الغيبة والنميمة
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاءً أحوى نحمده سبحانه حق حمده ونشكره حق شكره لا نحصي ثناءً عليه هو كما اثنى على نفسه
لك الحمد حمدا نستلذ به ذكراً وإن كنت لا أحصى ثناءً ولا شكراً
لك الحمد حمداً طيباً يملأ السماء واقطارها والأرض والبر والبحر
لك الحمد حمداً سرمدياً مباركاً يقل مداد البحر عن كنهه حصراً
لك الحمد تعظيماً لوجهك قائماً يخصك في السراء مني وفي الضراء
لك الحمد مقروناً بشكرك دائماً لك الحمد في الأولى لك الحمد في الأخرى
لك الحمد موصولاً بغير نهاية وأنت إلهي ما أحق وما أحرى
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم
وأشهد أن نبينا محمد عبد الله ورسوله وصفوته من خلقه وخليله أشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح لهذه الأمة وكشف الله به الغمة ما من خير إلا ودلنا عليه وما من شر إلا وحذرنا منه تركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتبعها إلا كل منيب سالك .
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).
أيها المسلمون :
حديثنا اليوم عن داء منتشر بيننا لا يكاد يخلو منه بيت ولا يكاد يسلم منه أحد إلا من خصه الله تعالى بمزيد فضل ورحمة هذا الداء- أيها الكرام- ليس له علاج عند الأطباء فهو وإن كان يسري في عروق الناس ودمائهم إلا أنه – أعني هذا المرض – لا يرى بالمجاهر ولا بالمكرسكوبات ولا يمكن استكشافه باي نوع من انواع الكشافات المتطورة إنه داء قديم جداً لكن الطب الحديث عاجز عن علاجه ولا يوجد في أقسام كليات الطب قسم متخصص لمعالجة هذا الداء وإن أتيت إلى طبيب تريد علاج هذا الداء فإنه يعتذر لك بأنه غير متخصص وإن استشرته يقول لك : لا متخصص لقد حاول أطباء القلوب الإسهام في علاج هذا الداء فما أقل المنتفعين .
أيها المسلمون لقد رأى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم – ليلة المعراج عجباً وسمع عجباً لقد رأى قوماً يعذبون بل يعذبون أنفسهم بأنفسهم وإن ما يعذبون بسببه لا يكاد يخلو منه أحد منا فهل نحن متعظون لنصغي إلى كلامه صلى الله عليه وآله وسلم- ولنتدبر تلك الكلمات القليلة المبنى العظيمة المعنى قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ” ))[1]
إن هذا المرض وهذا الداء الذي لا يكاد يخلو منه أحد هو الغيبة .
عباد الله هذا المرض الذي قال فيه صلى الله عليه وآله وسلم- معرفاً « أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ». قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ « ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ». قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِى أَخِى مَا أَقُولُ قَالَ « إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ ».))[2]
أشد البهتان الكذب أن تتكلم في غيبة أخيك وأن تتكلم في عرضه ما ليس فيه فهذا أحد أنواع الغيبة وهو أشدها فتكاً وأشدها حرمة ما منا من أحد -أيها الإخوة – يحب أن يذكر بما فيه من المعايب فضلاً عن أن يكون هذا الكلام مفترىً كذباً زوراً وبهتاناً إذا كان الإنسان منا لا يرضى أن تعد معايبه وأن تذكر معايبه فكيف يستبيح لنفسه أن يتعرض لعيوب الناس ويلوك لسانه بأعراض الناس وبالكلام في الناس
لا تذكر الناس إلا في فضائلهــــــم إياك إياك أن تذكـــــــــــــــــــر عيوبهم
كم فيك عيب تناجي الله يستره من يبتدئ الناس لا يسلم شرورهم
ارجع إلى الله من ذنب وقعت به لله يفـــــــــــــرح أن يغفر ذنوبهـــــــــــم
كل الخلائق خطاء طبائعهـــــــــــم التائبــــــــــون بشرع الله خيرهـــــــم
الهمز واللمز لا تحمــــد عواقبــــه من يعلم الســــــــر علام غيوبهــــــم
احفظك لسانك لا تلفظ بنــابية نتاجها الحقد والبغضاء والسقــــــم
أيها المسلمون :
من منا يسلم من الكلام في أعراض الناس وأكل لحومهم في مجالسنا في دواويننا في بيوتنا في مكالماتنا الهاتفية في رسائلنا النصية كل هذه لا تخلو من أكل لحوم الناس إن الغيبة أيها المسلمون أربى الربا واستطالة في أعراض الناس كما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أمر الربا وعظم شأنه وقال إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم ))[3]
أيها المسلمون :
إن الغيبة تنطلق من أصغر عضو في هذا الإنسان من اللسان هذا اللسان الذي أمرنا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم- بحفظه فقال: (( كف عليك هذا))[4]
وقد تكفل صلى الله عليه وآله وسلم – بالجنة لمن تكفل بحفظ لسانه وفرجه
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَنْ تَوَكَّلَ لِي مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ وَمَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ تَوَكَّلْتُ لَهُ بِالْجَنَّةِ))[5]
فهل نستطيع ذلك يا عباد الله إن الشخص منا ذكراً كان أو أنثى يمكن أن يحافظ على فرجه فلا يوقعه فما حرمه الله سبحانه وتعالى – ولكن قل من يحفظ لسانه هذا العضو الصغير يلعب بالإنسان ويعبث به عبثاً شديداً لا يكاد يستولي على لسانه ويطيل من سجنه إلا من خير إلا من رحمه الله ووفقه إن أهل الصمت أمراء مهابون بل هم ملوك معظمون إن نطقوا فبالحق والحكمة ومن زلت لسانه سقطت مهابته ولذلك قيل في المثل المرء بأصغريه قلبه ولسانه وهذه المقولة ليست حديثاً نبوياً وإنما لها قصة وقعت في زمن عمر بن عبد العزيز هذا الحاكم العادل الذي جفف الفساد بجميع أنواعه وأرسى العدل وأزال الظلم خلال عامين وأشهر من حكمه رحمه الله تعالى – وقد ذكرنا قصته في خطبة مضت جاءه الوفود مهنئين ومبايعين ومباركين فقام شاب بل غلام صغير من أهل الحجاز نيابة عن قومه ليتكلم وليبارك وليهنئ فراه عمر بن عبد العزيز في هذه السن الصغيرة فقال : ليقم أسن منك من قومك يعني تأدب وليقم من هو أكبر منك سناً ليتكلم فقال هذا الغلام الصغير : اصلح الله الأمير إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه فإذا منح الله العبد لساناً لافظاً وقلباً حافظاً فقد استحق الكلام وعرف فضله من سمع خطابه ولو أن الأمر يا أمير المؤمنين بالسن لكان في الأمة من هو أحق منك بهذا المجلس فعظم أمير المؤمنين هذا الغلام واستنصحه وأخذ بكلامه وقديماً يروى أن أبا حنيفة كان في المسجد بعد صلاة الصبح ماداً رجليه يقرأ ويذكر الله تعالى فدخل رجل كبير في السن كث اللحية فقبض أبو حنيفة رجليه احتراماً ومهابة لهذا الرجل فسأل هذا الرجل ابا حنيفة فقال : يا أيها الإمام إن لم أستطع أن أصلي سنة الفجر قبل الفجر فمتى أصليها فقال : حين تطلع الشمس فقال : فإن لم تطلع الشمس فمد ابو حنيفة رجليه فقال آن الأوان لأبي حنيفة أن يمد رجليه يعني افتضح بهذه الكلمة هذه مهابة مزيفة عرف الرجل من هذا الكلام وهل الشمس لا تطلع قال : فإذا لم تطلع الشمس قال : مد يا أبا حنيفة رجليك فالمرء إذاً بأصغريه قلبه ولسانه إن الصمت أيها الكرام عبادة إذا أتت في وقتها في مكانها الصحيح المناسب فهي عبادة من العبادات يتقرب بها العبد إلى الله تعالى فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عليك بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما ] ( حسن بشواهده ).
عن أنس قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال : يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأقل ( في الميزان ) من غيرهما ؟ قال : بلى يا رسول الله قال : فذكره ))[6]
صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كم من الناس من تجله بأخلاقه وكم من الناس من يسقط من عينيك ولو كان زاهداً عابداً راهباً لأن الأخلاق لها ميزان عند الله ولها ميزان عند الناس فالصمت إذاً إذا وقع في وقته وفي مكانه فهو من أجل العبادات .
أيها المسلمون :
لخطورة الغيبة أخذت مساحة من وعظ الوعاظ وتأليفهم فقال عمر رضي الله تعالى عنه : عليكم بذكر الله تعالى فإنه شفاء وإياكم وذكر الناس فإنه داء وقال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه ولا يبصر الجذع في عينيه إنك كما يقول بعض المعاصرين وبعض المدربين يقول : حين تشير إلى الشخص بعيب من المعايب وتقول له أنت كذا وأنت كذا تذكر أنك أشرت إليه بأصبع وأن ثلاثة اصابع مؤشرة إليك فلتعرف قدر نفسك وكفة بالمرء أن يهتم بعيوب نفسه ولا يعني هذا أنه لا يدل الناس على الخير إن الغيبة من كبائر الذنوب وقد حرمها الله تعالى في كتابه فقال سبحانه : ((وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ )) سورة الحجرات آية (12)
وحرمها النبي صلى الله عليه وآله وسلم – فقال : ((فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ ))[7]
إن الغيبة تفسد القلوب وتزرع الشرور وتجر إلى الموبقات وإلى والمهلكات وتورث الفتن وتوسع شقة الخلاف وتنبت الشقاق والحسد وتجلب العداوات بين البيوت والجيران وتذهب بالحسنات وتأتي بالسيئات إن من أوجب الواجبات علينا أيها المسلمون أن نحفظ ألسنتنا وأن نصونها عن أكل لحوم الناس ونهش أعراضهم يقول صلى الله عليه وآله وسلم ((الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ))[8]
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما النجاة قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك ))[9]
وقال صلى الله عليه وآله وسلم ((مَنْ تَوَكَّلَ لِي مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ وَمَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ تَوَكَّلْتُ لَهُ بِالْجَنَّةِ))[10]
لنحذر كل الحذر من إطلاق العنان للسان لأنه سيورث الندم والحسرات وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه رفعه قال إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا ))[11]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ورزقنا جميعاً السير على هدي سيد المرسلين أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية :
الحمد لله ذو الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أحمده سبحانه حق حمده وأشكره حق شكره وأشهد أن ألا إله إلا الله وحده لا شريك له غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب وأشهد أن نبينا محمد عبد الله ورسوله خير من تاب وأناب الداعي إلى خير الأخلاق والآداب صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير آل وأصحاب
أيها المسلمون :
يقول أبو فراس الحمداني وهو يصف المغتاب ويذكره بانه يعرف كثيراً من عيوبه
ويغتابني من لو كفاني غيبـــــــــــــــــــــة لكنت له العين البصيرة والأذنا
وعندي من الأخبار ما لو ذكرته إذاً لقرع المغتاب من نــــــــــدم سناً
أيها المسلمون :
يقول الله جل وعلا ((مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) سورة ق آية (18)
فما يتكلم الإنسان بكلمة إلا وسجلها عليه الملك إن خيراً فخير وإن شراً فشر فعلينا بالصمت الطويل إلا من خير علينا أن نصمت قبل أن نتكلم ونعد جواباً لما سنتكلم به فإن كان في هذا الكلام خيرا فلننطق به وإن كان يجر علينا سوءاً شراً وفساداً فلنمسك عنه ولن نخسر شيئاً إن الكلمة إذا انطلقت من اللسان مثلها مثل الرصاصة إذا خرجت من البندقية لا يمكن أن ترجع أبداً
يقول قتادة رضي الله عنه قال : ذكر لنا عذاب القبر ثلاثة أثلاث : ثلث في الغيبة وثلث في النميمة وثلث من البول
يعني أن يترك الإنسان بوله يقطر على ثيابه وعلى جسده أو يرتد من الأرض أو من الأحجار إلى بدنه والحديث معروف في الصحيحين .
أيها الكرام :
إن النميمة نوع آخر من كبائر الذنوب والمقصود بها نقل كلام الناس بعضهم في بعض لغرض الإفساد بينهم
قال تعالى ((وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ )) سورة القلم الآيات (10- 11)
وقال صلى الله عليه وآله وسلم ((« لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ ».))[12]
أي لا يدخلها دخولاً أولياً لأن المذنب كما هو معروف تحت مشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه بقدر ذنبه لكن مرجعه إلى الجنة طالما وهو موحد وهكذا يجب أن تفهم كل الأحاديث التي فيها نفي لدخول الجنة ولنعلم أيها الكرام أنه أيضاً لابد أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب كما قال عمر رضي الله تعالى عنه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا إن المستمع الذي يتلذذ بالغيبة ويتلذذ بالنميمة إثمه إثم المتكلم ولا يظن أحد أنه برئ وأنه مجرد سامع اسمعوا ا وتمعنوا قول الله تعالى ((وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)) سورة الأنعام آية (68)
وقال سبحانه ((وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ))
سورة النساء آية (140) أي مثلهم في الإثم فلنحذر من الغيبة والنميمة ولنحذر من مجالسة المغتابين والنمامين وعلينا دائماً أن نصرخ في وجوه المغتابين والنمامين نذكرهم بتقوى الله تعالى ونذكرهم أن ما يقومون به إنما هو إثم وجرم وأنه لا يجوز أن يتكلم في أعراض الناس اسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعاً وإياكم ويهدينا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو وأن يصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا هو اللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها يا رب العالمين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا واشف مرضانا وعاف مبتلانا وأحسن ختامنا اللهم إنا نسألك يا مولانا باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سالت به أعطيت نسألك أن تخرج بلدنا هذا إلى بر الأمان اللهم من أراد لهذا لبلد خيراً وتوفيقاً فخذ بيده ووفقه وسدده ومن أراد به سوءاً وإقلاقاً اللهم اجعل تدبيره تدميراً عليه واجعل كيده في نحره يا سميع الدعاء اللهم خذ بأيدي كل من يريد خيراً لهذا البلد اللهم وفقه وسدده يا رب العالمين وهيئ له السبل التي تعينه على إخراج البلد إلى بر الأمان اللهم عليك بكل من يقلق الأمن ويريد شراً وتمزيقاً لهذا البلد اللهم عليك بكل من يهدد مصالح هذا البلد اللهم عليك بكل من يخرب البنى التحتية لهذا البلد اللهم افضحهم شر فضيحة اللهم اجعل كيدهم في نحورهم اللهم اجعل ذلك وبالاً عليهم يا رب العالمين
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
اضافة تعليق