بسم الله الرحمن الرحيم
|
عنوان الخطبة : |
ثقافة النظافة |
رقم لخطبة : |
|
|
العنوان الرئيس : |
معاملات |
العنوان الفرعي : |
ثقافة النظافة |
|
تاريخ الخطبة : |
|
اسم المسجد : |
|
ثقافة النظافة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أيها الكرام :
إن شريعة الله تعالى – لم تترك جانباً من جوانب الحياة إلا وطرقته وكان لها فضل التقعيد والتأصيل في كل باب من أبواب الحياة ومن ذلك ما يعده الإسلام من الإيمان وإن كان يظهر لبعض الناس أنه ليس من هذه الأبواب فالخلق الحسن على سبيل المثال مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإيمان ولا إيمان لمن لا خلق له وفي الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم المروي – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: «هِيَ فِي النَّارِ» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ [ص:422]، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: «هِيَ فِي الْجَنَّةِ»[1]
فحكم على المؤذية بالنار ذلك لأنها تخلقت بهذا الخلق المشين هذا الخلق الفاسد ومن ذلك ما رواه أَبو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «كَانَ عَلَى الطَّرِيقِ غُصْنُ شَجَرَةٍ يُؤْذِي النَّاسَ، فَأَمَاطَهَا رَجُلٌ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ»[2] مثل هذا العمل الذي لا يكلف الإنسان شيئاً كان سبباً في دخول هذا الإنسان إلى جنات الله تعالى – الفسيحة فعمل يسير لا يكلف الإنسان شيئاً يذكر يكون سبباً في دخوله الجنة إننا سنتحدث في هذا الوقت القصير ونركز الكلام فيه حول قضية من هذه القضايا وهي قضية اعتنى بها الإسلام عناية فائقة وركز عليها تركيزاً كثيراً وربطها بالإيمان ألا وهي النظافة بكل ما تحوي هذه الكلمة من معنى لا يقصد بها نظافة المظهر ولا الشارع ولا البيت ولكنها أعم وأشمل من هذا فهي طهارة للظاهر والباطن طهارة للأفعال وللأقوال فكما أننا نحتاج إلى أن نرفع وعينا وأن نتثقف ونثقف غيرنا بالنظافة فكذلك بالمقابل ثقافتنا نفسها تحتاج أيضاً إلى نظافة فنحتاج إلى ثقافة النظافة ونحتاج إلى نظافة الثقافة وبدون ذلك يحدث الشر العظيم المستطير بين الناس إذا انعدم هذا أو انعدم ذاك إن الإسلام كان سباقاً في تحريض الناس وبتثقيف الناس وفي إلزام الناس بالنظافة لقد سبق الإسلام كل الحضارات فلقد كان من قبلنا لا يعرفون النظافة ولا تقل كيف تقول هذا الكلام وها نحن نرى اليهود اليوم ونرى النصارى اليوم في غاية من النظافة وفي التثقيف بالنظافة أقول لم يكن اليهود ولا النصارى يهتمون بالنظافة وإن اهتم بها المتأخرون والسبب في ذلك تخلي المتأخرين منهم عن يهوديتهم ونصرانيتهم التي كان عليها الأوائل فصاروا أقرب إلى اللادينية ثم إن هذه القضية ليست عندهم قضية دينية لكن النظافة عندنا معاشر المسلمين ثقافة دينية مرتبطة بالإيمان يقول أبو الحسن الندوي – رحمه الله تعالى – في كتابه ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ؟ وهو يتحدث عن الرهبان قال : وكانوا يعدون الطاهرة طهارة الجسم منافية لنقاء الروح ويتأثمون من غسل أعضائهم كما يقول الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله تعالى – في كتابه خلق المسلم قال : إن صحة الأجساد وجمالها ونضرتها من الأمور التي وجه الإسلام إليها عناية فائقة واعتبرها من صميم رسالته ولن يكون الشخص راجحاً في ميزان الإسلام محترم الجانب إلا إذا تعهد جسمه بالتنظيف والتهذيب وكان في مطعمه ومشربه وهيئته الخاصة بعيداً عن الأدران المكدرة ومن الأحوال المنفرة إذاً فالإسلام سبق غيره بهذه الثقافة وربطها بالدين فكيف لا تكون من الدين والله تعالى – يحبها قال تعالى (( .. فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ )) سورة التوبة آية (108)
