تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

نصرة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –

من آثار مثل هذه الرسوم السلبية إذا لم تعالج معالجة صحيحة وخاصة في بلاد المسلمين وخاصة لدى حكام المسلمين إذا لم يعالجوا مثل هذه القضية علاجاً جذرياً فإنه يخشى أن يقوم بعض الشباب بالانتصار للنبي – صلى الله عليه وآله وسلم بأعمال فيها شيء من العنف…

خطبة بعنوان : نصرة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

فهذا الدين – أيها الإخوة – حيت أظهره الله شرق به اليهود والنصارى وأغاظهم أن الرسالة انفلتت من بين أيديهم ولقد كانوا يعرفون أنه آن أوان خروج النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وكانوا وهم في المدينة وهم في الشام وهم في بقاع الأرض كلها يرتقبون ظهور النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ولكنهم لا يعلمون من هو وما نسبه وهل هو منهم بل كانوا شبه متأكدين أنه منهم لأن الرسالة كانت فيهم ولذا كانوا يقولون في المدينة للأنصار آن أوان خروج نبي نؤمن به ونقاتلكم معه فلما ظهر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – بصفاته المعروفة التي كانوا يتلونها في التوراة والإنجيل لما عرفوه بصفاته وعرفوا أن النبوة سلبت منهم لأنهم أقلوا الأدب مع الله –تعالى- وأقلوا الأدب مع أنبياء الله – تعالى – سلب الله – تعالى – النبوة منهم وأعطاها لغيرهم لأنه في علم الله – تعالى – أن هذه الأمة ستقوم بهذا الدين خير قيام ولذلك غيروا صفات النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – حينما كانت قريش تسأل اليهود عن صفات النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وهم يعرفون صفاته غيروها وبدلوها وإن كان في بعض أسانيد هذه الحادثة فيها مقال إلا أنه ينجبر بعضها ببعض فقالوا لهم : إنه رجل طويل أزرق – يعنون أسود – ففرحت قريش فقالت : إذاً ليس هذا صاحبكم وليس هذا النبي هذا كذاب وهذا دجال ولكنهم يعرفون أن محمداً – صلى الله عليه وآله وسلم – أنه نبي بصفاته حتى أن عمر-رضي الله عنه – كان كثيراً ما يلازم اليهود وهم يدرسون كتبهم في يوم ما قال لهم : أنشدكم الله يا معشر اليهود والله إني لأعجب كيف أن القرآن يصدق التوراة وأن التوراة تصدق القرآن أنشدكم الله أتعرفون أن محمداً رسول الله فسكتوا وقالوا هذا رئيسنا ليتكلم فالتفت إليه أما وقد ناشدتنا الله نعم إنه النبي الذي نجده مكتوباً عندنا في التوراة قال : فلم لم تؤمنوا به قالوا : لأن صاحبه الذي يأتيه بالوحي جبريل وهو عدونا وكان هذا سبب نزول قول الله – تعالى – : ((قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ)) سورة البقرة آية (98)  ثم إنه مشى عمر إلى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – يريد أن يخبره بالخبر فسبق الوحي عمر فقال : يا عمر أتريد أن أتلوا عليك آيات نزلت علي آنفاً قال : نعم فتلا عليه الآيات فقال : والله ما جئت إلا لأخبرك بهذا الخبر تعرفون سلمان الذي تنقل من دين إلى دين كان مجوسياً من عباد النار ثم تنصر ثم آخر واحد من القساوسة حينما سأله إلى أين أذهب قال : لا أجد لك مكاناً تذهب إليه وإنما آن أوان ظهور نبي يظهر في بلد كثير النخل بين حرتين فجاء العرب وأخذ سلمان – رضي الله عنه – واستبشر خيراً حينما رأى صفات البلدة التي ذكرها ذلك القس وقصة إسلامه معروفة لديكم .

