فإن الله – تبارك وتعالى – جعل عز هذه الأمة وجعل لها المكانة العالية وجعل لها دورها في تغيير مجريات هذه الحياة…
خطبة بعنوان : كيد الأعداء للإسلام
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
فإن الله – تبارك وتعالى – جعل عز هذه الأمة وجعل لها المكانة العالية وجعل لها دورها في تغيير مجريات هذه الحياة كل ذلك جعله – سبحانه وتعالى – بسبب أنها أمة مجاهدة في سبيل الله – تعالى – ولهذا فإن الله – تعالى – أمر بالمقاتلة في سبيله من أجل إعلاء دينه ونصره كتابه وسنة نبيه – صلى الله عليه وآله وسلم – من أجل تحرير الأوطان وتوسيع رقعتها من أجل تخليص المظلومين من الظلم الذي حل بهم من هذه الفئة أو تلك فقال الله – تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )) سورة التوبة آية (123)
وقال – سبحانه وتعالى : (( فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضْ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً )) سورة النساء آية (84)
وقال – سبحانه : ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ )) سورة الحج آية(39)
ما يدور في بلاد الإسلام من قبل أعداء الله – تعالى – ضد المسلمين في أي أرض وبلد إنما ذلك لا لأمر إلا لأنهم ارتكبوا جرماً عظيماً أن قالوا : ربنا الله ((وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )) سورة البروج آية (9)
هذه هي القضية التي أقضت مضاجع الكفار وأغضبتهم وأحنقتهم أنهم المؤمنين يقولون :
لا إله إلا الله محمد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ارتضوا بالله رباً وبمحمد – صلى الله عليه وآله وسلم – نبياً وبالإسلام ديناً نهجوا نهج كتاب الله – تعالى – حكموا شريعة الله تعالى – هذا هو الأمر الذي يغضب الأعداء ومقاومتهم أيضاً تكسبهم عداوة إلى عداوتهم وكأنهم يظنون أنهم هم المستحقون للحياة فحسب وأن المؤمنين والمسلمين يجب عليهم أن يستسلموا وأن يخضعوا ولا يمكن للمسلمين أن يعيشوا عيشة الذل وعيشة المهانة وعيشة الصغار من أجل هذا شرع الله – تعالى – القتال في سبيله بل إن الله – تعالى – لما أمر بإقامة العدل وأمر بإقامة المساواة في الحقوق والواجبات كل بحسبه أمر حتى بقتال الفئة الباغية التي تبغي وتخرج على النظام وتخرج على الحكم أمر الله تعالى – بقتالها ولو كانت لا تزال مسلمة وفي إطار الإسلام قال الله – تعالى : ((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ))
سورة الحجرات آية (9)
وقال – تعالى : ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ))
سورة الحجرات آية (10)
لكن إذا بغت إحدى هاتين الطائفتين فبالحوار وإذا لم يفلح الحوار ووصل الأمر إلى حد المقاتلة فلا مانع أن تقاتل الفئة الباغية حتى ترجع إلى أمر الله – تعالى – أسبوعنا الماضي وافق ما يمكن أن يطلق عليه بالذكرى الرابعة لغزو العراق والتي يحتفل فيها من يحتفل ويفرح فيها من يفرح ولكنها في الحقيقة سوءة ونقطة سوداء في تاريخ الأمة المسلمة التي لم تستطع إلى يومنا هذا أن تقاوم أعداءها ولم تستطع مجتمعة بحدها وحديدها أن تفعل شيئاً يذكر في فلسطين أو في العراق أو في أفغانستان والأمة تداس كرامتها وتنتهك أعراضها ويقتل كبراؤها ولا تستطيع الأمة أن تحرك ساكناً للأسف الشديد أن الأعداء يخططون إنهم يكيدون ليلاً ونهاراً ويتوحدون ويتكاتفون وينفقون الأموال من أجل إطفاء نور الله – تعالى – إنه مسلسل منذ أن بعث الله تعالى محمداً – صلى الله عليه وآله وسلم – إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مسلسل ملئ بالحقد الدفين على هذه الأمة المسلمة وعلى دينها وعلى نبيها وعلى كتابها بل على ربها – تعالى – مسلسل ملئ بالدماء بالكيد والمكر الدفين على هذه الأمة وعلى مقدراتها وخيراتها ماذا جلب أمريكا من أقصى الأرض إلى وسط الدنيا من أجل أن تغزو العراق مال من ذلك ؟ هل المراد من ذلك تخليص قوم من ظلم وقع بهم من أجل أن تحل الأمن والأمان والسلم والاستقرار في منطقة مشتعلة ملتهبة أم أنها لأغراض أخرى لا شك أن أمريكا قد فشلت في كثير من المواطن تريد أن تحل فيها ما يطلق عليه بالسلام فلم تستطع عبر الأيام والسنون أنت حل السلام في بلد أقل من هذا عدداً وأقل من حيث مساحة البلاد في فلسطين لم تستطع أن تحل السلام في أي بقعة من الأرض ولكنها تهوى الحروب والفتن وتهوى أن تقسم البلاد طولاً وعرضاً والشعوب إلى فئات وقبائل متناحرة من أجل أن يخلو لها الأمر .
خلا لك الأمر فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري
كما يقال في المثل من أجل أن يصفو لها الجو فتفعل ما تريد إنها لم تأت إلا من أجل أن مصالحها في المنطقة فحسب وأما البلاد والعباد فلا يهمها شيء من ذلك وإلا فإن الله – تعالى – قد حكا عنهم أنهم لن يرضوا عنا فقال – سبحانه : ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ )) سورة البقرة آية (120)
لكن السبب الأكبر كان يكمن في داخل هذه الأمة التي وطأت لدخول هذه القوات إلى داخل العراق وإلى غيرها من هؤلاء بكل صراحة وبكل شفافية وهو أمر ليس مستوراً فالجميع يعرفه الحكومات السنية القريبة من العراق كان لها الدور الأكبر في تمهيد دخول هذه القوات بفتح بلادها ومطاراتها ومياهها الإقليمية من أجل أن تغزو هذه القوات العراق .
ثانياً : المنافقون في هذه الأمة ممن تزلف لأمريكا وممن مد يده واستلم الملايين المملينة من الدولارات من أجل أن تطأ هذه القوات لإلى بلاد الإسلام وكذلك المنافقون في الصف الذين يتمسحون في الدين خصوصاً دولة إيران الرافضية الصفوية الحاقدة على أهل السنة طولاً وعرضاً كان لها الدور الأكبر في التوطئة لدخول هذه القوات إلى العراق باعتراف كبار سادتها وقادتها فلقد صرح مسئول كبير في إيران قال : إن أمريكا تعلم أنه لولا إيران لما تمكنت من دخول العراق ولا من دخول أفغانستان هكذا أيضاً الرافضة الصفوية الذين تسللوا إلى العراق كان لهم دور أكبر في دخول هذه القوات خصوصاً في البصرة وكان أيضاً دور كبير للحكومات التي تنتسب إلى السنة زوراً وبهتاناً كان لها دور في التخذيل والتقليل من شأن القتال في العراق فلقد وصمت الجهاد في العراق وصمته بأنه إرهاب وأنه خروج على الحكام وخروج على النظام وهذا غير صحيح بل هو مقاتلة عن الدين وعن الأعراض وعن الأموال والأطفال والضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة كان لأكثر من مليون صفوي الذين ولجو إلى العراق إبان الحرب دور في إحراق كثير من الوثائق التي تثبت الهويات من أجل أن ينتسبوا بعد ذلك زوراً وبهتاناً إلى العراق بل إلى شيعة العراق وفعلاً تحقق لهم كثير مما يصبو لهم فقد تمكنوا من قتل أكثر من مائة عالم من أهل السنة وكان لهم دور في كثير من العمليات التفجيرية في المناطق السنية حتى أنه وصل في خلال أربع سنوات عدد القتلى على أقل تقدير نحو 700 ألف قتيل هذا العدد التي لم ترتكبه إسرائيل أو اليهود في جرائمهم خلال خمسين سنة بلغ القتلى في العراق لا يربوا عددهم عن 150 ألف قتيل خلال 50 عاماً فانظر وقارن ما يحصل في العراق وفلسطين عدد المهجرين خلال أربع سنوات في العراق بلغ 4 مليون أي في كل عام نحو مليون مهجر وفي فلسطين خلال 50 سنة 5 ملايين فقط فكيف إذا صفا لهم الجو ماذا سيفعلون ؟ أيحرقون أهل السنة أم يخرجونهم من هذه البلاد التي هي موطن لهم والصفوية دورها مشبوه ووجودها ناشز ونكد جسم غريب دخل في هذا البلد المسلم .
أيها الإخوة الفضلاء :
كثير منهم لا يزال إلى اليوم يحتفظ بفارسيته ولا يزال إلى اليوم هؤلاء الصفو يون يحتفلون بعيد النيروز الفارسي الذي يجرهم إلى عروقهم القديمة بحقدهم الدفين تلك الفارسية البغيضة والمجوسية النتنة التي لا التقاء بينها وبن الإسلام بحال من الأحوال إن الجهاد في العراق لا شك أنه قد خضلت عنه الحكومات السنية وخذلت عنه جميع البلاد في الأرض كلها طولاً وعرضاً مسلمها وكافرها خذلوا عن هذا التيار بل وكان للدور الرافضي كان له دور كبير في إجهاض حركة الجهاد في سبيل الله .
أيها الإخوة الفضلاء :
إلى يومنا هذا لم تمد المقاومة في العراق بريال واحد بفلس واحد لا من حكومة ولا من أفراد حتى معلنة والجهاد في فلسطين نعم كان للحكومات وكان للأفراد دور في دعمه وفي تغذيته وبالرغم من هذا كله فلقد تحقق في العراق نصر عظيم ووالله إنني أكاد أجزم أن أمريكا لا يمكن أن تخرج من العراق إلا ذليلة خاسئة منتكسة الراية بأذن الله – تعالى – لقد بلغ قتلاها بحسب أعلى الأرقام 35 ألفاً وبحسب إحصاءاتها قالوا : لا يتجاوز 3500 قتيل وكأنهم يصورون لنا جنود الأمريكان بالرجل الحديدي السوبرمان الذي لا يضره شيء والتي تنفجر فيه الألغام والقنابل فيصعد إلى السماء الأولى ثم ينزل مرة أخرى إلى الأرض ولا يصيبه لا خدش ولا شيء لو أعطينا إحصائية وسط لقلنا نعطيهم 10000 آلاف جندي قتيل وهذا الثلث والثلث كثير إن أمريكا وساستها يعترفون بأن كارثتها في العراق أسوأ من كارثتها في فتنام وإن وزيرة أمريكا السابقة تقول : إن التاريخ سيسجل أبشع الجرائم في تاريخ السياسة الأمريكية غزوها للعراق وصدقت ارتكب هؤلاء القوم فضائح وفظائع عظيمة جداً إننا لا نتأثر لأننا بعيدين عن الجروح والحروق وعن النار وخط النار لا نتأثر من الصور التي نراها والتي لا تصل إلينا إلا عشر معشارها لقد قتلوا الأبرياء دمروا القرى عن بكرة أبيها وعلى رؤوس أهلها لقد دمروا المساجد ودنسوا المقدسات وقتلوا الأئمة لقد انتهكوا الأعراض في الشوارع وفي السجون ارتكبوا الفظائع كذلك بالذكور قبل الإناث ومع هذا والله لو أن شخصاً منا أصيب بعشر معشار ما يصاب به أحد هؤلاء لغضب ولحنق ولكان دوره غير الدور السلبي التي تعيشه هذه الأمة إن ما يحصل في العراق جهاد في سبيل الله تعالى – بل هو جهاد رايته بيضاء واضحة سنية بعيداً عما يوصم به من الإرهاب والتطرف إن أهل السنة هذا دورهم حيث وجدت الفتن وحيث وجد الغزو وحيث وجدت القلاقل لا يرتجون من حاكم مصلحة ولا منصباً ولا جاهاً ولا مالاً إنه موقف في سبيل الله – تعالى – والنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – قد شهد بأن هذه الطائفة ستكون على مر التاريخ مخذل عنها ستكون مظلومة ومهضومة كما قال – صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك))[1]
لم يثبت عبر التاريخ إلا ما ندر أن شخصاً من أهل السنة سفك دماً خطأ لأنهم ينطلقون من منطلقات دينية وعقائدية لأنهم يعلمون أن أظلم الظلم هو سفك الدماء التي حرمها الله – تعالى – ولا يحل دم امرئ كما قال – صلى الله عليه وآله وسلم : (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمفارق لدينه التارك للجماعة))[2]
هذه منطلقات ينطلق منها أهل السنة والجماعة حيثما كانوا بخلاف الطوائف الأخرى ربما تتواطأ مع الأعداء وتمهد لهم السبل والطرق لا تظنوا أن ما هو حاصل بين إيران وأمريكا إنما هو قريب من الحرب إنها حرب مصالح فحسب لتحقيق مصالح ليست من أجل نصرة الدين ولا من أجل تخليص الأقصى ولا من أجل تحرير البلاد الأخرى من الاحتلال بل إنها تصدر الثورات إلى كثير من البلاد وتزعزع الأمن فيها في اليمن في البحرين في مصر في غيرها من البلاد تصدر الثورات من أجل أن تزعزع الأمن في مثل هذه البلاد لأنها لا تنهج نهجها وإنها دولة واحدة نعم في بلاد الإسلام طولاً وعرضاً لكنها تنطلق من منطلق عقدي وللأسف الشديد أن حكومات أهل السنة جميعاً لا تنطلق منطلقات عقائدية أين قنوات الحكومات السنية الفضائية ؟ أين إذاعاتها ؟ أين مطبوعاتها ؟ أين ملحقاتها الثقافية ؟ أين أين أين ؟ بل إنها تجعل الحواجز والموانع على بقية الأطراف وتشدد عليهم وتتهمهم بالتهم التي هم منها برآء لكن في النهاية سيبقى دين الله – عز وجل – وسيبقى المسلمون بين مد وجزر وما بين أخذ ورد والجهاد في سبيل الله – تعالى – سجال يوم لك ويوم عليك وإن الله- تعالى – لناصر دينه أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعز هذه الأمة وأن يبرم لها أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويهدى فيه أهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً وحكم في المسلمين كتابك وسنة رسولك – صلى الله عليه وآله وسلم . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المجتبى وعلى آله وصحابته أهل الهدى وسلم تسليماً كثيراً
وبعد :
فقد ثبت في الحديث الصحيح أنه – صلى الله عليه وآله وسلم – قال : ((إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضها وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الي يحب أن يؤتى إليه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ) فدنوت منه فقلت أنشدك الله آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه وقال سمعته أذناي ووعاه قلبي فقلت له هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله يقول { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما } [ 4 / النساء / 29 ] قال فسكت ساعة ثم قال أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله))[3]
إن ما يحصل لهذه الأمة في الآونة الأخيرة إنما هو نوع من الفتن التي تمحص الناس وتوقظ النائم وترجع العاصي هذه الفتن هي التي توجب التمايز بين أهل الحق وأهل الباطل ويتضح للناس من هو الذي على الحق ومن الذي هو على الباطل وتوقظ الغيرة والحمية في أنفس الناس ولا شك أن الجهاد في سبيل الله – تعالى – ماض إلى يوم القيامة كما قال – صلى الله عليه وآله وسلم – ((الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم))[4]
ثبت عنه – صلى الله عليه وآله وسلم – أنه قال : ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ” فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال ” بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء ( ما يحمله السيل من وسخ ) كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ” فقال قائل يا رسول الله وما الوهن ؟ قال ” حب الدنيا وكراهية الموت))[5]
هذه الكثرة التي وصلنا اليوم إليها مليار ويزيد ولكن غثاء كغثاء السيل الذي يجرف الأوراق والأخشاب والعلب والقراطيس ويرميها في البحر هذه الغثائية التي أصابت هذه الأمة هي التي أضرت بها فوجد من هذه الغثائية المخذل والمنافق والعميل ووجد من هذه الغثائية من يفسد تصوره ومعتقده ويخرب منهجه كراهية الجهاد في سبيل الله تعالى – والله إننا سنموت جميعاً وأن سبب الموت مكتوب على كل أحد جاهد أو لم يجاهد – رحم الله – خالد بن الوليد – رضي الله عنه – الذي قال : ما من موطن ولا معركة إلا وخضتها وما من موضع في جسدي إلا وفيه رمية بسهم أو طعنة برمح أو ضربة بسيف وها أنا أموت على فراشي لم يمت وهو يقاتل في سبيل الله – تعالى – قال : فلا نامت أعين الجبناء إن الإنسان إذا قاتل في سبيل الله لا يعني هذا أنه يلقي بنفسه إلى التهلكة لا يعني هذا أنه سيموت في هذه المعركة بل إنه يبذل أسباب ليعز نفسه وأمته والموت إن كان قد كتب له في المعركة فهو أرفع أنواع الموت هو شهيد في سبيل الله – تعالى – وإن كان لم يكتب عليه الموت فإن جرح أو لم يجرح فسيموت على فراشه كما مات خالد بن الوليد – رضي الله عنه – ولهذا قال – صلى الله عليه وآله وسلم : (بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم))[6]
وقال – صلى الله عليه وآله وسلم – ((إذا تبايعتم بالعينة ( بالكسر السلف ) وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم))[7]
ما معنى حتى ترجعوا إلى دينكم ؟ حتى ترجعوا إلى دينكم كله ومنه الجهاد في سبيل الله – تعالى – لكننا صرنا نستحي حتى من ذكر هذا المصطلح من ذكر الجهاد وقلنا : قتال تسميته الشرعية هكذا جهاد في سبيل الله نعم قل : قتال في سبيل الله- تعالى – حرب في سبيل الله تعالى – حرب من أجل إعلاء كلمة الله – تعالى – لا يمكن لهذه الأمة أن تنال سؤددها وعزها ومجدها وكرامتها بالمفاوضات ولا بالجلوس حول الطاولات المدورة ولا بالسفريات إلى الفنادق الفاخرة إطلاقاً أثبت التاريخ والأيام فشل هذا كله أين مؤتمرات مدريد ؟ وأين مؤتمرات السلام ؟ وأين وأين ؟ كلها ذهبت أدراج الرياح وكما قيل : قديماً لا يفل الحديد إلا الحديد فهؤلاء لا ينفع معهم إلا منطق القوة إذا تركونا تركناهم لكنهم إذا آذونا فوجب على الأمة أن تتحرك كلها إن ما يدور في العالم الإسلامي كله إنما هو في سجل سيئات الحكام كلهم دون استثناء لأنهم خذلوا هذه الأمة كلها لقد كان الحكام الأوائل إذا استنجدت بهم امرأة في أطراف الأرض سيروا لها الجيش
رب واامعتصماه انطلقت ملئ أفواه اليتامى اليتمي لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
تبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – قبل هذا امرأة من المسلمين يعتدي عليها من قبل اليهود فيسير لها جيشاً هكذا هي أعراض المسلمين في كل مكان هي أعراضنا كلنا مقدسات المسلمين في أطراف الأرض هي مقدساتنا كلها وما حدث للأمة ما حدث إلا غنها جعلت هذا لا يعنيها وهذا خارج بلادها لكن – أيها المسلمون – أقول في الأخير إن الجهاد ماض إلى يوم القيامة وإن العداء بين المسلمين والكفار ماض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وإن تخذيل المنافقين ودورهم الأسود النكد سيبقى ما بقي الإسلام موجوداً وأن النصر سيكون في النهاية لصالح الإسلام والمسلمين أمريكا اليوم تبحث عن مخرج تريد أنتخرج وهي لا تزال تحافظ على شيء من ماء وجهها من العراق لقد تكبدت المليارات من الدولارات خسائر في العراق إضافة إلى المعدات والأرواح وإنها تطلب اليوم من إدارتها من مجلس شيوخها ونوابها أن يقروا إضافة إلى 70 مليار دولار في ميزانية الحرب أنت ضيف إليها أكثر من 100 مليار وهذا يدل على أنها تتكبد خسائر فادحة كذلك الشارع الأمريكي يغلي على حكومة بوش أيضاً شعبية بوش بدأت تنزل بدأ الديمقراطيون يحاصرون هذه الحكومة يريدون إسقاطها يريدون أن تعود القوات الأمريكية إلى أمريكا في حلول عام 2008 مـ معنى هذا أن أمريكا تعيش في مأزق عظيم وأنها دخلت في وحل وفي مستنقع لا أظن والله أعلم إلا أنها تخرج منكسة للراية بأذن الله – تعالى .
أسأل الله – تعالى – أن يرينا فيها وفي حلفائها عجائب قدرته إنه على كل شيء قدير .




اضافة تعليق