تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

فضائل شهر شعبان

هنالك تقرير ختامي ترفع فيه أعمال السنة في هذا الشهر المبارك الكريم من شهر شعبان الذي يغفل عنه كثير من الناس ولا يعرفون شيئاً عن فضائله إلا من رحم الله تعالى – بل ويجهل الكثير ما فيه من المنح والجوائز الربانية فقد شرع الله تعالى فيه الذكر وأعمال البر والخير من قراءة القرآن والصلاة والصيام والصدقة وغير ذلك من أعمال البر

فضائل شهر شعبان

الحمد لله الملك المنان الذي خلق الإنسان وعلمه البيان الحمد لله الذي جعل الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان لا يخرج شيء عن طاعته إلا من تمرد من الإنس والجان نحمده تعالى حق حمده ونشكره حق شكره هو أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا له عبد لا ما نع لما أعطى ولا معطى لما منع ولا ينفع ذا الجد منه الجد

أنت أهل الثناء والمجد فامنن               بجميل من الثناء المواتي

ما ثنائي عليك إلا امتنان                  ومثال للأنعم الفاضلات

يا محب الثناء والمدح إني                من حيائي خواطري في شتات

ذابت النفس هيبة واحتراماً            وتأبت عن بلع ريقي لهاتي

حبنا وامتداحنا ليس إلا              ومضة منك يا عظيم الهبات

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم يرفع من يشاء بطاعته ويخفض بالعصيان أهل معصيته يسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء .

خافض رافع سميع بصير              لدبيب للنمل فوق الحصاة

يهتف العابدون من كل جنس        وبلاد على اختلاف اللغات

لم يغب عنه همسة أو هتاف          للمنادين من جميع الفئات

نافع مانع قوي شديد                    قاصم ظهر كل باغ وعاتي

كم تألى ذوو عناد وكفر                فاستحالت عروشهم خاويات

كم أتى بطشه فأردى شعوباً             لاهيات في دورها آمنات

وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفوته من خلقه وخليله أشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح لهذه الأمة وكشف الله تعالى به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه ما من خير إلا ودلنا عليه وما من شر إلا وحذرنا منه فصلوات الله عليه وسلامه وبركاته الأبدية السرمدية إلى يوم الدين

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).

أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

أيها المسلمون :

إن الله تعالى خلقنا لحكمة وهي عبادته فقال تعالى ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ))سورة الذاريات الآيات ( 56-58)

وكل ما في هذا الكون من مخلوقات الله تعالى خلقه لحكمة ولم يخلق شيئاً عبثاً ومن هذه المخلوقات هذا الإنسان قال تعالى ((أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ )) سورة المؤمنون الآيات ( 115- 116)

وقال تعالى ((أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )) سورة القيامة آية (36) ولقد أرسل الله تعالى الرسل وأنزل الكتب وبين لعباده طريق الخير والفلاح وأمرهم بإتباعه ووضح لهم طريق الضلال والزيغ ونهاهم عن سلوكه ((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا )) سورة الإنسان آية (3)((وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ )) سورة البلد آية (10)

وقد جعل الله تعالى للحياة الدنيا نهاية حتمية لأنها ليست داراً أبدية وإنما هي دار ممر ودار ابتلاء وعمل وجعل بعد هذه الدنيا دار ثواب وعقاب قال تعالى ((وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)) سورة البقرة آية  (281)

تلك الدار هي دار الحياة الحقيقية قال تعالى ((وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )) سورة العنكبوت آية (64) يعني الحياة إن الله تعالى كلفنا في هذه الحياة بتكاليف وأعمال ووكل بنا ملائكة تحصي علينا أعمالنا وتسجل كل ما يصدر منا في كتاب هذا الكتاب يؤتى به يوم القيامة يراه الإنسان عياناً ((وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )) سورة الكهف آية (49)

إذاً فكل ما يصدر عنا مقيد وموثق  ((يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)) سورة المجادلة آية  (6)إن من يكتب ويحصي أعمالنا ملائكة كرام لا يحابون ولا يداهنون ولا يخطئون ((وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)) سورة الانفطار الآيات ( 10- 12) وفي الحديث ((” يَتَعَاقَبُونَ [ص:116] فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ وَصَلاَةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ “))[1]

ومعنى يتعاقبون أي تأتي طائفة بعد طائفة  وفي حديث أبي موسى ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: ” إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ – وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: النَّارُ – لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ “. وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَلَمْ يَقُلْ: حَدَّثَنَا.))[2] وكما تعلمون أيها الكرام أنه في يوم الجمعة تأتي الملائكة إلى أبواب المساجد وتكتب وتسجل من حضر إلى المساجد بل يسجلون وقت الحضور هل في الساعة الأولى أم في الثانية أم غير ذلك ففي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه«إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ وَقَفَتِ المَلاَئِكَةُ عَلَى بَابِ المَسْجِدِ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، وَمَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ، وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ»))[3]

أيها المسلمون :

تعلمون أن الأعمال ترفع إلى الله تعالى في كل أسبوع كل اثنين وكل خميس ففي الحديث (( تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، لِكُلِّ امْرِئٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ))[4]

هذا رفع للأعمال في الأسبوع وهنالك تقرير ختامي ترفع فيه أعمال السنة في هذا الشهر المبارك الكريم من شهر شعبان الذي يغفل عنه كثير من الناس ولا يعرفون شيئاً عن فضائله إلا من رحم الله تعالى – بل ويجهل الكثير ما فيه من المنح والجوائز الربانية فقد شرع الله تعالى فيه الذكر وأعمال البر والخير من قراءة القرآن والصلاة والصيام والصدقة وغير ذلك من أعمال البر ففي الحديث عن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»))[5]

فعلينا أن نتأمل كيف سترفع أعمالنا هل هي حسنات ترفع الدرجات أم سيئات تسخط رب الأرض والسموات هل هي أعمال تؤهلنا للفوز والفلاح في الدنيا والأخرى أم هي أعمال ظلمنا فيها أنفسنا فإن كانت الأخيرة وكلنا ظلوم وكلنا جهول ((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)) سورة الأحزاب آية  (72)

إذا كان الأمر كذلك فعلينا أن نبادر بالتوبة والاستغفار واستغلال ما تبقى من شهر شعبان وتهيئة النفوس لرمضان شهر النفحات والبركات يقول أبو بكر البلخي رحمه الله : شهر رجب شهر الزرع وشهر شعبان شهر السقي وشهر رمضان شهر الحصاد ولذلك الأمر كما يقول رحمه الله تعالى – فإن من لم يستعد لشهر رمضان من شهر رجب بالتوبة والإنابة والاستغفار ويكثر من هذه الأعمال ويستغل نفحات شهر شعبان فإنه لا يستفيد كثيراً من رمضان فلماذا لا تدمع أعيننا في بداية رمضان لماذا لا ترق قلوبنا في بداية رمضان لماذا يقل خشوعنا في بدابة رمضان لماذا لا يتأثر الكثير منا إلا في أواخر شهر رمضان لأننا لم نستغل رجب وشعبان

أيها الكرام :

علينا أن نستغل ما تبقى من هذا الشهر إذا كنا قد فرطنا في رجب فلا يفوتنا شعبان علينا أن نجد وأن نجتهد وأن نجاهد أنفسنا فإذا جاهدنا أنفسنا فإن الله تعالى سيرحمنا وسيأخذ بأيدينا ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)) سورة العنكبوت آية  (69) سيهدينا الله عز وجل إلى السبل التي توصلنا إليه والتي ننال بها رضوانه سبحانه وتعالى أسأل الله تعالى بمنه وكرمه  وبأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمن علينا بالتوبة والرضوان والعفو والغفران إنه ولي ذلك والقادر عليه أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

 

الخطبة الثانية :

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد ألا إله إلا الله تعظيماً لشانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحابته وإخوانه

عباد الله :

في شهر شعبان ليلة مباركة يطلع فيها الرب جل وعلا على عباده بالمغفرة والرضوان إلا من كان مشاحناً أو مشركاً  ففي الحديث” يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه

إلا لمشرك أو مشاحن “.))[6]

المغفرة في تلك الليلة هي للموحدين وأصحاب القلوب اللينة التي لا تحمل غلاً ولا حقداً على أحد من المسلمين أيها المؤمنون لا تذهب أفهامكم بعيداً إلى المشركين من يهود ونصارى ومجوس وعباد الشموس والأقمار والأصنام والأشجار وغير ذلك بل إنه يدخل تحت هذه اللفظة أناس من هذه الأمة فما أكثر الشرك في حياتنا فهنالك من يطوف حول القبور ويتعامل مع السحرة ويعلق الطلاسم والأسحار والتمائم والحروز والعزائم على نفسه أو ولده أو زوجته أو داره أو دابته أو دكانه أ وسيارته أو غير ذلك وهذا كله من الشرك بالله تعالى هنالك من يدعون غير الله تعالى ويذبحون لغير الله تعالى وغير ذلك من النذور ومالا يتقرب به إلا إلى الله تعالى وما أكثر انتشار الشرك الخفي ألا وهو الرياء في هذه الأمة في الحديث القدسي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ “))[7]

فانظر كيف سماه الله تعالى شركاً وهو الشرك الأصغر أعني الرياء إن من أقبح الصفات التي يحرم صاحبها من عفو الله تعالى ومغفرته في تلك الليلة المشاحنة فكم توجد من الشحناء بين الآباء والأبناء وكم توجد من الشحناء بين الإخوان والجيران وبين الأقارب والأصحاب وبين القبائل والأحزاب فلماذا لا يعفو بعضنا عن بعض يقول صلى الله عليه وآله وسلم «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟» قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ»))[8]

ولنكن ممن قال الله تعالى فيهم((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) سورة الحشر آية (10)

ويقول تعالى ((وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) سورة النور آية (22) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم اللهم إنا نسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعبادك الصالحين ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم- اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اللهم آتي نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم بارك لنا فيما تبقى من شعبان وبلغنا رمضان يا رب العالمين ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

[1]- البخاري 1/ 115

[2]- مسلم 1/ 161

[3]- البخاري 2/ 11

[4]- مسلم 4/ 1987

[5]- سنن النسائي 4/ 201

[6]- سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/ 135

[7]- مسلم 4/ 2289

[8]- أبو داود 4/ 280

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق