لقد قصدت شريعة ديننا إلى العناية بحفظ الأعراض ووقاية الأسر وحفظ المجتمعات والأجيال من لهيب الرذيلة والسفور وفي الآونة الأخيرة كثر حديث الإعلام عن المرأة
دعوة تحرير المرأة
العناصر:
1- المرأة قبل الإسلام 2- المرأة في الإسلام 3- أعداء الإسلام والمرأة 4- المرأة والدعاية 5- مسئولية الآباء والمربين والعلماء.
الحمد لله رب العالمين على نعمه الظاهرة والباطنة لا نحصى ثناء عليه هو كما أثني على نفسه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله لبيان الحق وهداية الخلق فيبين للناس ما نزل إليهم وترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد:
إخوة الإيمان :
لقد قصدت شريعة ديننا إلى العناية بحفظ الأعراض ووقاية الأسر وحفظ المجتمعات والأجيال من لهيب الرذيلة والسفور وفي الآونة الأخيرة كثر حديث الإعلام عن المرأة وسمعنا التباكي الصليبي واليهودي والناعق بنداء أولئك من أبناء الإسلام في الرحمة بالمرأة والمطالبة بحقوقها والسعي الجاد لإخراج المرأة من طهرها.
عباد الله:
ماذا يريدون من المرأة المسلمة في بلادنا ؟ سؤال نتوجه به إلى الأقلام الصحفية المشبوهة.
إن قضية المرأة هي قضية الأمس واليوم وغدا وسوف تستمر هذه القضية لأن أعداءنا عرفوا من أين تؤكل الكتف.
يقولون إن الإسلام ظلم المرأة ولم يعطها حقوقها ولا بد من مساواتها بالرجل وغير ذلك من الشبة الماكرة والخادعة تعالوا أيها الإخوة لنتعرف كيف كانت المرأة قبل الإسلام وكيف صار حالها بعد الإسلام.
لقد كانت المرأة قبل الإسلام من سقط المتاع ولذلك كانوا يتذمرون منها قال الله تعالى : ((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59))) سورة النحل الآيات (58-59).
وكان من بغض الجاهلية للمرأة أن يئدوها وهي حية قال الله تعالى:((وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9))) سورة التكوير الآيات( 8-9).
وكان الرجل إذا مات والده ورث زوجاته وتمتع بهن وكذلك إذا مات صديق الرجل قال أنا أحق بزوجة صديقي.
فجاء الإسلام فاعتبر المرأة إنسانة لها مكانتها وجعلها عنصرا فعالا في المجتمع لا يمكن الاستغناء عنه قال الله تعالى : ((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) سورة البقرة آية (228).
وقال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً )) سورة النساء آية (19).
وجاء في السنة النبوية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء ))[1].
ولهذا جعل الإسلام المرأة الصالحة خير متاع في الدنيا جاء في الحديث عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ (( الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ))[2].
أنزل في القرآن الكريم سورة كاملة سميت بسورة النساء وهذا تكريم لها وتشريف. ويأتي في زماننا هذا دعاة يريدون أن يعيدوا المرأة إلى الحالة التي كانت عليها في الجاهلية فالإسلام قد كرم المرأة وهم يريدون أن يجعلوها من سقط المتاع يريدون الاستمتاع بها وذلك بكشف وجهها وكشف جسدها وتعريها أمام الناس ويلمعون لدعواتهم بأن هذه القضايا من التحضر وكل ذلك باسم المساواة أو المحافظة على حقوق المرأة وإعطاء المرأة حقها ونسمع من يقول :(( إن المجتمع يتنفس برئة واحدة)) .
لماذا لا نرى المرأة تزاحم الرجال ومنهم من يقول :((نصف المجتمع عاطل ))هذه الكلمات مخطط لها من قبل أعداء الإسلام .
ويقولون في بروتوكولات حكماء صهيون : (( يجب أن نكسب المرأة)) أي في كل لعبة فمتى مدت المرأة يدها إلينا ربحنا القضية أي في أفساد الشعوب.
وقال أحد اليهود قديما (( إن ملك سينا في الشرق الأوسط لا يمكن أن تحقيق إلا إذا خلعت الفتاة المسلمة حجابها)).
وقال بعضهم ((كأس وغانية يفعلان بالشباب ما لم يفعله ألف مدفع )).
ويقولون : (( لاقتصاد إلا بتحرير المرأة ولا ديمقراطية إلا بتنمية ولا تنمية إلا بتحرير المرأة )).
