رحمته عليه الصلاة و السلام للفقراء ورحمته عليه الصلاة والسلام كمشرع وكحاكم وكغني وكنبي قبل كل شيء.
رحمة الله النبي عليه الصلاة والسلام ورفقه بذوي الاحتياجات لخاصة
العناصر:
الحمد لله رب العالمين أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون. أحمده تعالى بعث رسوله رحمة للعالمين وسراجا للمؤمنين منيرا، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، وبعد:
عباد الله :
أخرج مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قول النبي عليه الصلاة والسلام (( إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه))[1]
نعيش معكم أيها الإخوة الأفاضل في هذا اليوم المبارك حول موضوع مهم ألا وهو رحمة النبي عليه الصلاة والسلام ورفقه بذوي الاحتياجات الخاصة.
يقول سبحانه وتعالى واصفا الغاية التي من أجلها أرسل رسوله صلى الله علي وسلم ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) )) سورة الأنبياء
رحمته عليه الصلاة و السلام للفقراء ورحمته عليه الصلاة والسلام كمشرع وكحاكم وكغني وكنبي قبل كل شيء.
يقول المستشرق درجان ليك:
وقد برهن بنفسه عليه الصلاة السلام أن لديه أعظم الرحمات لكل ضعيف ولكل محتاج، وكان محمد صلى الله عليه وسلم رحمة حقيقية لليتامى والفقراء وابن السبيل والمنكوبين والضعفاء والعمال وأصحاب الكد والعناء.
ويقول كويولد:
كان كريما كأنه الريح السارية، لا يقصده فقير أو بائس إلا تفضل عليه بما لديه، وما لديه كان في أكثر الأحيان قليلا ولا يكاد يكفيه ..
وفي يوم حنين حينما ازدحمت عليه الأعراب حتى اضطروه إلى شجرة فانتزعت رداءه فقال: أيها الناس ردوا علي ردائي فو الذي نفسي بيده لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم ثم ما لقيتموني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا.
وأعطى صفوان بن أمية: مائة من الإبل.
وأعطى رجلا واديا من الغنم.
نرى في شخص النبي عليه الصلاة والسلام نموذج الحاكم العفيف الذي يتعفف عن المغانم والأموال في سبيل سد أبواب الفقر في المجتمع، فهو أسوة للحاكم والأغنياء فها هو يقول: أيها الناس والله مالي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم .
وإليكم إخوة الإسلام نظام الزكاة نموذجا:
فالحكومة الإسلامية تحصل زكاة المال من الأغنياء و تردها للفقراء .
ويقول: ول ديورانت:
لسنا نجد في التاريخ كله معلما فرض على الأغنياء من الضرائب ما فرضه محمد عليه الصلاة والسلام لإعانة الفقراء.
بل إن من القيم التي رسخها النبي عليه الصلاة والسلام في المجتمع: الإنتاجية والعمل، وعالج البطالة، حبب الكسب من عرق الجبين، وكان يمقت أن يرى الرجل لا شغل له، وفضل ثواب العامل من أجل لقمة العيش على العابد العاكف في المسجد، وعد السعي والاكتساب كالجهاد في سبيل الله قال: عليه الصلاة والسلام (( الساعي على الأرملة والمسكين كالساعي في سبيل الله -وأحسبه قال- كالقائم لا يفتر والصائم لا يفطر))[2]
وقال عليه الصلاة والسلام (( لأن يأخذ أحدكم أحبله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبعها فيكف بها وجهه خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه))[3]
ورغب عليه الصلاة والسلام في الزراعة :
فقال ((« يَا أُمَّ مَعْبَدٍ مَنْ غَرَسَ هَذَا النَّخْلَ أَمُسْلِمٌ أَمْ كَافِرٌ ». فَقَالَتْ بَلْ مُسْلِمٌ. قَالَ « فَلاَ يَغْرِسُ الْمُسْلِمُ غَرْسًا فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ وَلاَ دَابَّةٌ وَلاَ طَيْرٌ إِلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».))[4]
ورغب عليه الصلاة والسلام في التجارة فقال: عليه الصلاة والسلام (( التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء))[5]
بل تعدت رحمته عليه الصلاة والسلام بذوي الاحتياجات الخاصة، فقد عين ابن أم مكتوم وهو رجل أعمى مسئولية الأذان .
وكانت امرأة تأتي عائشة رضي الله عنها وقد قطعت يدها في السرقة فترفع حاجتها للنبي عليه الصلاة والسلام، والأمثلة كثيرة في ذلك .
فالعالم اليوم التفت أخيرا لذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن كانت هناك نظريات عنصرية تدعوا إلى إهمالهم بزعم أنه لا فائدة منهم .
لقد قدرت منظمة العمل الدولية في تقريرها عام ((2000م)) أن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر من(610) مليون نسمة منهم (( 400) مليون في الدول النامية، وهذه النسبة تعادل 15% من سكان كل دولة من دول العالم.
إن من صور ذوي الاحتياجات الخاصة الآتي:
– توفير الحياة الكريمة لهم .
– العلاج والكشف الدوري لهم .
– تأهيلهم وتعليمهم بحسب قدراتهم .
– توظيف من يقوم برعايتهم .
هذا عمر بن عبد العزيز يعطي لكل أعمى قائدا، وأمر لكل اثنين من المرضى خادما.
وكان عليه الصلاة والسلام يقوم بزيارتهم .
فقد قام بزيارة عتبان بن مالك وكان قد ساء بصره وشق عليه اجتياز الوادي الذي بينه وبين قومه.
ومن رحمته عليه الصلاة والسلام بهم أنه كان يدعو لهم كما دعا لتلك المرأة التي كانت تصرع وتتكشف، ودعا لرجل أن يرد الله له بصره فأعاد الله إليه بصره.
وحرم الإسلام السخرية منهم فقال سبحانه ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (11))) سورة الحجرات
ورفع عنهم العزلة والمقاطعة التي كانت مفروضة عليهم في زمن الجاهلية، فقد كان أهل الجاهلية يعزلون ذوي الحاجات الخاصة ولا يؤاكلونهم فأنزل الله تعالى ((لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61) )) سورة النور
ويسر الإسلام على ذوي الاحتياجات الخاصة الجهاد في سبيل الله قال تعالى ((لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91))) سورة التوبة
وحث على إكرام مسنهم، فقال عليه الصلاة السلام (( ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه))[6]
وقال عليه الصلاة والسلام ((إِنَّ مِنْ إِجْلاَلِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِى الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِى فِيهِ وَالْجَافِى عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِى السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ))[7]
وقال عليه الصلاة والسلام ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ))[8]
وقال عليه الصلاة والسلام (( يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد و القليل على الكثير))[9]
اضافة تعليق