ديننا دين يدعو إلى الاعتدال والرحمة ويدعو إلى المحبة ويدعو كذلك إلى عدم إشاعة ما بين الناس التفريق العنصري باللغة أو الدم أو الوطن بل إن الله تعالى قد جعل مبعث نبيه صلى الله عليه وآله وسلم – رحمة للعالمين أجمعين…
خطبة بعنوان : جرائم أمريكا
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
فإن دين الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله تعالى لعباده أجمعين قال تعالى ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ )) سورة آل عمران آية (85) ديننا دين يدعو إلى الاعتدال والرحمة ويدعو إلى المحبة ويدعو كذلك إلى عدم إشاعة ما بين الناس التفريق العنصري باللغة أو الدم أو الوطن بل إن الله تعالى قد جعل مبعث نبيه صلى الله عليه وآله وسلم – رحمة للعالمين أجمعين فقال تعالى ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) سورة الأنبياء آية (107) هذا الدين العظيم الذي لا يفرق بين أسود وأبيض ولا يفرق بين عربي ولا أعجمي إلا يتقوى الله تعالى (( … إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) سورة الحجرات آية (13) لقد قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم – يوماً وكان أبي ذر الغفاري العربي الأصيل رضي الله تعالى عنه – كان قد عير بلالاً الحبشي أخاه المسلم الذي دخل في هذا الدين العظيم فقال له كلمة هذه الكلمة أغضبته وأوصلته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم – مشتكياً قال أبو ذر لبلال يا ابن السوداء فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم – لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه – أعيرته بأمه إنك امرئ فيك جاهلية وما كان كلام أبي ذر رضي الله عنه – بعيداً عن الصواب لكنه لما كان انتقاصاً من إنسانية هذا الإنسان غضب له النبي صلى الله عليه وآله وسلم – وقال له هذا الكلام الغليظ أعيرته بأمه إنك امرئ فيك جاهلية قال يا رسول الله أعلى كبر سني في الإسلام ولا يزال في جاهلية قال : نعم هكذا يحافظ الإسلام على حقوق الناس أجمعين وكان صلى الله عليه وآله وسلم ينضوي تحت رايته وتحت دولته يهود ونصارى وغير ذلك وما كان صلى الله عليه وآله وسلم – يسمح لأحد من الناس أن يؤذيهم أو يستنقص منهم أو أن يتسبب في أذاهم بل إنهم لما دخلوا تحت راية الإسلام وتحت حماية الدولة الإسلامية جعلهم يعيشون بسلام وأمان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم بل قال للناس أجمعين ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1) فالأسود والأبيض والعربي والعجمي كلهم خلقهم الله تعالى من نفس واحدة ولم يفرق بينهم إلا بتقواه ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) سورة الحجرات آية (13) بل إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم – وهو يتعامل مع أعدائه ((وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ )) سورة التوبة آية (6) لم يأذن له سبحانه – أن يخفر الذمة ولم يأذن له أن يغدر ولم يأذن له وقد جاء أعداؤه إلى بين يديه أن ينزل عليهم جام غضبه بل إنه سبحانه أمره وأمره له أمر للأمة كلها إذا جاءه أعداؤه أن يجيرهم حتى يسمعهم كلام الله تعالى لا ليس الأمر ولقف ها هنا بل قال الله تعالى ثم أبلغه مأمنه ما ذلك إلا لأن الإسلام يعترف بحقوق الناس أجمعين بل إن الإسلام يتعامل مع هؤلاء الناس على أنهم جميعاً عباداً لله تعالى – فمنهم المؤمن ومنهم الكافر والآيات في هذا الجانب كثيرة جداً
ومن سنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم – أنه صلى الله عليه وآله وسلم – أمر الجيوش في حال الحرب ألا يقتلوا امرأة ولا طفلاً وليداً ولا شيخاً كبيراً ولا عابداً في صومعته ولا في كنيسته ما ذلك إلا اعترافاً بهذه الحقوق التي ينعق بها الشرق والغرب في هذه الأيام حيث تقلبت المفاهيم رأساً على عقب وشرعنا الحنيف ضاع بين إفراط وتفريط بل ضاع بين جهل أبناءه وشراسة أعدائه شوه بهذا الدين تشويهاً ما بعده تشويه فلم يعرف الغرب عن ديننا إلا كل نقيصة وكل رذيلة ونحن في حال تخاذلنا فيه عن بث ونشر محاسن هذا الدين المبارك لقد للإعلام الغربي دوره الكبير في إبراز صورة أمريكا بالذات ودول أوربا بعدها على أنها هي الدول التي ترعى حقوق الإنسان وعلى أنها هي الدول التي ترعى الحريات والديمقراطية وأنها هي منجية الشعوب وكان للدور الإعلامي في بلاد المسلمين الدور الأعظم في كبت تلك الخطايا التي سطرها وسجلها التاريخ وفي تلميع صور الغرب في نفوس أبناء هذه الأمة حتى ظنوا أنه لا منقذ لهم إلا هذه الدول الظالمة الغاشمة لقد سجل وسطر التاريخ أبشع الصور الإجرامية التي انتهكها الغرب وخصوصاً أمريكا فإنها تنطلق من منطلق عداوة دينية لجميع الأجناس التي لا تعتنق النصرانية إن دينهم القديم الذي جاء به عيسى عليه السلام – كان من جملة وصاياه أنه كان يقول لهم من صفعك في وجهك الأيمن فأدر إليه الأيسر أما الآن فقد تحرفت توراتهم وأناجليهم فإنها تنبع من منبع الحقد على البشرية جمعاء لا فرق بين مسلم وبين وثني وإن كانت عداوتهم للمسلمين أشد فإن من جملة ما سطره أحبارهم ورهبانهم في توراتهم وأناجيلهم المحرفة أنهم إذا دخلوا بلداً ألا يبقوا فيها صغيراً ولا كبيراً ولا ذكراً ولا أنثى بل ولا حرث ولا نسل ولا دور ولا شيء من ذلك وليس أدل مما يحصل في فلسطين في هذه الأيام وحصل في الأيام القليلة التي مرت من هدم للبيوت على ساكنها من إهلاك للحرث والنسل وجرف الأشجار ما ذلك إلا تجسيد لتلك الثورات وتلك الأناجيل المحرفة على صمت مطبق إلا نزر يسير من الدول التي تكلمت وعلى مباركة وحماية من تلك الدولة التي تدعي أنها تراعي وترعى حقوق الإنسان وتدافع عنه وأنها تنجد الشعوب المظلومة والسلاح سلاحها والحماية حمايتها والصوت صوتها وهي التي ترعى هذه الدولة التي تقوم بالقتل والسلب والنهب وبهدم الدور على أهلها وباغتصاب الحرائر وبتيتيم الأطفال وترميل النساء إلى آخر ذلك إن أمريكا خصوصاً بعد غزوها لأفغانستان ثم للعراق بعدها أظهرت صورتها الحقيقية للعالم بأسره وإن كان العالم كله يعلم تلك الجرائم البشعة التي ارتكبتها هذه الدولة المجرمة التي هي رأس الكفر عياذاً بالله تعالى – من الكفر والضلال إن هذه الدولة التي تدعي الحرية ورعايتها وتدعي الديمقراطية ونشرها وتدعي بث المساواة بين الشعوب سجل التاريخ عنها أبشع الصور وإليك بعضاً من هذه الصور وإذا أردت أن تعرف ماذا حصل فأسأل اليابان وسل الهنود الحمر ماذا فعل بهم الأمريكان سل القارة السوداء ماذا فعل بها الأمريكان سل بوروندي وغيرها من الدول في القارة السوداء ماذا يصنع النصارى هنالك سل كمبوديا وسل الصين وسل الصومال وسل بعد ذلك العراق وأفغانستان ثم عرج بعد ذلك إلى فلسطين ماذا صنعت بهم أمريكا التي تدعي الحرية وتدعي الديمقراطية وتدعي رعاية حقوق الإنسان إن هذه الدولة الظالمة في ليلة من ليالي سنة 1366هـ 1947م في الحرب العالمية الثانية دمرت 334 طائرة دمرت ما يقارب 27 كيلو متر مربع من مدينة طوكيو في اليابان أحرقتها بالقنابل الحارقة لدرجة أن كل جسم كان موجوداً على ظهر الأرض الأحجار الحديد الأشجار الأتربة لدرجة أن مياه القنوات في الأرض غلت من شدة هول الانفجار وحرارة القنابل الحارقة التي رميت على هذه الدولة قتل في هذه الليلة ما يقارب من مائة ألف شخص في هذا اليوم وحده كما شردت الملايين هذه صورة من صور هذه الدولة التي تدعي الحرية وتدعي الديمقراطية وتعرضت أثناء القصف 64 مدينة يابانية للقنابل واستعملوا ضدهم الأسلحة النووية فقد رمت عليهم قنبلتين نوويتين على مدينتي هورشيما وناجازاكي لا تزال اليابان تعاني من تلك الإشعاعات إلى يومنا هذا وما بين عام 1952م – 1972م ذبحت أمريكا في تقدير معتدل زهاء 20 مليون من الصينيين والكوريين والفيتناميين والكمبوديين أهذه هي الحرية أهذه هي الديمقراطية ؟ أهذه هي حقوق الإنسان ؟ في منتصف عام 1962م تسببت حرب فتنام التي أشعلتها أمريكا إلى مقتل 160 ألف شخص وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص واغتصاب 31 ألف امرأة على يد الجنود الأمريكان الذين جاءوا لتحرير الفيتناميين ولقد نزعت أمريكا بواسطة جنودها أحشاء 300 شخص من المدنيين وهم أحياء من هذه الدولة التي تدعي أنها تحارب الإرهاب بل الإرهاب العالمي والله إنه إرهابها ليس بعده إرهاب أبداً لقد أحرقت هذه الدولة في فيتنام 4 آلاف شخص حرقاً حتى الموت أدي القصف الأمريكي لعاصمة فتنام في فترة أعياد الميلاد عام 1971م إلى إصابة أكثر من 30 ألف طفل بالصمم الدائم نتيجة قوة الانفجارات جراء القنابل التي ألقتها هذه الدولة الظالمة الغاشمة لقد قتل الجيش الأمريكي أيضاً في أمريكا الوسطى أكثر من 150 ألف فلاح وهم في مزارعهم يعملون كل ذلك ما بين عام 1965- 1985م لقد قاموا بإبادة الملايين من الهنود الحمر الذين وصلت أعدادهم في بعض الإحصائيات إلى أكثر من 100 مليون نسمة في أمريكا الشمالية وحدها هذا الرقم الخيالي القياسي الذي لا يكاد يصدقه عقل أبداً نحو 100 ألف هندي أحمر من سكان أمريكا الشمالية الأصليين قتلتهم شر قتلة بل بعد هذا كله أصدرت قراراً لكل من يأتي بفروه رأس هندي له40 جنيهاً ومن أتى به أسيراً فله 50 جنيهاً ثم رفعت المكافأة بعد ذلك إلى 50 جنيهاً لمن يأتي بفروه رأس زنجي و100 جنيهاً لمن يأتي به أسيراً ثم من يقي منهم هجرتهم إلى المناطق الشمالية الغربية مات أكثرهم في هذا الطريق الطويل الشاق . أمر أحد قادة الجنود بإلقاء ما تبقى من البطانيات التي كانت تستخدم في المشافي حينما عم الجدري في كثير من البلاد أمر ذلك القائد أن تلقى تلك البطانيات على هؤلاء الهنود الحمر من أجل أن يستخدموها وهم لا يعرفون ما فيها فينتشر بينهم هذا الوباء وفعلاً لقد أكل هذا الوباء الأخضر واليابس وكان أول مرة تستعمل فيها مثل هذه الأسلحة الجرثومية . في إحدى المعارك قتلت أمريكا خلال ثلاثة أيام 45 ألف من الأفارقة السود إبان التفرقة العنصرية في داخل أمريكا أما دماء المسلمين فحدث عنها ولا حرج فإنها تفوح بحقدهم على المسلمين وإن زعموا أنهم يريدون للمسلمين أن يتخلصوا من أنظمتهم الظالمة الغاشمة لكنهم في الحقيقة لا يأتون إلى بلد إلا ودمروا فيها الأخضر واليابس وفعلوا فيها ما لم يفعله غيرهم من أعداء الإسلام والمسلمين فملفاتهم سوداء ملطخة بدماء المسلمين هنا وهناك هؤلاء الناس ما فتئوا أن ينتقصوا من ديننا هؤلاء الناس أخرجوا أكثر من 700 فلم يستنقص من الإسلام والمسلمين ويصورهم بأبشع الصور هؤلاء القوم يقول رئيسهم الأمريكي السابق نيكسون ليس هنالك شعب هو يعني في نظر الأمريكان أكره وأبغض حتى من الصينيين منهم من المسلمين فهم يبغضون المسلمين أشد من بغضهم لغيرهم من الناس لقد قتلت أمريكا أكثر من مليون طفل عراقي بسبب قصف الطائرات وحصارهم الظالم على هذا البلد المسلم المعطاء أصيب آلاف الأطفال في العراق بالعمى نتيجة نقص الأنسولين الذي يحتاجه هؤلاء الأطفال لقد هبط مستوى أعمار العراقيين إلى عشرين سنة عند الرجال وإحدى عشرة سنة عند النساء نتيجة الحصار ونتيجة سوء التغذية وقلة العلاج في هذا البلد المعطاء لقد حدث أكثر من نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي نتيجة القنابل والأسلحة التي ألقتها أمريكا على هذا البلد المسلم – ((وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )) سورة البروج آية (9) ولقد رفع أحد المحامين الأمريكان ملف قضية يريد فيه من محكمة أمريكية محاكمة الرئيس الأمريكي الأسبق الأب جورج بوش على أنه مجرم حرب جراء ما فعله في العراق من التدمير ومن القتل ومن سفك الدماء وإراقتها ولكن ليس هنالك من يسمع مثل هذه الأصوات التي تعاني ما يعانيه المسلمين في هذا البلد أو ذاك . ارتكبت أمريكا مجازر بشعة في حرب الخليج الثانية ضد العراق فقد استخدمت متفجرات الضغط الحراري وهو سلاح زنة الواحد منها 1500 رطل تقريباً مقدار ما ألقي على العراق من اليورانيوم المنضب 40 طناً تقريباً ألقت ما بين 60- 80 ألف قنبلة حارقة قتل بسببها 28 ألف عراقي قتل آلاف الفلسطينيين وقتل آلاف الشيوخ والنساء والشباب في فلسطين كل ذلك بسلاح أمريكي وبمباركة من أمريكا وكل ما أراد مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أن يفعلوا شيئاً قامت معترضة مصوتة بالمعارضة لقد قتل آلاف اللبنانيين وآلاف اللاجئين من فلسطين هنالك بأسلحة أمريكية وبأيدي حاقدة ظلومة غاشمة همجية صهيونية إن كل ذلك كان بمباركة أمريكية راعية الديمقراطية وناشرتها محاربة الإرهاب لا ندري ماذا يسمى هذا ؟ وما بين عام 1991- 1993م قتلت أمريكا آلاف الصومال إبان اجتياحها لهذا البلد المسلم الفقير واغتصبت النساء وفعلت ما فعلت لكن الأيدي المتوضئة لقنتها درساً جعلتها خلال هذه الثلاث السنوات لا تراجع حساباتها فجرت أذيال الذل والهزيمة وإنها قادمة إن شاء الله تعالى – من العراق بأذن الله تعالى – ثم من أفغانستان دمرت أمريكا في عام 1998م لما وجهت صواريخ كروز على أفغانستان ومن ثم على السودان دمرت مصنع الشفاء للأدوية وقتلت نحو مائتي إنسان في السودان وكل ذلك بتهم واهية لم تستطع أمريكا إلى يومنا هذا أن تبرر هذه الفعلة الشنيعة كل ذلك لحقدها على الإسلام وعلى هذا البلد الذي أعلن أن الشريعة الإسلامية هي الحاكمة وهي العالية في هذا البلد لماذا أمريكا تضغط على جميع الدول عربيها ومسلمها وكافرها أن يقف مع اليهود في ما يسمونه بالسلام وإنها تقف في وجه السودان ولا تريد لهذا البلد أن يحقق سلاماً إنها هي التي تثير القلاقل والفتن في جنوب السودان والآن في دار فورد وغيرها من المدن في هذا البلد المسلم ما ذلك إلا لأنه يوجد في هذا البلد ما لا يزيد عن 5 % من السكان من الصليبيين عبده الصليب وعبده المسيح كل ذلك لأنها تريد زرع القلاقل لا تريد زرع السلام لا تريد زرع الحرية ولا نشر السلام بل إنها تريد أن تنشر الإرهاب في هذا البلد أو ذاك قتلت في أفغانستان خلال ثلاثة أشهر فقط ما يقارب من 50 ألف مسلم في هذا البلد تسبب حصارهم لأفغانستان في قتل أكثر من 15 ألف طفل لقد حاصرت أمريكا ليبيا وفي أثناء حصارها الجوي فقط في خلال خمسة أشهر خسرت ليبيا ما يقارب من 2 مليار دولار في المجال الاقتصادي فقط هذا التضرر الذي حصل لهذا البلد بسبب هذا الحصار الذي قامت به هذه الدولة الإرهابية الظالمة التي لا تريد للعالم استقراراً ولا حرية ولا سلاماً إنها تريد نشر الرذيلة بين المسلمين وحسب لقد قتل عسكريو اندونيسيا في ذلك البلد قتلوا بالسلاح الناري وبالسكاكين وبالفؤوس وبالرماح قتلوا أكثر من مليون مسلم كل ذلك بدعم من أمريكا وبمباركة منها ولقد سقطت على كثير من الدول من أجل استقلال مدن بحالها لأن فيها نصارى وفعلاً استقلوا عن بلدانهم كما حصل في تيمور وفي غيرها إن معاملة أمريكا للأسرى لم يسبق في التاريخ له مثيل كيف تعامل الأسرى في أفغانستان ؟ وكيف تعاملهم في جوان تمالوا ؟ وكيف تعاملهم في العراق ؟ لولا بث الصور وبث التقارير التي بثها أناس هالهم الرعب لما حصل في سجن أبو غريب في العراق من اغتصاب للنساء من عمل قوم لوط في الرجال من إجبار على عمل قوم لوط في ما بينهم من إجبار الرجال لاغتصاب أخواتهم المسلمات في ذلك السجن الذي خيم عليه الظلم من اغتصاب النساء جبراً وقهراً كل ذلك فعل الرجال بالرجال مسلم بمسلم وفعل الأمريكي بالمسلم وفعل الأمريكي بالمسلمة وفعل المسلم بالمسلمة كل ذلك صور بالصور وبالفيديو ونشر وبيع في دول أوروبا التي تدعي الحرية وتدعي الديمقراطية أشرطة سيكس تباع في الشوارع على مرآ ومسمع من الناس لولا أن ذلك كله أرعب العالم ما عرف الناس ما فعلته هذه الدولة وما تفعله هذه الدولة الظالمة الغاشمة لقد كان لحكام المسلمين وإعلامهم الدور الأعظم في تدمير هذه الدول وفي عدم نشر صورتها الكاملة الغاشمة الظالمة حتى لا تستنجد به الشعوب وحتى يأخذ المسلمون حذرهم منها لكن الله عز وجل لهذه الدولة وغيرها بالمرصاد . إن الله تعالى – يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته إنهم يحملون في جنبات صدورهم حقد دفين على كل بلد لا يزال فيه قلب الإسلام حياً تنتشر فيه الدعوة وتنتشر فيه الفضيلة ما عداوتهم إلا على هذا الدين وعلى حملة الدين فيا أيها الإخوة الكرام : أين شهامة وعروبة وأنفة حكام المسلمين أجمعين عرباً وعجماً ؟ لماذا هذا السكوت المطبق لما يحصل للمسلمين هنا وهناك ؟ لقد هاجت الأرض كلها خصوصاً في بلاد الإفرنج من جراء هذه الأفعال النكراء الشنعاء ولم يتحرك الشارع المسلم إلا همسات هنا وهناك ومع هذا فتقصف وتضرب كل تلك الأصوات وتلك المظاهرات التي ربما تخرج ليس لها إلا أن تنجد إخوانها بهذا التظاهر لقد سجن من سجن من الدعاة إلى الله – تعالى- لأنه لم يجد بداً إلا أنه رفع يديه إلى الله تعالى يدعو على أمريكا في كثير من البلاد الإسلامية أليس في هؤلاء القوم رجل رشيد يقول الحق وينصر المظلوم إن كان ليس ثمة شخص فإن الله تعالى – هو الملتجأ في الأول والآخر نسأل الله تعالى أن ينزل بأسه وغضبه على هؤلاء الظالمين وأن يرينا فيهم شر ما أنزله على أولئك الظالمين الذين ظلموا عباده نسأل الله تعالى أن ينتقم وينتصر لإخواننا المسلمين في كل مكان .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية : الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
إنه مما لا شك فيه أن هذه الأمة ما أصيبت بما أصيبت إلا نتيجة بعدها عن الله تعالى – ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ… )) سورة الرعد آية ((11)) ولكن الله تعالى يوقض هذه الأمة بمثل هذه الأفعال الشنعاء التي تكون على أيدي أعداء الله تعالى وإن من فضل الله تعالى أن المسلمين يأخذون من هذه الحوادث الدروس والعبر فهذه الصحوة المباركة والرجوع إلى الله تعالى – في البلاد الإسلامية طولاً وعرضاً عرفت الطريق الصحيح الذي ينجيها من هذا البلاء عرفت صديقها من عدوها وإن الله تعالى قد جعل لهذا الكون سنناً لا يمكن أن تتبدل ولا يمكن أن تتحول ولن تجد سنة الله تبديلاً ولن تجد سنة الله تحويلاً هذه السنة أن أي دولة تطغى وتتجبر وتتكبر وتنظر إلى الناس نظرة ازدراء واحتقار وتفعل مثل هذه الأفاعيل إن ذلك مؤذن لها بالانقراض والزوال بأذن الله تعالى – قال تعالى ((وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)) سورة هود آية (102) وقال تعالى ((وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ)) سورة الحج آية (48) وهكذا أيضاً ربنا سبحانه وتعالى لما نظر إلى قارون بغطرسته وعنجهيته وقال إنما أوتيته على علم عندي قال الله عز وجل – (( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ المُنْتَصِرِينَ )) سورة القصص آية (81) إن اله تعالى ليملئ للظالم ثم إذا أخذه لم يفلته والله تعالى قد قال في محكم كتابه (( … وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ….)) سورة آل عمران آية (( 140)) إن ملامح زوال أمريكا يلوح في الأفق وإن سنن الله عز وجل – في هذه البلد الظالمة المتكبرة المتغطرسة إن سنن الله تعالى في حقها قريبة بأذن الله تعالى – فنسأله سبحانه وتعالى – أن ينزل على أمريكا بأسه الذي لا يرد على القوم الكافرين اللهم أرنا في أمريكا وفي بريطانيا عجائب قدرتك يا قوي يا متين . اللهم اقذف الرعب في قلوبهم الله نكس راياتهم وأبطل أسلحتهم يا قوي يا متين اللهم سلط عليهم جند من جنودك يسومونهم سوء العذاب .
والحمد لله رب العالمين




اضافة تعليق