الخطبة مسموعة : [audio:00200.mp3]
(ذلك يجب أن ننتبه ونستيقظ ونتهيأ لصد هجمات أعدائنا فلا مكان لإحسان الظن بأعداء الله وأعداء دينه وعباده الصالحين ولن يرضوا عنا أبدا مهما أحسنا إليهم ما دمنا متمسكين بإسلامنا قال الله تعالى : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ).
أما بعد:
عباد الله:
يقول الله تعالى (( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً )) سورة النساء آية (89).
وقد حذر الله سبحانه في محكم التنزيل من إتباع طرق هذه الأمم التي تخالف هذه الأمة والتي تكن لها العداوة.
فقال الله جل وعلا : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ )) سورة النساء آية (118).
وحذر الله جل وعلا من إتباع طرقهم وموالاتهم ومناصرتهم فقال سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )) سورة المائدة(51).
هذه الآيات وغيرها من الآيات تدل دلالة واضحة على أن هذه الأمة تسير على منهاج واضح على طريق عدل مستقيم بعيدة عن التسيب والتفلت وبعيدة عن الغلو والتطرف منذ أن أوحي الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الدين وإذا بالأمم الأخرى تناوئ هذه الأمة وتناصبها العداء وهكذا لا تزال إلى يومنا هذا تتجدد الأساليب وتتنوع الخطط كل ذلك بحسب الزمان والمكان ولقد أعز الله تعالى هذه الأمة وأتباع هذا الدين بالإسلام فمهما ابتغوا العزة بغيره أذلهم الله .
ولقد بلغ ملك هذه الأمة مشارق الأرض ومغاربها وكان أعداؤها يهابونها ويصابون بالذعر والرعب مسيرة شهر كانت فرائص الأعداء ترعد وتخاف من أتباع هذه الأمة الذين اعتزوا بهذا الدين ولا تزال العداوة تسري في أصلاب آباء أولئك الذين يعادون هذه الأمة ولا تزال قلوبهم تغلي حقداً على هذه الأمة وخاصة على قيمها وشبابها وفتياتها إنها حرب ضروس على هذا الدين في مختلف الصعد وفي جميع المجالات وإننا نرى اليوم مخاطر عظيمة تحدق بالأمة في أكثر من ميدان وهذه الأمة كلما تراجعت عن دينها وكلما تخلت عن الأخذ بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أصابها الوهن وأصابها الضعف وأصابها الخور واستولى عليها أعداؤها وأملوا عليها ما يريدون ذلك لأن الأمة إذا ضعفت فمثلها كمثل الفرد حين يضعف أمام عدوه فإنه لا يستطيع أن يتحرك يمنة ولا يسرة إلا بإذن منه.
أيها المسلمون إن بلاد المسلمين تتفاوت بقربها وبعدها عن التمسك بدين الله فمنها ما ابتعدت كثيراً ومنها مالا تزال متوسطة ومنها مالا تزال شامخة بإذن الله تعالى وإننا بحمد الله جل وعلا في بلادنا لا تزال تنعم بخير ولا يزال دستورها الوحيد فيما أعلم أو من القلة القليلة في البلاد الإسلامية الذي نص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد لجميع القوانين وهذا هو صمام أمان لهذه الأمة ولا تزال المحاكم الشرعية تعمل وتحكم شريعة الله جل وعلا لكن الحرب ستبقى مهما كان الأمر في أخلاقها وفي إعلامها وفي اقتصادها وفي مجالات كثيرة تتعرض لطرف من هذه المخاطر التي لا تحدق ببلد ما بعينه ولكنها بالأمة على مختلف بلدانها.
من ذلك أيها المؤمنون في مجالات التعليم لقد كان التعليم في بلاد المسلمين متعافيا وكان في خير إلى أن جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر فقصفت أجنحة التعليم في البلاد الإسلامية بالضغط وبالقوة وشذبت المناهج التعليمة كما يريد أعداؤنا وحذفت كثير من المسائل التي أبناؤنا بأمس الحاجة إليها لكنها مررت ومع ذلك بقي التعليم فيه أفضل من غيره بفضل الله عز وجل.
ولكنهم اليوم وبعد مرور هذه المدة يعودون مرة أخرى ليقضوا على البقية الباقية وسمعنا و قرأنا جرائد ومجلات في الداخل والخارج تنعق بما يريد الغرب ويسعى من أجل تحقيق ما يصبوا إليه الغرب من القضاء على البقية الباقية فيما يخص تاريخ هذه الأمة وفيما يخص وطنية هذه الأمة وفيما يخص عربية هذه الأمة وفيما يخص عقيدة هذه الأمة فهم اليوم يعودون مرة أخرى بخبرائهم وبأموالهم من أجل أن يعيدوا الصياغة لهذه المناهج على مستوى العالم الإسلامي وهذا مكمن خطر في الحقيقة لأن مناهج التعليم صمام أمان لشبابنا إذا تعلم وتخرج وهو يعلم أمر دينه وتخرج وهو يحب وطنه ويسعى من أجل وحدته ولا يسعى من أجل قلقلة أمنه واقتصاده
وحل وحدته إنه مكمن خطر عظيم على هذه الأمة فلقد قرأنا في بعض الصحف من أقوال هؤلاء النشاز أنهم يقولون لابد من إعادة صياغة المناهج بعيداً عن أقلام الظلاميين وما يقصدون بالظلاميين ؟ يقصدون بهم من كان عندهم خير وحب لأوطانهم وحب لأمتهم وتمسك بأخلاقهم وبعاداتهم وقيمهم وهكذا يقصدون إنهم يريدون من خلال إعادة الصياغة خاصة لمناهج التأريخ والتربية الوطنية ومناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية يريدون إعادة صياغتها كما يشاؤون بل صرحوا وبدون التواء واستحياء أنهم يريدون فرض الثقافة الجنسية في التعليم الابتدائي قبل المتوسط والثانوي وهذا جرياً وراء الغرب إنه شر مستطير يغزو المسلمين في عقر دورهم أن تصبح مثل هذه المواد تدرس في بلاد المسلمين إنه مكمن خطر ولا يزال في أمتنا وفي أبناء هذه البلدة الطيبة التي حكى عنها النبي عليه الصلاة والسلام عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (( جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً الإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْفِقْهُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ ))[1].
لا يزال هنالك بقية خير ستدفع مثل هذا الغثاء وستدفع مثل هذه الأمراض ستنكسر هذه الهجمات وسترد أمام أولئك الشرفاء الذين يخدمون هذه الأمة ويخدمون هذا الدين إنهم كذلك يريدون في بلاد المسلمين أن يفرضوا على البقية الباقية من الدول التعليم المختلط في وقت أمريكا تئن وتشكو من التعليم المختلط وتقول إنه مزلق خطر وإنه يجب إذا أرادت الدول أن تحافظ على قيمها ومبادئها أن تفصل التعليم هذه أمريكا وغيرها من الدول اليوم وبعد أن جربت مدة طويلة من الزمان التعليم المختلط وتشكو من ويلاته وتئن من تبعاته بل أن المشكلة أن تفرض المساعدات للدول الإسلامية مقابل تغيير مناهج التعليم .
و في مجال الاقتصاد: هجمة شرسة في بلاد المسلمين من أجل أن يبقى اقتصاد الأمة ويستمر في الولوج في النفق وفي جحر الضب حتى يصل إلى منتهاه في وقت دول الغرب تسعى من أجل الخروج من المأزق المالي وها هي انتكاسة بعد انتكاسة ولكن يبقى الاقتصاد الإسلامي شامخًا ويبقى محل إجلال واحترام الاقتصاديين في دول العالم بأسره بل أنهم يعرضون نظام الاقتصاد الإسلامي في برلماناتهم من أجل أن يؤخذ به ولقد قرأنا وسمعنا أن أكابر منظري الاقتصاد في أمريكا يطالبون بتخفيف الفائدة إلى حد النصف كذلك بتخفيض الضرائب إلى مقدار اثنين ونصف في المائة وهذا ما يتوافق مع شريعة الله عز وجل هكذا نرى في بلاد المسلمين اليوم تظهر كثرة البنوك الأهلية التي تعمل بالربا إضافة إلى البنوك الأخرى التي هي عاملة منذ عقود من الزمان بنوك صغيرة يوشك أن تمشي في نفس النفق وفي نفس الطريق الذي سارت فيه دول الغرب بنوك تجارية يملكها أفراد بدأت تفتح أبوابها في طول بلاد المسلمين وعرضها وتعمل في هذا المجال وبعد فترة وجيزة يقوم هؤلاء الناس الذين لا يخافون الله تعالى فيسلبون أموال المسلمين ويعلنون إفلاسهم ومن ثم يفلتون ويهربون إلى خارج البلاد وكم سمعنا و قرأنا عن مثل هذه الفضائح ونرى أن البنوك الإسلامية لا تزال بالرغم من وجود شيء من المضايقات عليها ومع ذلك فلا تزال شامخة وأرباحها جيدة فأجدر بالبنوك التي لا تزال تعمل بالنظام التقليدي أن تراجع نفسها وتعمل وفق شريعة الله تعالى أما أن يتعذروا ويقولون : لا فرق بينا وبين البنوك الإسلامية فالبنوك الإسلامية تعمل فقط بتحايل على الناس نقول لهؤلاء تحايلوا كنا تتحايلت البنوك الإسلامية بزعمكم وأعملوا بنفس الطريقة وسيبارك الله سبحانه لكم في أنشطتكم وأعمالكم .
إن أقل الأنظمة المالية تضررا اليوم هي التي لا تزال تعمل على الطريقة الإسلامية وإن كان ثمة خسارة وثمة انتكاس في تلك الاستثمارات التي شغلت في تلك الدول التي لا تزال تعمل بالطريقة التقليدية القديمة
أما في مجال العقيدة: فبلاد المسلمين اليوم تغزى بالتنصير من خلال إعادة ترميم الكنائس في بلاد المسلمين ومن خلال المطالبة بحقوق الأقليات ولو كانوا عدة مئات أو آلاف فيطالب على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بفرض الحقوق لهؤلاء وإن كانوا أقلية لا تذكر في بلاد المسلمين وهكذا من خلال الأطباء الوافدين على بلاد المسلمين وكذلك عبر الخبراء ومن خلال المراكز العلمية وما شاكل ذلك ينتشر التنصير وتوزع الأناجيل وتوزع السيديهات والصلبان التي بشكل قلادات المفاتيح هذا كله حاصل في بلاد المسلمين ولا أظن هذا يخفى على من كان عنده ذرة من عقل .
في بلد عربي ليس بعيدا عنا سكانه لا يزيدون على ثلاثمائة ألف ولا أعرف أن فيه نصرانياً واحداً قامت حكومة ذلك البلد بإنشاء أكبر كنيسة في الشرق الأوسط واحتراما لمشاعر الشعب جعل الصليب في الداخل لا في الخارج فماذا استفاد الشعب من هذا وهل حقا احترم هذا الشعب واحترمت عقيدته كلا والله هكذا أيضا في بعض الدول ينزل أفراد من الشرطة إلى عمداء الحارات يطلبون منهم منع إقامة أي محاضرة أو درس في مساجد الحارات يوجه فيه أنباء هذه الأمة إلا إذا كان ذلك بإذن وتصريح فبالله عليكم متى كانت الدعوة إلى الله تعالى بتصريح نعم ينبغي الأخذ بأيدي السفهاء الذين لا يملكون مقدارا من العلم يؤهلهم لهذه المهمة الرفيعة أو الذين لا يشهد لهم بأنهم صالحون للدعوة إلى الله جل وعلا أما الدعوة إلى الله فأنا وأنت والعالم والدكتور في الجامعة هكذا كل الناس كل الأمة تدعو إلى الله سبحانه وتعالى .
أما جانب الأخلاق فحدث عن هذا ولا حرج، اليوم هنالك منظمات تسمي نفسها بالمنظمات الحقوقية في بلاد المسلمين أحيانا بتراخيص وأحيانا بدون تراخيص تنزل إلى الميدان وتعمل دون إذن من ا لدول تنزل إلى المدارس تجمع الأطفال تثقفهم كما تدعي وتعطيهم أرقام هواتف خاصة للاتصال بها .
أرقام ساخنة يقولون له إذا ضربك أبوك أو أمك فعليك بالاتصال بنا ونحن سنكون بجوار الباب بعد ثوان أو دقائق .
هذا النظام معمول به في بلاد الغرب معنى هذا أن تسلب الولاية من الآباء والأمهات ولا يقدرون على تربية أبنائهم ولا يقدرون على ضرب أبنائهم ضرب التأديب .
إن الضرب المبرح للأبناء مرفوض شرعا لكن الضرب الذي فيه تأديب شرعه ربنا جل وعلا وشرعه نبينا صلى الله عليه وسلم من أجل أن يتربي الأبناء التربية الإسلامية أنت أيها المسلم وأنت أيتها المسلمة ألم تضرب في حياتك ضرب تأديب ما حدث لك إنك استفدت من ذلك ا لضرب ومن خلاله تشعر بحق الأبوة وتحس بالحرارة وخالص النصح من الأم والأب لكنهم يريدون اليوم أن يعلموا أبناءنا كيف يتمردون على آبائهم وأمهاتهم .
هناك في بعض الدول تسن قوانين هذه القوانين أُتى بها بعجرها وبجرها إلى بلاد المسلمين وهو ما يسمى بقانون الطفل من أجل أن يفرض على بلاد المسلمين ومن ثم إما أن يمشي هذا القانون وإلا فلا مساعدات .
يعطى الطفل حريته في معتقده يكون يهوديا أو نصرانا أو أو …إلخ.
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصراه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء ))[2]
وفي هذا حث وتخويف للأمة من أولئك الذين يحرفون معتقدات أبناءنا ماذا لو كان الأب مستقيما والأم كذلك ووجد في الخارج معلما أو صديقا أو داعية يدعو إلى النصرانية واليهودية وكان الولد فارغ الذهن من العلم والمعتقد الصحيح فإنه سيلحق بهذا ومن ثم سيطالب له بحق من خلال تلك المنظمات .
في جانب الأخلاق نسمع اليوم ونرى تقليد الأبناء للغرب في مشيهم ولباسهم وقصات شعرهم وغير ذلك كل هذا يورث المحبة لهؤلاء الناس فالمشاكلة تورث المحبة .
ألا ترى أنك يوم لبست ملبسا بطريقة معينة ورأيت أخر يلبس مثل لباسك كيف تميل إليه هذا أمر فطري.
هكذا أيضا وجد في بلاد المسلمين اليوم من خلال ما يبث ومن خلال ما ينتشر ومن خلال ما تدعو إليه بعض المنظمات المشبوهة التي تخالف دستور البلد وتخالف الثوابت لهذا البلد إنها تعمل في جنح الظلام لإفساد معتقد هذه الأمة وأخلاقها وإنني من هنا أسجل شكري واعتزازي وتقديري للعاميلين في وزارة الداخلية في هذا البلد المبارك الذين استطاعوا بفضل الله تعالى أن يكشفوا شبكة طويلة عريضة في هذا البلد.
قتل شاب في صنعاء ومن خلال وجوده والتحقيق والسعي الحثيث من خلال العاملين في هذا الإطار استطاعوا أن يكشفوا شبكة تسمى الإخوانيات هذه الشبكة شبكة شذوذ جنسي فيها الآلاف من الشباب في صنعاء وفي تعز وفي عدن وفي المكلا وفي غيرها من المحافظات استطاعت أجهزة الأمن أن تكشف هذا الشبكة التي فيها زواج الشاب بالشاب زواج ا لرجل بالرجل .
إنهم اليوم ينادون بمثل هذا بل قبل أسابيع قرأت في أحدى ملحقات الجرائد التي تصدر من هذه المحافظة وإنني أهيب بالإدارة المحلية في هذا المحافظة أن تحقق في هذه المسألة وإنني على ثقة بأنهم عندهم من الغيرة على الدين والأخلاق الشيء الكثير لا شك في هذا ولا ارتياب استطاعت أجهزة الأمن أن تكشف هذه الشبكة أنها اكتشفت آلاف من الشباب متزوجين بعضهم ببعض و قرأت في إحدى الملحقات أن دكتورا في إحدى الجامعات ينادي ويناشد مجلس النواب من أجل أن يسن قانونا للزواج المثلي الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة ثم قال سنتابع وسوف نناضل في هذا المجال ليصل الحال بعد عشرين سنة أن يتزوج الرجل بالرجل ولا أحد يتكلم – كلا والله – إن شاء الله لن يستطيع هذا ولا أمثاله أن يخربوا هذا المجتمع ووحدة هذا المجتمع وأخلاق هذا المجتمع .
كلمة شكر وتقدير لرجال الأمن الذين في قلوبهم غيرة على أخلاق مجتمعهم .
انتشار المخدرات بأنواعها المختلفة هذا أيضا خطر من الأخطار العظيمة نشر ما يسمى بالثقافة الجنسية من خلال هذه المنظمات المشبوهة التي تعمل بالدفع المسبق واحد من قادة هذه المنظمات يقول في أحدي المجلات وبصريح العبارة ودون استحياء إننا نعمل وسوف نعمل لمن يعطي أكثر ولكن أمثال هذا العميل يحتاج إلى تلك العيون الساهرة و يحتاج إلى تلك الأفكار المتيقظة التي تتبع مثل هذه الصحف ومثل هذه التصريحات من أجل أن يحاسب أصحابها لأن الخطر ليس خطرا على أولئك الذين يتكلمون بمثل هذا الكلام بل هو خطر على الأمة برمتها.
مخاطر اجتماعية: التفكك الأسري الذي وصل عياذا بالله في بعض الأسر مدى بعيدا كل هذا تشبه بالغرب الأسرة في الإسلام متماسكة متناصحة متزاورة أما في بلاد الغرب فالأب لا يعرف ابنه والولد كذلك لا يعرف أسرته والزوجة لها كذا عشيق…
كذلك سن القوانين التي تجعل الحق لزوجة بالطلاق وتفرض لها المشاركة بالمال فإذا طلق الرجل زوجته تأخذ نصف ماله وإذا مات تأخذ نصف ميراثه هذه قوانين الغرب لا قوانيين شريعتنا الإسلامية.
أيضا من خلال نشر ما يسمى بالزواج العرفي الذي انتشر وبكثرة في الآونة المتأخرة في بلاد المسلمين فلا يدري الأب إلا وابنته حامل من أين هذا ؟ قالت تزوجت وأنا في الجامعة أمام من و أين الولي وأين الشهود ؟ أين القاضي وأين المحكمة كل هذا على طريقة الغرب لا على طريقة الإسلام .
المهم أن هذه مخاطر عظيمة ومن هذه المخاطر أن الغرب يحاول أن ينتدب بعض المبدعين من الذكور والأنات في المدارس بحجة إبداعهم لأخذهم وتسفيرهم إلى الخارج من أجل غسل أدمغتهم ويعودون يعملون في النشاط الذي يريده الغرب.
أيها الإخوة الفضلاء: هذه بعض المخاطر والمخاطر عظيمة على مجتمعاتنا وعلى أبناءنا وعلى بلادنا وعلى معتقداتنا لكننا نسأل الله أن يخيب ظنون هؤلاء وأن لا يحقق لهم غاية .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
فإن من جملة المخاطر العظيمة التي تحدق بهذه الأمة ما يحدث كذلك في مجال الإعلام قوانين الإعلام في بلاد المسلمين فيها خير وفيها شر لكن في بلدنا و لله الحمد لا تزال قوانين الإعلام فيها خير ولكن تحتاج إلى هيئة من الغيورين لتفعيلها ومن أجل محاسبة أولئك السفهاء الذين يخرقون سفينة المجتمع.
والله يا إخوة: إن شخصاً واحداً لو ترك يعيث فساداً لخرب الأمة بأسرها شخص واحد إذا ترك له المجال لكن إذا أخذ بيد هذا السفيه وقيل له أقلع وأمسك ستعيش هذه الأمة بأمان.
حرية الصحافة اعتقد أنها نعمة من نعم الله تعالى ولكن هذه الحرية لها مداها وحدودها فلا توجد حرية في العالم بأسره مطلقة حتى في بلاد الغرب الذي ينادى بالحرية لا توجد فيه حرية مطلقة بل الحرية الحقيقة هي التي أطلقها الإسلام والتي ثبت دعائمها الإسلام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يشاور أصحابه مع أنه بالإمكان أن يقول لهم: افعلوا كذا ولا يشاورهم و برغم من هذا كان يشاورهم في كثير من القضايا فكان يرى التباين والاختلاف فلا يزجر هذا ولا يشيد بذاك ولكنه يتيح المجال ويعطي الحرية لكل إنسان أن يبدي رأيه خاصة في التخطيط العسكري وفي بعض المجالات الأخرى فكان يرى ويسمع وكان يرجح صلى الله عليه وسلم ما فيه الخير لهذه الأمة.
واختلف الصحابة في حضرته في كثير من القضايا ولم يعنفهم هكذا أيضاً اختلف الصحابة رضي الله عنهم فيما بينهم ولم يحدث بينهم شقاق ولا فراق.
اعترضت امرأة على عمر حين أراد أن يحدد المهور فقالت يا أمير المؤمنين ألم يقل الله تعالى: ((وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)) سورة النساء آية (20).
فقال سبحان الله أصابت امرأة وأخطأ عمر.
ماذا نسمي هذا أليس حرية الرأي هل لا بد أن تكون حرية الرأي بالرمي بالنعال أو بالبيض الفاسد أو بالطماطم؟ لا يلزم هذا. هل يلزم أن تكون الحرية بالسب والشتائم والاستنقاص؟ لا يلزم هذا.
فالستر مبدأ من مبادئ الإسلام مهما كانت سوابق هذه الإنسان فالستر في الإسلام مبدأ أصيل هكذا اختلاف الأئمة الأربعة واختلاف التابعين بل جميع الأئمة والعلماء إلى يومنا هذا لا يزالون يختلفون. أليست هذه مساحة من الحرية؟ لكن سبحان الله أن تمدد مساحة الحرية لتصل إلى سب الذات الإلهية أو النبي صلى الله عليه وسلم أو سب الثوابت فهل هذا من الحرية؟ لكن لو ديس العلم في بلد ما لرمي الفاعل بأنه فعل جريمة وخيانة عظمى يستحق عليها القتل هل صار العلم أو صارت صورة من الصور أو شخص من الأشخاص أعز وأكرم من الله أو أعز وأكرم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ كلا والله.
إن الإسلام هو الذي أسس لهذا الحريات لكن حينما يفهم الناس الفهم الخاطئ وحينما يسيرون وراء ركائب الغرب تقرأ النشاز في الصحف وتسمع بالفضائيات شيئاً كثيراً من هذا النشاز فهذا يستنقص بخلق من الأخلاق وهذا يطعن في كتاب الله وهذا يطعن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يستهين بالعلماء وهذا يتكلم بهذا الوزير أو بالرئيس أو بالسلطان ويتكلم بعلم أو بدون علم .
إن هذا ليس من الحرية في شيء أبداً بل الحرية لا بد أن تكون لها ضوابطها.
أيضاً من خلال نشر الأفلام التي تثير أو تدعوا للتمرد الأخلاقي.
تمرد الأبناء والبنات والزوجات كل هذا ليس من حرية الإعلام في شيء لكن أيها الإخوة في المقابل اعلموا أن هناك صحوةً إسلاميةً و حضوراً وأفكاراً مستنيرةً واقفة أمام هذه الهجمات وأناساً يعملون في الخفاء وقد لا تعرفهم لا يلزم أن يكون صاحب هيئة ولا يلزم أن يكون صاحب شهرة فهناك من وراء الحجب ومن وراء الأستار من يعمل ليلاً ونهاراً من أجل دفع هذه الهجمة فلا يزال هنالك خيراً انظروا إلى القنوات الإعلامية التي تدعوا إلى الخير وتدعو إلى الفضيلة كم عددها أمام القنوات الهابطة أنها كثيرة من فضل الله تعالى وهناك أيضا من لا يزال يسعى جاهدا لتأسيس المؤسسات التي تصب في المصب الصحيح هذه البنوك الإسلامية تعمل ليلاً ونهاراً تحفظ أموال المسلمين وتستثمرها في المجال الصحيح هؤلاء الشرفاء هؤلاء المجاهدون في حقل التربية والتعليم في المدارس والجامعات لا يزالون كذلك يعلمون الأبناء الفضيلة وهذا كله من الجهاد في سبيل الله تعالى
وهكذا أيضاً تربية النشء لكن أعود مرة أخرى فأقول إن للبيت دوره الأساسي في هذا المجال والواجب على أبناء هذه الأمة أن يتعاونوا ويتناصحوا فيما بينهم وليكونوا كالبنان أو كالبنيان يشد بعضه بعضا وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
والحمد لله رب العالمين
[1]-صحيح مسلم 1/51
[2] – البخاري 1/465
اضافة تعليق