لقد استخدمت التكنولوجيا الحديثة لإشاعة الفاحشة ولا حول ولا قوة إلا بالله وإننا لنذكر هؤلاء بقول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ).
أعراضنا في خطر
العناصر:
1-التكنولوجياوعلاقتهابالفاحشة 2- إنتشار الفاحشة في هذا الزمان 4- حرمة التصوير 5-مسئولية الآباء6- انعدام الغيرة.
أما بعد:
عباد الله:
لقد أراد أعداء الإسلام من المرأة أن تتحرر من دينها ومن شرفها ومن قيمها حتى يتهدم بيتها ومن ثم يهدم المجتمع وتنتشر الفوضى والرذيلة فأصبحت أعراض المسلمين في خطر وانتشرت الفاحشة وباتت روائح الفضائح تزكم الأنوف.
لقد استخدمت التكنولوجيا الحديثة لإشاعة الفاحشة ولا حول ولا قوة إلا بالله وإننا لنذكر هؤلاء بقول الله تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) سورة النور آية (19)
ففي هذه الآيات توعد الله سبحانه وتعالى بالعذاب على مجرد المحبة لإشاعة الفاحشة فكيف بمن يفعلها وينشرها ويروجها .
هذه امرأة لوط عليه السلام حشرت في العذاب مع قومها لأنها رضيت بفعلهم وتعلمون أن الإسلام جاء لسد الذرائع الموصلة لغضب الله وعذابه ولذلك نجد أن العلماء نهوا عن الشعر الفاضح فيا ترى لماذا؟
لأن فيه وصف للنساء ومفاتنهن وذلك يسبب إثارة الغرائز ويهيجها.
يقول الله سبحانه وتعالى:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) سورة النور آية (21).
عباد الله :
نحن في زمن شاعت فيه الفاحشة فتجارة الجنس في العالم تقدر ب 57 بليون دولار في أحد الأعوام منها5/4 بليون دولارا لتجارة الجنس عبر الهاتف و4 بليون عبر الانترنت وأقراص الحاسوب.
إن 12% من أجمالي مواقع الشبكة التجارية الجنس ونشره، 372 مليون صفحة .
وتحمل حركة البريد الإلكتروني يوميا قرابة 2 بليون ونصف صفحة رسالة تتضمن مواضع لإعلانات جنسية لإثارة الشهوات ونشر الفاحشة .
25% من إجمالي عدد طلبات مستخدمي الشبكة في محركات البحث في موضوع الفاحشة .
وأكثر من 100 ألف صفحة انترنت توفر صور فاضحة للأطفال وهكذا جاء ما يسمى بهواتف الباندا وغيرها لتعلن انضمامها إلى مسلسل القذارات في نشر هذه الفواحش سواء صورا ثابتة أو أخرى متحركة.
لقد كانت كامرات الهاتف تنقل 15ثانية فقط تطورت فصارت تصور ثلاث ساعات ثم ظهرت تقنية البلوتوث التي تلقط الصور لمسافة عشرات الأمتار.
انتشار عجيب لهذه التقنية التي ظهرت عام 2001م ثم انتشرت في العالم انتشارا عجيبا ويتوقع أن يكون نصف الجوالات في العالم عام 2008م مزود بالكمرات فحوالي 90 مليون هاتف محمول من هذا النوع في أمريكا الشمالية وحدها و60%من جوالات اليمانيين مزودة بالكمرات.
وماذا عن بقية المسلمين ربما تكون النسبة أكبر من هذا فإننا نسارع ونسارع بزعمنا إلى اقتناء التقنية الحديثة .
عباد الله :
إن التقنية نعمة لكن البعض يجعلونها نقمة إنها تستخدم اليوم لنشر الفاحشة و الفضيحة ونخشى والله أن يعمنا الله بعقاب من عنده وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما دخل علي زينب بنت جحش فزعا يقول ( لا إله إلا الله ويل للعرب من شر اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ! وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث ))[1]
والخبث هو الزنا والفسوق.
إن القضية خطرة جدا سفينة المجتمع ستغرق إذا لم نقم لله بالحجة ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
وهناك قضية أخرى وهي أن كثيرا من الناس تساهلوا في التصوير سواء كان في الاستوديوهات أو بكامرات الديجيتال فمن أهل العلم من قال: إن اللعن الوارد في الحديث يشمل كل هذه الصور والأماكن للحاجة أو للضرورة فكم فعلت هذه الصور من الأفاعيل كم من الأسر كشفت وكم افتري بها على المظلومين والمظلومات وكم من أسرة هدمت بسبب كامرات الهاتف ثم هل يجوز النظر إلى مثل هذه الصور؟
يقول الله سبحانه ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) سورة النور آية (30).
ويقول عليه الصلاة والسلام ((يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن النظرة لك الأولى وليست لك الآخرة))[2]
وكذلك المرأة لا يجوز لها أن تنظر إلى الرجال نظر فتنة ولذلك فإن العلماء بينوا من أحكام النظر ما هو مهم جدا في هذا الباب فيقولون :
– أن الصور التي لا يجوز التقاطها لا يجوز النظر إليها.
– وإن الصور التي تعلق أشد حرمة من التي تخبأ.
– وكذلك الصور التي على الملابس حرام أيضا.
أيها المسلمون :
إنه قد فشى وانتشر في السنوات المتأخرة كشف البنات والنساء لوجوههن وانتشر التقاط صور عبر كامرات الهواتف المحمولة من ثم يتبادل هؤلاء الشباب صور بنات المسلمين وربما هددن حتى يرضخن للفاحشة.
وأمعنوا معي النظر في حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي رواه البخاري حيث قال: ((لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها))[3].
ما معنى تنعتها : أي تصفها فأيها أشد حرمة النعت بالقول أم الصور التي يراها أمامه.
عبادالله:
هذه الشرور قد حذرنا منها نبينا عليه الصلاة والسلام وهي الآن تُسوَّق في أساليب جذابة في العرض لكي يجملها في الأعين ثم تتلقف هذه التقنية من الفسقة والفاسقات ما يريدون به إشاعة الفاحشة .
تصور النساء في الأعراس والحفلات والكليات وتركب على صور خليعة مأخوذة من شبكة الإنترنت عن طريق برنامج الفوتو شوب وتعالج بالكمبيوتر ثم تتداول هذه الصور ويحدث الابتزاز وهدم البيوت فهذه انتحرت وتلك جنت وأخرى طلقت …إلخ
بعضهن بريئات وبعضهن ظالمات لكن من الذي يصدق براءة البريئة وأنها صورة مركبة والتقطت بغير علمها.
وبعض دور النشر تحذر من السرقات العلمية ونحن عندنا ما هو أهم من هذا سرقة الأعراض أهم من هذا كله .
إن القضية الآن بحاجة ماسة إلى الرقابة الشديدة في المدارس والجامعات والصالات والاستراحات والمتنزهات.
وهناك تساهل شديد من البعض يحتفظ بصورة زوجته وبناته داخل الجوال وربما فقد فإذا وقع في يد إنسان لا يخاف الله فكيف تتصورون أن يفعل بها.
وبعض الناس يفعل الفاحشة مع امرأة ويصور ذلك بجواله مثلا ثم ينشر الصور بين الناس وهذه قمة الوقاحة وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم حين قال :((كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه))[4]
إن بعض الناس يعرف أن بناته سافرات الوجوه ويخرجن إلى الشوارع يتجولن من شارع إلى آخر وينصح من قبل بعض الغيورين لكنه يقول: (( أنا واثق من أهلي واثق من بناتي )).
إن كنت واثقا من بناتك فلا تثق بالفاسقين والفاسقات فأين الغيرة يا عباد الله؟
وأين الرجولة؟
أين الغضب لمحارم الله؟.
هذا عثمان رضي الله عنه لما أرادوا الدخول عليه لقتله وأحاط به أعداؤه جاءت امرأته نائلة ونشرت شعرها أرادت أن تستره لتحميه قال: (( خذي خمارك فلعمري لدخولهم علي أهون من حرمة شعرك))
وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما رأى شيئا من الاختلاط في السوق قال: ألا تستحيون؟
ألا تغارون أن يخرج نساؤكم؟
فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن الرجال))
وشاب في زمن النبي عليه الصلاة السلام كان حديث عهد بعرس وكان يستأذن النبي عليه الصلاة والسلام في وسط النهار ليذهب إلى امرأته فوجد امرأته قائمة على باب البيت فأشار إليها بالرمح فقالت لا تعجل حتى تنظر ما أخرجني فدخل البيت فإذا حية على السرير فطعنها بالرمح ثم خرج بها في الرمح ترتكض ( أي تتحرك وتضطرب ) قال الراوي :فلا أدري أيهما كان أسرع موتا الرجل أو الحية فأتى قومه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا ادع الله أن يرد صاحبنا فقال ” استغفروا لصاحبكم ” ثم قال ” إن نفرا من الجن أسلموا بالمدينة فإذا رأيتم أحدا منهم فحذروه ثلاث مرات ثم إن بدا لكم بعد أن تقتلوه فاقتلوه بعد الثلاث ))[5]
فانظر يا عبد الله كيف كانت غيرة هذا الصحابي عند ما وجد امرأته على الباب وهم أن يقتلها بسبب أنها خرجت من البيت ووقفت على الباب حتى لا ينظر إليها أحد.
إن الله يغار والرسل يغارون والمؤمنون يغارون بل ذكور الماعز والديكه والقرود يغارون.
وإليكم هذه القصية العجيبة التي رواها الإمام البخاري في صحيحه فقد روى عمرو بن ميمون أنه رأى قردا جاء بقردة فاضطجع ثم مد يده لها فاضطجعت بجانبه فلما نام انسلت فجاء قرد أخر فذهبت معه.
فالأول كان الزوج والثاني هو الغريب ثم شعر زوجها فانتقض وجعل يشمها فعرف أنها خائنة فجعل القردة يرجمونها بالحجارة حتى ماتت قال: وكنت ممن رجمها…
إذاً فالغيرة موجودة حتى في الحيوانات أكرمكم الله لكنها فقدت من بعض الأشخاص إلا من رحم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي ا لعظيم.
وهذا أعرابي في القديم رأى رجلا ينظر إلى زوجته ويقلب نظره فيها فطلقها ولما عوتب قال:
وأترك حبها من غير بغض وذاك لكثرة الشركاء فيه
إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا رأت الكلاب ولغن فيه
عباد الله:
عندما نسمع ونرى هذا التساهل الشديد في جانب النساء و الله يحترق القلب ثم يقال ذلك كيف ضبطت فلانة مع فلان وكيف ظهرت صورة فلانة مع فلان.
مررت على المروءة وهي تبكي فقلت لها لما تبكي الفتاة
فقالت كيف لا ابكي وأهلي جميعا دون خلق الله ماتوا
في زمن العصر العباسي زوجة تطالب زوجها بخمسمائة دينار من صداقها ويختصما إلى الحاكم فأنكر الزوج فطلب القاضي الشهود ثم طلب من المرأة أن تكشف وجهها ليعرفها الشهود فقال الرجل للقاضي: كفى أعطيها المهر كله فقالت الزوجة تنازلت عن المهر .
فالله الله أيها المسلمون في الغيرة على الأغراض ومراقبة الأبناء فإن الله تعالى يغار وغيرته سبحانه أن تؤتى محارمه.
أسأل الله عز وجل بمنه وفضله أن يستر عوراتنا وأن يؤمن روعاتنا وأن يحفظنا جميعا من كل سوء ومكروه .
والحمد لله رب العالمين .
[1]البخاري (3/1221).
[2] أبو داود( 1/652).
[3] – البخاري( 5/2007).
[4] – البخاري( 5/2254).
[5] أبو داؤود (4/536) والنسائي (6/241).
اضافة تعليق