تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

هادم اللذات

هذه الحياة أوجدنا الله – تعالى – عليها من أجل الابتلاء والاختبار ليتميز البر من الفاجر والطائع من العاصي والمؤمن من الكافر حتى يدخل من شاء برحمته الجنة ويدخل من شاء بعدله النار – عياذاً بالله تعالى…

خطبة بعنوان : هادم اللذات

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

أيها المسلمون :

أوصكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله تعالى – فاتقوه حق تقواه واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله اتقوا يوماً تبلى فيه السرائر وتظهر ما في الضمائر اتقوا يوم ينفخ في الصور ويبعث من في القبور ويعلم الله تعالى ما في الصدور يوم يميز الله تعالى في ذلك اليوم بين البر والفاجر والصالح والطالح اعلموا- أيها المؤمنون – أن ثمة حقيقة كلنا يعلمها لا جهلها أحد من الناس برهم وفا جرهم مسلمهم وكافرهم إنها تلك اللحظات التي يتجلى فيه الأمر على حقيقته ووضوحه لكل أحد على ظهر هذه البسيطة إنها حقيقة ستدرك وتلحق وتأتي على كل أحد من الناس لا مفر منها ولا مهرب إن هربت يمنة أدركك وإن ذهبت يسرة التقفتك إن مشيت أماماً وجدتها وإن عدت خلفاً فهي هناك أظن أننا ندرك جميعاً هذه اللحظات ولكن نجهل حقيقتها ونتغافل عنها ونتلهى عنها في أشياء ربما قد تكون تافه لأن هذه الحياة التي خلقنا فيها وأوجدنا الله تعالى على ظهرها إنا هي لغاية علمها من علم وجهلها من جهلها إنها عبادة الله – تعالى – تلك الحقيقة التي نغفل عن كنهها إنها لحظات الموت إنها لحظات مفارقة هذه الحياة والله جل وعلا – قد كتب هذه الحقيقة على كل كائن حي فقال تعالى : ((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ  )) سورة الرحمن آية(27 

 هذه الحقيقة التي نتجاهل عنها وقليلاً ما نتذكرها إننا نلهث ونجري وراء هذه الحياة التي حقرها الله -عز وجل – إنما أوجدنا الله تعالى – على ظهر هذه الأرض وأوجدنا في هذه الحياة لا لنخلد ولا لنبقى قلا أحد يبقى على ظهر هذه الأرض كل شيء يشيخ ويهرم ثم يفنى ولكن هذه الحياة دار ممر لا مستقر ودار عبور لا دار حبور هذه الحياة سيأتي على كل إنسان يوم ولحظات يفارق هذه الحياة فالله تعالى – يقول في هذه الحياة ((اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ )) سورة الحديد آية (20)

 هذه الحياة أوجدنا الله – تعالى – عليها من أجل الابتلاء والاختبار ليتميز البر من الفاجر والطائع من العاصي والمؤمن من الكافر حتى يدخل من شاء برحمته الجنة ويدخل من شاء بعدله النار – عياذاً بالله تعالى – فهذه الحياة كم قال – ربنا جل وعلا – ((  تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ  )) سورة الملك الآيات (1-2)فهي دار ابتلاء .

أيها المؤمنون :

 ما أكثر ما نضحك على أنفسنا وما أكثر ما نغالطها بأننا ما نزال أقوياء وما زلنا أشداء فمن هذا الذي يعترف بضعفه ؟ ومن هذا الذي يعترف بكبره ؟ ومن هذا الذي يعترف بشيخوخته ؟ ومن هذا الذي يعترف أن عمره قد ولي ومضى كل إنسان يظن أن ما بقي من عمره أطول وهذه حقيقة لا يجهلها كثير من الناس وصدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم – حين قال : ((يهرم بن آدم ويبقى منه اثنتان الحرص والأمل))[1]

 فلا تجد الحرص وطول الأمل أشد إلا عند كبار السن فهم الذين يأملون طول البقاء هم الذين عندهم آمال طويلة الشباب ربما يلهو ويعبث وربما يهلك أمواله ولكنك تجد كبير السن أشد حرصاً على هذه الحياة من غيره من الناس ويقول – صلى الله عليه وآله سلم – كما جاء في الحديث أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا ؟ قال ( أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان))[2]

يعني هنا يأتي وقت الإنفاق ولكنه وقت لو كان مبكراً لكان أفضل لأن الإنسان هنا يكون قد عرف الحقيقة هكذا يقول الحسن البصري – رحمه الله – قال رؤي أحد الصالحين بعد موته في المنام فقيل له كيف رأيت الموت ؟ قال : إنه أشد من غلي القدور ونشر المناشير والله حينما جاءني ملك الموت أنتزع روحي من كل عضو من جسدي فوا لله لو أني طبخت سبعين مرة لكان أهون علي هكذا يحكي نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – هذا النبي الأمي الذي اصطفاه ربنا- عز وجل – وجعله سيد ولد آدم هو صفوة الخلق أجمعين يشكو من سكرات الموت التي لا ينجو منها أحد هذا الإنسان يلعب ويلهو ويلهث وراء ملذاته وينسى ويغفل هذه الحقيقة التي ستدركه لا محالة إن كان صغيراً أو كبيرا ً إن كان ذكراً أو أنثى إن كان شاباً أو شيخاً إن كان رئيساً أو مرؤوساً إن كان صحيحاً أو مريضاً ستدركه هذه الحقيقة لا صلة بين الموت وبين الناس إنما هي لحظات وآجال وأيام تمضي ((  وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ )) سورة الأعراف آية(34)

 هذا الإنسان ربما تراه وهو يمشي مختالاً فخوراً يفتخر بماله بجاهه بلباسه يمشي تجبرا متبختراً يحتقر الناس والضعفاء لكن ما أهونه وما أضعفه وما أحقره إذا أتته ساعته وأجله فترى الرجل السمين القوي الطويل العريض إذا جاءته هذه اللحظات سقط وخر على الأرض يئن لا يستطيع أن ينهض أبداً حينئذ يعرف الحقيقة حين يأتيه ملك الموت يعرف حقارة هذه الحقيقة إذا كان على فراش الموت لا يتمنى شيئاً مثل تمنيه أن يرجع إلى العمل في هذه الحياة الدنيا ((حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ  )) سورة المؤمنون آية (100)

 لا يندم الإنسان على شيء كندمه على ساعة فرط فيها لم يذكر الله تعالى – فيندم أشد الندم إذا نزعت روحه وصار  لا جثة هامدة لا حراك لها يجرد من تلك الثياب التي كان يتبختر بها يغسل ويكفن ويصلى عليه ويحمل على أكتاف الرجال أين أمواله أين جاهه أين وظائفه أين جنده ؟ كل ذلك تركه وراءه حينئذ تنادي هذه الجنازة كما في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني قدموني وإن كانت غير صالحة قالت يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق ))[3]

هذا نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – وهو في فراش موته يقول – صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا إله الإ الله إن للموت سكرات))[4]

 هذه السكرات التي لم ينج منها محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – لا ينجو منها أحد من الناس أبداً إن القبر ينتظر كل أحد هذه الحفرة التي لابد أن يدخلها كل أحد عاش على ظهر هذه البسيطة ولابد أن يذوق مرارة هذا القبر أو نعيمه يقول – صلى الله عليه وآله وسلم – ((إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجيا منها نجا سعد بن معاذ))[5]

 أتعرفون من سعد بن معاذ ؟ وما حاله حينما اهتز له عرش الرحمن ومع هذا لم ينج من ضمة القبر هذا القبر الذي قال فيه – صلى الله عليه وآله وسلم – ((إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار))[6]

كم من جنازة نشاهدها كل يوم يمضي معها ثلاثة كما في الحديث ((يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله))[7]

 سياراته شيء من ملابسه وولده وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد من الذي تفضل أتفضل ولدك الذي سيقتسم مالك والذي أنت ستحاسب على هذا المال وهو يأكله حلالاً زلالاً أم تفضل مالك الذي سيقسم وسيرثه غيرك ؟ أم تفضل من سيبقى معك مؤنساً ونافعاً لك وهو عملك أحرص على عملك أن يكون هذا العمل خالصاً صواباً إياك أن تغتر بأولئك الذين يستكثرون من الأعمال الباطلة ومن الضلالات والبدع والخرافات التي يأثمون على فعلها ولا يؤجرون مهما كانت النية صالحة فلا يؤجر عليها الإنسان أبداً إطلاقاً وإن رأيت على هذا السمت من الأعمال من ينتسب للعلم أو ينتسب إلى الزهد والصلاح وهو يخالف سنة رسوله الله – صلى الله عليه وآله وسلم –فلا تغتر بأولئك الناس ألزم الحق واعرف الحق تعرف أهله إياك أن تتعرف على الحق بواسطة الرجال هذا خطأ هذا علي- رضي الله عنه – يقول : اعرف الحق تعرف أهله لا تزن الأمور بالرجال أبداً إنك إن فعلت هذا إن ضلوا ضللت وإن استقاموا استقمت لكن هذا ميزان أعوج عليك أن تتعرف على الحق وتقيس بعد ذلك الرجال على هذا الحق فتقول : فلان على الحق لأنه موافق لكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وآله وسلم – هذه الحقيقة كثير منا يجهلها أو يتهرب منها أو لا يريد ذكرها لكنها ستأتي حتماً لا محالة لا مفر ولا مهرب من مثل هذه اللحظات أبداً علينا أن نتذكرها لأن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أمرنا بأن نتذكرها فقال – صلى الله عليه وآله وسلم ((أكثروا ذكر هاذم اللذات يعني الموت))[8]

لا بد أن نزور المرضى ونزور القبور كما قال – صلى الله عليه وآله وسلم ((نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها…))[9]

 ترقق القلب تجعل الإنسان يتقرب إلى الله – تعالى – ويكثر من الاستغفار والقرب منه وإحسان العمل بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم وجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسته أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

 

الخطب الثانية :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

وبعد :

إن نهاية كل إنسان في هذه الحياة أن يموت وهذا الموت يتعدد أسبابه وأحواله من شخص لآخر لكنها حقيقة تدرك الناس أجمعين والسعيد من اتعظ بغيره وحاسب نفسه ودانها وعمل لما بعد الموت هذا هو السعيد أما هذه الدنيا فمهما عملت لها ومهما بنيتها فإنك ستتركها أو أنها ستخرب في يوم من الأيام لا ينفعك إلا عملك الصالح كما قال – صلى الله عليه وآله وسلم – ((ذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له))[10] إذاً لابد من الاستعداد لهذه الحقيقة إذا كان ((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ  )) سورة الرحمن آية (26) وإذا كان ((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ))سورة آل عمران آية (185)

 

إذا كان الأمر كذلك فلابد من الاستعداد فأنت تنام ولا تدري أتنهض من منامك أو لا ؟ أنت تسافر فلا تدري أتصل إلى وجهتك أم لا ؟ ها أنت تمشي في الطريق تدخل وتخرج فإن دخلت لا تدري أتعود أم لا ؟ وإن دخلت لا تدري أتخرج أم لا ؟ الحياة أنفاس والآجال معدودة ومحسوبة وهي غيب لا تعرف حقيقته أنت ولا غيرك أبداً لا تدري متى يفاجئك الموت فكم من إنسان فجئه الموت وهو نائم أو مستيقظ في الليل أو النهار في السفر أو في الحضر إنه ليس بينك وبينه ميعاد محدد حقيقة غيبية إذاً لابد من أن نحسن العمل وأن نتقنه ولابد من أن تكون أعمالنا خالصة لله تعالى – ولابد من التوبة والاستغفار ولنعلم أن الله تعالى – إذا أتاه العبد تائباً تقبله مهما كانت ذنوبه قال تعالى ((قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) سورة الزمر آية (53)

 

وفي الحديث القدسي ((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيك بقرابها مغفرة))[11] طالما وأنت تعترف بذنبك قلق وجل مستغفر غير مستحل لهذا الذنب لا تزال على خير وإن تعثرت في الطريق وإن فعلت الذنب ثم أقلعت ثم رجعت ثم أقلعت فالله تعالى يقبلك كما في الحديث إن عبدا أصاب ذنبا وربما قال أذنب ذنبا فقال رب أذنبت وربما قال أصبت فاغفر لي فقال ربه أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا فقال رب أذنبت – أو أصبت – آخر فاغفره ؟ فقال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا وربما قال أصاب ذنبا قال قال رب أصبت – أو قال أذنبت – آخر فاغفره لي فقال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثلاثا فليعمل ما شاء)[12]) وإياك أن تصل إلى أن تبلغ روحك الحلقوم ثم تتوب يومئذ لا تنفع التوبة أو حين ترى الشمس تطلع من مغربها فهذا اليوم لا ينفع نفس لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً .

 

ربنا تقبل منا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم . والحمد لله رب العالمين



[1] – أحمد 3/119

[2] – البخاري 2/515

[3] – البخاري 1/464

[4] – البخاري 4/1616

[5] – الجامع الصغير وزياداته 1/395

[6] ضعيف الترغيب والترهيب 2/184

[7] – البخاري 5/2388

[8] – سنن الترمذي 4/553

[9] – مسلم 2/672

[10]   مسلم 3/1255

[11] – سنن الترمذي 5/458

[12] – البخاري 6/2725

 


اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق