

 وذكروا أن بهذا التحول المناخي على ظهر الأرض بدأت الأمطار تتكاثر خصوصا على جزيرة العرب .

والتي قال النبي فيها صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (( لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ))[3]

أيها الإخوة الفضلاء :

حدث قبل شهور الإعصار العجيب في جنوب شرق أسيا الذي يسمى بالتسونامي وكان قد حصد ما يقارب ربع مليون شخص واتعظ من اتعظ واعتبر من اعتبر وتمادى من تمادى في معصية الله تعالى ولعلكم تابعتم كذلك أن بلدنا كانت مهددة بمثل ذلك التسونامي أن يضرب سواحل عدن ولكن الله سلم فكانت الهزات الخفيفة .

ثم حصل أيضا في أمريكا ذلك الإعصار الذي دمر والذي هدم والذي أمات وأغرق وشرد الآلاف المؤلفة وأن كانت الإحصاءات لم تصل إلينا بدقة وقبل يومين بالضبط حدث كما تابعتم في عمان ذلك الإعصار الشديد الذي هو من جنود الله تعالى قال الله تعالى: ((وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ)) سورة المدثر آية (31) .

وما هذا إلا نتيجة للمعاصي والذنوب التي يرتكبها العباد التي يغضبون الله بها .

الله عز وجل يمكن أن يرسل هذه الأعاصير على أي بلد متى شاء سبحانه تعالى .

تخيل سرعة هذه الرياح بلغت نحو مائتين وستين كيلوا متر في الساعة بل هناك ما يبلغ سرعتها إلى ستمائة كيلو وسبعمائة كيلوا يعني ربما أسرع من الطائرة  في بعض الأحيان .

بل أنها قد تبلغ أكثر من ذلك بإرادة الله سبحانه وقدرته سبحانه وتعالى.

فقد بلغ ارتفاع الأمواج أمواج البحر اثني عشر مترا ارتفعت على ظهر الأرض معنى هذا أنها تدمر الأخضر واليابس  تد مر كل شيء يواجها تحصد الأرواح وتتلف الأموال .

أدت هذه الأمواج إلى قتل وتشريد عدد من الناس الإحصائيات غير دقيقة إلى وقتنا هذا المهم في هذا أن نعلم أن الله تعالى له جنود هؤلاء الجنود لا يعلمهم إلى هو سبحانه وتعالى .

ولهذا ذكر الله عز وجل أقواما عصوه سبحانه وتعالى فقال فيهم: ((فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )) سورة العنكبوت آية (40).

هذه البحار لا يظننَّ ظان أن الجبال تستطيع أن تعصم حيث لا عاصم اليوم من أمر الله إذا أراد الله سبحانه أن يقول للبحار التهمي ما أمامك من البيوت والجبال كما فعل بابن نوح حينما وعظه وأرشده أبوه كما ذكر القرآن فقال ((وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَ يَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)))سورة هود الآيات (41-44).

هكذا لا يظننَّ أحدكم أنه بـأماكن عالية شاهقة بعيدا عن السواحل وبعيدا عن البحار لا بل قد لا يكون الأمر كذلك إنها هزات بسيطة لهذه الجبال تصير العالية سافلة الرياح التي هي جند من جنود الله تعالى أرسلها على أقوام سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعا كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية أرسلها الله عليهم فدمرت كل شيء بأمر ربها سبحانه وتعالى.

 هذه الأمور التي يجب على أمة الإسلام أن تتعظ وأن تعتبر لتعلم وتوقن أنه لا ملجأ لها إلا أن ترجع إلى الله لا ملجأ لها إلا أن تطيع الله سبحانه وتعالى إلا أن تتوب من الذنوب التي تعصى الله بها .

ذنب واحد يا عباد الله يغضب الله سبحانه ولكنه سبحانه وتعالى رؤوف رحيم يمهل عباده سبحانه وتعالى .

ذنب واحد يكفي بأن يقلب العالية سافلة على الناس ليس على العصاة فحسب بل حتى على الآخرين الذين لم يأخذوا بأيدي السفهاء قال الله تعالى: ((وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) سورة الأنفال آية (25).

إن الذنب إذا وقع لم يأخذ الناس بأيدي هؤلاء الذين يرتكبون الذنوب أوشك الله تعالى أن يعمهم بعقابه .

خذ ورقة وقلم وعدد المعاصي والذنوب التي ترتكب ليلا ونهارا في كل مرافق الحياة ذنوب وعصيان ومجاهرة وفسوق ليلا ونهارا نجاهر الله سبحانه وتعالى بالمعاصي ذنوبنا إليه تصعد ونقمة إلينا تنزل و نبارزه بالمعاصي سبحانه وتعالى ثم نأتي بعد ذلك نشكوا جور الظالم نشكوا القطعية قطيعة الأرحام التقاطع و التهاجر بين الجيران نأتي نشكو الغلاء نأتي نشكو كذا وكذا ونسينا أن السبب نحن بذنوبنا ومعاصينا يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم))[4]

 هكذا أيضا يقول صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم: ( لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها ))[5]

 أي بسبب عصيانهم ابتلاهم الله عز وجل بتعفن اللحم وكان من قبل كان أحدهم يضع اللحم حيث يضعه فلا يتعفن أبدا .

ولكن بسبب الذنوب والمعاصي الأرزاق تتأثر بالمعاصي كما قال صلى الله عليه وسلم من حديث ثوبان قال قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم : ((إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر الا البر ))[6]

 القطيعة والهجران بين الناس بين الأصدقاء ما تقاطع اثنان بعد توادهما إلا بذنب أحدثه أحدهما

ولكننا نتجاهل لكننا نرمي بالتبعة على الغير هكذا تعودنا حكاما ومحكومين يأتي الناس فيشكون جور السلطان وما عرفوا أيضا أنهم جزء من هذا الواقع وأن ذنوبهم ومعاصيهم جزء من هذا الواقع أيضا كما قال صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمر قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم  فقال : ( يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط . حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا

 ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم

 ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا

 ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في بأيديهم

 وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ))[7]

حال أمتنا وما يحدث فيها إنما هو ناتج عن الذنوب والمعاصي وما هو حادث في فلسطين وما هو حادث في السودان وما هو حادث في العراق في أفغانستان ما هو حادث في اليمن في أي مكان ليس أمورا سياسية محضة إنما هو بسبب الذنوب.

 لأن الله تعالى قد وعد من أمن به واستقام على أمره أنه يحيه الحياة الطيبة هذه الحياة التي يحياها الناس ليست حياة طيبة مليئة بالدماء و القتل والقتال .

 إن الذنب في هذه الأمة يصيبه العبد في أطراف الأرض يتأثر منه كل المسلمين في أرجاء العالم لا تظنوا أنا ما يحدث في العراق إنما هو بسبب العراقيين بل هو بسبب الأمة كلها.

 وإلا فانظر إلى تخاذلها انظر إلي وقفتها المتفرجة لما يحدث لإخواننا هنالك وكذا قل في فلسطين وفي غيرها من البلاد الإسلامية هذا التخاذل نفسه هو السكوت والرضا والتسليم لأعداء الله تعالى والخنوع والخضوع والركوع لهم هو من جملة الذنوب والمعاصي جراحات لا تكاد تندمل أبدا يوم في الصومال ويوم في أفغانستان يوم في البوسنة والهرسك وهكذا هلم جر إن الله تبارك وتعالى ينعم على عباده بالنعم فتقابل هذه النعم ليس بالشكران وإنما بالكفران .

الله تعالى يقول: ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)) سورة إبراهيم آية (7).

هذه الدول المترفة الغنية التي أمدها الله تبارك وتعالى بالأموال التي لم تكن تحسبها ما تعب عليها الآباء ولا الأجداد.

 إنما هو بفضل الله ومنه حينما تستخدم هذه الأموال فيما يغضب الله عز وجل تأتي مثل هذه الرياح والأعاصير تلك الفيضانات ومثل تلك الأمطار وتأتي مثل تلك الهزات ومثل تلك الأمراض التي يعجز الأطباء أن يوفروا لها علاجا في هذه البلاد في عمان بلدة غنية لا شك ولا ريب عملتها من أقوى العملات من أقوى عملات العالم ليس من أقوي عملات الخليج إن عملتها أقوى من الدولار واليورو فهي من أقوى عملات العالم.

ولكن مع هذا لم تستخدم فيم يرضي لله تعالى لو نظرتم إليها وتفحصتم لعرفتم قدرة الله سبحانه بما عاملهم به رحيم .

إن فئة من الناس هنالك أيضا يضيق عليهم ولكن الناس لا يعلمونهم لا يستطيعون أن يقيموا دينهم كما أراد الله سبحانه وتعالى .

دولة عمان نعم دولة مسلمة لا نشك في هذا ولا نرتاب ولكنها بنت عقائدها على انحراف أن عقائد الطائفة المتسلطة هنالك لا تقل خطر عن الروافض إنهم أباضية خوارج يكفرون كل من خالفهم وكل من كان سواهم هذا أمر خطر على كل حال لكن الله تعالى لا يزال يعاملهم برحمته سبحانه و تعالى تقطعت الطرق تهدمت الجسور انقطعت المياة والكهرباء والهاتف فصار الناس بالعراء لا يستطيعون أن يصلوا إلى المدن ولا يستطيعون أن يذهبوا لكي يأتوا لأنفسهم بماء فالسيول لا تزال تتدفق عليهم من كل مكان إن في هذا لعبرة لمن أراد أن يتعظ وأن يعتبر

أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية :

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله                                                     وبعد:

 نعم أيها الإخوة :

أن لله تعالى كتابه ينطق بيننا وسنة النبي عليه الصلاة والسلام تنطق بيننا تدلنا على الطريق أو السبيل والطرق الصحيحة لغفران الذنوب للاستقامة على أمر الله تعالى .

قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (13))) سورة الصف الآيات ((10-13).

 ذكر في ثنايا هذه الآيات غفران الذنوب فقال :((هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)) ما هي هذه الطريقة التي تنجينا من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله إلى أن قال يغفر لكم ذنوبكم .

 ثم تقوى الله عز وجل من الأسباب التي تؤدي إلى غفران الذنوب قال الله تعالى :((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) سورة آل عمران آية (102).

ربنا سبحانه وتعالى وضح في كتابة الكريم السبل التي بها يغفر الذنوب إجابة دعوة الله عز وجل والإيمان قال الله تعالى: ((يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )) سورة الأحقاف آية (31).

فالإيمان بالله عز وجل والاستجابة لأمر النبي عليه الصلاة والسلام والعمل وفق ذلك ليس أن تنظر إلى النصوص من القرآن والسنة ثم نمر عليها مرور الكرام وإنما المراد والمطلوب أن تنظر في الآيات والأحاديث ثم نصير ذلك أعمالا ظاهرة كانت أم باطنة و الاعتزاز بهذا الدين والعمل لهذا الدين المحافظة على الصلوات في بيوت الله سبحانه وتعالى وخصوصا صلاة العصر صلاة الفجر هذا الصلوات التي تكاد تكون مهجورة في بيوت الله عز وجل هكذا أيضا التصدق على الفقير والمسكين والأرملة ويتيم وهلم جر من الأعمال الصالحة التي تكون أسبابا لغفران الذنوب والتي أيضا تشحذ الإيمان في القلوب وتجعل المرء يترقى في منازل ودرجات الإيمان بإذن الله سبحانه وتعالى أيضا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولتناصح بين المسلمين فيما يرونه من المعاصي فالخطيب يتكلم بلسانه ولكاتب يكتب بقلمه وصاحب الوجاهة يذهب إلى المسئول لينصحه وليرشده إلى المعاصي والذنوب التي ترتكب وهو ربما يكون غافلا عنها أو عارفا لكنه يتغاضى عنها بهذا التناصح ترتفع الذنوب بإذن الله عز وجل ويأتي الله عز وجل بالخير للناس لكنهم .

نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه و الحمد لله رب العالمين .


[1] – سنن ابن ماجه 2/1332

[2] – البخاري 4/1881

[3] – مسلم 2/700

[4] – سنن الترمذي 3/226

[5] – البخاري 3/1212 ومسلم 4/179

[6] – مسند الإمام أحمد 5/277

[7] – سنن ابن ماجه 2/1332

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق