بسم الله الرحمن الرحيم
يتوافد الحجيج إلى بيت الله الحرام مجيبين داعي الله : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ) هذه المنافع التي من أهمها:
1ـ تحقيق توحيد الله عز وجل وإذا أمعنت النظر في التلبية التي يرددها جموع الحجيج تجد ذلك جليا واضحا : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .ولقد كان بعض الصحابة يزيد على هذه التلبية بحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقولون : لبيك إله الحق لبيك ذا المعارج لبيك وسعديك والخير في يديك .. إلخ فلا شريك لله في ألوهيته ولا ربوبيته ولا أسمائه ولا صفاته والحجيج يحقق ذلك عمليا فيطوف لله ويسعى لله ويذبح لله وهكذا.
2ـ إخلاص العبادة له فالحجيج إنما جاءوا طالبين مغفرة الله التي لا تتحقق إلا بإخلاص الحج لله تعالى قال عليه الصلاة والسلام :( من حج لله ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) والله يباهي بهم الملائكة فيقول انظروا عبادي هؤلاء أتوني شعثا غبرا أشهدكم أني قد غفرت لهم . وما رؤي الشيطان أخسأ من ذلك اليوم لكثرة ما يرى من عفو الله عن عباده.
3ـ التعارف بين الحجيج الذين قدموا من كل فج عميق قال الله تعالى :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) وبالتعارف تأتلف القلوب وتتقارب فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فكم يحدث من التواصل بين المسلمين بعد الحج من خلال البريد الإلكتروني وغيره فهذه منفعة عظيمة يشهدها المسلمون .
4ـ تحصيل العلم النافع وخاصة ما كان فرض عين فكم من جاهل يتعلم في تلك الديار العقيدة الصحيحة وكم من شخص تتصحح عبادته من خلال المحاضرات وخطب الجمعة والخواطر التي تلقى عليهم وهذه منفعة ربما لا يجدها كثير من المسلمين في بلدانهم .
5ـ البيع والشراء فهناك من الحجاج من يأتي بأشياء من بلده ليبيعها على الحجيج وآخرون يشترون أشياء في تلك الديار ويتاجرون بها وآخرون يشترون ليعودوا إلى بلدانهم ليبيعوها أو تكون خاصة بهم وهذه منفعة أيضا وقد أباح الله تعالى ذلك فقال: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ) قال أهل التفسير البيع والشراء.
فأسأل الله تعالى أن يجعل حجاج بيته أكثر انتفاعا في هذا الموسم إنه على كل شيء قدير وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين .
اضافة تعليق