بسم الله الرحمن الرحيم
فضل الجمعة
الحمد لله وحده الصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد :
فإن الله يصطفي ما يشاء ويختار من الملائكة والناس قال الله تعالى (( الله يصطفي من الملائكة رسلا من الناس ))
ويصطفي من البقاع ويفضلها كما قال عليه الصلاة والسلام (أحب البقاع إلى الله المساجد وأبغض البقاع الأسواق)
ولقد فضل الله من المساجد( المسجد الحرام ثم المسجد النبوي ثم الأقصى ) وفضل من الأيام يوم الجمعة وهذا هو موضوع حلقتنا لهذا اليوم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال ,
: ( (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر)
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تطلع الشمس ولا تغرب على يوم أفضل من يوم الجمعة وما من دابة إلا وهي تفزع يوم الجمعة إلا هذين الثقلين الجن والإنس ) صحيح على شرط مسلم
وعن أوس بن أوس الثقفي قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها ”
قاله الشيخ الألباني : صحيح
أنه يوم تكفير السيئات فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن سلمان قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ أتدري ما يوم الجمعة ؟ ] قلت : هو اليوم الذي جمع الله فيه أباكم آدم قال : [ ولكني أدري ما الجمعة لا يتطهر الرجل فيحسن طهوره ثم يأتي الجمعة فينصت حتى يقضي الإمام صلاته إلا كانت كفارة لما بينه وبين الجمعة ما اجتنبت المقتلة ]
وفي المسند أيضا من حديث عطاء الخراساني عن نبيشة الهذلي أنه كان يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن المسلم إذا اغتسل يوم الجمعة أقبل إلى المسجد لا يؤذي أحدا فإن لم يجد الإمام صلى ما بدا له وإن وجد الإمام قد خرج جلس فاستمع وأنصت حتى يقضي الإمام جمعته وكلامه إن لم يغفر له في جمعته تلك ذنوبه كلها أن تكون كفارة للجمعة التي تليها ] وفي صحيح البخاري عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى]
وفي مسند أحمد من حديث أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من اغتسل يوم الجمعة ثم لبس ثيابه ومس طيبا إن كان عنده ثم مشى إلى الجمعة وعليه السكينة ولم يتخط أحدا ولم يؤذه وركع ما قضي له ثم انتظر حتى ينصرف الإمام غفر له ما بين الجمعتين
إن جهنم تسجر كل يوم إلا يوم الجمعة وسر ذلك – والله أعلم – أنه أفضل الأيام عند الله ويقع فيه من الطاعات والعبادات والدعوات والابتهال إلى الله سبحانه وتعالى ما يمنع من تسجير جهنم فيه ولذلك تكون معاصي أهل الإيمان فيه أقل من معاصيهم في غيره حتى إن أهل الفجور ليمتنعون فيه مما لا يمتنعون منه في يوم السبت وغيره
وهذا الحديث الظاهر منه أن المراد سجر جهنم في الدنيا وأنها توقد كل يوم إلا يوم الجمعة وأما يوم القيامة فإنه لا يفتر عذابها ولا يخفف عن أهلها الذين هم أهلها يوما من الأيام ولذلك يدعون الخزنة أن يدعوا ربهم ليخفف عنهم يوما من العذاب فلا يجيبونهم إلى ذلك
من فضائل الجمعة أن فيه ساعة الإجابة وهي الساعة التي لا يسأل الله عبد مسلم فيها شيئا إلا أعطاه ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه وقال : بيده يقللها ] وفي المسند من حديث أبي لبابة بن عبد المنذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ سيد الأيام يوم الجمعة وأعظمها عند الله وفيه خمس خصال : خلق الله فيه آدم وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض وفيه توفى الله عز وجل آدم وفيه ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه الله إياه ما لم يسأل حراما وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب ولا أرض ولا رياح ولا بحر ولا جبال ولا شجر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة]





اضافة تعليق