تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

مسئولية الطبيب

مهنة الطب أيها الإخوة من أرفع وأنبل المهن لأنها تتعامل مع هذا الإنسان وتتعامل مع جسده وتتعامل مع أعضائه ولذلك فالإسلام حريص على أن يكون في المسلمين من يتخصص في هذه المهن وحرص كذلك على أن يكون المتخصصون عندهم تخصصات في غاية الدقة ولا يجوز لإنسان متطبب ولا لإنسان جاهل ولا لإنسان لا يزال في طور التعليم أن يتعامل مع أعضاء الناس ومع أجسامهم لأن أجسام الناس محترمة ولأن الله حرم إنزال الضرر بها والعبث بها.

مسئولية الطبيب

أما بعد :

عباد الله :

فإن حكمة الله اقتضت أن يقسم سبحانه وتعالى معايش الناس ((أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)) سورة الزخرف آية (32).

واقتضت حكمة الله تعالى أن تنوع التخصصات عند الناس حتى تقوم هذه الحياة وحتى تعمر هذه الحياة على الوجه الذي أراده الله سبحانه وتعالى كما اقتضت حكمة الله تعالى تنوع المهن بين الناس فلا يصلح لهذه الحياة أن يكون كل الناس يشتغلون في الزراعة ولا يصلح لهذه الحياة أن يكون جميع الناس يشتغلون بالبناء وهكذا .

اقتضت حكمة الله تعالى أن تتنوع هذه المهن وأن يأخذ بكل مهنة من هذه المهن مجموعة تسد بها كفاية المسلمين فإن الأمة يصل بها الحال إلى أنها قد تأثم بترك مثل هذه المهن.

هكذا اقتضت حكمة الله تعالى واقتضت مقاديره أن يكون الناس متنوعين في أخذهم للمهن والصناعات بحسب تنوع ميولاتهم وأفكارهم وفي تنوع تخصصاتهم ولا يمكن أن تقوم الحياة إلا بهذا ولا يمكن أن تقوم الحياة ولا يمكن أن يعمرها الإنسان كما أراد الله تعالى ما لم يكونوا قد أخذوا بمجامع هذه الوظائف وهذه الأعمال من أجل أن تقوم حضارة إنسانية تعتني بهذا الإنسان وتعتني بهذه الحياة وتعتني أيضاً بإقامة عبادة الله عز وجل على الوجه الذي يرتضيه سبحانه وتعالى صحيح أنه خلقنا لعبادته ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)) سورة الذاريات آية (56) ولكن العبادة أوسع وأشمل مما نفهمه فليس العبادة إقامة أركان الإسلام فقط وإنما العبادة تتفرع فتصل إلى جميع هذه المهن النبيلة والرفيعة منها الطب على سبيل المثال ومهنة الصيدلة وهذه من أرفع أنواع المهن التي يتقرب بها إلى الله تعالى وهي من أنواع العبادات ليعلم الغرب وليعلم المتأثرون بالغرب أن الإسلام غير محصور وغير مقصور على أداء العبادات التي تظهر وتبدو لأفهام الناس وليعلم هؤلاء أن الإسلام حريص على أن تكون كل أفعال الإنسان عبادة وقربة بتقرب بها إلى الله تعالى حتى أكله وشربة ومشيه ونومه وكل حركاته وسكناته يمكن أن تكون عبادة لله تعالى ألم يقل الله تعالى: ((قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) سورة الأنعام (162).

محياي أي حياتي كلها مماتي نومي وموتي بعد ذلك كله لله ويتعبد لله سبحانه وتعالى بهذه المهنة وإن كانت يوجد فيها ما هو ممتهن في نظر الناس إلا إنهم يفتقرون إليها ويتسبب تعطيل هذه المهنة الدنية عند كثير من الناس في إنزال الضرر وإنزال الأمراض والأسقام فعلى سبيل المثال كنس الشوارع رفع القمامة فتح سدد مجاري المياه وما شاكل ذلك كثير من الناس يرى أن هذه الأعمال ممتهنة لكن تصور نفسك بغير هذه المهنة التي ارتضاها أصحابها وهم مسرورون بها تصور نفسك في مدينة تطفح بمجاري المياه وتطفح بالقمائم التي ترمى في الشوارع كيف تكون حياتك وكيف تسير وكيف تمشي …إلخ . هذه مهن وزعها الله على الناس .

مهنة الطب أيها الإخوة من أرفع وأنبل المهن لأنها تتعامل مع هذا الإنسان وتتعامل مع جسده وتتعامل مع أعضائه ولذلك فالإسلام حريص على أن يكون في المسلمين من يتخصص في هذه المهن وحرص كذلك على أن يكون المتخصصون عندهم تخصصات في غاية الدقة ولا يجوز لإنسان متطبب ولا لإنسان جاهل ولا لإنسان لا يزال في طور التعليم أن يتعامل مع أعضاء الناس ومع أجسامهم لأن أجسام الناس محترمة ولأن الله حرم إنزال الضرر بها والعبث بها.

الطب : يعرفه أهل اللغة بأنه العلم بالشيء .

وفي الاصطلاح : هو هذه المهنة الشريفة التي تتعامل مع أجسام الناس فتشخص الداء وتضع الدواء .

إن هذه المهنة كانت من معجزات سيدنا عيسى عليه السلام ((إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ))سورة المائدة آية(110).

وهذا الكمه والبرص نوعان من أنواع الأمراض فكانت من معجزات سيدنا عيسى عليه والسلام إبراء من أصيب بها بإذن الله فكانت من نعم الله الظاهرة والباهرة.

إبراهيم عليه السلام لما عدد نعم الله في سورة الشعراء منها ((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)) سورة الشعراء آية(80).

فالمرض والشفاء بيد الله وإنما الطب سبب فإذا وافق السبب إرادة الله شفي المريض بإذن الله .

وإذا تأخرت إرادة لله فمهما حاول الطبيب أن يطبب هذا الجسم فلن يستطيع أو أنه تخلف التشخيص وكان الدواء ليس لهذا المرض فإنه ينزل الضرر بالتالي على أجسام الناس.

هذه القضية أيها الإخوة أصبحت مؤرقة خصوصاً في بلدنا لدرجة تنبأ بالخطر بل قد وصلت إلى درجة الخطر وهذه سمة عامة في بلاد المسلمين إلا ما شاء الله إن هذه المهنة صارت غير مراقبة .

بالتالي من هو الطبيب الذي نأمل أن يوجد.

مواصفات الطبيب الذي نريده:

هو أن يكون مؤمناً بالله جل وعلا ونحن نتحدث عن أطباء مسلمين فينبغي أن يكون خائفاً وجلاً من الله جل وعلا أن يكون كذلك هذا الطبيب قائماً بحق الله عارفاً بقدر الله جل وعلا عالماً أوامره ونواهيه مراقباً له بالسر والعلن ينبغي أيضا أن يكون من أهل الحكمة والموعظة الحسنة مبشراً ولا منفراً باسماً لا عبوساً حليماً لا غضوباً محباً لا كارهاً لا يغلبه ضيقه .

الطبيب الذي نريد هو وسيلة من الوسائل المؤدية إلى رحمة الله لا إلى عقوبته وانتقامه إلى ستره لا إلى فضحه ينبغي أن يكون الطبيب وقوراً لا يطيش ولو للحق عف الحديث ولو بفكاهة غضيض الصوت غير منكره سوي الهندام غير شعثه يوحي بالثقة ويبعث الاحترام مهذباً مع الغني والفقير .

المهنة الطبية ينبغي أن تكون مترفعة عن كل المعاني فلا تؤثر فيها قرابة ولا يؤثر فيها قوم ولا يؤثر فيها مادة ولا يؤثر فيها حزبية وهكذا ينبغي أن تكون مهنة الطب سائرة على هذا المنوال بل أؤكد على أنه يجب بأن تكون التشريعات والقوانين التي تسن من أجل هذه المهنة أن تبعد هذه المهنة عن كل هذه المعاني التي ذكرناها .

مما ينبغي على الطبيب أن يعلم أموراً مهمة وأنا إذ تكلم بهذا الموضوع قد يتساءل إنسان فيقول وما دخلنا نحن في هذا؟ .

أنت لا تتحدث مع أطباء بل تحدث مع أناس غالبيتهم من عامة الناس ذكورا وإناثا ولكني أقول:

يوجد فيكم أطباء هذا أولاً الشيء الثاني يوجد فيكم من سيكون طبياً الشيء الثالث هذه معلومات مهمة ينبغي أن تكون ملماً بها حين تريد أن تذهب إلى الطبيب إلى من تذهب وإلى من تسلم جسدك هل تسلمه إلى من هب ودب أم تسلمه إلى إنسان لك ارتباط معه سواء كانت أسرية أو حزبية أم أنك تذهب إلى الطبيب الحاذق الماهر المتخصص .

ومما ينبغي على الطبيب أن يعلم أن الحياة بيد الله ليست بيده لا من قريب ولا من بعيد فهو الذي يمنحها وهو الذي يسلبها.

ومما ينبغي أن يكون الطبيب قدوة في رعاية صحة نفسة من أجل أن ينفع الدواء وتنفع النصائح فلا يصح أن يكون الطبيب مخالفا لما يقول فينهي الناس عن أشياء وهو يتعاطها ويأمر الناس بأشياء هو لا يؤديها ولذلك جاء في الإسلام قول الله تعالى ((وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) سورة البقرة آية (195).

فالطبيب ينبغي أن يكون قدوة في هذا الجانب ينبغي على الطبيب أن يكون صادقاً فيما يكتب ويشهد لأن هذه القضايا تتعلق بها أرواح وتتعلق بها أعراض وتتعلق بها عبادات وتتعلق بها أموال فيجب على الطبيب أن يكون صادقاً فيما يكتب ويشهد فلا يكتب تقريراً مغلوطاً ويعلم أن خطأٌ لأن هذا يترتب عليه أشياء كثيرة .

على سبيل المثال امرأة أتت إليه حاملاً من زنى فيكتب تقريراً أنها ليست بحامل جاءت مفضوضة بكارتها فيكتب أنه غير مفضوض بكارتها.

يأتيه إنسان قد أصيب بمرض نتيجة ضربة ما فقد بصره فيكتب على سبيل المثال بصره صحيح.

كذلك تتعلق بهذا أشياء كثيرة يعني على سبيل المثال اليوم إنسان فيه مرض معدي والدولة تمنع سفر إنسان فيه مرض فيشهد له بأنه خال من الأمراض فإن هذا ضرره عام ومن هنا تحرم كتابة مثل هذه التقارير لأن هذا الطبيب يتسبب في انتشار هذه الأوبئة والأمراض في البلد وبالتالي على الطبيب أن يكون صادقاً وأن يكون دقيقاً في تقريراته وفيما يكتب.

فينبغي أن يكون الطبيب مدركاً لأحكام الشرع فلا يأتيه مريض بمرض بسيط فيقول له لا تصم شهر رمضان مع العلم أن هذا المرض لا يؤثر فيه الصوم أو يكون فيه قليل من الأملاح فينصحة بأن يشرب المسكر زاعما أن فيها دواءً وأن هذه المسكرات تنظف المجاري البولية وما شاكل ذلك هذه نصائح لا يمكن أن تصدر من طبيب مؤمن يراقب الله جل وعلا، وطبيب آخر يأتية إنسان وليس عنده مانع أو عذر شرعي أن يتوضأ أو أن يغتسل بالماء فيقول له لا تتوضأ ولا تمس الماء وآخر ليس ثمت مانع من أن يركع ويسجد فيقول له لا تركع ولا تسجد لمدة عشرين يوما، وهكذا ينبغي أيضاً على الطبيب أن يكون عنده قدر من العلوم الشرعية التي تتصل بمهنته
وألا يتجاوز هذا القدر فإن كان لا يعلم فليرفع سماعة هاتفة وليتصل بعالم وليسأل عن هذا الحكم أو يكلف هذا الإنسان بالذهاب إلى عالم ليفتيه هل يفعل كذا أم لا يفعل كذا.

إن من أكبر الكبائر في شريعتنا قول الزور كما قال صلى الله عليه وسلم: ((أكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور وشهادة الزور – ثلاثا – أو قول الزور ) . فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت))[1]

أيضاً مما ينبغي على الطبيب أنه إذا علم أن الضرورات تبيح المحظورات فإنه لا يجوز له أن يعالج إنساناً بشيء محرم إلا بقدر ضيق إذا لم يوجد علاج غير هذا على سبيل المثال تلك العلاجات المنبهة وتلك العلاجات المنومة التي صار ضررها واضحاً وصار الإدمان عليها واضحاً وصارت تباع في الصيدليات لمن هب دب دون رقيب
وأصبح يوجد في المجتمع أناس عالة على أهليهم وعالة على المجتمع نتيجة هذه التصرفات اللامسئولة.

عليه كذلك أي الطبيب أن يصل نفسه بالعلم وأن يكون مواكباً دائماً للعلم فيطور علمه مع تقدم العلم لكن يوجد اليوم في مجتمعاتنا من تخرج في الستينات وفي السبعينات ولا يزال بنفس العقلية والطب قد تقدم تقدماً كثيراً ولا يزال هذا الإنسان يتعاطى مع علاجات صارت في نظر الطب محرمة ولا تزال أدوية تدخل إلى البلد في نظر الطب محرمة وتكتشف علاجات مابين حين وآخر بأنها تدخل إلى البلد وهي غير صالحة للاستعمال البشري بل هي سموم وأمراض وأوبئة تنتقل إلى المجتمع يتاجر فيها بحياة الناس.

إذا علم هذا فإن من مقاصد الشريعة رفع الضرر ورفع الضرر لا يتم إلا بمعرفة الطبيب وبمعرفة من يريد أن يتعالج لمثل هذه الأمور فلا يسلم روحه ولا يسلم نفسه لمن يجهل بمثل هذه المعاني.

أيها الإخوة تعلمون أنه لا يوجد اليوم في العالم المتحضر لا يوجد سيء اسمه طب عام.

الطب العام هذا مضى زمنه وعفى عليه الزمن اليوم الأطباء في بلاد الغرب يتخصصون التخصصات الدقيقة الطب اليوم في الغرب يحضر ويمنع على الصيدلاني أن يصرف أي نوع من أنواع الأدوية إلا بورقة من الطبيب.

اليوم الصيدليات في بلادنا وفي بلاد المسلمين سوبر ماركت تشتري منها ما تشاء وما تريد أين المسئولية؟

هؤلاء الناس الذين تعلموا الطب أو تعلموا الصيدلة ألا يعلم هؤلاء أنهم يتاجرون بأرواح الناس وبأعضاء الناس.

الطب في الغرب يمنع صرف أي نوع من أنواع الأدوية إلا بورقة الطبيب وتحفظ هذه الورقة وعلى مسئولية هذا الطبيب لأن هذا الإنسان ربما يسأل في وقت من الأوقات نتيجة تصرفه الخاطئ أما البشر في بلاد المسلمين فإنهم يموتون نتيجة لمثل هذه التصرفات الهوجاء نتيجة اللهث وراء الأموال وراء الدنيا فيموت أناس كثيرون ويصاب بأمراض خطيرة نتيجة مثل هذه التصرفات .

في بلاد المسلمين اليوم العلاجات تصرف بالكيس والطبيب الماهر عند عامة الناس هو الذي يصرف كيساً من الدواء أقول هذا ليس بطبيب وإنما متطبب إنه لم يعرف ما الداء في هذا الإنسان فهو يصرف له هذا من خلال نظره إلى الأعراض يقول إن ينفع هذا وإلا سينفع هذا وانتهت القضية إلى هنا أما الطبيب الحاذق المسئول كما هو الحال في بلاد الغرب لا يمكن أن يصرف حبة دواء حتى يشخص التشخيص الكامل وحتى يأخذ جميع الفحوصات إذا علمتم أيها الإخوة أنه في كثيراً من المستشفيات وعند كثير من الأطباء – وإنا أضرب مثالا ـ لا يضع عينة واحدة للفحص بل يضع ثلاث عينات للفحص ثلاث عينات للبول وثلاث عينات للبراز وربما أحياناً أكثر من صورة للدم من أجل أن يتأكد ويتيقن من أنه فعلاً هذا هو التشخيص الصحيح .

اليوم تصرف علاجات في بلاد المسلمين إلا ما شاء الله عز وجل فيوجد من الأطباء من هو مسئول صحيح أن الناس في فقر لكن حياتهم أهم من ذلك كله وكان الواجب على الدولة أن توفر هذه المعاني خصوصاً في المستشفيات العامة أن تكون المختبرات مفتوحة بالمجان لمن لا يستطيع أن يتعالج في مثل هذه المستشفيات المهم أن تكون هذه المهنة مراقبة وأن تكون هذه المهنة متابعة فلا يصرف الدواء حتى يعلم ما المرض وما هو الداء ولا يصرف من العلاج إلا ما يناسب هذا الداء وما يناسب وضع هذا المريض فربما كان هذا الإنسان يحتاج إلى حبتين من الدواء فقط لا يحتاج إلى أكثر من هذا لكنه حمله كيساً كاملاً وبدلاً من أن يكون مريضاً بمرض واحد صار عنده ثلاثة أمراض راح وعنده قليل حمى ورجع عندنا وفيه قلب وفيه ضغط الدم وفيه قرحة في المعدة وما شاكل ذلك لأن هذا انطلق من اللامسئولية.

أنا أقول لنفسي ولإخواني أن لا تبخل على صحتك ولا تبخل على نفسك فتذهب إلى الطبيب الماهر ولا تذهب إلى النقل العام اذهب إلى صاحب التخصص الذي عنده الوصف الدقيق الذي سيشخص لك الداء وسيصرف لك الدواء بقدر الداء  أنت الآن تسترخص هذا الدواء وتأخذ ملء الكيس علاجات ولكن انظر إلى التبعات وانظر إلى المعاناة بعد ذلك كان بإمكانك أن تجهد نفسك في العمل وتوفر قليلاً من المال أو تبيع أو تستلف وتأخذ الدواء المناسب وتنتهي لكنك حملت نفسك الآن ما تطيق أضف إلى هذا أمرا هاما وهو أنه وجد في المجتمع متطببون باسم الطب الشعبي والطب العربي أناس لا دراية لهم إطلاقاً بالطب أناس عاطلون عن العمل عالة على المجتمع فذهبوا ليشتروا كتباً من المكاتب ويقرؤنها ويذهبون إلى الأسواق يبحثون عن هذه الأسماء فإما يكون هي وإما يكون غيرها وبالتالي  يصرفون علاجات للناس تنزل بهم الضرر.

الآن الطب أيها الأخوة الطب البديل أنا أقول إنه مقبول ولكن مقبول ممن؟ مقبول ممن درس هذا الطب بجامعات وأخذ شهادة حقيقية لا مزورة بأنه فعلا طبيب تخرج من الأكاديمية الفلانية من الجامعة الفلانية يحق له أن يعالج بالطب من هذه المادة ومن تلك المادة أما أن يغرف له غرفاً فهذا في الحيقية مسئولية عظيمة على وزارة الصحة وهؤلاء الناس معروفون بعيادتهم معروفون بلافتاتهم التي هي موزعة بالشوارع فعلى وزارة الصحة  أن توقف هؤلاء الناس عند حدهم لأن الطب صار متقدماً ومتطوراً هذه العلاجات التي يصرفونها باسم الطب البديل والطب العربي فيها أيضاً من الأضرار التي يجب عليه أن يكون أميناً فإذا جاء إنسان في غير تخصصه يقول له اذهب إلى الطبيب الفلاني لا أن يقول تعال المهم الفلوس، أسأل الله تعالى لي ولكم السداد والتوفيق والرشاد إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله صحيحة أجمعين.

فإن الطب كما قلنا من أرفع وأفضل وأنبل المهن وبالتالي فإن الإسلام سبق في وضع التشريعات العادلة في هذا الجانب .

الطب قبل الإسلام كان مرتبطاً بالشعوذة فكان عند اليونانيين مثلاً المرض مرتبط بالجن يزعمون أن الجني هذا دخل أو سيطر على هذا البدن فأفسد جزاءً منه فإذا شفي طرد الجني وإذا مات قالوا : قتله وتغلب عليه.

أيضاً عند الفراعنة الطب عندهم كان مرتبطاً بالكتاب المقدس فالطب لا يحرج عن هذا الكتاب المقدس فإذا خالف نزل فيه العقوبة.

الطب أيضاً عند الهند وما شاكل ذلك كان مرتبطاً بالشعوذة والطب عند اليونان وعند الهند قبل الإسلام يسمى طباً قياسياً الطب القياسي هذا لا ينفع هذا نفع من وجع الرجل ما ينفع هذا الكلام .

الطب عند الغرب كان طباً تجريبياً يعنون أنه أمرٌ مجربٌ يجرب على هذا أو يجرب على هذا وهذا هو المعمول فيه الآن بدول الغرب .

إنه لا بد من تجريبب الدواء قبل إنزاله للناس فإذا ثبتت جدارته أنزل و رخص وإلا فلا .

جاء الإسلام ليضع الأسس قبل غيره فقال صلى الله عليه وسلم: ((أيما طبيب تطبب على قوم لا يعرف له تطبب قبل ذلك فأعنت فهو ضامن))[2]

وقال صلى الله عليه وسلم ((لا ضرر ولا ضرار ))[3].

وهكذا.

وتكلم علماء الإسلام على حرمة الامتهان للطب ما لم يكن هذا الإنسان متعلماً.

حرم فقهاء الإسلام هذا وقالوا : أنه يحرم عليه أن يشتغل في هذه المهنة بل وألزموه بالغرامة إذا أنزل أي نوع من أنواع الضرر على هذا الإنسان.

هذا الضرر ألخصه أيها الأخوة بعدة أنواع فيها على سبيل المثال:

أن يؤدي إلى الوفاة هذا الإنسان إذا كان غير متخصص في هذا العمل وأدي إلى وفاة الإنسان فإنه يلزم بالدية دية الخطأ بعد هذا هل هي على أهله؟ هل هي من بيت المال؟ إلى آخره هذه مسألة لا تناقش في هذا الوقت.

المهم أنه ملزم .

إذا أدى كذلك إلى أنزال الضرر بعضو من أعضائه كذلك وإذا كان غير متخصص و فرط فإنه في هذه الحال يغرم لكن هنالك حالة لا يغرم فيها الطبيب وهذا قول راجح عند كثير من علماء الإسلام وهو في حال ما إذا كان هذا الطبيب حاذقاً متخصصاً فعمل كل الاحتياطات وهنالك أحياناً والأطباء يقولون في حالات نادرة لا تظهر بالتشخيص و لا تظهر أيضاً من خلال الفحوص ولا تظهر شيء هذا على سبيل المثال.

يذكرون أن هنالك حالات أندر من النادر أنه بعد عمل العملية للمريض تحدث حالات محددة تحدث لهم ما يطلقون عليه بالجلطة الدهنية هذه لا يمكن أن تعرف لا بفحوصات مقدمة ولا شيء فعمل له العملية فأدي إلى موته هنا لا يلزم الطبيب.

ممكن أن تكون هناك نقابات أطباء أو تلتزم بذلك بيت المال في البلد المسلم بتستديد مثل هذا الديات ولو قلنا كل شيء على الطبيب لترك الناس الطب طالما هو لم يفرط أحيانا تأتي للطبيب حالات صدام وإنسان مابين الحياة والموت فيقول لهم أنا يلزمني هذا ولا أعمل أي عمل لابد أن يأت أهله يبصمون لا بد أن يأتي هو ويبصم لا بد لابد…

أم لابد أن يدخله ويجهد نفسه من أجل إنقاذ حياة هذا إنسان فأنقذ حياته فأدى إلى وفاته قالوا: أنت المتسبب كيف يكون متسبباً من أجهد نفسه من أجل إنقاذ هذه الروح وعمل كل ما بوسعه من أجل إنقاذ حياة هذا الإنسان.

فهنالك حالات على كل حال تحتاج إلى ما يسمى بكتابة شيء من الأحكام هذه الأحكام ينبغي أن يعمل بها في المحاكم وأن تتبناها وزارة الصحة والمحاكم الشرعية من أجل أن يكون الطبيب مؤدياً لعمله وهو مرتاح هنالك أحيانا بعض العلاجات التي تصرف كما قلنا من غير مسئولية هذا يجب على الطبيب أن يغرم أين الفحوصات ؟ أنا أحيانا يأتيني إنسان في المحكمة أو في وزارة الصحة اعتدى على الإنسان .

يجب على الطبيب أن يأخذ احتياطاته والتقنيات الآن بفضل الله متوفرة ويسيرة لماذا لا يكون عند الطبيب ملف في جهاز الكمبيوتر لكل مريض ؟ ولماذا لا يكون أيضا عند المريض ملف خاص به حتى لا ينكر الطبيب أنه صرف هذه الأدوية ؟ هذا كذا وهذا فحص كذا وبناء على هذه يكتب له العلاج الفلاني يشهد أطباء بأن هذه إجراءات صحيحة بالتالي ليس عليه شيء .

أما إن جاء وعنده مثلاً مرض قلب ويشتكي اليوم من معدته لأنه صرف له علاجا   للقلب وأفسد حياته لأن ذلك العلاج يوثر على المعدة فنأتي ونقول : هذا طبيب ونحن ماذا نفعل ؟ نقول يجب عليه أن يتحرى لأنه هناك علاجات يمنع استخدامها لمرضى القلب ويمنع استخدامها لمرض السكر ويمنع استخدامها لمن كان عنده فشل كلوي وما شاكل ذلك.

هذه المعاني يجب أن تكون معلومة عند كل إنسان بل الطبيب يجب عليه أن يكون عنده مثل هذه الأمور ويجب عليه أن يمشي مع المريض خطوة خطوة حتى لا يتحمل المسئولية ليس المسئولية في الدنيا فحسب المسئولية العظيمة هي بين يدي الله عز وجل وهي إذا وجد مثل هذا المعنى في نفس الطبيب فإن ما بعد ذلك يهون بإذن الله تعالى .

أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد والرشاد إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

 

 

 

 

 

 

 


[1] – البخاري 6/2535

[2] – سنن أبي داود2/604

[3] – سنن ابن ماجة 5/340

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق