فضل الصدقة والإنفاق
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين وبعد:
فإن المجتمع الذي يجد فيه الفقير من يطرق بابه سائلا إياه قبول حقه في الزكاة والصدقات ، لمجتمع جدير بالاستقرار والنهوض والأمن والرخاء.
ونظرا لحاجة الأمة والمجتمعات والشعوب للبذل والعطاء والإنفاق ومد يد العون والمساعدة ، أحببنا أن نذكر في هذا العجالة بفوائد الزكاة والصدقات ،خصوصا ونحن على أبواب رمضان شهر القرآن والصدقة والإنفاق لعل ذلك يكون دافعا لمزيد من البذل والعطاء وقبل البدء أهنيء وأبارك لهذا المنتدى وللقائمين عليه ولجميع الزوار هذا العمل المشكور وأتمنى من الله أن يبلغنا جميعا رمضان وأن يرزقنا صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا وأن يجعلنا فيه من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته إنه سميع مجيب.
تعريف الإنفـــــاق اصطلاحًا:
الإنفاق إخراج المال الطيب في الطاعات و المباحات .
فمن فوائد الزكاة والصدقات :
1. امتثال أمر الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام.
2. التنزَه عن صفة البخل المُهلك .
3. التعاون على البر والتقوى
4. الصدقة برهان على إيمان صاحبها
5. الزكاة والصدقات تطهر النفوس وتزكيها
6. مضاعفة الحسنات
7. الزكاة والصدقات دليل على شكر نعمة المال
8. مغفرة الذنوب ، وتكفير السيئات ، وإطفاء نار الخطايا.
9. السلامة من وبال المال بالآخرة
10. نيل درجة البر، قال تعالى ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) آل عمران – 92
11. الإنفاق من صفات المتقين
12. تنمية الأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة
13. الأمان من الخوف يوم الفزع الأكبر.
14. تحصين المال وحفظه وزيادته
15. الصدقة دواء كثير من الأمراض
16. وهى سبب لدفع البلايا وجميع الأسقام
17. وهى سبب لجلب المودة بين الناس
18. وصاحب الزكاة والإنفاق موعود بالخلف والتوفية : ( وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) الأنفال – 60
19. وهو أيضا موعود بالزيادة على ما انفق (يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) البقرة – 276
20. والزكاة والصدقات سبب لإضعاف مادة الحسد والحقد والبغضاء بين الناس.
21. وبالصدقة والإنفاق يتصف العبد بأوصاف الكرماء وأهل الفضل ، ويتخلص من الأوصاف والأسماء الرديئة كالشحيح والبخيل والتقتير …..
22. والزكاة والصدقات سبب لنزول القطر ، ومنع الزكاة سبب لمنع القطر.
23. الفوز بالجنة والنجاة من النار.
24. النجاة من عذاب القبر.
25. الاستظلال بظل الله وظل الصدقة يوم القيامة.
26. استحقاق الثناء من الله.
27. والصدقة سبب في زيادة الأعمار
28. وهى سبب في دفع ميتة السوء.
29. وهى سبب في التواضع وذهاب الكبر والفخر والخيلاء.
30. وهى تطفئ غضب الرب.
31. وهى سبب لمحبة الله عز وجل.
32. وهى سبب للسلامة من كفر نعمة الله.
33. وهى تفك صاحبها من النار
34. وهى تسد سبعين بابا من السوء
35. وهى سبب لدعاء الملائكة للمتصدق.
36. وهى سبب لاستجابة الدعاء وكشف الكربة.
37. وهى سبب لسعة الرزق
38. وهى سبب للنصر على الاعداء
39. وهى سبب للفرج بعد الشدة.
40. وهى سبب للخيرية كما قال صلى الله علية وسلم ” اليد العليا خير من اليد السفلى” متفق عليه
41. وللمتصدق على المجاهدين في سبيل الله أجر المجاهد.
42. والصدقة سبب في إعانة المتصدق على الطاعة وتيسيره لليسرى.
43. وإخراج الزكاة والصدقات سبب في حصول البركة في مال المتصدق وعمره وذريته.
44. واخراج الزكاة سبب في النجاة من الهلاك العام والابتلاء بالسنين.
45. المتصدق على الايتام بكفالتهم يفوز بمجاورة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.
46. أن الصدقة سبب في اطعام الله للمتصدق وسقيه وكسائه.
47. أن ثواب الصدقة في بناء المساجد سبب في بناء بيت للمتصدق في الجنة.
48. ان الصدقة من أسباب سكنى الغرفات في الجنة
49. أن اجر الصدقة ثابت ولو كان على البهائم والطيور.
50. ان الصدقة خير ما يهدى للميت.
51. أن الزكاة والصدقة من أسباب حل الازمات الاقتصادية ، ومن أسباب ترابط الامة الاسلامية.
52. انها علاج لقسوة القلب .
53. أن الزكاة تنجي العبد من الاتصاف بخصال المنافقين
54. أن الزكاة تنجى العبد من الشجاع الاقرع يوم القيامة ، والشجاع الاقرع ثعبان قوي.
55. ان اخراج الزكاة والصدقات يؤلم الشيطان ويغيظه .
56. انها سبب لمعية الله عز وجل : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) النحل – 128
057 ان ثواب الصدقة الجارية يبقى للعبد بعد موته.
وقد ورد في كتاب الله الكريم الحث على الإنفاق في آيات منها:
1- (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (262)) البقرة
2- (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (272)).البقرة
1- (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)). ال عمران
وجاءت في السنة أدلة كثيرة في الحث على الإنفاق :
1- ( عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : ” إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال , وهو على المنبر , وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة : ” اليد العليا خير من اليد السفلى , واليد العليا المنفقة والسفلى السائلة. البخاري ـ الفتح 3 (1429)و مسلم (1033) واللفظ له
2- ( عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الله قال لي : أنفق أنفق عليك ” , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يمين الله ملأي , سَحَّاءٌ , ولا يغيضها شيء الليل والنهار([1]), أرأيتم ما أنفق مذ خلق السماء والأرض , فإنه لم يغض ما في يمينه ” قال : ” وعرشه على الماء وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض ” . البخاري ـ الفتح 13 (7419) ومسلم (993) واللفظ له
3- ( عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما أعط منفقاً خلفاً , ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً . البخاري ـ الفتح 3 (1442) ومسلم (1010) متفق عليه
4- ( عن خُرَيْمِ بن فاتك – رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمائة ضعف ” النسائي 6 / 49 وقال الألباني (2 / 671) صحيح وذكره في صحيح الجامع برقم 6110
5- ( عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجراً ؟ قال : ” أن تَصَدَّقَ وأنت صحيح شحيح , تخشى الفقر , وتأمل الغني , ولا تُـمـهلِ حتى إذا بلغت الحُلقُوم قلت : لفلان كذا وفلان كذا وقد كان لفلان ” . البخاري ـ الفتح 3 (1419)واللفظ له ومسلم (1032)
6- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما تصدق أحد بصدقة من طيب – ولا يقبل الله إلا الطيب – إلا أخذها الرحمن بيمينه , وإن كانت تمرة , فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل , كما يُربّي أحدكم فلوه أوفصيله” . البخاري ـ الفتح 3 (1410) ومسلم (1014) واللفظ له
7- عن ابن عباس – رضي الله عنهما- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس , وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل , وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ” . البخاري ـ الفتح 6 (3220) واللفظ له ومسلم (2308)
من أقوال المفسرين:
قال القرطبي – رحمه الله تعالى : ” النفقة تعم الواجبات والمندوبات , لكن الممسك عن المندوبات لا يستحق دعاء الملك ( اللهم أعط منفقاً خلفاً ) إلا أن يغلب عليه البخل المذموم بحيث لا تطيب نفسه بإخراج الحق الذي عليه لو أخرجه ) .
قال النووي – رحمه الله تعالى – الإنفاق الممدوح ما كان في الطاعات على العيال , والضيفان , والتطوعات ” دليل الفالحين (2 / 121)
قد فرض الله على المؤمنين ذوي الأموال الزكوية زكاة تدفع للمحتاجين منهم، وللمصالح العامة النفع كما قال تعالى : {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، فريضة من الله والله عليم حكيم} .
وفي القرآن آيات كثيرة في الأمر بإيتاء الزكاة والنفقة مما رزق الله والثناء على المنفقين والمتصدقين وذكر ثوابهم، وتواترت بذلك كله الأحاديث عن النبي r وبين ما تجب فيه الزكاة من المواشي والحبوب والثمار والنقود والأموال المعدة للتجارة ، وذكر أنصابها ومقدار الواجب منها وذكر الوعيد الشديد على مانعها، واتفق المسلمون على نقصان إيمان تاركها ودينه وإسلامه، وإنما اختلفوا هل يكفر تاركها أم لا ، وذلك لما في الزكاة والصدقة والإحسان من الفوائد الضرورية والكمالية والدينية والدنيوية فمنها أنها من أعظم شعائر الدين وأكبر براهين الإيمان، فإنه r قال : والصدقة برهان، أي على إيمان صاحبها ودينه ومحبته لله إذ سخى لله بماله المحبوب للنفوس .
ومنها أنها تزكي وتنمي المعطي والمعطَى والمال الذي أخرجت منه، أما تزكيتها للمعطى فإنها تزكي أخلاقه وتطهره من الشح والبخل والأخلاق الرذيلة ، وتنمي أخلاقه فيتصف بأوصاف الكرماء المحسنين الشاكرين فإنها من أعظم الشكر لله، والشكر معه المزيد دائماً، وتنمي أيضاً أجره وثوابه، فإن الزكاة والنفقة تضاعف أضعافاً كثيرة بحسب إيمان صاحبها وإخلاصه ونفعها ووقوعها موقعها ، وهي تشرح الصدر وتفرح النفس وتدفع عن العبد من البلايا والأسقام شيئاً كثيراً، فكم جلبت من نعمة دينية ودنيوية ، وكم دفعت من نقم و مكاره وأسقام ، وكم خففت الآلام وكم أزالت من عداوات وجلبت مودة وصداقات، وكم تسببت لأدعية مستجابة من قلوب صادقات. وهي أيضاً تنمي المال المخرج منه، فإنها تقيه الآفات وتحل فيه البركة الإلهية ، قال r : “ما نقصت صدقة من مال، بل تزيد، قال تعالى : {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} وفي الصحيحين عنه r أنه قال : ما من صباح يوم إلا وينـزل ملكان يقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر : اللهم أعطِ ممسكاً تلفاً، والتجربة تشهد بذلك فلا تكاد تجد مؤمناً يخرج الزكاة وينفق النفقات في محلها إلا وقد صب الله عليه الرزق صباً، وأنزل له البركة ويسر له أسباب الرزق .
وأما نفعها للمعطَى فإن الله قد أمر بدفعها للمحتاجين من الفقراء والمساكين والغارمين وفي الرقاب وللمصالح التي يحتاج المسلمون إليها فمتى وضعت في محلها اندفعت الحاجات والضرورات واستغنى الفقراء أو خف فقرهم وقامت المصالح النافعة العمومية، فأي فائدة أعظم من ذلك وأجل، فلو أن الأغنياء أخرجوا زكاة أموالهم ووضعت في محلها لقامت المصالح الدينية والدنيوية وزالت الضرورات واندفعت شرور الفقراء وكان ذلك أعظم حاجز وسد يمنع عبث المفسدين، ولهذا كانت الزكاة من أعظم محاسن الإسلام لما اشتملت عليه من جلب المصالح والمنافع ودفع المضار .
من فوائد الإنفاق:
1- الإنفاق من كمال الإيمان وحسن الإسلام .
2- دليل حسن الظن بالله والثقة به .
3- أداء شكر نعمة الله – عز وجل – بالمال إذ إن المالك على الحقيقة هو الله – عز وجل. سبب نيل حب الله – عز وجل – وحب الخلق .تقوية العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأمة .
4- مواساة الفقراء والمحتاجين وسد حاجة المعوزين .
5- الإسهام في حل مشكلة الفقر التي أعجزت العالم المعاصر.
6- إشاعة التراحم والتّوادّ في المجتمع بدلاً من الشحناء والبغضاء .
7- تزكية النفس وتطهيرها بإخراج الشح منها .
8- الإنفاق سبب بركة المال ونمائه ووقاية للإنسان من المصائب والبلايا .
9- الإنفاق طريق موصل إلى الجنة .
10- الإنفاق يجعل لصاحبه مكانه اجتماعية مرموقة .
11- الإنفاق يدعم الروابـط الأسرية ويقوي الصلات بين أفراد المجتمع .
12- الإنفاق يكفر فتنة الرجل في أهله وجاره .
13- المنفق يستظل بظل الله – عز وجل – يوم لا ظل إلا ظله.
14- الإنفاق دليل الطبع السليم والأريحية الكريمة ومدعاة لنصرة الله عز وجل .
هذا وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب .
د . عقيل المقطري
) [1]) سحاء الليل والنهار: سحَّاء دائمة العطاء





اضافة تعليق