وقال سبحانه ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ )) سورة البقرة آية (222)
فالله تعالى يحب هذا الفعل ويحب هذا الصنيع إن الإسلام كرم البدن بأن ينظف وأن يرى نظيفاً في مظهره وباطنه لا تجد من المسلم إلا أطيب ريح ولا تسمع منه إلا أحسن كلام ولا تشم منه إلا أطيب ريح ولا تنظر إلا إلى أطيب بدن وأنظف بدن وأنظف ثوب هكذا جاء الإسلام ليكرم هذا الجسد بالنظافة فجعل الإسلام فرضاً على كل محتلم أن يغتسل في كل جمعة ففي الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غُسْلُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»[3] هذا على أقل تقدير وإلا فإن زاد الأمر على ذلك فهو زيادة في الطهارة والنظافة وفي حسن المظهر والمنظر لقد اعتبر الإسلام طهارة البدن شرطاً من شروط قبول الصلاة ففي الحديث عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ نَاسًا دَخَلُوا عَلَى ابْنِ عَامَرٍ فِي مَرَضِهِ فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَا إِنِّي لَسْتُ بِأَغَشِّهِمْ لَكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يَقْبَلُ صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ وَلَا صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ»[4]
أي بغير وضوء والوضوء نوع من أنواع الطهارة بل المقصود هنا الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر فالحدث الأصغر يوجب الوضوء والحدث الأكبر يوجب الغسل كما اعتبر الإسلام طهارة الثوب شرطاً في صحة الصلاة فقال تعالى ((وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)) سورة المدثر آية (4)
ومذهب جمهور العلماء أن طهارة الثياب شرط في صحة الصلاة فلا صلاة لمن كانت ثيابه نجسه وأثنى الله تعالى – على أهل قباء فقال سبحانه (( .. فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ )) سورة التوبة آية (108) تعرفون أن الناس كانوا في حياة بدائية ما كانوا يجدون الماء كثيراً وبالتالي كانوا يقطعون أذاهم من بول أو غائط بالحجارة وهو ما يسمى بمصطلح الفقهاء بالاستجمار أو ما شاكل ذلك من أدوات النظافة يقاس على ذلك ولا شك أن الاستجمار لا يقطع عين النجاسة بل هو يخففها وقد يبقى شيئا عالقا في البدن منها لكن استخدام الماء فضلاً عن استخدام الماء والصابون يقطع النجاسة عينها وريحها فلا يبقي شيئاً وبالتالي كان أهل قباء يجمعون بين الماء والأحجار فامتدحهم الله تعالى – بذلك فقال : (( .. فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ )) سورة التوبة آية (108)
لقد صارت ثقافة النظافة ثقافة عالمية حتى أن المجتمع الدولي كما تسمعون وتقرئون جعل يوماً عالمياً لغسل اليد ذلك لأن اليد تدخل أثناء تناولها الطعام الميكروبات والجراثيم إلى البدن ما لم تكن مغسلة ونظيفة ولهذا قال صلى الله عليه وآله وسلم- «الطُّهْورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ ..))[5] يعني الوضوء نصف الصلاة كما قال الله تعالى ((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)) سورة البقرة آية (143)
حينما تغيرت القبلة فقالوا : يا رسول الله لقد مات أناس من إخواننا كانوا يصلون إلى بيت المقدس فما حال صلاتهم فأنزل الله تعالى ((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)) سورة البقرة آية (143)
أي ليضيع صلاتكم فتلك صحيحة على تشريع وهذه صحيحة على التشريع الآخر
أيها الكرام :
الذي لا يحافظ على نظافة منطقته أو دائرته أو مديريته فهذا دليل على أنه غير مبال بالنظافة غير مبال بالآخرين دليل على أنه لا يبالي بالقوانين هل يدرك هؤلاء الذين يرمون بالأقذار والأوساخ حجم الكارثة التي يخلفونها وراءهم إنها كارثة لا تدمر الآخرين بل أول ما تحصد أنفسهم تحصد صحتهم تحصد أسرهم فالقضية قضية عامة وليست قضية خاصة ولا يبرر لنا كون الشوارع غير نظيفة أو الشوارع متسخة أننا نزيد في وساختها لا يبرر لنا أننا نرى شخصاً يرمي بالقمامة هنا أو هناك أننا نفعل نفس الفعل فلو كف الناس عن الاعتداء على حقوق الآخرين كف هذا وكف ذاك لاستحيا الذي لا يبالي بالنظافة أن يرمي بالمخلفات والقمامة والأقذار والأوساخ في طريق المارة وفي طريق الناس إن هذه الثقافة صارت في كثير من المجتمعات الإسلامية غائبة أو غيبت هذه الثقافة عن قطاعات كبيرة من المجتمعات المسلمة وللأسف الشديد إن النظافة ليست مهمة قطاع خاص أو شريحة خاصة من المجتمع بل الواجب على كل فرد من أبناء المنطقة أو من أفراد الشعب أن يكون عامل نظافة وهذا يكون بأن لا يضع القمائم والأقذار والأوساخ إلا في مكانها المخصص وبعد ذلك يأتي دور المؤسسات التي تعمل في هذا الجانب فيجب علينا أن نرفع من ثقافتنا في هذا وأن نثقف أنفسنا ونثقف أهلينا ونثقف من حولنا بهذه الطاعة والقربة التي نتقرب بها إلى الله تعالى – وفي الحديث المروي– عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَفْضَلُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَوْضَعُهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ»[6]
كذلك لو كانت هنالك منظمات أو مؤسسات رقابية وكانت هناك قوانين صارمة تردع وتزجر وتعاقب من يعكر صفو الحياة في المجتمعات المسلمة لرأيت الناس ينزجرون بالقانون وصدق من قال : إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن فالناس اليوم يقرئون القرآن ويقرئون السنة ويسمعونها لكنهم لا يبالون بأحكامها ولو زجروا بقوة القانون وعوقبوا العقوبة المناسبة لرأيتهم ينزجرون إذا سافرت إلى بلاد الغرب تجد أن شرطة خاصة بالنظافة فمن رمى بمخلفاته في الشارع علبة من علب المشروبات الغازية أو منديلاً فإن الشرطة توقفه وتكتب له قسيمة عقوبة يذهب يدفعها هنالك لصندوق الدولة إذا وجدت إنساناً- كرمك الله – تعالى – يقود كلباً في الشارع في بريطانيا في فرنسا في أمريكا فلابد أن يكون معه باليد الأخرى المناديل فإذا تغوط – أكرمكم الله – الكلب أخذ وساخته ولفها ورماها في المكان الصحيح ما لم فإنه يعاقب فتكتب له قسيمة معاقبة ومخالفة يدفعها لصندوق الدولة – أكرمكم الله – من بال في زقاق أو شارع أو جوار سيارة هنالك الشرطة تراقبه لتقطع له قسيمة مخالفة من هاهنا وجدت النظافة عندهم ولم توجد في كثير من بلاد المسلمين إن هذه القضية هم يؤرق الجميع يوشك أن تنتشر الأوبئة والأسقام والأمراض ونحن المتسببون بها وسنأتي إجمالاً لذكر الأسباب التي أدت إلى مثل هذه الكوارث العظيمة فلو أن كل إنسان قام بدوره في زجر من يقذرون الشوارع والأماكن العامة لوجدت شوارعنا نظيفة ومما يؤسف له أنه لو وقف إنسان ينصح أخاه ويعظه أن هذا عمل مشين وأن هذا عمل يتنافى مع الأخلاق ومع الدين يتنافى مع التحضر لقام يتكلم عليه بقوة وبلسان سليط وكأن الأمر لا يعني لا هذا ولا ذاك وكأنه هو الذي يتصرف كيفا يشاء لو التفت أحدنا – أيها الإخوة – ممن لا يبالي بهذا القضايا إلى حجم الكارثة التي تحل بالحارات وتحل بالشوارع بل وتحل بالمدن لعرف خطورة ما يصنع تعالوا معي – أيها الكرام – إلى مؤسساتنا إلى مستشفياتنا إلى مدارسنا إلى جامعاتنا لننظر حجم الكارثة في هذه الأماكن التي يرتادها أناس مثقفون أليس في بنود ميزانية هذه المؤسسات بند في اسمه بند في النظافة الجواب بلى ولكن أين تذهب تلك الأموال في هذه الميزانيات هل تصرف في هذا المصرف أو تصرف في مصارف أخرى يلتف ويحتال عليها تعال إلى الجامعات أنظر في أروقتها في ساحاتها أنظر في قاعات الدراسة أنظر في أماكن قضاء الحاجة في دورات المياه لعلك تجد جامعة عريقة بأقسام مختلفة تجد حماماته مكسرة تجد الماء غير متوفر تجد القذر في جدران الحمامات تجد البصاق والمخاط وتجد النفايات والقاذورات والأوراق في أروقتها تجد كل القمائم تتكدس في ساحاتها وهذه ساحة يجب أن تكون محترمة وأن يحترمها روادها وهم رواد الثقافة وحملة العلم أين ذهبت ميزانية النظافة ولربما وجدنا عمال نظافة يعملون ويستلمون رواتبهم في آخر الشهر لكنهم لا يقومون بالواجب وإذا سألتهم ربما يقولون : لا توجد أدوات نظافة بالتالي هنا يأتي السؤال السلطات المحلية في جميع المحافظات التي فيها هذه المرافق القوانين تنص على أن المستشفيات والمدارس والمساجد يجب أن تكون المياه متصلة بها على سبيل الدوام وراجعوا القوانين لكن أين مشروع المياء ؟ وأين الماء وأين إيرادات الماء ؟ وأين وأين ؟ تعال إلى المستشفيات وأدخل إليها وفتش بنفسك لتنظر أروقتها لتنظر غرفها لتنظر حماماتها بل ادخل إلى غرف العمليات لتجد الكارثة العظيمة الموجودة في هذه المؤسسات التي يجب أن تكون في قمة النظافة أين الميزانية التي ترصد للنظافة هذا السؤال مطروح يحتاج إلى إجابة منهم إذا كان هناك تقصير من عمال النظافة فأنا أتمنى أن يبتكر المسئولون في السلطات المحلية شركات للنظافة توكل إليها نظافة هذه المؤسسات تعال إلى المدارس حدث ولا حرج لا تكاد تجد إلا ربما حماماً واحداً مغلقاً وربما يكون حكراً على المدير أو بعض المدرسين أما الطلاب فيبولون ويتغوطون إما وراء الأشجار أو وراء الفصول أو في الزقاق أو هنا أو هناك أو يتسورون ليقضوا حاجتهم خارج المدرسة إنها كارثة عظمى وبعد هذا نريد أن نثقف الناس بقضية النظافة واليوم العالمي للنظافة وبغسل اليد وما شاكل ذلك أين المقومات التي تعين الناس على تطبيق هذه النظافة وعلى تثقيف الناس بهذه الثقافة تعال إلى الحدائق العامة وتعال إلى الشوارع إلى المدن التي نزعم أنها مدن متحضرة كم تجد فيها من دورات مياه عامة لا تكاد تجد دورة عامة تتبع للسلطات المحلية أو للبلديات بل إن وجدت فهي في القطاع الخاص قطاع يستثمره أناس عاديون ابتكروا هذه الوسيلة لكسب الرزق وكان من المفترض على أقل تقدير في الأماكن العامة حيث يتجمع الناس في الحدائق في الأماكن التي يرتادها الناس في الأسواق وما شاكل ذلك أن تكون هنالك حمامات عامة لو دخلت إلى الشوارع الجانبية لرأيت حجم الكارثة التي تعاني منها المجتمعات لا تمر في الشوارع الرئيسة ولكن أدخل إلى الشوارع الخلفية لتجد الروائح تزكم أنفك لتجد نفسك بعد أن كنت صحيحاً تخرج منها مريضاً محملاً بالأوبئة والأسقام والأمراض إنها كارثة كبيرة ومنذرة بخطر عظيم وشر عظيم ما لم تتكاتف الجهود من أجل رفع الوعي بهذه الثقافة – أيها الكرام – لا يمكن في نظري القاصر أن توجد نظافة في مجتمعنا نحن كيمنيين ما لم تسلم النظافة إلى شركات خاصة تتابع وتحاسب وتعطى أجورها بحسب النسبة التي تحققها على أرض الواقع أما البقاء على ما نحن عليه اليوم فإنه لا يمكن أن نحدث أو نوجد نظافة مهما كانت جهودنا فإنه لا يمكن في نظري أن توجد نظافة في بلدنا ولنجرب في محافظة من المحافظات لنجرب تسليم النظافة إلى شركة خاصة وقطاع خاص يقوم بالنظافة حينئذ سنجد أن النظافة وجدت .
إن رفع القمائم والمخلفات وتكنيس الشوارع ليس في كل وقت ففي العالم المتحضر ليس في كل وقت وإنما تمر السيارات للنظافة والعمال في ساعات محددة لا تمر في جميع الأوقات تشغل الشوارع وتقطع الطرق وتعطل السير بحجة أنها ترفع المخلفات وإنما يكون رفع المخلفات حيث تكون حركة الناس وحركة المرور خفيفة وهادئة في الليل وفي الصباح الباكر غيرها تترك الشوارع للناس للأسف الشديد – أيها الكرام – تعالوا بنا نمر في الشوارع لننظر وضع براميل القمامة كيف توضع براميل القمامة في الشوارع ؟ بدل أن يوضع وضعاً جانبياً يوضع وضعاً عرضياً ليأخذ نصف الشارع وتتكدس القمائم بعد امتلاء البرميل حتى لا يبق للمارة والسيارات سوى موضع سيارة بالكاد فهل هذا من الثقافة بالطبع ليست من الثقافة في شيء فوضعها يجب أن يكون في الأماكن الفسيحة ويجب أن يوضع في المواضع الضيقة الوضع الصحيح لكن لكسل عمال النظافة لا يريدون أن يحركوا برميل القمامة أثناء أخذه ليكون بالطريقة العرضية التي تحمله السيارات بل يريد أن يكون جاهزاً للحمل وهذا في الحقيقة نتيجة لانعدام الثقافة في هذا الجانب .
أيها الكرام :
اعتنى الإسلام بالنظافة في مجالات مختلفة فمثلاً قلنا غسل الجمعة على أقل تقدير ثانياً اعتنى بنظافة الفم والأسنان فرغب في الاستياك فقال : السواك مطهرة للفم مرضات للرب وقال : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة نفل أو فرض يأمرك بالسواك فصار من السنن المستحبة أن تستاك وهذا من النظافة كذلك من اعتناء الإسلام واهتمامه بالنظافة أمر بتنظيف الشعر ودهنه وتصفيفه فقال : من كان له شعر فليكرمه ورأى رجلاً منتفش الشعر فقال : هلا وجد هذا شيئاً يصفف به شعره أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم – رابعاً : أمر بتقليم الأظافر فقال : عشر من الفطرة – أي من السنة – وذكر منها قص الأظافر خامساً : أمر بحلق العانة ونتف الإبط حيث يترشح الإنسان ويعرق وتوجد روائح كريهة فقال : عشر من الفطرة وذكر منها حلق العانة ونتف الإبط
سادساً : أمر بنظافة البيت وساحاته وأفنيته ففي الحديث (( إن الله تعالى طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة كريم يحب الكرم جواد يحب الجود فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود))[7]
سابعاً: توعد كل من ألقى أذى وقذراً في طريق المسلمين عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ ))[8]
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ “[9] لأن هذا مما يوجب لعن فاعل هذه المنكرات
ثامناً :
اعتبر إماطة الأذى عن الطريق من الإيمان فقال صلى الله عليه وآله وسلم _ ((«الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَفْضَلُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَوْضَعُهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ»[10]
وإماطة الأذى عن الطريق ليس معنى ذلك أنك ترفع شوكاً أو زجاجاً ولكن قشرة موز أو قشرة بطيخ أو كيس أو قمامة أو حجرة أو ما شاكل ذلك كل هذا يدخل في إماطة الأذى عن طريق المسلمين في حديث عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا فَرَأَيْتُ مِنَ أَحْسَنِ أَعْمَالِهِمُ الْأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ، وَرَأَيْتُ مِنَ سَيِّئِ أَعْمَالِهِمُ النُّخَاعَةَ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ»[11] و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي عَلَى طَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ، فَقَالَ: لَأَرْفَعَنَّ هَذَا لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ لِي بِهِ، فَرَفَعَهُ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِهِ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ “[12] وفي رواية مسلم «لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ»[13]
تاسعاً : نظافة المساجد ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ امْرَأَةً – أَوْ رَجُلًا – كَانَتْ تَقُمُّ المَسْجِدَ – وَلاَ أُرَاهُ إِلَّا امْرَأَةً – فَذَكَرَ حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّهُ صَلَّى عَلَى قَبْرِهَا»[14]
عند ابن خزيمه رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ، فَتَنَاوَلَ حَصَاةً، فَحَكَّهَا، ثُمَّ قَالَ: «لَا يَنْتَخِمَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْقِبْلَةِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ رِجْلِهِ الْيُسْرَى»[15]
أسأل الله تعالى لي ولكم السداد والتوفيق أسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الإيمان والعمل الصالح أسأل الله تعالى أن يوجد في مجتمعنا هذه الثقافة وأن يجعلنا متعاونين من أجل نشر الوعي في مجتمعنا أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن واله
أيها الإخوة :
لا شك أن لانعدام هذه الثقافة ولوجود هذه الكارثة أسباب كثيرة جداً لا أستطيع أن أذكرها في هذه العجالة لكن أذكر من أهمها وأبرزها :
غياب الوعي بأهمية النظافة وغياب التثقيف في هذا الجانب وغياب المقومات التي تعين على نشر مثل هذه الثقافة
ومنها كذلك : ضعف الإمكانات فلا تكاد تذكر في المجتمع لا في المؤسسات ولا في المؤسسات العامة ولا في المؤسسات الخاصة المعنية بالنظافة
ثالثاً : اللامبالاة في الناس بل حتى في بعض المسئولين .
رابعاً : التحجج بأن عمال النظافة مقصرون صحيح أنه قد يكون هنالك تقصير كبير لكن التقصير الأكبر منا فلا يجوز لنا أن نرمي بالتبعة على غيرنا وننسى أنفسنا نحن من يكدر ونحن من يقذر ونحن من يرمي بالقمائم في غير موضعها ولا شك أن النظافة أو قيام كل إنسان بواجبه في هذا الجانب يعني انعكاس لشخصية هذه الإنسان في بيته أيضاً فإذا وجدت إنساناً لا يبالي بنظافة مكتبه ولا بنظافة شارعه فاعكس ذلك تماماً على بيته بمعنى أن بيته كذلك ليس نظيفاً
خامساً: إيكال النظافة إلى شريحة مجتمعية معينة وانعدام المشاركة المجتمعية يعني للأسف الشديد في بلدنا رمينا بالنظافة على شريحة واحدة وقلنا هؤلاء هم عمال النظافة أما الباقون فلا يجوز لهم بل من العيب أنهم يشاركون في النظافة – يا إخوة هذه القضية ربما تحتاج منا إلى سنين لتثقيف الناس بأن العمل في هذا الجانب شرف وخير للإنسان أن يعمل في خدمة بلده ووطنه ومحافظته في هذا الجانب ولا أن يبقى عاطلاً أو يذهب ليعمل مع عصابات التخريب والمخدرات وما شاكل ذلك عياذاً بالله .فإذا كانت هذه الشريحة موجودة في مجتمعنا فهنالك مجتمعات ليس فيها هذه الشريحة تعالوا إلى الصين واليابان إلى الكوريتين إلى كذا من الذي يعمل في هذا الجانب هم عامة الناس ولذلك لو وجدت هذه الثقافة فينا أظن أنه يمكن أننا نشارك وأن كون هنالك فعلاً ثقافة ونظافة مستدامة في مدننا
أيضاً من الأسباب الفساد المالي والإداري في الأجهزة المتخصصة في هذا الجانب فلقد أثبتت فشلها الذريع في تنظيف المدن نظافة شاملة مستدامة يعني إذا وجدت النظافة فهي آنية لكن سرعان ما تعود مظاهر القذارة مرة أخرى بل حتى تظهر على الأرصفة مما يظهر حجم الكارثة في مجتمعنا للأسف الشديد أيضاً قلة الشركات المعنية بالنظافة لو وجدت شركات لوجدتها في إطار شركات وبيوت خاصة عندها ثقافة عالية في هذا الجانب فتجد النظافة عندهم نظافة مستدامة في مكاتبهم وهذه موجودة ولا شك من دخل بعض المؤسسات وبعض المصانع وجد فيها نظافة مستدامة لأنهم سلكوا الطريق الصحيح في إيكال النظافة إلى شركات متخصصة وأي شركة تسلك هذا الدور لا شك أنها تنجح في هذا الجانب أيضاً عدم تفاعل البعض من أصحاب رؤوس الأموال في هذا الجانب والإنفاق في هذا الجانب فهو نوع من الصدقة الجارية التي يؤجر عليها الإنسان إذا أردنا أن نذكر طرفاً من العلاج عجالة نحتاج أولاً إلى تثقيف المجتمع إلى أهمية النظافة وهذه ثقافة عامة للمقروء والمسموع والمرئي
إيجاد البنية التحتية لمكاتب أو صناديق النظافة وأنا على علم بأن في هذه المحافظة في بنية تحتية الآن موجودة لكن لم تسلم بعد لكن أتمنى أن تنجح السلطات المحلية في إيجاد نظافة مستدامة وإن كنت أشك في قدرة القائمين في هذا المجال أو في هذه المؤسسة الذي يعمل فيه العاملون بالنظافة أنهم سيقدرون على إيجاد نظافة مستدامة في المدينة وأتمنى أن تكون هنالك خطوة جريئة لتسليم النظافة إلى شركة خاصة نحتاج أيضا إلى توعية العاطلين عن العمل بأن العمل في هذا الجانب ليس من العيب في شيء بل هو يعبر عن وعي من يعمل في هذا الجانب من العلاجات إيكال النظافة إلى شركات متخصصة والتفاعل المجتمعي مع النظافة فإذا تفاعل المجتمع وكل إنسان تحمل دوره ومسئوليته يمكن أن نوجد بأذن الله تعالى نظافة مستدامة تنبؤ يعني عن الوعي الشديد
أخيراً : أقول – أيها الكرام – النظافة إيمان النظافة مسئولية مجتمعية النظافة واجب ديني النظافة احترام للذات النظافة بناء للوطن أسأل الله تعالى – لي ولكم السداد والتوفيق اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً يا رب العاملين اللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها يا رب العالمين اللهم نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشداً يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك إنك على كل شيء قدير ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
[1] – أحمد 15/ 421
[2] – أحمد 16/ 269
[3] – أحمد 18/ 125
[4] – أحمد 8/ 323
[5] – أحمد 37/ 542
[6] – سنن النسائي 8/ 110
[7] – ضعيف الجامع الصغير وزيادته 1/ 234
[8] – المعجم الكبير للطبراني 3/ 179
[9] – المعجم الكبير للطبراني 20/ 123
[10] – سنن النسائي 8/ 110
[11] – أبو داود الطيالسي 1/ 388
[12] – أحمد 16/ 198
[13] – مسلم 4/ 2021
[14] – البخاري 1/ 99
[15] – صحيح ابن خزيمه 2/ 44



اضافة تعليق