فالهدف إذا إفساد المجتمع المسلم كله لأن المرأة هي الأم والبنت والأخت والزوجة والمربية فمتي فسدت فسد المجتمع كله نعم إنهم يريدون من المرأة أن تكون مائلة مميلة.
ولذلك فهم يجعلون المرأة سلعة رخيصة يروجون لها الدعايات الإعلامية ففي دراسة أجريت عن(500) فلم تبين أن موضوع الحب والجنس يشكل 72%.
وأفلام الأطفال كذلك التي سخروها لإفسادهم عن طريق المرأة ففي دراسة تبين29.06% يتناول موضوعات جنسية 15% تدور حول الحب الشهواني.
إنهم يريدون من الفتاة أن تتعلم سوء الأدب وقلة الحياة والممارسة الجنسية عن طريق هذه الأفلام وكذلك فنون الدعارة والقتل والمنازلة والإثارة الجنسية وخصوصا بين أوساط شباب وشابات الجامعات.
90% من الإعلانات تقدمها المرأة.
98.6% من الأطفال يشاهدون الإعلانات التي تقدمها المرأة.
قال أحد الباحثين : وقد اعتمد على تحليل 356 إعلانا تلفزيونيا في كثير من القنوات بلغ إجمالي تكرارها على مدار 9ساعات في اليوم خلال 90يوم أي على مدار شهر تكررت هذه الإعلانات المثيرة جنسيا من كل القنوات بمعدل 3409مرة.
استخدمت صورة المرأة في 300إعلان من بين 356 إعلانا.
42% من الإعلانات قدمتها المرأة فيما لا يخصها من إطارات سيارات جزمات رجال وعمامات.
51% من الإعلانات تعتمد على حركة المرأة المثيرة بحركة تنم عن خبث لا تفعله إلا الفاجرات.
12% من الإعلانات استخدمت ألفاظا خبيثة القصد منها الإباحية والفوضى الجنسية هذه هي أيها الإخوة دعوة تحرير المرأة.
إخوة الإسلام:
لقد كرم الإسلام المرأة أيما تكريم ابتداء من حين أمرها بالاستقرار في بيتها قال الله تعالى((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )) سورة الأحزاب آية(33).
وعن عبد الله بن مسعود : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : ((المرأة عورة و إنها إذا خرجت استشرفها الشيطان و إنها لا تكون إلى وجه الله أقرب منها في قعر بيتها))[3].
وهكذا أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار فقال سبحانه : ((يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31))) سورة النور الآيات (30-31).
وما هذه الأوامر والنواهي إلا لأجل الحفاظ على المرأة وعفتها وكرامتها.
إذا علي من تقع المسئولية في الحفاظ على بناتنا من هذه المكائد التي تحاك ضدهن ليلا ونهارا؟.
أولا: تقع المسئولية على الآباء والأمهات بأن يحافظوا على أبنائهم وبناتهم وذلك بالتربية الإسلامية القائمة على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وتعليم البنات أهمية الحياء والعففة والطهارة ولبس الحجاب الإسلامي وعدم الاختلاط فكلكم راع ومسئول عن رعيته.
فعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (( مَنْ عَالَ ثَلاَثَ بَنَاتٍ فَأَدَّبَهُنَّ وَزَوَّجَهُنَّ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ ))[4].
ثانيا: ثم تقع المسئولية بعد ذلك على القائمين بشئون البلاد عليهم أن يتقوا الله عز وجل من أبناء وبنات المسلمين وأن يحاربوا كل وسائل الفساد والمفسدين الذين ينخرون في جسد الأمة وأن ينشروا الأخلاق والفضيلة فإنهم موقوفون أمام الله عز وجل ومسئولون عن أعمالهم وعمن استرعاهم الله.
ثالثا : ثم تقع المسئولية بعد ذلك على أفراد المجتمع عليهم أن يتقوا الله سبحانه وذلك بمراقبته والخوف من عقابه وألا يكونوا سببا في نشر الفساد في المجتمع قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)) سورة الأنفال آية (24).
رابعا: ثم بعد ذلك تأتي المسئولية على العلماء في تعليم الناس أمور دينهم وتوجيههم إلى ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم وتحذيرهم من كيد أعدائهم.
أسأل الله عز وجل أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يحفظ علينا ديننا وشبابنا وبناتنا من كل سوء ومكروه .
والحمد لله رب العالمين .
اضافة تعليق