بسم الله الرحمن الرحيم
فضل الدعاء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
موضوع حلقتنا لهذا اليوم حول فضلِ الدعاء
إن الدعاء من أجل العبادات التي يتقرب فيها إلى الله عز وجل وهي عبادة لا يلج بابها إلا القليل من الناس
قال الله تعالى ((وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)
فسمى الله الدعاء عبادة وإن الأنبياء والمرسلين كانوا ملازمين للدعاء كما قال تعالى ( إنهم كانوا يدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) وقال تعالى إخباراً عن إبراهيم صلى اللّه عليه وسلم : { رَبَّنا اغْفِرْ لي وَلِوَالِدَيَّ ولِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحِسابُ } [ إبراهيم : 41 ] وقال تعالى : إخباراً عن نوح صلى اللّه عليه وسلم : { رَبّ اغْفِرْ لي ولِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَللْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ }
وقال تعالى أمرا نبيه (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )
وقال عن المؤمنين (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان)
ولما كان الدعاء من أفضل العبادات التي يتقرب بها إلى الله عز وجل فأن الله جعل له فضائل عدة منها:
1- استجابة الدعاء
قال الله تعالى (و زكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له )
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : قد دعوت ربي فلم يستجب لي ] متفق عليه
وفي رواية لمسلم : [ لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل ] قيل : يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال [ يقول : قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء
2- أن يدعو الملك لمن دعا لأخيه:
حاء في صحيح مسلم عن أبي الدرداء أنه سمعَ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول : ” مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلمٍ يَدْعُو لأخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ إِلاَّ قَالَ المَلَكُ : وَلَكَ بِمِثْلٍ ” وفي رواية أخرى في صحيح مسلم عن أبي الدرداء أنَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول : ” دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأخِيهِ بِظَهْرِ بالغَيْبِ مُسْتَجابَةٌ عِنْدَ رأسهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّما دَعا لأخِيهِ بِخَيْرٍ قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بِهِ : آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلِهِ)
4,3 – أن يصرف عن الداعي من السوء مثلها وأن يدخر له من الأجر مثلها:
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ] فقال رجل من القوم : إذا نكثر قال : [ الله أكثر ] رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
ورواه الحاكم من رواية أبي سعيد وزاد فيه: [ أو يدخر له من الأجر مثلها]
5- أسمع الدعاء واقرب ما يكون العبد من الله :
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ] رواه مسلم
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الدعاء أسمع ؟ قال : [ جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات ] رواه الترمذي وقال حديث حسن





اضافة تعليق