تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

عناية الإسلام بالمرأة

ضضشضهذا الدين العظيم الذي كلفنا الله عز وجل بإتباعه الذي أرسل به محمداً – صلى الله عليه وآله وسلم – هو خاتم الأديان وخاتم الرسل وكتابه آخر الكتب هذا الدين العظيم جعله الله – تعالى – منهاج حياة شامل فيه للأبدان علاج ودواء وهو للأرواح هدى ً وشفاء…

خطبة بعنوان : عناية الإسلام بالمرأة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

نحمد الله نية وثناءً غدوة بل عشية بل مساء

                            بل جميعاً وبين ذلك حمداً أبدياً يطيق الآناء

حمد مستعظم جلالاً عظيماً من مليك وشاكر آلاء

                           ملك يقدح الحياة من الموتى ويكفي بفضله الأحياء

صاغنا ثم قاتنا ووقانا    بالتي نتقي بها الأسواء

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الخالق البر الرحيم هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم

 أول آخر علي غني            كيف نحصي آلاءه الوافرات

باعث وارث كفيل وكيل            وأمان للأنفس الخائفات

وجميل جماله فاض طهراً            وصفاءً   بالمبدعات

بارئ حافظ حميد مجيد            فارج الهم كاشف المعضلات

الولي المتين ما خاب من ظن        لنفوس من فضله طامعات

مؤمن محسن شكور صبور         للأذى والجحود والإفتئاتي

خالق رازق سميع مجيب           ويداه تفيض بالأعطيات

السلام القدوس كم من فيوض      نتفيؤ ظلالها الوارفات

وله الكبرياء هل من ولي           غيره قد أباد كل الولات

وأشهد أن نبينا محمد عبد الله ورسوله وصفوته من خلقه وخليله أشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتبعها إلا كل منيب سالك ما من خير إلا ودلنا عليه وما من شر إلا وحذرنا منه ما مات صلى الله عليه وآله وسلم – وطائر يقلب جناحيه في السماء إلا وأعطانا منه علماً – صلى الله عليه وآله وسلم – جهد في هذه الحياة إبلاغاً لهذه الأمة وتشريعاً لحياتها الأبدية ووضع لها الأسس والقواعد والأًصول التي تنطلق منها في حياتها .

أيها المسلمون :

هذا الدين العظيم الذي كلفنا الله عز وجل بإتباعه الذي أرسل به محمداً – صلى الله عليه وآله وسلم – هو خاتم الأديان وخاتم الرسل وكتابه آخر الكتب هذا الدين العظيم جعله الله – تعالى – منهاج حياة شامل فيه للأبدان علاج ودواء وهو للأرواح هدى ً وشفاء وكل علاقة بالمرء فيه مع غيره فهي علاقة واضحة مبينة تحكمها ضوابط وتحدها حدود بدءاً بعلاقة العبد بربه بخالقه بمعبوده ومروراً بالعلاقة بالوالدين وأهل البيت ثم من حولك أيها الإنسان من جيران وإخوان وأقرباء أو بعداء بل إن هذا الدين ضبط التعامل مع ما حول الإنسان من حيوان وأشجار وأحجار فجعل لها الضوابط والقواعد التي بها تدوم الحياة وتستقر فمن سار على هذا النهج المبارك سلم بذلك دينه وعرضه وسعد في أولاه وأخراه إن مما أولاه الإسلام عناية خاصة وحفظه ورعاه ونظمه علاقة الرجل بالمرأة هذه المرأة التي هي بالنسبة للإنسان إماً أماً وإماً أختاً وإماً زوجة وإما خالة ً وإما عمة ً أو أجنبية ً مسلمة ً أو غير مسلمة ًتلك العلاقة يجب أن تنطلق من طلق سامٍ من منطلق شريف يؤجر عليه الإنسان وإذا انحرف عن هذا السلوك فإنه يكون مفسداً في الأرض وسالكاً شراً مستطيراً من سلك الطريق القويم في التعامل مع المرأة أماً وزوجاً وأختاً وخالة وعمة وغير ذلك فهو من مرافق محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – في الجنة الذي أعطى للمرأة حقها ذلك الحق التي لن تجد المرأة مثلما وجدت في هذا الدين المبارك العظيم إن المرأة اليوم عليها حرب شعواء من قبل أعداء الله تعالى – الذين يريدون أن يشعوا الفاحشة بين المؤمنين خاصة وفي الأرض بعامة لكننا مسلمون لنا ديننا ولنا منهجنا في التعامل مع هذه المرأة إن المرأة في نظر ديننا درة مكنونة لا يجوز لأحد أن يفرط فيها سواء كانت أماً أو زوجاً أو بنتاً أو أختاً أو حتى أجنبية فلها حق عند هذا الرجل في حمايتها وصيانة عرضها والدفاع عن شرفها والوقوف بجوارها إذا تعداها متعدٍ إن المرأة – أيها الكرام – حين تكون أماً أو بنتاً أو زوجة أو فحقها البر وحقها الإحسان والمعاشرة بالمعروف والإطعام والكسوة والستر والحشمة والقيام عليها بالإنفاق والحفظ والرعاية لأنها كما قلنا درة غالية وجوهرة ثمينة تزداد قيمتها بمقدار حفظها وحمايتها وصيانتها من أن تنالها الأيدي الخادشة قال تعالى : ((وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً…)) سورة النساء آية ( 36)

