تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

المعاكسات الهاتفية

إن هذه القضية قضية مؤرقة جداً لأن هذا يؤدي كما قلنا إلى ذهاب العفة وخدش الشرف ويؤدي إلى اختلاط الأنساب ويؤدي أيضاً إلى انتشار الأوبئة والأمراض في المجتمعات…

خطبة بعنوان : المعاكسات الهاتفية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

يقول الله تعالى في محكم كتابه (( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )) سورة الأحزاب آية (33) هذه الآية المباركة وإن كان ظاهراً لنساء النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – فهي عامة لجميع المسلمين فإن الخطاب في القرآن العظيم بعمومه لا بخصوص السبب والقرآن يتنزل على الناس عامة وليس فيه آيات خاصة ولا أحكام خاصة إلا ما ورد الدليل بالخصوصية فيتنزل عليه وحده دون غيره من الناس

إننا _ أيها الإخوة : سنقف في هذه الدقائق المعدودة حول قضية هامة إنها قضية تهدد الأسر وقضية تهدد الأنساب قضية في غاية الخطورة تمس العرض وتمس الشرف هذا الحصن الحصين للمجتمع المسلم الذي يريد أعداء المسلمين إلى أن يكسروا هذا الحصن حصن العفة والشرف حصن الأنساب هذا الحصن الذي هو خمس الشريعة إن الشرع جاء ليحفظ خمس مقاصد منها حفظ العرض وإن الأدلة والأحكام متكاثرة تدور حول هذا وحرم الله تعالى الزنا والفواحش التي تمس الأعراض وحرم اختلاط الأنساب وأوجب الحدود التي تزجر من أن يمس بشرف الناس أو بأعراضهم أو بأنسابهم أو يؤدي إلى تفكك الأسر أو المجتمعات فشرع الله تعالى – حد الزنا وشرع كذلك حد القذف وهكذا أوجد التعازير التي تزجر الناس وتزجر كل من تسول له نفسه أن يمس الأعراض والأنساب إن كثيراً من النعم التي أنعم الله تعالى – بها على عباده قد يقلبها الناس إلى نقمة ويقلبها الناس إلى قضية تؤرق المجتمعات والأسر والشعوب لم تكن قضية الاعتداء على الأعراض في الآونة السابقة كما هو الحال في هذه الأزمنة المتأخرة يوم اكتشف العالم كثيراً من التقنيات الحديثة التي سهلت التواصل بين الناس وقربت ما هو بعيد وأوجدت وسائل عدة للتخاطب والتواصل والتحادث بين الناس فكانت الجرائم في الزمان الأول محوطة بالنظر محصورة لا يظهر منها شيء إلا وفشا وانتشر سيطه في المجتمع فكان المجتمع بجميع أشكاله وألوانه وسلوكياته وأخلاقه كان عندهم نوع من أنواع الغيرة والحفاظ على الشرف والعرض خاصة وغير دين الإسلام لم يكن قد بلغ به التحريف ما بلغ به الآن ولم يكن الناس قد تخلوا عن أديانهم كما هو حاصل اليوم فكان الناس لا تزال عندهم مسحة تدين وبالتالي فإن الجرائم لم تكن لتظهر كما هو حاصل اليوم على وجه الأرض . إن من أعظم النعم التي اخترعها الإنسان ويسرها الله لعباده بواسطة هذا الإنسان وتفكيره وتجاربه قضية الهاتف والشبكة العنكبوتية وما حدث من تطورات لهذه الوسائل ولقد ابتدأت مبدأ الأمر بدائية لم يكن ليحصل عليها إلا نفر يسير من الناس ثم لم تخترع المواصلات اللاسلكية إلا في وقت قريب ولم تحدث هذه الثورة والتقنيات الحديثة في قضية التواصل إلا في السنوات المتأخرة فأصبح الإنسان يستطيع التواصل والتحادث والتخاطب مع الناس بعده وسائل بالصوت وبالصوت والصورة وبالكلام وبالرسائل وغير ذلك بل واستطاع الإنسان أن يستخدم هذه التقنيات بأقل كلفة بل ربما أحياناً بدون كلفة وهذا الأمر لم يكن يطرأ فيما يبدو لي في ذهن المخترع- جرهام بل- على سبيل المثال الذي اخترع الهاتف لم يكن في خلده أنه يريد من هذا الاختراع أن يسيء الناس لهذا الاختراع وإنما وضعه واخترعه من أجل أن يسهل التواصل فهي نعمة من نعم الله تعالى – على عباده بها توصل الأرحام وبها يتحادث الأصدقاء وبها ترسل الرسائل التي فيها نوع توثيق الصلة وغير ذلك ولم يدر في خلده أن الناس سيسيئون إلى هذه التقنية وسوف يستخدمونها في غير ما اخترعها له لكن هكذا إذا انقلبت هذه النعمة إلى نقمة فإنها تصير مدمرة وتصير قنابل وألغام موقوتة يوشك أن تهدم الأسر والعفة ويوشك أن تفرق بين البشر ويوشك أن يصبح المجتمع قلقاً على نفسه وعلى عرضه وعلى أسرته إذا استخدمت هذه التقنيات وهذه النعم في غير ما وضعت له وهذه التقنيات هي سلاح ذو حدين والإنسان العاقل يستخدمها في الخير ويغلق استخدامها في أبواب الشر ويضع أمامها الحواجز والموانع التي توصل إلى هذه الشرور قضيتنا -أيها الإخوة- قضية ما يحدث من المعاكسات عبر هذه الوسائل وما يحدث من الجرائم نتيجة للاستخدام الخاطئ لهذه الوسائل هذه التقنيات كما ذكرنا إنها من نعم الله تعالى – فكم من الناس من وصل رحمه بهذه الوسائل وكم من الناس من تفقد أحوال أسرته بواسطتها وكم من علاقات جيدة توطدت عبر مثل هذه التقنيات لكن الأمر كما قال ابن القيم – رحمه الله – خلق الله الخلق على ثلاثة أصناف : صنف خلقهم الله تعالى بعقول دون شهوة وهم الملائكة وصنف آخر شهوة بدون عقول وهي البهائم والحيوانات وهذه غير مكلفة بتشريع وصنف ثالث مركب من الشهوة ومن العقل فإذا استخدم عقله وغلب جانب العقل أو شك أن ينتقل إلى الجانب الملائكي وإذا ضيع عقله أو شك أن يلتحق بركب البهائم فكم من الناس من يعيش عيشة بهائمية بل ربما يكون أضل من هذه البهائم كما قال تعالى (( …أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ)) سورة الأعراف آية (179) لأنهم لم يستخدموا هذه العقول واستخدموها في جانب الشهوات . إذا علمنا هذا- أيها الإخوة – فإن هنالك صنف من الناس وخاصة فئة الشباب إذا كان موظفاً يصرف ما يقارب ثلث راتبه لقضية الهاتف وأكثر الجرائم التي تمس الشرف وتمس الأعراض تنتج من هذا الجهاز ومن هذه التقنية لأنها لم تستخدم بالطريقة الصحيحة ونخن لا ننكر أن الله- تعالى- ركب في الجنسين عواطف وأن عاطفة المرأة أشد وأكبر من عاطفة الرجل بكثير وهذه فطرة فطر الله تعالى – عليها المرأة ولذلك ربما تتأثر هذه المرأة بالكلمات التي تظهر عاطفة الجنس الآخر عليها وكلا الجنسين يميل إلى الجنس الآخر فطرة ولكن ينبغي أن تسلك السبل الصحيحة للتواصل بين هذين الجنسين ولبناء علاقات أسرية محترمة تكون بالطرق المشروعة لا تكون عبر مثل هذه الطرق الملتوية وإن من المحزن المبكي أننا نرى قطاعاً عريضاً من شباب هذه الأمة التي تدين بدين الإسلام يلهثون وراء مثل هذه العلاقات المحرمة ويعاكسون البنات والنساء في الشوارع بل أحياناً إلى عقر دورهن عبر الاتصالات العشوائية التي تحدث في أوساط البيوت ما تحدثه ولهذه المعاكسات أضرار شديدة -أيها الإخوة – منها : أنها وسيلة للوقوع في الفاحشة – عياذاً بالله تعالى – من ذلك فتبدأ العلاقة بالكلمات المعسولة وبالعواطف ثم بالمواعيد والعلاقات ثم الوقوع في الجريمة ثم قبل هذا المواعدة المكذوبة والمغلوطة بالزواج بعد أن يقع الفأس في الرأس يتنكر هذا المجرم الذي وقع في هذه الجريمة يرفض هذه الفتاة التي أخذ عفتها ويرميها ويقول لها : أنا لا أريد أن أرتبط بفتاة ليست ذات شرف تبيع عرضها بعرض من الدنيا بكلمة تستعطفها إنني أريد زوجة عفيفة نظيفة ويتركها تتلمظ ويتركها تتألم وتتوجع ويتركها للعار ويتركها كذلك تبقى أبد الدهر تحمل هذا العار – عياذاً بالله تعالى – من ذلك وهذه خطوة من خطوات الشيطان التي قال الله عز وجل – عنها ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) سورة النور آية (21)

فلقد أمرها بهذه القضية خطوة خطوة بهذه المواعيد المكذوبة وأوصلها إلى هذه الجريمة .

ومنها : أنها تؤدي إلى انهيار الأسر فكم من فتاة أخذت عليها مكالمات ثم لما رفضت أن تقع في الجريمة وتزوجت بطريقة الحلال هددت وأسمعت هذه الأصوات لزوجها مما حدا بهذا الزوج إلى أن طلقها بل حتى العفيفات لم يسلمن من أضرار هذه المعاكسات قضية حدثت وقرأت عنها وربما قرأ عنها الكثير أن شاباً اتصل مرة إلى بيت من البيوت وكان المجيب رب البيت فقال له : أنا على علاقة محرمة بزوجتك وأنا آتي إلى هذا البيت مراراً وتكراراً وإذا أردت أن أصف لك بيتك فبيتك في المكان الفلاني في الشارع الفلاني رقمه كذا وإذا أردت أن أصف لك غرف منزلك وصفتها لك فهي مكونة من كذا وكذا وإذا أردت أن أصف لك أثاث بيتك وصفته وهو مكون من كذا وكذا ما كان من هذا الزوج إلا أن طلق امرأته واتهمها بعفتها وأرجعها إلى أهلها ولما هدأت العاصفة وقد أخذ رقم المتصل بدأت التحقيقات تأخذ مجراها ووصل إلى هذا الشاب وأخذت تحقيقاته فهل كان يا ترى فعلاً مع علاقة مع هذه المرأة أو أنه استخدم أساليب شتى من أجل أن ينال من عفتها فلم يستطع أتدركون كيف وصل إلى هذا الرقم وكيف تعرف على هذا البيت وكيف تعرف على غرف البيت وأثاثه ؟ إن رب البيت أوصله يوماً من الأيام من أجل أن يقدم خدمة في البيت كأن يكون سباكاً أو يكون كهربائياً فأخذ سماعة البيت وضرب الرقم إلى هاتفه ثم حفظ ما في البيت وبدأ من هنا بالتواصل لعله يصل إلى جريمته فلما لم يصل أراد أن ينتقم بهذه الطريقة ولكن ولله الحمد أن هذه المرأة عادت بعد ذلك إلى زوجها حينما اكتشفت الحقيقة فصارت تكره شيئاً اسمه الهاتف وما كان لها أن تكره شيئاً اسمه الهاتف فالكره والبغض لهذا الشاب المنحرف وإلا فهذه نعمة من نعم الله تعالى . ومنها : أن هذه المعاكسات إيذاء المسلمين في بيوتهم قال تعالى ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً )) سورة الأحزاب آية (58)

فإن من الناس من لا هم له إلا كيف يؤذي الناس في بيوتهم وكيف يؤذي الناس في أعراضهم ؟ وهو أيضاً من أسباب التعاسة حتى بعد الزواج فمن النساء من تكون هذه المعاكسات سبب من أسباب تعاستها لأنها تهدد على زواجها إما أن تأتي إلى هذا الطريق وإلا تهدد بما أخذ عليها من رسائل ومن صور ومن تسجيلات للمكالمات بل حتى المعاكس نفسه تصل إليه أضرار هذه المعاكسات إن شاباً يعيش في قلق ويعيش في نكد كلما رفعت زوجته السماعة وتتحدث مع زميلتها يقول : إنها كاذبة إنها تحدث الرجل بلفظ المؤنث كما كنت أفعل بالنساء أتحدث معهن بصيغة الذكورة فانظروا كيف تسبب بالأضرار على نفسه أن صار يعيش في شك وفي قلق وربما خربت بيوت من وراء هذه المعاكسات إن للمعاكسات أسباب كثيرة – أيها الإخوة – نقتضب منها أن من أسبابها : ضعف الإيمان ومراقبة الله تعالى – فكما أنك تؤذي بيوت الناس فلعل من الناس من يكون تؤذي بيتك بابتدائك وبسبب إيذائك لبيوت الناس فينبغي تنمية الإيمان ومراقبة الله تعالى – في نفوس الأبناء والبنات حتى لا يتعرضوا لمثل هذه الفتن فإن الإيمان هو المكبح وهو الحاجز الذي يحجز في الوقوع في سائر المحرمات . ثانيها ضعف التربية والتوجيه فإن من الناس من يطلق العنان لأفراد أسرته ذكوراً وإناثاً يعبثون ويفعلون ما يشاءون ويتحركون كيفما يشاءون يخرجون ويدخلون ليس ثمة نوع من أنواع التعب للمتابعة لهؤلاء الأولاد ولكن للأسف أحياناً قد يحدث ما لا تحمد عقباه . ثالثها : جهل بعض الفتيات بحقيقة هذه القضية فإن من الفتيات ليست بواعية بعواقب هذه المعاكسات فهي في غريزتها وطبيعتها تحب التواصل مع الجنس الآخر وتحب الكلمات الحانية والعاطفية ولكنها لا تدري إلى أين توصلها فإذا لم يكن هنالك تربية جادة للفتيات على وجه الخصوص فإنه يوشك أن يحدث ما لا تحمد عقباه . رابعها : عدم التزام المرأة بالضوابط الشرعية التي الحديث فهنالك من ترفع الهاتف وتتكلم بكلام معسول وكلمات رقيقة تغري من يتحدث معها وتغري من يستمع إليها بأن يتواصل معها مرات ومرات خاصة إذا كانت تتجاذب معه أطراف الحديث ولا توصد الباب على نفسه . ومن الأمور الواقية لهذه القضية أن يكون في البيت كاشف فلا يجاب إلا على من يعرف رقمه وفي الجوالات لا تجيب المرأة على وجه الخصوص إلا على من كانت تعرفه وتعرف رقمه هاتفه وإلا فلا تجيب فإن من الشباب من يحاول أن يتكلم مع أرقام عشوائية ولعلها تصطاد فتاة فارغة القلب

فصادف قلباً خالياً فتمكنا .

 خامسها : رفقة السوء التي تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف فالرفقة السيئة من أعظم الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه النكبات والأضرار .

 سادسها : إطلاق النظر المحرم وخاصة عبر شاشات التلفاز والمجلات التي تنشر الصور الخليعة مما يؤدي إلى ثوران وهيجان الشهوة عند كلا الجنسين وبالتالي فإن النظرة هي أول الخطر كما قال القائل :

 كل الحوادث مبدأها من النظر                            ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها                          فتك السهام بلا قوس ولا وتر

والعقل ما دان ذا طرف يقلبه                               في أعين الغيد موقوف على الخطر

يسر مقلته ما ضر مهجته                                   لا مرحباً بسرور جاء بالضرر .

سابعها : عدم احتشام المرأة أثناء خروجها مما يهيج الشهوات ومما يفتن الرجال ويسبب إلى مثل هذه الأضرار التي تؤدي بالتالي إلى انتشار الجرائم في المجتمعات وتفكك الأسر كذلك . أسأل الله تعالى – بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يحفظنا وإياكم وأبناءنا وأبناءكم ومجتمعنا جميعاً من هذه الفتن ما ظهر منها وما بطن أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية :

الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

وبعد :

أقول أيها الإخوة : إن هذه القضية قضية مؤرقة جداً لأن هذا يؤدي كما قلنا إلى ذهاب العفة وخدش الشرف ويؤدي إلى اختلاط الأنساب ويؤدي أيضاً إلى انتشار الأوبئة والأمراض في المجتمعات وسبحان الله – أن مثل هذه القضايا تجعل الإنسان يعيش في قلق وفي حيرة ما لم يعمل بالوسائل التي تؤدي إلى تصحيح المسار ومن أهمها التوعية والتوجيه وهذه القضية لا تعني رب الأسرة فحسب وإنما تعني المجتمع برمته فينبغي أن يكون هناك تفاعل من شركات الاتصالات حين تأتي الشكاوى من بعض الناس لابد من متابعة أولئك الذين يتسببون في الإزعاج ولابد من تفعيل محاكم الآداب وإنزال العقوبات بأولئك الذين يقلقون الناس في بيوتهم ويتهجمون من وراء الحدود وربما يفعلون كثيراً من الفواحش والجرائم لابد من إنزال العقوبات حتى يكونوا عبرة للمعتبرين إن من جملة الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذا وجود بعض الشرائح والبطائق ذات الأرقم المستجدة التي تصرف للناس من دون أن يوقعوا على العقود يعني شرائح مجهولة الهوية يشتريها الإنسان دون أن يبرز بطاقته ودون أن يوقع عقداً ويعرف عنوانه ويعرف على سبيل المثال هاتفه الثابت وأقل الأحوال بطاقته الشخصية فهنالك بعض المواقع تبيع مثل هذه الشرائح دون أن يتعرف على المشتري وهذه من أكبر أسباب الجرائم لأنها هي في الغالب التي تستخدم في كثير من التواصل إن هذه القضية إذا أردنا معالجتها فإننا نعالجها بعدة خطوات منها :

–       أولاً : تنمية الخوف من الله تعالى – في المجتمع عبر كل الوسائل عبر التلفزيون وعبر الإذاعات وعبر الجرائد والمجلات والمحاضرات والخطب وكذلك أرباب البيوت أيضاً أن يكونوا أيضاً موجهين لأبنائهم في تنمية الخوف من الله عز وجل – هنالك قنوات فضائية تنمي الإيمان وتنمي جانب المراقبة لله تعالى- ليسمع الأبناء تلك المحاضرات والدروس التي فيها منافع والتي تعود عليهم بالخير بأذن الله تعالى – شطب كثير من القنوات التي تهيج الشهوات وما شاكل ذلك . بحيث يبقى البيت آمناً إلى حد ما .

–        ثانياً : التوبة إلى الله تعالى – فما زال باب التوبة مفتوحاً للذكور والإناث لمن وقع في هذه القضية ولمن لم يقع فيها فعلينا أن نكون دائماً توابين إلى الله تعالى .

–        ثالثاً : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمن يعلم في شاب يقع في هذا الأمر أن ينصحه وأن يعظه وهكذا النساء من تعلم من النساء واقعة في مثل هذه المعاكسات عليها أن تنصحها وأن تقوم كافة الوسائل بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

–       رابعها : ضبط الاتصالات كما ذكرت آنفاً فلا تجيب المرأة على وجه الخصوص إلا على من تعرف وإلا فلا تجيب من دق على رقم بيتها أو هاتفها وأفضل أن يكون من يجيب على الهاتف الثابت هم الذكور لأن المرأة إذا أجابت أمسك طرف الصيد عند هؤلاء الشباب المنحرفين .

–       خامسها : تيسير الزواج فإن كثيراً من الفتيات ممن تقع فريسة للمعاكسات أغلبه يكون ناتجاً عن المغالاة في المهور وتأخير زواج البنات إلى سن متأخرة فالمرأة ليست سلعة تباع وتشترى بل يبحث الولي عن الكفء ليستر هذه المرأة .

–       سادسها : البعد عن أسباب الإثارة كإطلاق النظر في مشاهدة الأفلام وغيرها .

–        سابعها : دور التربية الأسرية والمدرسية والجامعية وغيرها .

–       وهنا رسائل أرسلها سريعاً :

–       الرسالة الأولى : لأولئك الذين وقعوا في شباك المعاكسات عبر الهاتف عليهم أن يداوموا الدعاء لله تعالى أن يعينهم على الإقلاع عن مثل هذه الجريمة الشنعاء وعلى الجميع أن يداوم الدعاء في أن يقي الله تعالى- أفراد الأسرة من أن يكونوا فريسة لهذه القضية .

–       ثاني الرسائل : اجتناب المثيرات فلا نجلب على أنفسنا ولا على أهلينا ما يثير هذه الشهوات وعلينا أن نحرص كل الحرص على أن تكون بيئة البيت أقرب ما يكون إلى طاعة الله تعالى .

–       ثالث هذه الرسائل : أن تجتنب المرأة الرد على من هب ودب ولا ترد إلا على من تعرف .

–       رابعها : أن تحرص المرأة على مصاحبة الصالحات وأن يحرص الشاب كذلك أن يجالس الصالحين الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .

–       رسالة خامسة إلى الفتاة عليها أن تتصور صورة أبيها وصورة أمها فيما لو قع العار – عياذاً بالله تعالى كيف يكون وجه أبيها أسود منكس الرأس بين الناس ؟ كيف تكون صورة أمها وهي تبكي الدم بعد انقطاع الدمع ؟ كيف تكون صورة الأسرة بعد أن تقع في حبائل هؤلاء ؟ عليها أن تتصور هذا فإذا تصورته تصوراً صحيحاً فإنها لا شك لن تقع فريسة لهؤلاء الذين ليس لهم هم إلا إقلاق المجتمعات .

    سادسها : علينا أن نملأ فراغ الشباب والشابات بما فيه النفع مثل قراءة الكتب والمجلات النافعة ومشاهدة القنوات النافعة وممارسة بعض الألعاب والرياضيات النافعة وغير ذلك من ملأ الفراغ فإن الفراغ يعد من أكبر الوسائل التي تؤدي إلى كثير من الجرائم

إن الفراغ والشباب والجدة                     مفسدة للمرء أي مفسدة

اللهم أصلح شباب المسلمين وردهم إليك رداً جميلاً يا أرحم الراحمين وجنبهم رفقاء السوء يا كريم

والحمد لله رب العالمين .

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق