(إن السرعة التي ابتلي بها كثير من الناس في جميع الأماكن لها عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع وإن الالتزام بنظام المرور أمر حتمي فما سمح فيه بسرعة 90كم لا يتجاوز ذلك وما سمح فيه بسرعة 120كم فلك الخيار وحين ترى متسع لا بأس أن تزيد شريطة أن تأمن على نفسك وغيرك وتكون السيارة مفحوصة على الوجه الأكمل).
العناصر:
1-تذكير عباد الله بالنعم 2-نعمة المراكب3- واجبنا تجاه هذه النعم 4-الآداب التي ينبغي أن نتأدب بها5- أضرار السرعة 6- احترام نظام المرور 7- مسئولة التوعية المرورية 8- إصلاح الشوارع وعمل الإشارات في مناطق الحفريات حتى لا تقع فيها السيارات 9- واجب إدارة المرور في تطبيق النظام.
الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين وحجة الله على الناس أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
وبعد:
عباد الله:
إن الله عز وجل يذكر عباده نعمه التي أنعم بها عليهم ليعرفوا قدرها وقبل ذلك ليعرفوا قدر منعمها والمؤمن يشكر الله سبحانه على نعمه ويستعين بها على طاعته.
يقول الله تعالى ((وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8))) سورة النحل الآيات (5-8).
وقال سبحانه وتعالى : ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (73))) سورة يس الآيات (71-73).
وقال-سبحانه- ((وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13))) سورة الزخرف الآيات (12-13).
إخوة الإسلام:
إن الله عز وجل خلق في زماننا هذا ما لم يكن يعرفه أسلافنا الماضين كالسيارات والطائرات والسفن ….إلخ.
وأصبحت هذه المراكب تملأ البلاد سهولها وجبالها وصحاريها يملكها الجميع بل في بعض البيوت بعدد أفراده فصار كلما هم شخص بالسفر حرك سيارته فقطعت به السهول والجبال وحملت الأثقال إنها نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل.
السؤال الذين يطرح نفسه ما واجبنا تجاه هذه النعم؟
أول ما يجب علينا هو أن نشكر الله – سبحانه وتعالى – على تسخيره لنا هذه النعم بألسنتنا ونشكره سبحانه باستخدام هذه النعم بطاعته وفيما أباح الله لنا.
ومن شكره سبحانه التحدث بهذه النعم ولنحذر كل الحذر من استخدام هذا النعم فيما يغضب الله سبحانه فإن بقاءها مرهون بالشكر كما قال سبحانه ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )) سورة إبراهيم آية (7).
أيها الناس:
ينبغي أن تعلموا – حفظني الله و إياكم- أن هنالك آدابا يجب مراعاتها منها :
1)- على المسلم أن يكون معتمدا على ربه متوكلا عليه مفوضا أمره إليه وعلى كل من أراد أن يمتطي سيارته أن يأتي بالذكر المشروع ابتداء من خروجه من منزله وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله ” قال يقال حينئذ هديت وكفيت ووقيت فتتنحى له الشياطين فيقول له شيطان آخر كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي ؟ !))[1].
2)- أن تكون عليك السكينة والوقار في مشيك وأن تكون بعيدا عن الطيش والفخر و الكبرياء على الناس لأن عاقبة ذلك وخيمة وهذا داخل تحت قو ل الله عز وجل ((وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً)) سورة الإسراء آية (37).
وقال تعالى : (( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)) سورة لقمان آية (19).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:
أيها المؤمنون إن السرعة التي ابتلي بها كثير من الناس في جميع الأماكن لها عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع وإن الالتزام بنظام المرور أمر حتمي فما سمح فيه بسرعة 90كم لا يتجاوز ذلك وما سمح فيه بسرعة 120كم فلك الخيار وحين ترى متسع لا بأس أن تزيد شريطة أن تأمن على نفسك وغيرك وتكون السيارة مفحوصة على الوجه الأكمل.
أما إن وجد تجاوز دون الالتزام بالضوابط فذلك نوع من الانتحار.
إن السرعة الزائدة تؤدي إلى وفاة الكثير من الناس فترمل النساء وييتم الأطفال وقد تؤدي إلى كسور وجروح وشلل وغير ذلك ألا فلنتق الله عباد الله.
كما يجب أن نحترم قوانين المرور التي مبناها في الجملة المحافظة على الأرواح والسكينة وجعل السير يسير بسلامة ونظام ويظهر البلد بمظهر حضاري.
كما يجب على إدارة المرور نشر التوعية المرورية بين أفراد الناس وهي مسئولية تكاملية فالمدرس في المدرسة والدكتور في الجامعة وكذلك على الإعلام دور كبير في نشر التوعية المرورية ومدارس تعليم قيادة السيارات وكذلك على الآباء والأمهات توعية أبنائهم بآداب الطريق.
وعلى وزارة الأشغال والطرقات تقع مسئولية إصلاح الشوارع وعمل الإشارات في مناطق الحفريات حتى لا تقع فيها السيارات .
فهذا سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول :[لو أن بغلة تعثرت في العراق لسألني الله عنها وقال لي لما لم تصلح لها الطريق يا عمر].
وعلى إدارة المرور تطبيق قواعد المرور على كل شرائح المجتمع دون تمييز حتى تسير العملية بنظام دقيق ودون حدوث أي خلل.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
[1] – سنن أبي داود 2/746
اضافة تعليق