فجعل حق الوالدين وهما الأب والأم جعل حقهما مقروناً بحقه – سبحانه وتعالى – دليل على تعظيمهما وتكريمهما وإقامتهما المقام الذي يليق بهما وطاعتهما قربة من أجل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى . وقال تعالى : ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً …)) سورة الإسراء آية ( 23)

وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال

: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال ( أمك ) . قال ثم من ؟ قال ( ثم أمك ) . قال ثم من ؟ قال ( ثم أمك ) . قال ثم من ؟ قال ( ثم أبوك))[1]

فانظروا عناية بالإسلام حين تكون أماً أعطاها ثلاثة حقوق وأعطاها عناية مزيدة على حق غيرها فقدمها على الأب لأنها هي الحاملة وهي الحاضنة وهي المرضعة وهي المربية وهي التي تمكث مع الولد فترة طويلة خاصة في الفترة التي يكون فيها تشكل عقل هذا الولد وتشكيل فكره ومعتقده وسلوكه أخطر فترة يعيشها هذا الولد يعيشها مع أمه ولذلك ينزع الشرع الرعاية والكفالة من الأم في حال الطلاق وفي حال عدم صلاحيتها للتربية فينزع الولد من أمه ويعيده لأقرب الناس حفاظاً على سلوكه وعلى أخلاقه وعلى تربيته

وفضل الأم يعلو أي فضل                إذا أحصيته في كل شأن

أسأل مهجتي عنها أجابت              هي الرحمات لاحت للعيان

هي البحر المليء بكل غال             نفيس غار منه الأصفران

هي البدر المطل بناظريه                على الآفاق يلمع كالجمان

هي الأنسام رقت في بهاءٍ              وزانت ثوبها بالأقحوان

هي الماء الزلال لكل صادٍ              هي الأمل الضحوك لكل عان

أراها نخلة بسقت وزادت              ولم تعبأ بأغيار الزمان

تحدت في شموخ كل ريح                وآتت أكلها في كل آن

حبتني عطفها منذ كنت طفلاً            فاضت بالمحبة والحنان

ورغم الفقر كما جادت علينا             يداها بالندى مبسوطتان

وكم سهرت تهدهدني فأغفو             على صدر يئن بما يعاني

هذه هي الأم التي قال فيها النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – حينما جاءه رجل يسأله عن الجهاد في سبيل الله عن طلحة بن معاوية السلمي رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله قال أمك حية قلت نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم الزم رجلها فثم الجنة ))[2]

وفي الحديث الآخر عن ابن عمر أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني أصبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة ؟ قال : ” هل لك من أم ؟ ” قال : لا . قال : ” وهل لك من خالة ؟ ” . قال : نعم . قال : ” فبرها “))[3]

يعني برها سبب في توبة الله تعالى على العبد وأما البنت فهي حبة القلب وريحانة الفؤاد بلغ من عناية الإسلام بها أن أوصى بها أباها ووعده الجنة على تربيتها والإحسان إليها والصبر على تربيتها فقال – صلى الله عليه وآله وسلم – : ((من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم القيامة))[4]

وقال – صلى الله عليه وآله وسلم – ((من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه))[5]

وأما الزوجة فهي شقيقة الحياة وأم الأبناء والبنات والصاحبة في اليسر والعسر لا يكرمها إلا كريم ولا يهنها إلا لئيم عليها للزوج ميثاق غليظ وحقها عليه بين معروف وإحسان إذ بطنها لأبنائه وعاء وثديها لهم سقاء وهي منهم في تعب وعناء قال تعالى : ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ…)) سورة النساء آية ( 19)

ما أكثر ما تشكو النساء من سوء تعامل الأزواج ما ذلك إلا للجهل في حق هذه المرأة ما ذلك إلا للانفصام في حياة هذا الإنسان فإنه ربما يغرق في جزئيات على حساب أمور أخرى هي من أهم المهمات فكم من إنسان أغرق في دنياه وانشغل ولم يعط كل ذي حق حقه

وقال – سبحانه – ((فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ …)) سورة البقرة آية ( 229)

وقال – صلى الله عليه وآله وسلم – : ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وإذا مات صاحبكم فدعوه))[6]

وقال – صلى الله عليه وآله وسلم – : عن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه قال قلت

: يارسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال ” أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ” أو ” اكسبت ” ” ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت “

قال أبو داود ” ولا تقبح ” أن تقول قبحك الله))[7]

وقال – صلى الله عليه وآله وسلم – : ((لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر أو قال غيره))[8]

 المرأة خلقت من ضلع أعوج وأشد عوجاً في الضلع أعلاه إن أردت تقومه – أي تجعله قائماً مستقيماً كسرته وكسر المرأة طلاقها فالمرأة على الرجل أن يتعامل معها بعوج وأن يتنزل بالعوج حتى تكون أقرب إليها وعلى المرأة أن تراعى كذلك صفات الرجل حتى تستقيم الحياة فصفات الرجل ليست كصفات المرأة تماماً ولا تصلح الحياة إلا بوجود شيء من التقارب والوسط والالتقاء في طرق وسط والتعامل مع كل شخصية بما فيها من الصفات والمواصفات إذا أراد الرجل أن يتعامل مع زوجته التعامل السليم فعليه أن يطبق نفسه أو يطبق نفسه على ذلك العوج ولا يمكن أن يلتقي إلا القوسان فقوس مع قوس آخر لا يمكن أن يلتقيان لكن القوس إذا جاء قوسه مثله فإن يلتصق بع التصاقاً تاماً وبهذا تتم المعادلة فالرجل لابد أن يتعامل مع هذه المرأة وفق طبيعتها ووفق سلوكها ويتنزل أحياناً ويغض الطرف أحياناً وعلى المرأة كذلك ألا تكون مستعصية فتتعامل مع الرجل كأنها امرأة مثلها فصفات الرجل لا تتطابق مع صفات المرأة إطلاقاً فالرجل مثلاً قليل الكلام بخلاف المرأة الرجل يريد هدوءاً ويريد انفراداً المرأة لا تحب هذا المرأة عندها عواطف جياشة هذه العواطف ليست موجودة كمثل ما هي عند المرأة ولذلك فإن المرأة أحياناً قد يجرها الإنسان بكلمة واحدة ويهزم فورة غضبها بكلمة عاطفية واحدة وأما إذا عاملها بمثل معاملتها فإن النار تزداد إضراماً يقول – صلى الله عليه وآله وسلم – : ((دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا للذي أنفقته على أهلك))[9]

أيها المسلمون :

هذه بعض مما يجب على الرجل أن يؤتيه لمن حوله من النساء الأم الزوجة البنت وهكذا الخالة والعمة فإن هؤلاء من الأرحام وحقهم الصلة التي صارت في هذه الآونة المتأخرة منقطعة فتحتاج لأن توصل والوصل كما قال – صلى الله عليه وآله وسلم -: ((بلوا أرحامكم و لو بالسلام))[10]

ولو أن تتصل عليهم بالهاتف فتسلم عليهم يكفيك هذا ويخرجك من القطع وأما ما يفهمه البعض من أن الصلة لابد أن تكون بالمال فهذا غير جزء من الصلة وما اعتاده الناس من إثقال الكواهل في حال الصلة فهذا لا يمت للإسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد صحيح أنها من الصلة من بذل المعروف لكن هذا ليس هو المطلوب لنبل أرحامنا جميعاً ولو بالسلام

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية :

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى

وبعد :

أيها الإخوة الكرام :

لقد أجاز الإسلام التعامل بين الجنسين الذكر والأنثى بشرط التزام النساء بالحجاب وعدم الخضوع بالقول وعدم التخاطب لغير حاجة أو لمصلحة وأن يغض كل من الطرفين بصره وغير ذلك من الضوابط التي جعلها هذا الدين العظيم لتعامل الرجل مع المرأة أو العكس

قال – سبحانه – : ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) سورة النور الآيات ( 30- 31)

لا شك أن الغيور على دينه وعلى محارمه يلمس ما يحاك ضد المرأة المسلمة جلياً في جميع وسائل الإعلام والمحافل الدولية وفي تلك القوانين التي يراد تصديرها إلى بلاد المسلمين وإننا حتى لا يقول أحد وماذا تريدون من المرأة أقول : نريد من المرأة أن تكون امرأة ناجحة في حياتها امرأة تصنع الحياة وتساهم في نهضة البلد وأن تترقى إلى أعلى مكان يسمح لها الشرع فيها لا مانع من ذلك كله إطلاقاً فالمرأة تكون طبيبة وتكون مدرسة بل قد تكون وزيرة ولا عيب في هذا ولا عتب في هذا خاصة إذا كانت تلك الولاية يسمح بها الشرع لها وتتناسب مع صفاتها ومع مواصفاتها لكن الغرب وأعداء الدين وأعداء الأمة لا يريدون منها هذا إنما يريدون إفساد هذه المرأة وقطف زهرتها فإذا انتهوا من ذلك رموا بها في الزبالة وإنهم ليلمعون من يسعين لهدم السلوك والأخلاق والفضيلة ويدفعونهن لتربع مناصب من أجل أن يفسدن في المجتمع فنحن مجتمع مسلم يجب علينا أن تكون عندنا اليقظة والتنبه لما يحاك لبناتنا وأخواتنا ولخالاتنا وعماتنا بل ولمجتمعنا كله والأسف الشديد أيها الإخوة الكرام – أن هنالك من يروج للمرأة أن تعمل في بعض المجالات ولا يسمح لزوجته أو ابنته أن أخته أن تكون في هذا المكان  هنا يأتي السؤال لماذا إن كان هذا فضل وخير فلما لا يكون أول من يكون في هذا المكان هي ابنتك وأختك وزوجتك بعض المسئولين في بعض الدول جاءت له وزيرة حقوق الإنسان وهي تقسم اليمين الدستورية فقالت يا سيادة الرئيس نريد من زوجتك وبناتك وأقاربك أن يكن معنا في هذا الجانب والله قال لها بهذا الكلام : شوفي الدشر اجعليهن معك في هذا المكان أما بناتنا بنات محتشمات لو كان خيراً لذهب هؤلاء الذين يطبلون لمثل هذه القضايا بنسائهم وزوجاتهم فهم أحصن الناس من يقدمون مثل هذه الخدمات لكن مع هذا أقول المرأة في الإسلام شقيقة الرجل تصنع الحياة وتشاركه في كثير من الأعمال وتشارك في نهضة البلد وفي تشارك في كل المجالات التي تقوى عليها ولقد لمسنا في الأيام الأولى حين انطلقت مشاريع النظافة في العاصمة صنعاء وبالأمس القريب في مدينة يريم وغيرها من المدن كيف انطلقت النساء وابتدأت النساء في الخروج من أجل رفع المخلفات والقمامة عن المدن ولا شك أنهن في هذا الجانب سيبدعن وبهذه المناسبة سينطلق مشروع نظافة مدينة تعز غداً فيما أعلم وليكن للمرأة دور ونصيب في هذا الجانب ولنشارك جميعاً ولنجعل مدينة تعز الذي انطلق منها هذا المشروع أصلاً فحق البراءة في نظافة البد بكله هو لتعز لأن هذا المشروع انطلق من هاهنا مشروع شارك ليس هذا دعاية للمحافظ ولا لغيره ولكن النظافة مسألة إيمانية قال – صلى الله عليه وآله وسلم – : ((الإيمان بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان))[11]

فلتخرج تعز عن بكرة أبيها غداً وبعدها من أجل أن تكون تعز قمة في النظافة وفي الجمال وليستمر أهل تعز أهل العم وأهل الثقافة وأهل الحضارة أهل المدنية ليكونوا بعد ذلك جميعاً مشاركين في النظافة إنني أربأ بكل مواطن أن يرمي المخلفات في غير موطنها إنني أربأ بكل سائق سيارة أو راكب في سيارة أو دراجة أن يرمي المخلفات وهو يسير على سيارته أو دراجته لأن هذا ليس من الحضارة في شيء وليس من النظافة في شيء وليس من الدين في شيء فالنظافة تنطلق من القلب تنطلق من الإيمان أولاً بأن ديننا هو دين الطهارة والنظافة ودين الحضارة ديننا يأمرننا بهذا فمشاركتنا ستكون إيماناً بالله جل وعلا – ليس من أجل أن يقال وليس من أجل أن يشكر الإنسان فإذا جاء الشكر بنفسه فهذا فضل الله تعالى – وهذه أولى بشائر المؤمنين .

أيها الإخوة الكرام :

 لنتقي الله جميعاً ولنتأدب بآداب الإسلام في حياتنا كلها نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يهدنا لأحسن الأخلاق وأن يصرف عنا سيئها اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه يا رب العالمين

والحمد لله رب العالمين .

 

 


[1] – البخاري 5/ 2227

[2] – صحيح الترغيب والترهيب 2/ 327

[3] – مشكاة المصابيح 3/ 70

[4] – سنن ابن ماجة 2/ 1210

[5] – مسلم 4/ 2027

[6] – سنن الترمذي 5/ 709

[7] – سنن أبي داود 1/ 651

[8] – مسلم 2/ 1091

[9] – مسلم 2/ 692

[10] – الجامع الصغير وزيادته 1/ 515

[11] – مسلم 1/ 63

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق