تابعنا على

إنتاجات الشيخ خطب مفرغة

أثر المداومة على الطاعات

بسم الله الرحمن الرحيم

أثر المداومة على الطاعة 8/8/2014م 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).

 أما بعد:

 فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

أيها المؤمنون عباد الله :

لقد كنا في الأمس في عبادة عظيمة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة ألا وهي عبادة الصوم لقد عمرت المساجد بالقيام وقراءة القرآن والذكر والدعاء والتضرع إلى الله تعالى وقبل هذا كله شهود الصلوات الخمس في جماعة ولقد عمرت القلوب بالرحمة والعطف والخشوع خلال الشهر المنصرم لقد جادت جوارحنا بالبر والخير والصلة والإحسان وبدا على وجوهنا البشر والسرور بإدراك موسم المغفرة والعتق من النيران .

أيها المسلمون :

لقد ارتحل عنا شهر الصيام آخذاً معه أعمال العباد فمن عمل خيراً فليحمد الله جل وعلا – ومن خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فليتدارك طالماً وفي العمر فسحة .

إن قلوبنا أسفة على مفارقة هذا الشهر المبارك الكريم وخائفة من عدم القبول وإن كنا ودعنا شهر المغفرة وموسم الطاعات فإننا لم نودع الأعمال الصالحات بل أبوابها مفتوحة في رمضان وغير رمضان ولكنها الفرصة الثمينة التي يخشى الإنسان ألا تعود إليه مرة أخرى لقد مر هذا الشهر الكريم سريعاً فما أن بدأ حتى تسارعت الليالي والأيام ثم ودعناه لقد اجتهد بعضنا في الطاعات واستفاد من هذه الفرصة السانحة وتعرض لنفحات الله جل وعلا – ففاز فوزاً عظيماًًً لكن الخطأ الفادح الذي يقع فيه الكثيرون أنه إذا انتهى رمضان انقطع عن الطاعات التي كان يعملها في رمضان فترى من كان محافظاً على صلاة الجماعة ومن كان يداوم على صلاة الوتر وتلاوة القرآن والذكر يترك ذلك ونرى من كان قد عاد للصلاة بعد أن كان قاطعاً لها قبل رمضان يعود لتركها مرة أخرى بعد أن ينقضي رمضان فلم هذا التراجع الذي يحصل لبعض الناس .

عباد الله :

إن من ذاق حلاوة الطاعة وشعر بالأنس حين قرب من ربه جلا وعلا – وخالط الإيمان بشاشة قلبه لا يمكن أن يهجر الطاعات بحال من الأحوال وقديماً سأل هرقل عظيم الروم سأل أبا سفيان فقال وهو يسأل عن أتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم- هل يرتد أحدهم سخطه لدينه ؟ فقال أبو سفيان لا فقال هرقل : تلك بشاشة الإيمان إذا خالطت القلوب فهرقل مع كفره مدرك أن من ذاق حلاوة الإيمان لا يمكن أن يتراجع عنه مهما حصل له من البلاء .

أيها المؤمنون :

إن تذوق حلاوة الطاعة والأنس بالقرب من الله تعالى هي السر في الاستمرار وعدم الانقطاع عن الطاعات وإن المسلم قد يحصل له الفتور والضعف في العمل ولكنه لا ينقطع يقول صلى الله عليه وآله وسلم ((«إن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كان فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك»))[1]

يقول العلامة ابن القيم رحمه الله – تخلل الفترات للسالكين أمر لابد منه فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد ولم تخرجه من فرض ولم تدخله في محرم رجي أن يعود خيراً مما كان .

أيها الكرام لا ينبغي للمسلم أن ينكص على عقبيه بعد رمضان فينطبق عليه قول الله عز وجل((وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )) سورة النحل آية (92)

إن الله الذي خلقنا وأمرنا بعبادته لا يجوز أن نخصص لعبادته شهراً واحداً في السنة وهو الذي يراعنا ويكلؤنا ويرزقنا طيلة حياتنا .

أيها المسلمون :

لقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم – المداومة على العمل الصالح ففي الحديث ((«كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ، وَكَانَ إِذَا نَامَ مِنَ اللَّيْلِ، أَوْ مَرِضَ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً»))[2]

إن مما يحبه الله تعالى ويرضاه المداومة على العمل الصالح ففي الحديثعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ» وَقَالَ: «اكْلَفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ»))[3]

أيها الكرام :

إن للمداومة على الطاعات آثاراً حميدة في حياة الإنسان الدنيوية والأخروية فمن ذلك:

 أولاً : أن المداومة على الطاعات سبب للنجاة عند نزول المحن والكروب والشدائد ففي الحديثعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالكَرْبِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ.))[4]

ثانياً : أن المداومة على الطاعات تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر قال تعالى((وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)) سورة العنكبوت آية (45)

وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانًا يُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ، فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ، قَالَ: «سَيَنْهَاهُ مَا تَقُولُ»))[5]

ثالثاً : إن المداومة على الطاعات سبب لمحبة الله تعالى – قال تعالى ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)) سورة البقرة آية (222)والتواب هو كثير التوبة والمتطهر هو كثير التطهر الذي يداوم على التوبة ويداوم على التطهر .

رابعاً : إن المداومة على الطاعات سبب لمحو الذنوب قال تعالى ((وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ )) سورة هود آية (114) وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا، مَا تَقُولُ: ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ ” قَالُوا: لاَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا، قَالَ: «فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايَا»))[6]

خامساً : المداومة على الطاعات سبب للهداية الموصلة إلى الله تعالى وسبب لنيل معيته قال تعالى ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)) سورة العنكبوت آية (69)

فانظروا كيف كانت المجاهدة على الطاعات والاستمرار عليها سبب من الأسباب التي تؤدي بالعبد إلى أن يسلك سبل الله جل وعلا – الموصلة إلى مرضاته وكيف أنها تجعل معية الله مع ذلك العبد .

سادساً:  المداومة على الطاعات سبب لتجاوز الله تعالى عن العبد ففي الحديث عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ” كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ “))[7]

سابعاً : المداومة على الطاعات سبب  للبراءة من النفاق والنار ففي الحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ.))[8]

ثامناً : المداومة على الطاعات سبب للاستظلال بظل الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله  ففي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَدْلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ “))[9]

وهذا لا يتأتى لمرة أو مرتين وإنما يتأتى لمن داوم على هذه الأمور إن للمداومة على الطاعات أسباب وليست الأمور تؤخذ وتؤتى بالأماني ولكن لابد من العمل بالسبب ومن أسباب ذلك:

أولا: العزم الصادق أن يكون العبد عازماً عزماً صادقاً أكيداً على الاستمرار على طاعة الله قال تعالى:((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)) سورة العنكبوت آية (69).

ثانياً : أن يكثر العبد من دعاء الله أن يوفقه للاستمرار في الطاعات كما كان في رمضان بل أن يكون أشد مما كان عليه في رمضان وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ))[10]

ثالثاً: الاقتصاد في العمل فلا يكلف نفسه فوق الطاقة فيحدث لها انكسار وانهزام وتتوقف ولكن كما قال صلى الله عليه وآله وسلم ((«خُذُوا مِنَ العَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا»))[11] أي لا يمل عن إعطائكم الأجر والثواب حتى تملوا أنتم وتنقطعوا عن العمل قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ»))[12]

فأكلف نفسك من العمل ما تطيق من أجل أن تكون مداوماً على ذلك العمل يقول صلى الله عليه وآله وسلم «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل»))[13]

اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد نسألك يا مولانا بأن تعيننا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم وفقنا للاستمرار على طاعتك نسألك يا مولانا أن تجعلنا من المقبولين وأن تجعلنا من المرحومين ولا تجعلنا من المطرودين ولا من المحرومين يا رب العالمين إنك ولي ذلك والقادر عليه أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

 

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أيها الإخوة الكرام :

إن كنا فقدنا رمضان وفقدنا الصيام في نهاره والقيام في ليله وملازمة الذكر فيه فإننا قد تعلمنا من رمضان أننا قادرون على أداء أنواع العبادات وعلى الاستمرار في ذلك وإن كثرت أعمالنا إن رتبنا الأوقات والأعمال فإذا كان صوم رمضان قد انقضى زمانه فإن الله تعالى قد شرع لنا أنواعاً من صيام النوافل كالاثنين والخميس والثلاث الأيام البيض من كل شهر الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والعشر من ذي الحجة وعاشوراء والتاسع والعشر أو العاشر والحادي عشر أو صيام يوم وإفطار يوم فذلك أفضل الصيام وهو صيام داود عليه السلام وكذلك صيام الأشهر الحرم وهكذا أيضاً صيام الست من شوال التي قال فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في حديث أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»))[14] فيجوز صيامها متتابعات ويجوز صيامها متفرقات كما يجوز صيامها مباشرة بعد العيد ويجوز أيضاً تفريقها على شهر شوال المهم أن تكون داخل شهر شوال كما شرع لنا ديننا قيام الليل قال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ: «صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَلَا أَنَامُ إِلَّا عَلَى وِتْرٍ»))[15] صلاة الضحى التي تؤدى من بعد طلوع الشمس بيضاء نقية إلى قبل أن تكون في كبد السماء وصيام ثلاثة أيام من كل شهر وأن أوتر قبل أن أنام كما رغبنا صلى الله عليه وآله وسلم بتلاوة القرآن فقال «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ،))[16]

وقال صلى الله عليه وآله وسلم ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ الْم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ.))[17] كما أمرنا ربنا عز وجل – بالإحسان إلى الخلق والإحسان إلى الأقربين آكد من الأبعدين بل الأقربون أولى بالمعروف فنسأل الله تعالى أن يوفقنا ويسددنا وأن يأخذ بأيدينا إلى كل خير بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم اللهم إنا نسألك بأنك الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا اللهم ثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اللهم تقبل منا صيام رمضان وقيامه يا رب العالمين اللهم وفقنا للاستمرار على طاعتك يا رب العالمين اللهم اغفر زلاتنا وامح ذنوبنا وأن تغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات يا رب العالمين اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل المسلمين اللهم انصر إخواننا في غزة يا رب العالمين اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميتهم نحو نحور أعدائك وأعدائهم يا رب العالمين اللهم تقبل شهداءهم واشف مرضاهم وداو جرحاهم اللهم إنهم عراة فاكسهم وجياع فأطعمهم وحفاه فاحملهم يا رب العالمين اللهم يا رب العالمين نسألك أن تنزل عليهم نصرك الذي وعدتهم يا رب العالمين اللهم أرسل على اليهود وعلى أعوانهم وأنصارهم جنداً من جنودك يسومونهم سوء العذاب اللهم حكم في المسلمين كتابك وسنة رسولك يا رب العالمين نسألك يا ربنا أن تحقق لكل واحد منا سؤله يا أكرم الأكرمين ويا أجود الأجودين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

[1]- صحيح الجامع الصغير وزيادته 1/ 431

[2]- مسلم 1/ 515

[3]- البخاري 8/ 98

[4]- الترمذي 5/ 324

[5]- صحيح ابن حبان 6/ 300

[6]- البخاري 1/ 112

[7]- البخاري 3/ 58

[8]- الترمذي 1/ 321

[9]- البخاري 2/ 111

[10]- أحمد 36/ 443

[11]- البخاري 3/ 39

[12]- أحمد 20/ 346

[13]- صحيح الجامع الصغير وزيادته 1/ 95

[14]- مسلم 2/ 822

[15]- أحمد 12/ 483

[16]- مسلم 1/ 553

[17]- الترمذي 5/ 25

اضافة تعليق

اضغط هنا للتعليق