إخوة الإسلام رمضان فرصة للإقلاع عن الأنانية وحب الذات والعيش بروح الجسد الواحد.
رمضان فرصة للتغيير
العناصر:
1-خارطة العالم تغيرت في رمضان 2- تكرار رمضان دروس في مواصلة التغير 3- الصلاة منطلق التغير 4- النوافل في رمضان قائدة للتغير 5- الصيام والتغير6- رمضان موسم للإقلاع عن المحرمات 7- رمضان شهر التوبة 8- رمضان والدعوة إلى الله.
أما بعد:
عباد الله:
شهر رمضان شهر مبارك فرض الله سبحانه وتعالى صيامه على خير خلقه وسيدهم صلوات الله وسلامه عليه في السنة الثالثة من الهجرة ثم صام المسلمون من بعده.
وها هو هلال رمضان يهل علينا فنسأل الله تعالى أن يهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام وأن يجعله هلال خير ورشد على جميع المسلمين .اللهم آمين .
لقد كان نزول القرآن في شهر رمضان مؤذنا بتغير العالم كله وانطلقت قافلة الإيمان.
وبدأ يسلم الأقربون وتكاثر عدد المسلمين وبدأت غزوة بدر الفارقة التي غيرت من موازين القوى ثم توالت الغزوات وبعد خمسين عاماً من نزول أول آية من القرآن تغيرت خارطة العالم فأصبحت الدولة الإسلامية تسيطر على أجزاء كبيرة من العالم لقد انتشر التوحيد في الجزيرة العربية والشام وإفريقيا وبلاد الهند والسند فتحول الخوف إلى أمن والجهل إلى علم وعبادة الأصنام والأوثان إلى عبادة الله الواحد الديان.
إخوة الإسلام :
إن تكرار رمضان درس في مواصلة التغيير فمن نعم الله عز وجل علينا أن رمضان يتكرر كل عام إنه شعار ينادي بالتغيير الدائم والشامل.
وتعتبر الصلاة منطلق التغيير في شهر رمضان يقول الله عز وجل ((اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))سورة العنكبوت(45).
ويقول صلى الله عليه وسلم ((أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ قَالُوا لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا قَالَ فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا))[1]
ها نحن نرى الناس يملئون المساجد في رمضان والناس هم الناس الموظفون والتجار والجند والطلاب لكن ما إن ينقضي رمضان حتى يعود الناس إلى ما كانوا عليه .
وهذه العودة إلى الله وهذه الهمة العالية في رمضان دليل على إمكانية التغيير.
أيها الناس لم هذا الانفصام في حياة الأمة أليس رب رمضان هو رب سائر الشهور رمضان نقطة تحول لمن أراد أن يغير حياته لمن كان لا يصلى أن يصلى لمن يؤخر الصلاة عن وقتها أن يؤديها في وقتها لمن كان لا يشهد الجماعة أن يصلى في جماعة .
و في حديث جندب الطويل ((أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة))[2]
إن التهاون بأمر الصلاة والاستخفاف بها خطأ فادح بكل المقاييس وجناية مخزية بكل المعايير قال تعالى : ((فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5))) سورة الماعون الآيات ((4-5)
وقال صلى الله عليه وسلم : ((إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز و جل انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك ))[3]
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر))[4]
ومن منطلقات التغيير كذلك في رمضان النوافل:
كالنوافل الرواتب قال صلى الله عليه وسلم : ((من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة بنى الله عز و جل له بيتاً في الجنة))[5]
وكذلك صلاة الضحى وصلاة التراويح والتهجد آخر الليل فالإكثار من هذه النوافل يجبر الخلل الحاصل في الصلاة المفروضة كما في الحديث ((إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز و جل انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك ))[6]
وهكذا الصيام من المنطلقات المهمة في التغيير فهو يهذب النفس ويضيق مجرى الشيطان ويرقق القلب فو محطة إيمانية يتزود فيها المسلم لما بعده.
وهكذا القرآن فرمضان هو شهر القرآن وللقرآن فيه حلاوة فهو منطلق مهم للتغير فكثير منا لا يقرأ القرآن إلا في رمضان وربما لا يختمه في رمضان قال صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة))[7]
إخوة الإسلام رمضان فرصة للإقلاع عن الأنانية وحب الذات والعيش بروح الجسد الواحد.
قال صلى عليه و آله وسلم : ((مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ))[8]
رمضان يرقق القلب المتصحر فيملأه خشوعاً ورحمةً ورمضان موسم للإقلاع عن الحرام كالربا والتلاعب بالأسعار والاحتكار والرشوة والسرقة وبيع المحرمات وغيرها وهذه كلها موانع تمنع إجابة الدعاء.
رمضان فرصة للإقلاع عن المعاصي والذنوب فنحن نري الكثير من الناس يترك المعاصي في نهار رمضان لكنهم و يقارفونها ليلا وكأن رمضان خاص بالنهار فقط.
رمضان شهر التوبة والإنابة والرجوع إلى الله ((وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) سورة النور (31).
ورمضان شهر الدعوة إلى الله عز وجل فإلى من فترت همهم ها هو شهر العمل وشهر الدعوة فماذا أنتم صانعون؟
وأخيراً نقول لأصحاب القنوات الفضائية اتقوا الله في شهر الصيام اتقوا الله في عباده لا تجعلوا من شهر رمضان فرصة لتضيع أوقات الناس وبث ما يغضب الله عز وجل بل اجعلوا منه وسيلة لإصلاح الناس واستغلال أوقاتهم واعرضوا للناس ما يفيدهم وما يحفظ عليهم صيامهم.
يارب عفوك لا تأخذ بزلتنا وارحم إلهي ذنبا فد جنيناه
كم نطلب الله في ضر يحل بنا فإن تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا فإن رجعنا إلى الشاطئ عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي دعة فما سقطنا لأن الحافظ الله
اضافة تعليق