 هذا النبي المبارك الكريم الذي بعثه الله – تعالى – رحمة للعالمين : ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ))

 سورة الأنبياء آية  (107)

فهو رحمة مهداة ونعمة مسداة هذا النبي الكريم الذي قضى وقته وجهده داعياً إلى الله – تعالى- يدعوا الناس بشفقة ورحمة خير أن يكون ملكاً نبياً فأبى – صلى الله عليه وآله وسلم – وإنما أراد أن يكون عبداً رسولاً يجوع يوماً فيصبر ويشبع أخرى فيشكر هذا النبي الكريم  الذي كان أرحم بالناس من أمهاتهم الذي كان يتعامل مع ألد أعدائه بكل رحابة صدر وبكل رحمة كان يلقى الأذى من قريش ويلقى الأذى من اليهود ويلقى الأذى من النصارى ومع هذا – صلى الله عليه وآله وسلم – كان يقول : ((اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ))[1]

إلا حينما نفذت جميع الوسائل ومضى على من مضى قضاء الله – تعالى – وقدره وأنهم لا يؤمنون إلا بالسيف أو أنهم يموتون وهم كفاراً وإلا فما كانت رغبته – صلى الله عليه وآله وسلم – أن يريق دماً أو أن يشهر سيفاً فإنه – صلى الله عليه وآله وسلم – كان يدعو الناس بالكلمة الطيبة ويدعوهم بالحسنى ويدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة وما كان يغير على أحد حتى تبلغه الرسالة وحتى ينذرهم – صلى الله عليه وآله وسلم – وصفه الله – تعالى – بهذا الوصف : ((((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) سورة الأنبياء آية  (107)

فهو كله رحمة حتى سيفه رحمة وإراقته للدم رحمة وقتله رحمة – صلى الله عليه وآله وسلم – إذا قتل من قتل بواسطة جيشه من الصحابة الكرام – رضي الله عنه – فإنما ذلك رحمة بالناس من أجل أن يزيل الفساد والإفساد من على ظهر الأرض : ((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ )) سورة البقرة آية (193)

تعرفون _ أيها الإخوة – أن هذا الدين بدأ غريباً وأنه سيعود غريباً كما بدأ كما قال – صلى الله عليه وآله وسلم – : (( بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء))[2]

غربة هذا الدين صارت الآن في أهله غربة الدين بين أبنائه هنالك من يحارب الدين من أبناء الإسلام من يحاربون سنة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – من أبناء الإسلام من يريد أن يجتث الأصول والثوابت من جذورها هؤلاء ليسوا أقل خطراً من اليهود والنصارى الذين يحاربوننا اليوم في نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – الذين يشككون في سنة محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – هؤلاء لا يقل خطرهم عن أولئك بل هؤلاء ما هم إلا فئة مأجورة مدفوعة الأجر مقدماً من أجل أن يهزوا ثوابت هذه الأمة وإن من أولى أولويات المسلم أن يدافع عن سنة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – فهو جزء من الدفاع عنه – صلى الله عليه وآله وسلم – تعرفون أن الفترة المكية التي قضاها النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في مكة كانت فترة ضعف ولما انتشر الإسلام في المدينة ظهر النفاق وكثر الكيد كانوا لا يعرفون في مكة إلا كافر معلوم الكفر أما في المدينة فكان صنف كافر وصنف منافق يظهر الإسلام ويبطن الحقد على الإسلام وعلى أهله .

إن الله – تعالى – إذا أراد أن ينشر هذا الدين جعله غريباً وأتته الضوائق من كل حدب وصوب فليس بعد الكرب إلا الانفراج وليس بعد الشدة إلا الفرج بأذن الله – تعالى – فكم لاقى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في مكة وكم لاقى أصحابه في مكة وهم قلة قليلة كان بإمكان قريش أن تقضي عليهم ولكن قدر الله – عز وجل – أقوى منهم ((وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )) سورة الأنفال آية (30)

كانوا يظنون أنهم سيقضون على الإسلام في مهده ولكن ما علموا أن تضييقهم وأن شدتهم وحدتهم على الإسلام هي الوقود لهذا الدين كي ينتشر ويظهر وفعلاً تلك الضوائق التي عاناها نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – وعاناها أصحاب محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – كانت هي الوقود لانتشار الدين في جميع الآفاق ولهذا أرادوا بعد أن خرج النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – من مكة إلى المدينة أرادوا أن يغيروا عليه في عقر داره ليقتلوه وليرتاحوا منه ومع هذا لم يستطيعوا وفي غزوة الأحزاب أعلنها – صلى الله عليه وآله وسلم – مدوية قال : ((الآن نغزوهم ولا يغزونا))[3]

 لكن غربة الدين ستأتي غربة الدين – أيها الإخوة – لو قرأنا فيمن كتب في الغربة لوجدنا أن علماء متقدمين جداً كانوا يكتبون في الغربة يقولون : نحن الآن في غربة وفي عزلة كيف لو كانوا في زماننا هذا ماذا سيقولون يعني ابن الجوزي وغيره قبله كانوا يقولون : نحن في غربة وفي زمن الاعتزال كيف لو رؤوا زماننا هذا كيف لو رؤوا هؤلاء الذين لا يرفعون لسنة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – رأساً الذين ألهوا عقولهم والذين صاروا أداة طيعة للغرب كل يوم يظهرون لنا مسألة من المسائل يريدون إزعاج المسلمين واجتثاث الثوابت وهزها من جذورها ليكونوا ناصرين لتلك المنظمات التي تحمل الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين قبل سنة تقريباً تعرفون تلك الهجمة التي حدثت على نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – من الدانمرك ومن السويس ومن غيرها من الدول واليوم تعود الكرة مرة أخرى وبطريقة أشنع لكن هنا يأتي جس النبض عند الشارع المسلم ما عسى المسلمون أن يصنعوا وأن يفعلوا هؤلاء المليار الذين بأيديهم السلاح والعتاد عندهم من السلاح الذين لو استخدموه والله ثم والله لركعوا الغرب تركيعاً إنه سلاح البترول الذي يتغذى به الأمريكان ودول الغرب لو استخدم هذا السلاح في وجه أعدائنا لركعت هذه الدول ولكن ذهب أولئك الذين عندهم النخوة وعندهم المحبة للنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وذهب أولئك الذين لا يعبدون الدنيا وتعس عبد الدرهم والدينار والخميصة والقطيفة ذهب أولئك الرجال وبقي أناس لا يستطيعون أن يحركوا ساكناً فيأتي أعداؤنا ليتهجم على نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – وليصوره بأبشع الصور ينظر ما عسى المسلمون أن يفعلوا .

لقد كانت مقاطعة المسلمين في السنة الماضية لمنتجات الدانمرك كانت من أقوى الأسلحة ولكن وجد من يفل حد هذا السلاح ابتداءً ببعض الشركات حتى ذهبت الغيرة من قلوب الناس وعادت الأمور إلى ما كانت عليه القضية ليست قضية شخص إنها قضية ديننا قضية معتقدنا يمسونا في أقدس المقدسات والله لو أن أحداً تعرض لعرضك أو تكلم في أبيك أو أمك لانتفضت ولقاتلت ولساببت ولصنعت كل ما تجد ولكن القليل القليل من ينتصر لمحمد – صلى الله عليه وآله وسلم – ما أنت إلا حسنة من حسناته – صلى الله عليه وآله وسلم – لولاه لبقي الناس يعبدون الأحجار والأشجار بعد فضل الله – تعالى – يا ترى هذه الأقلام المأجورة وهذه الجرائد المأجورة ماذا تريد ؟ ولماذا تتكلم وتطعن وتشوه بالنبي – صلى الله عليه وآله وسلم ؟

 لماذا لا يشوهون مثلاً بعالم من العلماء لماذا يأتون إلى هذا الرمز – صلى الله عليه وآله وسلم ؟ لأن هذا العالم ربما لا يغار الناس له ولكن الغرب يريد أن يجس النبض عندنا أيها المسلمون ماذا سنصنع ؟ لأنهم ما يريدون هذه الصور التي يرسمونها وإنما يريدون ما بعدها هل آن الأوان أن نقتحم بلاد المسلمين أن نسلب أموالهم أن نهتك أعراضهم آن الأوان أم بقي فيهم شيء من الغيرة هنالك أسباب لا شك تدعو لمثل هذا الازدراء والاحتقار لدين المسلمين من ذلك على حد زعمهم أنهم يحاربون الإرهاب أي إرهاب هذا الذي يحاربونه ؟

إنما يريدون حرب الإسلام لا حرب الإرهاب ولو كانوا يريدون أن يحاربوا الإرهاب لكانوا هم الذين يستحقون أن يحاربوا أليس اليهود هم رأس الإرهاب ؟ أليست أمريكا هي رأس الإرهاب ؟ أليست بريطانيا هي رأس الإرهاب ؟ أليست دول التحالف هي رأس الإرهاب ؟ يحتلون بلادنا وينتهكون أعراضنا ويسلبون خيراتنا ويدنسون مقدساتنا أليس هذا هو الإرهاب ؟ إرهاب الآمنين إزهاق الأرواح هتك الأعراض ترميل النساء وتيتيم الأطفال هذا هو الإرهاب بعينه وأما المسلمون ماذا صنعوا ؟ إنما هذا مجرد تهمة وإلى يومنا هذا لم يستطع الغرب أن يعرف الإرهاب لأنه لو عرفه تعريفاً صحيحاً لانطبق أول ما ينطبق عليه ولذلك هم يسنون القوانين ويشرعون الشرائع ويوم يحتاجون إلى أن يدسونها بأقدامهم يدوسونها دون أدنى حياة من الأسباب أيضاً أنهم يريدون أن يحدون من المد الإسلامي الممتد في دول الغرب الإسلام اليوم – أيها الإخوة – في بلاد الغرب ينتشر انتشار النار في الهشيم صحيح أنه ينتشر بهدوء دون جعجعة لكن هنالك آلاف مؤلفة من أبناء الغرب من البيض وليس من السود المضطهدين يدخلون في دين الله – تعالى – أفواجاً فهم بمثل هذا العمل يريدون أن يقفوا سداً منيعاً دون انتشار الإسلام في بلاد الغرب يريدون أيضاً من المسلمين في بلاد الغرب أن تكون لهم ردات فعل هذه الردات الفعلية الغاضبة تظهر المسلمين فعلاً أنهم غوغائيين وبأنهم فعلاً يرهبون وبأنهم يخربون ولكن من فضل الله – عز وجل – المسلمون في بلاد الغرب يعوون مثل هذا الأمر فلا يقومون بأي أعمال دون تخطيط ولا يقومون بأي أعمال دون دراسة مسبقة ليعرفوا مخاطر تلك الأعمال أو سلبياتها أو إيجابياتها فهم يريدون بعض الشباب أن يقوم بشيء من الأعمال الهوجاء التي تكون يعني ذريعة وتكون سبباً لمثل هذه الأعمال والصنائع أيضاً هنالك جيل في بلاد الغرب سواء كان من أبناء المسلمين الأصليين أو كان من أبناء الذين دخلوا في الإسلام وصار أبناءهم بعد ذلك من جملة المسلمين صار هؤلاء قلق على الساسة في بلاد الغرب لماذا ؟ لأنه صار لهم رقم وصار لهم دور في أمريكا في بريطانيا في فرنسا في السويد السويد هذه يا إخوة يضرب فيها المثل في الحرية حرية مطلقة لكن هنالك جيل من أبناء المسلمين في هذه الدول صار لهم رقم سياسي يمكن أن يكون لهم بعد فترة من الزمن نواب ووزراء بل ربما إذا تكاثر العدد ربما تنقلب الأمور رأساً على عقب وتصير السويد وهولندا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا ربما تصير ولايات مسلمة هذا الذي يقلقهم ولذلك فهم يحاولون أن يوجدوا العراقيل ويوجدوا الثغرات من أجل ألا يكون لهؤلاء صوت من أجل أن يكون الشارع الغربي كله في وجه هؤلاء المسلمين ولذلك في بعض البلاد الغربية لا يستطيع كثير من المسلمين أن يتحرك بنفس الحرية التي كانت من قبل ولا تستطيع المرأة المسلمة في بلاد الغرب أن تتحرك كما كانت تتحرك من قبل لماذا ؟ أوجدوا هذه الضوائق التي يبررون لها بمثل هذه المبررات فهم على كل حال هم يخافون من هذه الأجيال المسلمة أن تتنامى ويصير لها رقم ويصير لها من يمثلها في البرلمانات وفي الوزارات وفي غيرها أيضاً الحضارة الغربية أخفقت بحريتها المطلقة وصار الناس ينظرون إلى دين الإسلام بعقائده وأخلاقه وسلوكياته ينظرون إليه نظرة إجلال واحترام حتى من اليهود أنفسهم ومن النصارى أنفسهم لأن حضارتهم أخفقت لأنها تتصادم مع المبادئ والقيم لذلك فالغرب قلق العلمانيون في بلاد الغرب أهل الشهوات قلقون على شهواتهم وعلى مصالحهم من بلاد الحضارة الإسلامية إلى تلك البلدان ولذلك فهم يوجدون مثل هذه الثغرات ومثل هذه الاهتزازات حتى يتشوه صورة الإسلام والمسلمين ولكن هم يريدون أمراً والله – تعالى – يريد أمراً آخر فإن كثيراً من الناس صار يقرأ أكثر عن الإسلام ويتعرف أكثر عن الإسلام بل ويدخل كثير من الغربيين في الإسلام بسبب مثل هذه الحوادث التي يحدثها هؤلاء القوم في بلدانهم للأسف الشديد – أيها – الإخوة – أن ردة الفعل في بلاد المسلمين كانت ضعيفة جداً هذه المرة إذ لم يتحرك على المستوي الرسمي سوى البرلمان المصري وعلى المستوى الشعبي تحرك بعض الأعاجم كما سمعتم بعض الباكستانيين والأفغان هم الذين تحركوا سواء كان الأمر في بلدانهم أو كان أيضاً في الجاليات الموجودة في السويد هم الذين تحركوا في هذه القضية ولكن الشارع المسلم لم يتحرك التحرك المرجو هذا على المستوى الشعبي أما عن المستوى الرسمي فإن ردات الفعل سلبية للغاية وكان الواجب على الدول الإسلامية قاطبة أن تبادر بادي ذي بدء إلى قطع العلاقة مع هذه الدولة التي اعتدت على أقدس مقدس بعد الله – تعالى – عند المسلمين وهو الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – فكان الواجب مقاطعة هذه الدولة ثم مقاطعة منتجاتها مقاطعة تامة انتصاراً للنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – حتى ترضخ هذه الدولة وحتى تعتبر هذه الدولة وحتى تعاقب من فعل هذا الأمر والمجلة التي صنعت هذا الفعل إذا كان هنالك – أيها الإخوة – من الغربيين من السويديين من استنكر مثل هذه الأفعال الشنيعة التي لا تليق بأناس عندهم حضارة يحترمون الأديان كما يزعمون ويحترمون الحريات كما يزعمون هنالك من السويديين أنفسهم يعني استنكر مثل هذه الأعمال الشنيعة فمديرة المعرض الفني الذي أراد الرسام المشاركة فيه منعته وقالت : إن هذا لا يليق هنالك كثير من الصحف السويدية أيضاً اعترضت على مثل هذه الفعلة الشنيعة عكس الجرائد والمجلات في بلاد المسلمين لا يكاد يذكر شيء من هذه الجرائد والمجلات التي هي أشبه بالسيل الهادر أن تستنكر مثل هذه الأفعال بل أنا لا أستبعد أن مثل هذه الرسوم ربما تنقل إلى بلاد المسلمين من أجل أن يظهر ويبرز ويتلمع بعض أولئك أو تلك الجرائد أو ما شاكل ذلك أن تنشر مثل هذه الصور في الجرائد والمجلات في بلاد المسلمين هنالك أيضاً مجموعة مجهولة في السويد أحرقت مئات الأعداد من هذه الصحفية التي نشرت هذه الرسومات أيضاً المجلس الإسلامي في السويد استنكر هذا العمل لكن للأسف الشديد على المستوى الرسمي في بلاد المسلمين هنالك وجوم وهنالك خفوت ولم يتكلموا ولم ينتصروا للنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – فالقضية في غاية من الخطورة إذ أن مثل هذه الأمور تبرز وتظهر ويؤذى فيها النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ولا يغار المسلمون على نبيهم – صلى الله عليه وآله وسلم – كيف – أيها الإخوة لو أنهم مثلاً فعلوا أشياء أخرى لو أنهم مثلاً اعتدوا على المسجد الحرام مثلاً ما عسانا أن نفعل لو أنهم اعتدوا على بيت الله الحرام أو اعتدوا على مسجد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وإن كان هذا من جملة مخططاتهم – أيها الإخوة – ماذا سنصنع ؟ إذا كان المستوى الرسمي غير قادر على أن يفعل أمراً وعلى أن يفعل شيئاً ينتصر به للنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – فعندنا معاشر المسلمين من الأسلحة ما لو استخدمناها لكان ذلك أكبر رادع وأكبر رد على هذه الدول وعلى هؤلاء المجرمين الذين يعتدون على نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – وتكرر هذا منهم ما بين الحين والآخر

هذه الأسلحة التي بين أيدينا منها الدعاء على هؤلاء الناس ومنها أيضاً مقاطعة بضائعهم مقاطعة تامة فو الله لن نموت إذا لم نستخدم مضخاتهم أو إذا لم نستخدم أدويتهم أو إذا لم نستخدم أي شيء من بضائعهم لن نموت إطلاقاً فهنالك بدائل كثيرة يمكن أن نستبدلها هذا اقل ما يمكن أن نصنع لنصرة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أيضاً تمسكنا بسنة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – إظهارها العمل بها الدعوة إليها محاربة البدع التي انتشرت في بلاد المسلمين هذا يعتبر من أعظم ما ينصر به النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أن نظهر الغيرة فننتصر للنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ابتداءً من التمسك والعمل بسنة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وإن تكلم فينا الناس فنحن ننصر نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – بنصرة سنته – صلى الله عليه وآله وسلم – وبإظهارها وإبرازها أيضاً هنالك من الأعمال التي يمكن أن ننصر بها النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – منها على سبيل المثال يعني مقاطعة حتى على مستوى الألعاب الألومببية يمكن أن يقاطع المسلمون هذه الألعاب احتجاجاً على المساس بالنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – والاعتداء على شخصه الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم – أيضاً الأغنياء يمكن أن يفتحوا قنوات فضائية للتعريف بالإسلام وبالنبي – صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أدعو أصحاب الأموال الذين من الله عليهم في هذا البلد بأموال طائلة أن يدافعوا عن نبيهم – صلى الله عليه وآله وسلم – بأن يفتحوا قنوات فضائية باللغات الحية باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية للتعريف بالنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وأن يعرفوا الغربيين أيضاً بالإسلام فإن الغربيين لا يعرفون عن الإسلام إلا ما يطرحه المستشرقون أعداء الإسلام وإلا ما يطرحه القساوسة والأساقفة الذين في قلوبهم من الحقد والغيظ والحنق على النبي الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم – فلا يعرفون عن الإسلام إلا تلك الشبه وتلك التهم التي رسموها من قديم الزمان من يعرف هؤلاء بالإسلام من يعرفهم بنبي الإسلام إلا الدعاة الذين إن فتحت بين أيديهم مثل هذه القنوات يمكن أن يعرفوا بالإسلام وأن يعرفوا بنبي الرحمة – صلى الله عليه وآله وسلم – وهنالك شباب فتحوا صفحات عبر شبكة الانترنت للتعريف بالإسلام والتعريف بنبي الإسلام – صلى الله عليه وآله وسلم – كتب الله على أيديهم خيراً كثيراً مجرد صفحات فقط يجيدون هذه اللغات فكتب الله على أيديهم خيراً كثيراً حوار ونقاش ينتهي بعد أيام وبعد أسابيع يعلن هؤلاء الغرب إسلامهم واعتناقهم لدين الإسلام على كل حال هنالك آثار لمثل هذه الرسوم منها أن الغرب حينما ينظر للمسلمين وهم لا ينتصرون ولا يغضبون ولا يغارون على نبيهم ولا على مقدساتهم فإنه يتمادى في إذلالهم ويتمادى في سبهم ويتمادى أيضاً في الاعتداء على مقدساتهم بل يتمادى في التخطيط لغزو بلاد الإسلام

 من آثار مثل هذه الرسوم السلبية إذا لم تعالج معالجة صحيحة وخاصة في بلاد المسلمين وخاصة لدى حكام المسلمين إذا لم يعالجوا مثل هذه القضية علاجاً جذرياً فإنه يخشى أن يقوم بعض الشباب بالانتصار للنبي – صلى الله عليه وآله وسلم بأعمال فيها شيء من العنف وفيها شيء من جني الضرر على الإسلام وعلى بلاد المسلمين أيضاً من الآثار التي يمكن أن تكون آثاراً طيبة وهي أن كثيراً من الناس يعني يتجدد الحماس في قلوبهم للانتصار للنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – فيزدادون تمسكاً وبعض الذين ربما يكونون شاردين من الله عز وجل – يرجعون إلى الله – تعالى – غيرة وانتصاراً للنبي الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم –  وقد ذكر بعض الكتاب أنه في خماره من الخمارات كان أناس سكارى وكان شخص من المسلمين من ضمنهم كان يشرب الخمر فتمادى أحد هؤلاء السكارى فسب الإسلام وسب نبي الإسلام فقام هذا المسلم منتصراً للإسلام ولنبي الإسلام فضرب هؤلاء الناس ضرباً مبرحاً مع أنه كان من جملة السكارى أيضاً من الآثار الإيجابية أن كثيراً من أبناء الغرب في مثل هذه الحوادث يبدأ يبحث ويقرأ ويسأل عن الإسلام وعن نبي الإسلام فيدخل كثير من الناس في دين الله – تعالى- أفواجاً هذه إطلالة – أيها الإخوة – على هذه الحادثة والتي آمل – إن شاء الله تعالى – أن تكون هنالك وقفات وندوات وحوارات وخطب ومحاضرات أكثر في الفترة القادمة بأذن الله تعالى للتبصير بما هو الواجب علينا تجاه ديننا وتجاه نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – ما الواجب علينا تجاه هذه الأمم ما الواجب على الحكام بالتفصيل تجاه مثل هذه القضية فإنهم يعدون من جملة المسلمين وعليهم واجب أكثر مما هو على عامة المسلمين لكنني ذكرت طرفاً مما هو واجب علينا نحن كأفراد وكعامة في المسلمين يجب علينا أن نقوم بواجبنا كما ينبغي ابتداءً من التمسك بسنة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – والدعوة إليها والدفاع عنه – صلى الله عليه وآله وسلم – محاربة البدع والضلالات والخرافات أيضاً تعرية أولئك الذين لا يرفعون لسنة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – رأساً والذين يشككون في سنة نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – والذين لا يخدمون إلا أعداء الله – تعالى – لتكون وقفتنا أمام هؤلاء وقفات جادة وقوية حتى ننصر نبينا وديننا

اللهم انصر الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين .

والحمد لله رب العالمين



[1] – البخاري 3/1282

[2] – مسلم 1/ 130

[3] – أحمد 4/262

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق